حوار مع اللادينية مي ميساء حول ثبوت رسالة الإسلام والتوحيد ..
الجزء 3
أبو حب الله :
مختصر كتاب :
وثائق الكشف الأوروبي عن مخطوطتين من إنجيل برنابا ..
دراسة توثيقية – ميدانية – مصورة بالألوان ..
تحقيق ونشر الدكتور أحمد غنيم – أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة - يناير 1991م ..
وفيها :
((1)) اكتشاف المخطوطة (اللاتينية) و (الإسبانية) ثم اختفاء الأخيرة !!!..
((2)) نصوص حرفية لرواد الباحثين في هذا المجال ..
((3)) تصوير ميداني بالألوان للمخطوطة الوحيدة في (فيينا) ..
------
## البداية مع (جون تولند john Toland) ولد في 1670م ومات في 1712م ..
وهو باحث متخصص في التحقيق في أصول التاريخ الديني المسيحي ..
حيث بدأ الكتابة في سن 25 سنة .. وكانت أعماله غزيرة جدا لدرجة أن استغرق عرض التعريف بها فقط مجلدين كما في كتاب (دي ميزو De Maizeau) بعنوان (أعمال متنوعة للسيد جون تولند Miscellaneous Works of Mr. John Toland)
حيث بلغت أعماله المعروفة تقريبا 40 كتابا كما ذكرت (دائرة المعارف البريطانية) وكما في (قاموس السير الوطنية) ..
ومن أشهر كتبه التي يهمنا ذكره الآن هو الكتاب الذي بدأه في 1699م بعنوان :
(بيان بالكتب التي ذكرها آباء الكنيسة وكتاب قدامى منسوبة بالحق أو بالباطل إلى عيسى المسيح وتلاميذه وأشخاص فضلاء آخرين) ..
وقد استغرق منه سنوات طوال .. وقد نوه أكثر من مرة في ذلك الكتاب أنه يكتبه كمؤرخ باحث عن الحقيقة فقط .. وأن الكتاب هو للتحقيق (التاريخي) : ولم يكتبه ليطعن في الأناجيل الأربعة المعتمدة – أي التي اعتمدها الرومان في مجمع نيقية 325م وحرقوا كل ما عداها من الأناجيل وطاردوها وضيقوا عليها حتى أخفاها الناس وهو ما يسمى في عرف الباحثين بالأبوكريفا Apocrypha أي الغير معتمدة –
ولا شك أن تلك التنويهات الذكية منه هي التي ضمنت لكتابه الظهور وعدم محاربته أو إخفاءه لما تضمنه من إثباتات تاريخية خطيرة كما سنرى .. كما أنه أكد كثيرا أنه على كل المسيحيين في مختلف البلدان اتباع الحقائق بنزاهة تامة .. وخص بذلك الذين يعيشون في كنف البلاد الإسلامية أن لا يتأثروا بأي مؤثر عاطفي إلا الحق وقبوله إذا ظهر لهم !!!..
Toland – A Catalogue – P. 355
Toland – Nazarenus – P. 5
Toland – Tow Problems : Queries – P. 16
------
وفي تقسيم (تولند) لهذا التراث : يعتمد على مَن يُنسب إليه .. ونجد أنه حينما بدأ في ذكر المجموعة العيسوية (أي المنسوبة إلى السيد المسيح نفسه عليه السلام) وذكر 7 مباحث : ختمها بالثامن فقال ما ترجمته :
" هناك أقوال كثيرة جدا منسوبة إلى المسيح, بيد أنها غير مدونة في العهد الجديد, ولكن يجدها القاريء في :
كتابات آباء الكنيسة – وفي روايات مختلفة للأناجيل – كما توجد بخاصة في القرآن عند بعض المؤلفين المحمديين الذين أخذوها من (إنجيل برنابا) !!!.. كما أن هناك مقطوعات مماثلة مبينة في هذا الكتاب "
J. Toland – A Catalogue – PP. 353, 361, 380, 381
- Nazarenus – Chapt. 2 – PP. 6- 8
ونجد هنا أنه في عصر (تولند) كانوا يسمون المسلمين بالمحمديين - قياسا على كلام محرفيهم عندما أرادوا تشويه صورة الإسلام وكأن المسلمين يعبدون محمدا كما يعبد المسيحيون المسيح ! - بل وسنجد أنه يسمي القرآن بالإنجيل - لأن الإنجيل عند النصارى هو كتاب البشارة الإلهي والمقدس لدى أصحابه - ..
