التسميات

الأحد، 2 فبراير 2014

حوار مع اللادينية مي ميساء حول ثبوت رسالة الإسلام والتوحيد ..
الجزء 1

مي ميساء :
انا لا دينية ، اعتبر كل الديانات صناعة بشرية و لا يوجد وحي
-------------

أبو حب الله :
أولا :
أعتذر عن التاخير فقد كنت مضغوطا جدا اليوم - لأني أعمل على فترتين - ...

ثانيا :
من عادتي عندما ادخل في حوار أو مناظرة مع أحد : أن أخذ جولة في صفحته الشخصية أو اطلع على بعض كتاباته إلخ ..

ثالثا :
وقد قرأت لك بعض المنشورات على صفحتك منذ عام تقريبا أو أقل :
وكانت ما شاء الله فيها من الإيمان والتوكل على الله ومن روح الإسلام الكثير .. وهذا يطرح أول سؤال وهو :

1)
ما هو سبب تحولك إلى اللادينية وترك الإسلام ؟؟..
بمعنى آخر :
ما هو الذي تنتقدينه على الدين لتتركي اتباع الدين - أعني الإسلام خصوصا - .. وعلى ضوء ما ستقولينه أختي الفاضلة سيكون النقاش إن شاء الله تعالى ...

بالتوفيق .. 
تفضلي ....
------------------------

مي ميساء :
أشياء كثيرة أهمها العبودية و الناسخ و المنسوخ، لكن ما جعلني اوقن بعدم وجود وحي هو قراءة عن تاريخ 
اليهودية

للملاحظة انا ايضا اعمل دائما على فترتين لذلك قد لا اتواجد بكثرة ساجتهد لالتزم بقاعدة الثلاث ايام
----------------------------

أبو حب الله :
حسنا أختي الفاضلة ...
1...
بالنسبة للوقت : فأنا أعذرك بالطبع ولن أثقل عليك لأني بالمثل للأسف .. فوقت ما تستطيعين الرد اكتبي ردك وخذي وقتك بتمامه .. أرجو أن تعتبرينه حوار مع إخوة لك يحبون لك الخير كما يحبونه لأنفسهم .. فهداية إنسان عندنا أهم من المناظرة والانتصار ومن فاز ومن خسر إلخ إلخ ..
فأنا قد أكون أمتلك علما تحتاجينه ولا تملكينه : فلن أبخل به عليك .. وأنت كذلك لن تبخلي علينا بما عندك وترين أنه قد ينفعنا ..

2...
بالعودة لإجابتك : فجيد أنك ذكرتي ((كبداية)) الناسخ والمنسوخ والعبودية .. حسنا .. سأجيبك عليهما بإذن الله تعالى وبما يزيل عنك شبهاتهما إن شاء الله .. ولكن أولا - ولكي تكتمل رؤيتي حول طريقة تفكيرك وأصل شبهاتك - :
أريدك أن تكتبي لي بتحديد أكثر :
ما الذي أثارك في قراءتك للتاريخ اليهودي ؟؟.. ولو باختصار حتى لا أثقل عليك ...
يعني تشابه بعض القصص بينه وبين القرآن أم ماذا ؟؟؟

تفضلي ..
وبالتوفيق ..
-----------------------

مي ميساء :
مساء الخير،
ما قرأته عن اليهودية جعلني استنتج انه فالواقع انبياءهم ليسو سوى ملوكهم الا انهم ارادو ايهام العامة من الناس بانهم انبياء يوحى لهم ليطيعوهم دون نقاش، و كل مادونوه من تلموذ هو تاريخهم كما يروونه و عاداتهم و تقاليدهم التي ارادو جعلها مقدسة ليحافظو عليها جيل بعد جيل و يضمنون بقاءهم و اتحادهم
----------------------

أبو حب الله :
سأبدأ بالتعليق أولا على مسألة اليهودية .. وسيكون ذلك في إطار نقطتين محددتين حتى لا أبتعد عما ذكرتيه لنا فأقول :

1- اليهودية من جهة - والتبصر بوجه عام في الرسالات السماوية وترابطها وتسلسلها وبشاراتها - هو من أكبر الأدلة على الله عز وجل ...

2- لقد أصبت في نقطة واحدة قد لاحظتيها بذكائك ما شاء الله وهي تدخل يد التحريف البشرية في التوراة أو التلمود ولكن :
ما الجديد - في حالتنا كمسلمين على الأقل - إذا كان الله تعالى ورسوله قد أكدا هذا الأمر في أكثر من موضع ؟؟؟.. ولا .. ليس كل أنبياؤهم ولا رسلهم ملوكا ولم يؤسسوا للملك كما سنرى ..

والآن : إلى تفاصيل أكثر عن النقطتين ...

1-
الله تعالى يخبرنا في القرآن الكريم أنه ما من أمة إلا وقد خلا فيها نذير : " إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير " فاطر 24 .. ويقول : " وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون " ويقول : " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " الإسراء 15 ويقول : " ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك " النساء 164 ..

والشاهد : أن الله تعالى لم يترك عباده هملا وهو الذي خلقهم - من ضمن ما خلقهم - لعمارة الأرض وفق الحق والعدل والأخلاق والإحسان ... ولكن :
فازت الأمة اليهودية بالنصيب الأكبر من عدد الأنبياء والرسل لأنها كانت المثال الأظهر على تعنت الإنسان وماديته - وهي أكثر الأمم ذكرا في القرآن ورسلها وأنبياؤها هم الأكثر تكرارا أيضا - .. حيث يتضح لنا من قصصهم في القرآن الحق : 
كم هو الله تعالى رؤوف وحليم مع عباده المتعنتين إلى آخر المطاف قبل أن يسحب نعمته منهم ...

ومن أجمل الأمثلة التي تقرأينها عن وصف بني إسرائيل هو ما ذكره عيسى عليه السلام في إنجيل برنابا - الذي لا تعترف به كنائسهم لذكره النبي محمد بالاسم 14 مرة وإثباته عدم الصلب وبنوته والثالوث إلخ - حيث قال فيهم مثالا معبرا فيما معناه :

أنهم - أي اليهود - أشبه بالرجل الضعيف الذي خرج عليه لصوص ومجرمون فسرقوه وجردوه من كل شيء وضربوه ضربا مبرحا حتى تركوه في الطريق بين الحياة والموت : فإذ بالملك يمر في الطريق فيراه فيمن عليه وينعم عليه ويرفعه ويكسوه ويعطيه ويقربه منه - وهذا نفس وصف القرآن لهم إذ يقول تعالى : " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " القصص 5 -

ولكن ذلك الرجل الخسيس الطبع بعد كل ذلك : خان أمان الملك وأنكر نعمته عليه ومنه وكرمه الذي أغدق به عليه بلا مقابل ! فماذا يكون مثل هذا ؟؟.. وماذا يكون جزاؤه ؟؟..

هذا هو حال اليهود للأسف - ولذلك يتخذ العاقل قصصهم من القرآن للعبرة والعظة وليس للمتعة والتسلية ! - .. ولذلك كانت كثرة رسلهم وأنبياؤهم فيهم هي ككثرة الشيوخ والدعاة فينا كمثال !!.. وهذا يدل من جهة على كثرة أمراضهم .. ومن الجهة الأخرى يدل على حلم الله الكبير بهم كما قلت ولاسيما : وقد قتلوا العديد منهم للأسف .. يقول تعالى : " سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق " آل عمران 181 .. بل وكان هذا القتل والجرأة على أنبياء ورسل الله : هو من أسباب تحويل الرسالة الخاتمة منهم - بعكس ما توقعوا - إلى الأمة التي كانوا ينظرون إليها باستعلاء واستخفاف واستهزاء : وهي أمة العرب ..!

جاء في أول سفر أشعياء من العهد القديم الذي يحمله اليهود والنصارى :
" سفر (إشعياء) من العهد القديم الذي تحملونه معكم !!!!..
والذي يبدأ بالكلام الآتي :

" اسمعي أيتها السماوات .. واصغي أيتها الأرض : لأن الرب يتكلم :
ربّيت بنين ونشأتهم .. أما هم : فعصوا عليّ !!!..
الثور يعرف : قانيه .. والحمار : مَعلف صاحبه .. أما إسرائيل : فلا يعرف !!..
شعبي : لا يفهم !!!..
ويل للأمة الخاطئة : الشعب الثقيل الإثم !!!.. نسل فاعلي الشر : أولاد مفسدين !!!..
تركوا الرب !!!.. استهانوا بقدوس إسرائيل !!!.. ارتدوا إلى الوراء !!!..
على م تضربون بعد ؟؟.. تزدادون زيغانا ً!!!..
كل الرأس مريض !!.. وكل القلب سقيم !!!..
من أسفل القدم إلى الرأس : ليس فيه صحة !!!..

ومن هنا أسألك أختنا مي : أليس في هذا التسلسل دليلا على ترابط رسالات الله عز وجل وانتقالها في مكان واحد (كالجزيرة العربية وما حولها) من أمة كاليهود : إلى أمة العرب ؟!!..

ولعلي أركز أكثر فأقول : هل تعرفين أن هناك بشارات متسلسلة ودلائل تقودك إلى وحدة الخط العام الذي سار عليه دين الله عز وجل ؟ أترك ذلك للمداخلة القادمة ...
-----

من قديم الزمان ونجد بشارات ونبوءات من رسل وأنبياء قبل بعضهم البعض .. ومعلوم أن أصل تسمية النبي : هو من ينبأ من الله (أي يتلقى وحيا ونبوءات من الله) .. وأما الرسول : فهو النبي الذي يحمل رسالة معينة إلى قومه من الله .. فكل رسول هو نبي في الأصل .. ولكن ليس كل نبي رسول إلا لو نزلت عليه رسالة ..

ومع كثرة هذه النبوءات والبشارات المتتابعة في الأنبياء بمقدم بعضهم البعض : نجد أنه لم يدع النبوة أو الرسالة من الله الكذابون .. بل ومع رفع عيسى عليه السلام - ورغم انتظار اليهود للنبي الخاتم - لم يدعيها أحدهم وإلى اليوم - رغم أخلاقهم السيئة وتحريفاتهم وكذبهم على الله - ! وهنا سؤال كان ينبغي أن تسأليه لنفسك أختي الكريمة وهو :

أليس لو كانت الأديان - وخصوصا رسالات اليهود - هي كذب واختلاق وتثبيت للشعب وللملوك وللروح اليهودية في العوام : لكان من المتوقع - بل من المفترض - أن يستمر مسلسل (ادعاء النبوة) وعدم توقفه وخاصة في أحلك أوقات بني إسرائيل في القدس قبل وبعد الميلاد ؟؟؟..

هذا وحده دليل - لو تفكرتي فيه - لوجدتيه ينقد ما ذهبتي إليه ..
<ولأخي الدكتور السرداب مقالة في هذا المعنى فقط وفقه الله> 

أما الدليل الثاني الذي أود منك الوقوف معه فهو :
ترابط وتتابع وصدق بشارات النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العهدين القديم والجديد رغم أنهم سبقوا ميلاده ورسالته بقرون !!!.. ولذلك يقول الله تعالى عن دقة أوصاف النبي لديهم : " يعرفونه (أي النبي الخاتم محمد) : كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون " البقرة 146 !!!..

ورغم المحاولات المستميتة من اليهود والنصارى للتهرب والتشويش والتحريف لهذه البشارات بنفي معانيها تارة أو تغيير كلماتها أثناء الترجمة تارة أخرى أو نسبتها لأنبياء غير النبي تارة ثالثة : إلا أنها ما زالت ساطعة وتتسبب في إسلام الكثيرين منذ 1400 سنة وإلى اليوم - وخصوصا كلمة الفارقليط أو الباراكليت ومعناها الكثير الحمد الواردة في الإنجيل على لسان عيسى عليه السلام : مصداقا لقول الله عنه في القرآن " ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " ..