وكما نعرف نحن في بلاد العرب أناجيل أخرى اليوم وبخلاف ما مع النصارى من الأربعة أناجيل المعترف بها (متى ولوقا ويوحنا ومرقص) : ومما كشفته المخطوطات الحديثة والقديمة (كإنجيل مريم المجدلية وإنجيل توما إلخ) :
فقد حشد (تولند) كذلك في الفصل العشرين من كتابه أدلة وأسماء على أناجيل كثيرة مما تم استبعاده من جهة مجمع نيقية مثل :
(إنجيل فالنتين) و (باسيليدس) و (أبل) و (سرنتوس) و (تاتيان) وآخرين – استغرق ذكرها وذكر مصادرها منه ثلاث صفحات كاملة – وأن بعض هذه الأناجيل ما زال معمولا به عند بعض الطوائف المسيحية .
Op. Cit. – PP. 398- 400
بل وبعضها يعد إنجيلا قائما بتمامه مثل (إنجيل يعقوب) والذي أخذ منه (إنجيل مرقص) !!..
Op. Cit – PP. 360- 367- 368- 369- 400
كما نجد أن (تولند) وبعدما بدأ في كتابه هذا وأبحاثه - التي ذكر في أولها إنجيل برنابا ولم يكن رآه من قبل - : قد ساق الله تعالى إليه فجأة العثور على نسخة مترجمة إلى الإيطالية في أمستردام هولندا 1709م !!!..
J. Toland – A. Praface – P. 2
ويمكننا أخذ نبذة عن هذا الحدث كما يرويه (تولند) بنفسه فيقول :
" أخيرا : كان من حسن حظي أن أعثر على هذا الإنجيل نفسه مترجما إلى اللغة الإيطالية "
Toland – Nazarcnus – PP. 14
حيث يحكي - وبأمانة العلماء - الفضل في العثور على تلك النسخة إلى :
" هذا السيد المثقف الذي بلغ بعطفه أن قام بتوصيل هذا الإنجيل إليّ, أعني بذلك السيد (كرامر Cramer) قنصل ملك (بروسيا) ولو أنه الآن مقيم في (أمستردام) .. وكان قد حصل عليه من مكتبة شخص له اسم عظيم ونفوذ في تلك المدينة – ويبدو أنه كان من هواة جمع التحف التاريخية النادرة والثمينة حتى أفلس فبدأ يبيعها لإنقاذ نفسه وسمعته : ولعله لذلك لم يذكر تولند اسمه احتراما له – والذي كان في حياته يردد أنه يسبغ على هذه التحفة قيمة كبيرة ! ولست أدري إن كان ذلك لندرتها أم لمنهجها في دينه "
John Toland – Nazaronus – PP. 14- 15
John Toland – A Catalogue of books – PP. 380- 381
يتبع ...
-----
وعندما نقول نسخة من الإنجيل : فهذا يعني أنها واحدة من ضمن نسخ عديدة تم نسخها بالكتابة وليس معناها أنها النسخة الأصل - .. ولكن يذكر (تولند) أنه هناك ما يثبت أنها تتطابق بالفعل مع ما تم ذكره من مقتطفات من إنجيل برنابا القديم - أي المذكور في رسائل ومخطوطات الكنيسة القديمة - ..