المهم : سأعرض عليك الآن مختصرا لهذه البشارات وأترك الحكم لك !!..
< مع العلم أنه هناك بشارات قديمة بالفعل برسل وأنبياء آخرين ومنهم المسيح نفسه بالفعل ولكن شتان بينها وبين بشارات النبي محمد ووصفه وبلده إلخ كما سنرى الآن > :

1.. سفر التثنية 18- 18 .. حيث (يبشر) الله تعالى نبيه موسى عليه السلام فيقول له :
" أقيم لهم (أي لبني إسرائيل) نبيا من وسط إخوتهم (أي من بني إسماعيل .. ولو كان من بني إسرائيل لقال : نبيا منكم) .. مثلك (ومحمد يتشابه مع موسى في الميلاد .. وفي الحياة .. وفي الممات .. وفي الحكم بالشرع مع كل منهما) .. وأجعل كلامي في فمه (حيث لم يكن النبي محمد يعرف القراءة .. وإنما نطق بالوحي مباشرة بالتلقي) .. فيكلمهم بكل ما أوصيه به (وقد أخبر النبي محمد بالفعل : بكل ما أوصاه وأوحاه إليه ربه) " !!..

2.. ومصداقا للجملة السابقة " وأجعل كلامي في فمه " فنقرأ في سفر إشعياء 29 – 12 :
" أو يُدفع الكتاب لمن لا يعرف القراءة .. فيُقال له : اقرأ .. فيقول : لا أعرف الكتابة " !!!..
ولعلك تلاحظين معي أن سياق الكلام كان يستوجب أن يقول :
" لا أعرف القراءة " .. وليست : " الكتابة " !!!.. ولكنه تعمد التحريف ليخالف حقيقة باهرة يعرفها كل طفل مسلم يحفظ قصة ظهور جبريل عليه السلام للنبي في الغار أول مرة ليلقنه الوحي حيث كان يقول له كما في البخاري وغيره : " اقرأ " ويكررها عليه والنبي يقول له " ما أنا بقارئ " !!!!..
-----

3.. كل من يطلع على دقائق التفاسير يعرف أن مكة كانت تسمى قديما ببكة .. أي البيت المقدس - مثل مدينة بعلبك تنقسم لمقطعين : بعل : وهو اسم إله قديم وثني معروف ومذكور في القرآن - و بك : وهي بيت بعل المقدس - ولذلك لما قال تعالى : " إن أول بيت وضع للناس للذي بـ (بكة) مباركا ًوهدىً للعالمين " آل عمران 96 .. فناسب هنا لقدم ما يتحدث عنه الله أن يذكر الاسم الأقدم لمكة .. وأما عندما يتحدث عن وقت النبي وعصره فيصفها بمكة .. المهم :
لا شك طبعا أن مجرد ذكر اسم (بكة) في كتب اليهود والنصارى العرب هو دليل على محمد عليه الصلاة والسلام بغير شك فماذا فعلوا ؟
لقد كان النص الأصلي في سفر المزامير 84- 6 يقرأ هكذا :
" عابرين في وادي بكة .. يُصيرونه ينبوعا " !!!...

أي أنها كانت تكتب باللغة الإنجليزية هكذا :
" through the valley of Ba'ca make it a well " !!!..

فقاموا - كعادتهم باستبدال الاسم بمعنى قريب منه لإبعاد ذهن القاريء - باستبدال كلمة : (بكة) أو (وادي بكة) بـ :
(وادي البكاء) !!!.. أو (وادي البلسان) !!!..
فأما العوام : فضاعت منهم الكلمة الأصلية (بكة) للأسف .. وأما المختصون بمعاني الكتاب المقدس فكانوا يتحججون في هذا التحريف بأن شجر (البلسان) بالفعل هو شجر يظهر بمكة له مادة صمغية تشبه دموع الإنسان في البكاء !!!..
وذلك وفق ما جاء في (قاموس الكتاب المقدس – صـ 507 – وكذلك دائرة المعارف الكتابية (مادة بكا)) ..

4... فإذا فهمتم معي اللعبة السابقة التي يحترفها محرفو بشارات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد (الشاملين عندهم للتوراة والإنجيل) وهي استبدال الاسم بمعى يدل عليه (رغم أن الأسماء لا تترجم) : ففي سفر نشيد الأنشاد 5 – 16 ورغم ما فيه من بذاءات وتحريفات جنسية لبشارات وأناشيد فلكلورية عن النبي الخاتم وصفاته :
إلا أننا لا زلنا نجد بقية من بقايا وصف النبي محمد سواء الجسدية أو اسمه الصريح !!!.. أي والله !!.. وسنترك صفاته الجسدية الآن حتى لا أطيل على الإخوة المتابعين وعلى الأخت مي .. ولنأخذ اسمه .. حيث نجد النص باللغة العربية حاليا هكذا :
" ريقه : أعذب ما يكون .. وهو شهي كله .. هذا حبيبي .. هذا رفيقي يا بنات أورشليم " !!!...

وترجمة النص بالإنجليزية : يحمل نفس المعنى تقريبا ....

وأما الذي لا يعرفه إلا المُطلعون على النص باللغة (العبرية) : فهو أنه قد تم استبدال اسم (محمد) من النص : وتم وضع معناه ألا وهو (المطلوب أو المُشتهى) !!!...
ويمكنكم التأكد من هذا باقتباس النص المذكور نشيد الإنشاد 5- 16 من أي موقع للعهد القديم بالعبرية مثل :
أو :

فنجده هكذا :
חכו ממתקים וכלו
# מחמד # ים זה דודי
וזה רעי בנות
ירושלם׃

وكلمة محمد (بدون اللاحقة يم للتعظيم محمديم : هي التي وضعتها بين علامتي الشباك ##) فيمكنكم نسخها מחמד ثم الذهاب بها إلى أي موقع ترجمة عالمي مثل :
(يترجم من العبرية hebrew إلى الإنجليزية ستجدونه Muhammad !)
أو موقع :
(يترجم من العبرية إلى العربية لو أردتم وستجدونه : محمد !)