فهو يقول مثلا :
" برغم الشواهد البينات السلفية على وجود هذا الإنجيل : فلم تظهر كلمة واحدة أو شذرة من إنجيل برنابا طبعها أي مؤلف بهذا العنوان, لكن مع ذلك فهناك المخطوطة رقم 39 من مخطوطات (باروتشيان) وفيها مقطوعة من (إنجيل برنابا) بنص الكلمات التالية :
" يقول الحواري برنابا : إن مَن يفوز بالغلبة في منازعات – أي وليس بالحق والحجج والأدلة - : فإنما فاز بالشر الأسوأ, لأنه بذلك يحظى بالخطأ الأكبر"
Nazarenus – P. 8
وهذه صورة المقطوعة من مخطوطات (باروتشيان) :
وفي فصل آخر يقول :
" قدمنا هذا البيان عن الإنجيل القديم لبرنابا, أو بالأحرى : قدمنا برهانا ظاهرا على أنه كان هناك في القديم مثل هذا الإنجيل"
Op. Cit – P. 9
ثم هو يُعلق على المقطوعة من مخطوطات (باروتشيان) السابق ذكرها فيقول :
" فيما يتعلق بالمقطوعة المقتطفة لـ (برنابا) في مخطوط (باروتشيان) فلقد وجدتها بنصها تقريبا في هذا الإنجيل (يقصد برنابا المكتشف في هولندا) كما يتطابق المعنى بينهما بوضوح في أكثر من موضوع, مما دفعني إلى أن أرى أن يكون هذا الإنجيل (المُكتشف) هو نفسه الإنجيل المنسوب إلى برنابا منذ القديم, وإن يكن قد مسه التحريف على أي حال "
OP. Cit – P. 20
وقد ذكر (تولند) أدلة أخرى تثبت وجود إنجيل برنابا قديما .. حيث قال مثلا :
" كما أشير إلى (إنجيل برنابا) فضلا عن ذلك في المخطوطة (206) في مجموعة (باروتشيان) في مكتبة (بودليان Bodleian) " التابعة لجامعة أكسفورد بانجلترا
Toland – Nazarcnus – PP. 6- 8
وهذه صورة المقطوعة من مخطوطات (باروتشيان) :
ويقول (تولند) في موضع آخر :
" كذلك فإن (إنجيل برنابا) قد نــُــقل عنه في (فهرس الكتب المقدسة) الذي نشره (كوتليريوس) من المخطوطة الـ (1789) بمكتبة الملك الفرنسية "
وبالطبع لم يغفل (تولند) عن ذكر أهم وأشهر وأقوى هذه الأدلة في قوله :
" إن على رأس هذه المصادر التي أشارت إلى (إنجيل برنابا) : هذا (القرار العالي الشهير) الصادر من (جيلاسيوس Gelasius) (مطران روما) وهو الذي أقحم (إنجيل برنابا) بالاسم في بيانه بالكتب (غير المعتمدة) .. وبرغم أن (جلاسيوس) هو الذي أنفذ هذا القرار وأكده, لكنه لم يكن أول مَن كتبه وإنما كان قبله (داماسوس) كما أن (هرمزدا) قد زاده من بعده "
وقد قام (تولند) بنقل نص هذا القرار باللاتينية في هامش 4 صفحتي 6 من Nazarenus : وإليكم صورته :
يتبع ...
-----
ولعله أيضا من أقوى دلائل صدق (إنجيل برنابا) في نسبته إلى الحواري - أو التلميذ - يوسف بن لاوي : لا إلى مسلم قام بتأليفه كما يدعي النصارى لصرف شعب الكنيسة في العالم عنه :
هو أن هذا الإنجيل لم يُعرف في بلاد العرب ولا بلاد الإسلام طيلة تاريخ الأمة - وباعتراف وأدلة جون تولند نفسه كما سنقرأ الآن - !!!!!.. بل :
وتعد أول ترجمة عربية لنسخة إنجيل برنابا :
هي تلك التي قام بها الأستاذ خليل سعادة النصراني المصري عام 1906م !!!!!!..