فهل علمت الآن أختنا الفاضلة مي : لماذا قال الله تعالى أنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ؟؟؟..

يتبع بالجزء الأخير من هذه النقطة الأولى ...
-----

5...
واختصارا لأشهر البشارات التي كنت ذكرت منها 13 فقط في الرابط التالي :

وهو رابط أحد فصول قصة حوار مع مسلم : أتمنى لو تقرأيها في أي وقت فراغ من وسط أشغالك من الرابط التالي :

فسأكتفي بشيء أخير منها - وبعدما وصفت البشارات المختلفة في الرابط الذي وضعته لك : بلد النبي وهجرته وما سيقع له وأصحابه وفتحه لمكة وعبادته وآذان الصلوات الذي سيملأ كل مكان ووصفت الحج بكل دقة إلخ - !!!! سأكتفي بشيء لا يعرفه الكثيرون منا للأسف وهو : لماذا كان بعض من دخلوا الإسلام في وقت النبي : يتأكدون من وجود علامة النبوة بين كتفيه من الخلف ؟!!!..

حيث نقرأ مثلا في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه عن قصة إسلامه ورحلته الطويلة من فارس إلى الشام ثم إلى المدينة لتوقعه ظهور النبي فيها وأوصافه كما أخبره أحد علماء النصارى يقول :
" .... ثم أتيته (أي أتى النبي) .. فوجدته في البقيع : قد تبع جنازة وحوله أصحابه .. وعليه شملتان : مؤتزرا ًبواحدة .. مرتديا ً الأخرى .. فسلمت عليه .. ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره .. فعرف أني أريد ذلك .. فألقى بُردته عن كاهله .. فإذا العلامة بين كتفيه : خاتم النبوة : كما وصف لي صاحبي .... " !!!..
حديث صحيح رواه أحمد والطبراني وابن سعد عن ابن عباس ...

كما ذكر ذلك أيضا الصحابي عبد الله بن سرجس في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم والترمذي والنسائي والذي قال فيه :
" فرأيت موضع (الخاتم) على نغض كتفه (أي أعلى كتفه أو طرف عظم الكتف) : مثل الجمع (أي في حجم الكف) حوله خيلان : كأنها الثآليل " !!!..

وأما دليل ذلك من كتب اليهود والنصارى :
ففي العهد القديم .. وفي واحدة من النبوءات العديدة عن النبي الخاتم (محمد) في سفر أشعياء أيضا ً.. نقرأ في الإصحاح 9 – 6 قوله :
" لأنه يولد لنا ولد .. ويُعطى لنا ابن : يحمل الرياسة على كتفه " !!!...

كما يُخبر بذلك أيضا نبي الله يحيى عليه السلام (يسمونه يوحنا المعمدان) فيقول في إنجيل يوحنا 6 – 27 :
" لا تسعوا وراء الطعام الفاني .. بل وراء الطعام الباقي إلى الحياة الأبدية .. والذي يعطيكم إياه ابن الإنسان (أي النبي الخاتم الذي سيأتي بعد) .. لأن هذا (أي النبي الخاتم) : قد وضع الله ختمه عليه " !!!...

واستكمالا لسلسلة التحريف والتشويش على بشارات ووصف النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم :
فقد قال (الخبراء) و(المفسرون) عند أولئك المحرفين : أن هذه (العلامة) وهذا (الخاتم) للنبي المنتظر :
هما من باب (الكناية) و(التشبيه) فقط !!!.. أي أن المقصود بهما : هو (معنويا) وليس (ماديا) أو (جسديا) !!!...

وبرغم تصديق الكثيرين من عوامهم للأسف لهذا الغش والخداع .. إلا أن : (مخطوطات البحر الميت) التي تم اكتشافها حديثا عام 1947م : أثبتت أن هناك علامات على جسد (النبي المنتظر) بالفعل : تشبه حبات العدس !!!... وذلك في المخطوطة التي برقم : (Messq 40 - 1 : 2) !!!!!...

بل وجاء كذلك في إحدى كتب اليهود القديمة - وهي الكتب المُركبة : Seper Assap - :
أن هذه العلامات الجسدية : بعضها مثل حبات العدس .. أو مثل بذور الخيار !!!...
وهو ما يماثل تماما ما أخبرنا به الصحابي الجليل عبد الله بن سرجس الذي نقلته منذ لحظات !!!!..

والسؤال لك أختنا الكريمة مي :
هل تعتقدين أن كل ذلك يمكن عند العقلاء أن يكون ((صدفة)) ؟؟!!...
أو أن يكون ((مؤامرة)) عمرها يقاس بآلاف السنين وعشرات القرون : ويمتد إحكامها إلى أن يصل إلى الأقدار نفسها : فيولد رجل بالفعل اسمه محمد وفي بلد بالفعل اسمها بكة ومن نسل قيدار وإسماعيل بن إبراهيم عليه السلام ؟؟.. وسيطرد من بلده ثم يحاربهم بعد عام كعام الأجير ؟؟.. ثم ينتصر عليهم ويأتيه هدايا الملوك ويتزوج من بناتهم (جويرية - صفية - مارية رضي الله عنهن) ! وأنه سيأتي منصرا في عشرة آلاف فارس - فتح مكة - وأنه سينتشر دينه ويرفع آذانه ويأتيه الحجيج كالحمائم البيضاء من كل مكان ومعهم الهدايا والهدي ومن كل خير !!!.. إلخ إلخ إلخ ؟

هل لا ترين في كل ذلك أي علامة على صدق الدين وأن دين الأنبياء كلهم واحد (وهو الإسلام لله عز وجل) عقيدته التوحيدية واحدة وأخلاقه السامية واحدة ولكن يختلف الشرع حسب المكان والزمان إلى أن جاءت الشريعة الكاملة والرسالة الخاتمة لكل البشر إلى قيام الساعة ؟؟...