والتي أطال في مقدمتها بدوره ليبرز كل الأسباب الممكنة للطعن في نسبتها إلى أحد حواري عيسى عليه السلام !!!..
وقد ثبت اليوم وبما لا يدع مجالا للشك :
أنه قد خلت أكابر مصنفات الكتب العربية والإسلامية من أي ذكر لهذا الإنجيل !!!..
المهم ...
دعونا نقرأ الآن ما قاله (تولند) بخصوص هذه النقطة الهامة ...
حيث أعيد عليكم أولا الجملة التي قالها سابقا في تقسيماته للمنسوب إلى عيسى عليه السلام - والتي كان يظن فيها العكس ! أي أن المسلمين هم الذين اقتبسوا من إنجيل برنابا !!!!.. - :
" هناك أقوال كثيرة جدا منسوبة إلى المسيح, بيد أنها غير مدونة في العهد الجديد, ولكن يجدها القاريء في :
كتابات آباء الكنيسة – وفي روايات مختلفة للأناجيل – كما توجد بخاصة في القرآن عند بعض المؤلفين المحمديين الذين أخذوها من (إنجيل برنابا)!!!.. كما أن هناك مقطوعات مماثلة مبينة في هذا الكتاب "
J. Toland – A Catalogue – PP. 353, 361, 380, 381
- Nazarenus – Chapt. 2 – PP. 6- 8
وقد كان ظن (تولند) بسبب ذلك أن لدى المسلمين (إنجيلا) يحوي هذه الأقوال المنقولة !!.. بل : ويؤكد أن هذا الافتراض لم ينفرد به وحده فيقول :
" إن هذا هو ما تخيله سائر الكتاب المسيحيين حتى الآن " !!
Loc. Cit.
ولنا أن نتعجب الآن إذا علمنا أن نفس السؤال الذي أعجز النصارى اليوم - وهو لماذا لم يظهر هذا الإنجيل ويشتهر بين المسلمين طالما أخذوا منه أقوالا عن المسيح ؟ - كان يراود (تولند) كذلك !!.. ولكن العجيب : هو الافتراضات الوهمية التي عرضها لتفسير هذا الموقف حيث قال :
" لقد استهواني أحيانا أن أتخيل أن توقير المسلمين البالغ للقرآن : جعلهم يعدمون (إنجيلهم) بإهمال !!
لقد كانت دهشتي دائمة من إهمال هؤلاء الرحالة (في الأقطار الإسلامية) أيا ما كان عذرهم الذي أقعدهم عن تقديم هذا الكتاب : وذلك بينما يجري الحديث عنه وبإثبات اختلافه عن كتابنا " !!
Op. Cit. 14
ثم ينهي (تولند) بحثه والبت في هذه الافتراضات المكذوبة في وجود (إنجيل) عند المسلمين قائلا :
" كلا ! فإن بعض هؤلاء الرحالة قد أنكر بصورة مباشرة أن المسلمين قد كان لديهم أي إنجيل باق إلى الآن !!.. ويؤيد هذا الإنكار رجال لهم أقدارهم في المجتمعات النصرانية " !!
Nazarenus - P. 14
ولعله من المفيد هنا ذكر بعض مَن ذكرهم (تولند) في مصادره الموثوقة ليأخذ عنهم معلوماتهم عن المسلمين - بعكس الكذابين الذين كانوا يتعمدون تشويه الإسلام في أوروبا تارة بادعاء أن النبي هو كاردينال هارب من الكنيسة الرومانية !! أو أنه له صنما يعبده ويحج إليه المسلمون في مكة !! إلخ إلخ إلخ - .. حيث ذكر الأستاذ (دي ريلاند) وقال عنه :
" هذا العلامة المُخلص بحق, والأستاذ الشهير للغات الشرقية في جامعة (أوترخت) الذي نسف ركاما غير يسير من الافتراءات المبتذلة ضد أتباع القرآن .. وكذلك فعل الدكتور (بريدو) عميد كلية (نورويتش) .. ومن هذه الافتراءات مثلا : اتهام محمد بالوثنية ! وبادعائه صنع المعجزات وأن قبره معلق في الهواء " !
OP. Cit. - P. 4
وهنا جدير بنا أن نتوقف عند مسألة هامة وهي :
أنه رغم جزم (دي ريلاند) أنه لم يكن لدى المسلمين أي (إنجيل) خاص بهم يوافق إنجيل برنابا أو نسخة منه : فإنه في طبعة متأخرة عاد فذكر أنه رأى نسخة (بالإسبانية والعربية !) لدى البربر في شمال أفريقيا !!.. وهو ما سنتحدث عنه لاحقا عند وصولنا إلى النسخة الإسبانية المفقودة ..
ويعلق (تولند) على هذا الموقف بقوله :
" إنني لأتوقع أن (دي ريلاند) يعني بذلك تلك (الكتابات) التي بأيدي البربر في شمال أفريقيا, لأنه يقول عن هذا الإنجيل أنه باللغتين : الإسبانية والعربية " !!
Op. Cit. - P. 14
أي أن (تولند) أيضا - وإلى وقت كتابته لهذا الكلام - لم يكن يعرف أن هناك نسخة (إسبانية) من إنجيل برنابا مفقودة !!..
وقد بت كاتب آخر في هذه المعلومات الغير أكيدة في لغة الإنجيل المفقود وبين أنها كانت الإسبانية فقط .. ألا وهو (جورج سيل) في تمهيده لترجمته لبعض معاني القرآن صـ 58 نقلا عن (دي ريلاند) ..
يتبع ...
-----
جدير بالذكر أيضا أن (تولند) أكد على أن (برنابا) حواري بالفعل قائلا في تعليقه على أول سطور إنجيله :
" هنا يسمي برنابا (حواريا) .. كما أطلق عليه ذلك اللقب وفي أكثر من مرة (كليمنس ألكسندرينوس) ! بل وفي الحقيقة فلقد أطلق عليه ذلك اللقب (لقب حواري) لوقا نفسه ! أو الذي كتب (سفر أعمال الحواريين) كائنا مَن كان " !!
Op. Cit. - P. 8
ثم بعد أن استعرض (تولند) الأدلة السابقة (التاريخية والموضوعية) : فيعرض دليلا ثالثا وهو (الدليل النقدي) لأسلوب (إنجيل برنابا) النسخة الإيطالية التي وقعت تحت يده أخيرا فيقول :
" إنه في أول صفحة من صفحاته ينتسب إلى (برنابا) وعنوانه يبدأ بهذه الكلمات :
الإنجيل الحقيقي لعيسى المسمى المسيح : نبي جديد مُرسل من الله إلى العالم, وذلك طبقا لحواريه برنابا "
Op. Cit. - P. 15
وأما بداية أول فصل فيه فيبدأ هكذا :
" (برنابا) حواري عيسى الناصري المسمى المسيح يتمنى لسائر هؤلاء الذين يقيمون فوق الأرض سلاما وعزاء "
Loc. Cit.
ومن هنا يعلق (تولند) على هذا الأسلوب فيقول :
" أنه مهما يمكن أن يكون في ذلك من الحق : فإن هذا هو أسلوب الكتاب المقدس بتمام الدقة " !!
Loc. Cit.