إلى هنا انتهت النقطة الأولى ...
وسأبدأ في النقطة الثانية عن بني إسرائيل وتحريفهم وكتابتهم لبعض تفاصيل تاريخهم لأغراض دنيوية بالفعل : ثم فضح الله تعالى لكل ذلك في قرآنه ... والله المستعان ..

يتبع غدا عصرا أو مساء إن شاء الله ..
-----

بسم الله الرحمن الرحيم ...

قبل البدء أود ذكر نقطتين ... 
الأولى : 
وهي تقديري لمتابعة الحوار من الإشراف ومجهودهم في عدم تخطينا لشروط المناظرة أو الحوار .. أقول ذلك الآن لأني نسيت شكرهم في مشاركتي السابقة عندما قلت أنه لا بأس بمداخلة الأخت مي لأني وجدتها تصب في نفس النقطة الثانية التي كنت سأتحدث فيها .. ونسيان الشكر هو من أسباب الكتابة من العمل والله المستعان ...

الثاني :
إجاباتك أختي مي وردودك على كلامي إلى اللحظة : لا تعبر عن شيء للأسف - اللهم إلا إذا كنت تنقلين من كتابات أخرى - .. وذلك لأنه عندما يذكر أحد الأطراف نقاطا بالتفصيل : فمن المفترض ألا يكون الرد مقتضبا مختصرا مخلا بالبيان على غرار " لا ليس صحيح ما تقول " من دون تقديم الأدلة كما فعل هو !!!.. مثال :
تخيلي مثلا أني أجيبك على شبهاتك عن اليهود بقولي المقتضب " لا ليس ما تقولينه صحيحا " ولا أذكر دليلا واحدا على كلامي !!!.. أو أجيب على شبهاتك عن الرق في الإسلام بقولي المقتضب : " لا : ليس في الرق في الإسلام ما يعيب أو ما يؤخذ عليه " ثم أسكت !!.. أين الدليل ؟؟.. أين مواجهة الحجة بالحجة ؟؟؟..
لذلك - ونصيحة أخوية مني - :
إذا كنت ستعتمدين في نقاشنا على ((اعتراضات غيرك)) مما لم تقرأيه ولا تعلميه بنفسك : فأرجو إخباري من الآن حتى لا نضيع الوقت فيما لا يفيد .. أو على الأقل حتى لا أستفيض في الكتابة لأني إلى اللحظة أعتبر نفسي في حوار أخوي معك - وليس مناظرة - حيث أهدم لديك باطلا وأبني حقا بدلا منه بإذن الله - أو أعيد الحق عندك إلى مكانه - .. 
فقد قابلت البعض للأسف ممن ينقلون كلاما لغيرهم يوحي للمتابع أنهم بالفعل على دراية تامة بما فيه (سواء مصادر تاريخية أو دينية إلخ) : ولكن مع سير الحوار تنكشف الحقيقة أنه لا علم لهم بما ينقلون : فتأتي ردودهم مقتضبة قصيرة خالية من التبيان الدال على اطلاعهم بالفعل على ما يقولون !!!..

والآن أبدأ في الرد والتعقيب على ما فات - وسأدمج معه النقطة الثانية المتبقية في الحوار عن شبهاتك عن اليهود بإذن الله - حيث سأضع كلامك بين قوسين مزدوجين ثم أرد عليه .. وأرجو عدم التعليق إلا بعد انتهائي تماما وكتابتي لكلمة (انتهيت) .. 
مع دعائي لي ولك بالهداية والتوفيق إلى الحق ..
-----

((هنا يتحدث عن الشعوب التي عاشت فالشرق الأوسط، كل الشعوب الأخرى لم يّدعو الوحي))

((كل الشعوب الأخرى كتبت عن ملاحم أجدادهم كما فعل اليهود إلا أن اليهود سموهم أنبياء))

في الجملة الأولى أنت تقولين أن كل الشعوب الأخرى (غير الشرق الأوسط) لم يدعوا الوحي ..! وهذا مخالف لمن قرأ في أبسط كتب التاريخ أو حتى تاريخ الأديان على الأقل !!!.. فأغلب الديانات في العالم القديم تدعي إلها واحدا عاما - حتى الوثنية والشركية منها - ثم يندرج تحته عدة آلهة حسب التحريفات التي طرأت على التوحيد فيها كما ذكر الله تعالى في أكثر من آية (يمكنك مراجعة قصة أول شرك في البشرية في قوم نوح عليه السلام في تفسير سورة نوح) ..

وكذلك :
أغلب هذه الديانات فيها نبيين (والنبي هو من يوحى إليه من الإله أو الآلهة في الدين كما أخبرتك في أول ردي) .. 
فعبادة الإله الكلي القدرة والخلق وعقيدة البعث بعد الموت هي أقدم عقيدة في البشر (من 30 ألف إلى 50 ألف عام قبل الميلاد تقريبا) وكما في الرابط التالي إن كنت تجيدين الإنجليزية :

وذلك في كل أمة من الصينيين إلى الاستراليين إلى الهنود إلى فارس والعراق وجزيرة العرب والشام وأوروبا الإغريق والرومان والأمريكان .. تماما وكما كان مشركو العرب وقريش يعرفون الله ولكن يشركون به أصنامهم على أنها الصلة بينهم وبين الله : "ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار" الزمر 3 ..

فنجد في الصينية القديمة أسماء أنبياء يوحى إليهم من إله السماء (أو السماء كما كانوا يسمونها) واقرأي عن SHANGDI وعن MOZI

ونجد في الهند القديمة إلها أكبر يضم كل ما هو دونه من الإلهة - اقرأي عن VARUNA أو اقرأي عن إندرا إله الآلهة !