ولعلنا لا ننسى هنا أن هذا الاعتراف الهام يأتي من شخص باحث متخصص ترعرع في الحياة الكنسية منذ طفولته وتنقل بين إيرلندا وهولندا إلخ
وهنا نصل لاعتراف آخر خطير لـ (تولند) : يرد به على الاعتراضات المتوقعة على (إنجيل برنابا) لمخالفته ما عليه النصارى في عصره في نفي ألوهية عيسى عليه السلام ونفي صلبه وأنه ألقي شبهه على أحد تلاميذه إلخ .. فيقول - وهو الخبير في تجميع التاريخ الكنسي والمخطوطات المعترف به وغير المعترف به رسميا من الكنيسة - :
" إن سائر هذه الأقوال كلها قد وردت منذ القديم عن آباء أئمة وطوائف عدة منذ الرواد الأولين للنصرانية في عهد الكنيسة الباكر !! مثل (الباسيليديين Basilidians) !! وقد وردت قبلهم عن (السرنتيين Cerenthians) !! ثم وردت من بعدهم عن (الكربوكراتيين Carpocratians) !!
كما يخبرنا (فوتيوس Photius) أنه قرأ كتابا بعنوان : (رحلات الحواريين) عن أعمال (بطرس) و(يوحنا) و(أندراوس - أخو بطرس كما في متى 10/ 2) و(توماس - وهو توما كما في متى 10/ 3) و(بولس) : وقد وردت عنهم في هذا الكتاب : كل تلك الأقوال المخالفة للأناجيل الأربعة في العهد الجديد" !!!!!!!..
Toland – Nazarenus – PP. 17- 18
ملحوظة :
(فوتيوس) هو بطريرك (القسطنطينية 860 - 891م) وله بحوث كنسية وله مجموعة القوانين الكنسية اليونانية Nomo Canon
وبعد هذه المفاجآت - للذين لا يعرفون تاريخ النصرانية منذ اغتيال الرومان الوثنيين أصحاب التثليث الشركي وتأليه عيسى للموحدين والآريسيين قبل مجمع نيقية وبعده - نتركهم لهذه المفاجأة الجديدة والخطير من (تولند) إذ يقول :
" ولما كان (سرنتوس) معاصرا لـ (بطرس) و(يوحنا) و(بولس) وقد وردت عنه هذه الأقوال التي لم ينفرد بها (إنجيل برنابا) : فمن الممكن أن يكون هذا الإنجيل قديما بل يرجع أيضا إلى عصر الحواريين أنفسهم مع إسقاط الحواشي المدسوسة عليه " !!..
Op. Cit.- P. 17
وبناء على كل ما سبق يخرج لنا (تولند) بالنتيجة الصادمة لكل مخدوع من شياطين الكنيسة :
" ما أعظم جهالة أولئك الذين يجعلون ذلك الإنجيل (إنجيل برنابا) اختلاقا مما اصطنعه المحمديون أصلا " !!
Op. Cit.- P. 17
ثم أختم معكم هذه المشاركة بنداء مخلص وقيم وعاقل من (تولند) إلى النصارى المقيمين في البلاد الإسلامية !!.. حيث يدعوهم ويستحثهم بإلحاح :
" للاستعلام عما عساهم أن يجدوه بين أيدي المسلمين في هذه البلدان من التراث اليهودي والمسيحي, شريطة أن يُخلصوا البحث لوجه الحقيقة وحدها !!.. والحذر كل الحذر من أن يجرفهم الإراء لإثبات أي شيء مسبق مهما بدا أنه تأييد لعقيدة حقيقية أو خرافية, ثم الحذر كل الحذر أن ينحازوا كذلك إليه - أي (تولند) نفسه ! - إذ أن الحقيقة وحدها هي التي يجب أن تكون الهدف الوحيد للبحث : وليس الخدمة لأي قضية أو شخصية كائنة ما تكون " !!!..