ونجد في فارس كبير الآلهة Ahura Mazda ولعلي هنا أضيف أن الكثير من الملوك والقادة كان يذكر عنه أنه يوحى إليه أيضا مثل داريوس وغيره !

ونجد في مصر القديمة إخناتون (أمنحوتب الرابع) الذي أظهر التوحيد فيها من جديد بعدما استبدل إله الشمس الوثني آمون بإله الشمس (أي الذي تتجلى قدرته في أعظم المخلوقات وهي الشمس وأشعتها) باسم آتون Aten ..

ونجد في شعوب الهنود الحمر - سكان أمريكا الأصليين - إلها عظيما وهو WAKAN TANKA .. ويكثر فيهم الوحي أو التنبوء ..

ونجد في شعوب أستراليا الإله الأكبر Daramulum الذي يسكن بالسماء حسب الأبوريجان سكان السواحل الشرقية لأستراليا ..

وبالطبع تغاضيت عن الكثير من التفاصيل والروابط المنقولة لعدم التطويل تاركا لك المجال للبحث والتأكد .. فما ذكرته ليس هو كل شيء .. وليس هو كل محتوى هذه الأمم القديمة من دين التوحيد وآثاره .. بل أكثره هي مراحل تجديدية بعد فترات شرك - وهي سنة الله في الأمم بالفعل بإرسال النبيين يجددون الرسالات ودعوة أقوامهم لها - مع الوضع في الاعتبار أن التحريف لا يهدم الأصل مهما بلغت سفاهته - انظري للتحريف في النصرانية وهي وليدة ألفي عام فقط من الآن ! فما بالك بما قبلها ؟ -

بل وكل قاريء في التاريخ والأديان ومتابع لمكتشفات الأمم والقبائل ليجد آثار هذا التوحيد لديهم أيضا !!!..
فهذا الدكتور مصطفى محمود رحمه الله والذي كان ملحدا ثم عاد للإسلام وله بصمته في الدعوة وإبراز علاقة العلم بالدين : يذكر من ضمن ما يذكر في كتابه (حوار مع صديقي الملحد) :

في قبيلة الماو ماو مثلاً نقرأ أنهم يؤمنون بإله يسمونه " موجايى "ويصفونه بأنه واحد أحد لم يلد ولم يولد وليس له كفو ولا شبيه !!.. 

وفي قبيلة نيام نيام نقرأ أنهم يؤمنون بإله واحد يسمونه "مبولي" ويقولون أن كل شيء في الغابة يتحرك بإرادة " مبولي " وأنه يسلط الصواعق على الأشرار من البشر .. ويكافيء الأخيار بالرزق والبركة والأمان !!..

وفي قبيلة الشيلوك يؤمنون بإله واحد يسمونه " جوك " ويصفونه بأنه خفي وظاهر .. وأنه في السماء وفي كل مكان وأنه خالق كل شيء !!..

وفي قبيلة الدنكا يؤمنون بإله واحد يسمونه " نيالاك " وهي كلمة ترجمتها الحرفية .. الذي في السماء .. أو الأعلى !!..

وبالطبع ليس الدكتور مصطفى محمود فقط رحمه الله هو صاحب مثل هذه الملاحظات !!.. بل الكثير من علماء تاريخ الأديان يؤكدون على أن الأصل في تاريخ البشر هو التوحيد .. وأن الشرك هو الطاريء .. وذلك مثل العالم لانج الذي ذكر وجود عقيدة الإله الواحد الأعلى والأكبر عند القبائل الهمجية سواء في استراليا أو إفريقيا أو أمريكا .. ومنهم العالم سريدر الذي أثبتها عند الأجناس الآرية القديمة .. وكذلك العالم بروكلمان الذي ذكر وجودها أيضا عند الساميين قبل الإسلام .. والعالم شميدات الذي أكدها عند الأقزام وقبائل استراليا ..

وانتشار دين التوحيد وضخامة أصوله في أمم الأرض قاطبة بهذه الصورة : وانتشار ظاهرة الوحي و(التنبوء عن الإله) في الأمم الكبيرة والصغيرة والقبائل البسيطة وأوقات الحرب وأوقات السلم وفي القوة والضعف إلخ إلخ : يضاد كل ما ذكرتيه من اعتراضات في الجملتين الأولتين من تعليقك أختي الكريمة مي ..

وأنتقل الآن لتعليقك التالي والرد عليه :
-----

<أليس في هذا التسلسل دليلا على ترابط رسالات الله ....>

فكان ردك للأسف :
((هذا يدل بالنسبة لي على أن عيسى هو من اليهود ))

أولا : 
ما دخل ذلك بسؤالي ؟!!.. 
ثانيا : 
وهل أنا لا أعلم أنه من بني إسرائيل وأنه أرسل إليهم ؟!

((لكنه خرج عن قوانين قومه و كان له بسبب ذلك أعداء فقتلوه, كل ما قد يقوله من سوء عنهم هو إما صفات فيهم فعلا ليومنا هذا أو لأنهم أعداءه و من الطبيعي أن يذمهم، بالنسبة لمحمد فكان له أصدقاء نصارى تعلم منهم الكثير من قصص اليهود و النصارى، و كثير من الروايات تقول أن هؤلاء الأصدقاء النصرانيين هم من سعوا لإيجاد احمد أو محمد و ساعدوه في كتابة القران ، و محمد كعيسى, عندما عاداه اليهود بعد أن حاول أن يكسب رضاهم بكل الطرق ذمهم))

طيب .. خذي مني الآتي وتفكري فيه بحيادية رجاء :
أولا : 
هاتي لي كتاب أو دليل ((قديم)) يقول ما كررتيه من شبهات أعداء الإسلام عن أصحاب النبي النصارى ؟

ثانيا : 
لماذا لم تنهدم دعوة النبي وإعجاز قرآنه طالما كان من فعل البشر وعرف قومه هذه التفاصيل التي ما كانت لتخفى على أحد أن له أصحابا نصارى يعلمونه كتبهم وأنه يتعلم لغتهم إلخ إلخ ؟

ثالثا :
ما هي حلقة التواصل بين النبي وبين اليهود والنصارى وما عندهم إذا كانت لغتهم غير دارجة في العرب : وكيف صاغ منها كتابا معجزا كالقرآن يعجز الجن والإنس على الإتيان بمثله إلى اليوم ولن يفعلوا ؟!.. " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " النحل 103 ..

رابعا :
بالعقل المجرد : أين في القرآن تجدين تأثر النبي بعقيدة اليهود والنصارى في عصره ؟!!.. هل تعرفين آيات مكية دعت لأممية اليهود ؟.. إلى مادية الإيمان ؟.. إلى تثليث النصارى ؟.. إلى بنوة عيسى عليه السلام ؟.. إلى إثبات الصلب ؟.. أين دليل كلامك أختنا الفاضلة مما رميتي به نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وهو منه براء ؟!!!..

خامسا :
إذا كان ما تقولينه صحيحا : فإن النبي محمد لم يكن إلا متلقي عن اليهود والنصارى : ومن كل ما تحمله كتبهم من أخطاء وتناقضات لم تظهر إلا مع 1- الدراسات الحديثة المقارنة بين النصوص في الخارج 2- المخطوطات المكتشفة حديثا والتي بينت الكثير من تلك الأخطاء والتناقضات التي تتعلق بمسائل مخفية من قبل ميلاد النبي أصلا !!!!.. والسؤال هنا حتى لا أطيل عليك :

كيف - بعد هذه المقدمة والافتراء - نجد أن القرآن تميز ((((دوما)))) بتصحيحه لكل أخطاء كتب اليهود والنصارى ؟!!!.. بل وذكره لأشياء لم يذكروها - مثل هود وصالح عليهما السلام .. بل ومخالفته لأشياء ذكروها مثل :

أن السامري هو من فتن بني إسرائيل بالعجل الذهبي وليس هارون ! 

ومثل الدفاع عن رسل الله وأنبيائه من الفواحش والبذاءات والجرائم التي افتروها عليهم من زنا وخمر وغش وكذب وخيانة ! 

ومثل تفريق القرآن بين وصف ملك مصر في عصر يوسف عليه السلام : وبين فرعون مصر في عصر موسى عليه السلام ! 

ومثل تأكيد القرآن على أن الجبل الذي استوت عليه سفينة نوح عليه السلام هو جبل الجودي وليس أراراط ! 

ومثل أن الذبيح هو إسماعيل وليس إسحاق ! 

ومثل ذكر النبي أحمد - وصفا واسما باركليت أو الفارقليط ..
وإليك رابط موقع ترجمات الكتاب المقدس العالمي - صفحة إنجيل يوحنا 15- 26 وتجدين فيها انقلاب كلمة (باركليت أي أحمد) بقدرة قادر إلى معاني المدافع والمحامي والمساعد إلخ 

ولكن ترجمة واحدة فقط ما زالت محتفظة بالكلمة الأصلية - وكلهم كانوا كذلك من قبل حتى الأناجيل العربية إلى 50 عام مضت - وهي ترجمة Douay-Rheims Bible من الرابط السابق .. والعجيب أنه في إنجيل الناصريين الإصحاح 61 العدد 3 تجدين تصريحا في نفس السياق بأن الله سيرسل (رسول) :
(انظري رقم 3 من الصفحة)

ومثل ذكر البشارة بالنبي الخاتم من العرب وليس من بني إسرائيل الذين أهدروا كرامة الوحي وأنه اسمه محمد ! 
وإليك رابط جريدة الديلي ميل عن نسخة إنجيل برنابا المكتشفة حديثا والتي تعود لقرابة 1500 عام وفيها اسم محمد صراحة !! :
http://www.dailymail.co.uk/news/article-2105714/Secret-14million-Bible-Jesus-predicts-coming-Prophet-Muhammad-unearthed-Turkey.html
وإليك التعليق على الخبر من موقع موسوعة الإعجاز العلمي : 

< ملحوظة : كنت ممن قرأوا النسخة المترجمة عن النصراني خليل سعادة 1906م لأول مرة إلى العربية منذ 478م تحت تكذيب كنائس العالم لها : فإذا بهم تصدمهم النسخة الثانية التي تم اكتشافها منذ أعوام في حالة أفضل من الأولى > 

ومثل مخالفة القرآن لأكذوبة الصلب ! رابط جريدة الواشنطن تايمز عن نسخة إنجيل يهوذا الاسخريوطي المكتشفة حديثا تنفي الصلب وتؤكد إلقاء الشبه :

وهذا من الناشيونال جيوجرافيك :

وإليك التعليق على الخبر من موقع موسوعة الإعجاز العلمي : 

وغير ذلك الكثير والكثير الذي لا أظنك أختنا الفاضلة تقولين بأنه (صدفة) ! والسؤال :
هل كان لدى النبي محمد جيشا يرسلهم إلى أقصى الشرق والغرب والشمال وإلى بطون كتب التاريخ ليظهر له ما اختفى منها ولم يظهر لليهود والنصارى أنفسهم ؟ ولديه من فرق الترجمة العبرية والآرامية وفرق علمية للتحقق من النصوص لاختيار الصواب (فقط) وترك الخطأ إلخ إلخ إلخ ؟

وأما المفاجأة الحقيقية لاحتجاجي بهذا الترابط والتسلسل في البشارات عبر القرون وآلاف السنين :
فهي في المشاركة التالية :
-----