John Toland – Nazarenus – Appendex 3 - P. 16
----------------------
جدير بالذكر هنا أن هذه المخطوطة قد أهداها - أو باعها - (كرامر : واسمه يونس فريدريكوس كرامروس Joannes Frederious Cramerus) إلى الأمير (أيوجين دي سافوي Eugene of Savoy) وبعد أن راسله وأبلغه (تولند) بأمر (إنجيل برنابا) وأهميته وندرته - وكان الأمير شغوفا بالمطالعة والقراءة الجمة في مكتبته الضخمة -
J. Toland - Preface - P. 2
كان ذلك في عام 1907م .. وإلى أن انتقلت النسخة عام 1738م مع باقي مكتبة الأمير إلى (المكتبة الإمبراطورية) في فيينا : حيث استقرت إلى الآن (وهي المكتبة الرسمية لفيينا اليوم) .. وعنوانها : (مكتبة الدولة Staat Bibllothek) في (ميدان يوسف Josef Plats) بين (روائع الآثار) وبجوار حدائق (هفمبورج Hofburg) - ومخطوطة الإنجيل تحمل رقم 2662 في الفهرس الجديد ..
يُتبع إن شاء الله حين يتيسر ...
-----
لضيق الوقت الشديد فسوف أنقل لكم من محتويات الكتاب ما جمعه الدكتور أحمد تحت كل مقدمة من مقدماته – للاختصار فقط لمن يريد أخذ فكرة عامة عن محتوى الكتاب – .. ثم سأبدأ بعدها في تفنيد الاعتراضات المتهافتة على إنجيل برنابا ..
وأترككم مع نقل محتوى المقدمات :
--------------------------------------------------
محتويات الكتاب :
## الاستهلال ......................................... صـ 1
## الإهداء ............................................ صـ 2
## المقدمة الأولى (جون تولند) ..
بداية المطاف – تراث كنسي غير معتمد رغم وجوده : (أبو كريفا) – إنجيل (برنابا) الغائب المجهول – الإشارة إليه في مخطوطات (باروتشيان) – وهم شائع بأن لدى المسلمين إنجيلا – (تولند) يفند هذا الوهم – أول إشارة إلى نسخة إسبانية من إنجيل (برنابا) – اكتشاف النسخة اللاتينية – الإشارة إلى إنجيل (برنابا) في أكثر من وثيقة – ما ورد عند (برنابا) قد سبق ظهوره في النصرانية الأولى – وصف المخطوطة – (تولند) يوجه استعلاما عما بأيدي المسلمين وبخاصة إنجيل (برنابا) ................................ صـ 2 : 35
(تولند) يرفع المخطوطة إلى الأمير (أيوجين) ................ صـ 25 : 26
المخطوطة بين يدي (دي لامنوي) ................... صـ 27
## المقدمة الثانية بقلم (دي لامنوي) ................. صـ 28 : 34
## المقدمة الثالثة بقلم (جورج سيل) :
ظهور النسخة الإسبانية – كيف وصلت إليه – كيف خرجت النسخة اللاتينية من مكتبة البابا (سكستوس) الخامس ؟ - وضوح التطابق بين إنجيل (برنابا) والأناجيل المعتمدة الأخرى – (سيل) يهاجم اتهام المسلمين باختلاق إنجيل (برنابا) !!!............ صـ 35 : 47
## المقدمة الرابعة :
المخطوطة الإسبانية بين يدي (توماس منكهوس) – المخطوطة بنسختها الإنجليزية تختفي عند (جوزيف هوايت) .............. صـ 48 : 49
## المقدمة الخامسة :
المخطوطة الإسبانية بين يدي (جوزيف هوايت) – أخلاقياته – ضياع المخطوطة بترجمتها عنده ........ صـ 50 : 54
## المقدمة السادسة :
محاضرة (جوزيف هوايت) عن إنجيل (برنابا) وعن المخطوطة الإسبانية ومقتطفات منها ........... صـ 55 : 60
## المقدمة السابعة بقلم (وليام أكسون) ..
نقده لما سبق – احتمال وجود نسختين أسبانيتين في انجلترا – مقتطفات من المخطوطة الأسبانية .......... صـ 61 : 85