بعد أن رأينا في المشاركة السابقة تهاوي ادعاءات نقل النبي عن يهود ونصارى - بل قد خالفهم القرآن في كثير مما في كتبهم المحرفة مثل تفرده بذكر هامان في قصة موسى مع فرعون بعكس التوراة ثم يكتشف العالم اليوم صحة القرآن كمثال فقط من عشرات الأمثلة التي يتأكد لكل باحث عن الحق فيها أن القرآن هو المهيمن وهو الصادق في كل ما خالفهم فيه وبكل دقة وإعجاز - أقول :

بعد أن رأينا ذلك وبرهنا عليه بأمثلة قليلة مخافة التطويل ولمحدودية حجم المشاركات في الفيسبوك :
فأدعو الأخت مي الآن لمفاجأة أخرى من العيار الثقيل وهي :
ورود بشارات بالنبي محمد (وأحمد كذلك) في كتب أخرى غير كتب اليهود والنصارى وتسبق ميلاد النبي أيضا بقرون !!!.. وذلك مثل كتب الهندوس والبوذيين والزرادشتيين .. ولكن قبل أن أذكرها : أتمنى أن تكون الأخت مي على دراية كافية بأسلوب النبوءات والبشارات ورموزها - أي أرجو على الأقل أن تكون قرأت الرابط الذي وضعته لها من قبل عن بشارات النبي في العهدين القديم والجديد - لأن نفس الأسلوب سنجده فيما سأذكره من مفاجآت الآن ...

وملحوظة أخيرة وهي أنه : من كمال مكر الله تعالى بالمحرفين في كل ديانة وردت فيها البشارات بالنبي الخاتم : أن اسم أحمد ومحمد كانا يذكران تارة بالنطق صراحة وتارة بمعنيهما .. وذلك لأنه إذا حذفوا الأسماء الصريحة من الكثير من البشارات : يبقى المعنى فيتركونه ظنا منهم أنه معنى وليس اسما !!!.. هذا بالطبع بالإضافة إلى وصف حياة وسيرة النبي بدقة تامة ومكان مولده والعرب وبيت إبراهيم (((يرى العديد من الباحثين أن التشابه بين براهما مثلا في الهندوسية وإبراهيم في اليهودية ليسا صدفة وإنما يدلان على وحدة الأصل وأنه من المحتمل أن كتب الفيدا مأخوذة عن صحف إبراهيم وبشاراته المذكورة في القرآن " صحف إبراهيم وموسى " آخر سورة الأعلى)))

>>> كتب الهندوس :
بالنظر لترجمة "الفيدا" المنشورة على موقع: "Internet Sacred Text" والذي يضم جميع الكتب المقدسة لدي معظم الكتب المقدسة لديانات العالم المختلفة ، وُجِدَت البشارة كالآتي من كتاب الريج فيدا : 
Rig-Veda, Book 8, HYMN VI (6) Indra:
وهذا رابط الصفحة : 

حيث نقرأ الترجمة الإنجليزية :
10 I from my Father have received deep knowledge of the
Holy Law I was born like unto the Sun.: 
أي :
((وقد تلقيت من والدي المعرفة العميقة للقانون المقدس وقد ولدت كالشمس))

ولكن بالعودة إلى النص السنسكريتي (Sanskrit - संस्कृतम्) الأصلي المدون به كتب الهندوسية نجد النص كالتالي :
अहमिद धि पितुष परि मेधां रतस्य जग्रभ | अहं सूर्य इवाजनि ||
وهذا رابط الصفحة :

وفي نفس الصفحة من الموقع يوجد النطق الحرفي للنص مكتوبا ًبالحروف الإنجليزية :

وكان كالتالي : 
ahamid dhi pituṣ pari medhāṃ ṛtasya jaghrabha | ahaṃ sūrya ivājani || 

فالكلمة الهندوسية هي "अहमिद " وتنطق كما ذكر الموقع نفسه "ahamid - أحميد" !!!..
لذلك : فالترجمة الحقيقة البعيدة عن التحريف المتعمد - وكما نجدها في كتاب "محمد في الأسفار العالمية" هي: 
((أحمد - अहमिद - ahamid تلقى الشريعة من ربه وهي مملوءة بالحكمة. وقد قبست منه النور كما يقبس من الشمس)) !

ولقد جاء في According to Bhavishya Purana in the Prati Sarag Parv III Khand 3 Adhay 3 Shloka 5 to 8.
((معلم روحي "ماليشا" (أي ينتمي إلى بلد أجنبي ويتحدث بلغة أجنبية) سيظهر مع رفاقه وسيكون اسمه محمد !!!.. راجا (بوخريل) بعد إعطاء هذا مها ديف العربي (الصفة الطاهرة) حمام في بانشغافيا وبماء غانغ (الماء المطهر عند الهندوس ويعني هنا كناية عن التنقية من الذنوب جميعا) يعرض عليه الحاضر من تفانيه الصادق ويظهر له كل تقديس وقال : "أنا أجعل إكبار لك .. أنت يا فخر البشرية .. ساكن في بلاد العرب !!.. قد جمعت قوة كبيرة لقتل الشر .. وأنت قد حُميت من المعارضين الماليشا الأجانب)) !!..

وبالطبع النص لا يحتاج لكثير تعليق !!!.. 
بل يمكننا أن نعزو كل جملة فيه لمقابلها في القرآن !!!!..
"ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
"والله يعصمك من الناس"
"إنا فتحنا لك فتحا مبينا"

والنص بالإنجليزية :
"A malecha (belonging to a foreign country and speaking a foreign language) spiritual teacher will appear with his companions. His name will be Mohammad. Raja (Bhoj) after giving this Maha Dev Arab (of angelic disposition) a bath in the Panchgavya and the Ganga water (i.e. purifying him of all sins) offered him the present of his sincere devotion and showing him all reverence said, "I make obeisance to thee. O ye! The pride of mankind, the dweller in Arabia, Ye have collected a great force to kill the Devil and you yourself have been protected from the malecha opponents."

يتبع ....