## المقدمة الثامنة بقلم (لنسديل رج) ..
مقابلة بعض النصوص من النسخة الأسبانية المفقودة والنسخة اللاتينية الباقية – محتويات المخطوطة اللاتينية : (أ) مجموعة إنجيلية (ب) مجموعة محمدية (جـ) مجموعة حائرة – علاقة المخطوطة اللاتينية بنسخة اللغة الدارجة من الإنجيل – نسخة إنجيل (برنابا) ملاصق للأناجيل المعتمدة – مقابلة بعض النصوص بعدة لغات – تهافت الزعم بأن لإنجيل (برنابا) أصلا عربيا ............ صـ 86 : 108
## المقدمة التاسعة بقلم (خليل سعادة) ..
مناقشة لما ورد في مقدمة (لنسديل) – رأيه في التعليقات على الهوامش – مقابلته بين إنجيل (برنابا) والشاعر الإيطالي (دانتي) – لم يشر أي مسلم من قبل إلى إنجيل (برنابا) – رأيه في تغليف المخطوطة – رأيه في تحديد كاتب المخطوطة – معارضته للزعم باختلاق إنجيل (برنابا) – تشابه واختلاف بين إنجيل (برنابا) والأناجيل المعتمدة الأخرى ................. صـ 109 : 133
## المقدمة العاشرة بقلم الشيخ (محمد رشيد رضا) ..
الأناجيل الأولى – دائرة المعارف الفرنسية تنسب إنجيلين لبولس – قرار (جلاسيوس) بتحريم إنجيل (برنابا) – مناقشة الزعم بأن لإنجيل (برنابا) أصلا عربيا – مناقشة التعليقات في الهوامش – حرية البحث العلمي ............ صـ 134 – 142
يتبع ...
-----
## المقدمة الثانية عشرة بقلم (م . أ . رحيم) ..
تكريم (برنابا) في نصوص العهد الجديد – اختلافه عن (بولس) – شفاعة (برنابا) لـ (بولس) – (برنابا) يشرك (بولس) معه – بداية تأليه البشر – شخصية (برنابا) – جماعة (برنابا) – التوحيد بداية النصرانية – بداية التحول بعد أن تنصر (بولس) – الفراق – نصرة الرومان لأتباع (بولس) – لماذا انحسر أتباع (برنابا) ؟ - الاصرار على التوحيد – من هو (أريوس) ؟ - حادثان في تاريخ أوروبا – مجمع (نيقية) يبطش بأنصار التوحيد – التعاطف مع أنصار التوحيد – اغتيال (آريوس) – (هونوريس) يدعو للتوحيد – الانتقاض على دعوة التوحيد – (سزيني) الكبير – (سزيني) ابن أخ السابق – زعيم نظرية التثليث يعترف بالتوحيد !! – كيف بقى إنجيل (برنابا) ؟ كان في التداول طوال قرنين بعد الميلاد – بدأ تحريمه سنة 325م – في سنة 383م تحفظ (البابا) على نسخة في مكتبته الخاصة – اكتشاف رفات (برنابا) سنة 478م وعلى صدره مخطوطة من إنجيله – الترجمة المعتمدة (فولجاتا) للعهد القديم والجديد تعتمد على إنجيل (برنابا) !!.. – البابا (سكستوس) والراهب (فرامرينو) – إنجيل (برنابا) مذكور في عدة وثائق – اختفاء النشرة الإنجليزية الأولى بطريقة غامضة – صورة ضوئية لبطاقة اطلاع بالمتحف البريطاني وعليها إعلان بضياع النسخة النادرة منه ........... صـ 143 : 167
## المقدمة الثامنة عشرة والأخيرة بقلم (د . أحمد غنيم) ..
إنجيل (برنابا) في القرن العشرين – بداية اتصالنا بالمخطوطة – صورة بطاقة اطلاعنا بالمتحف البريطاني قبل ضياع النسخة النادرة منه – وصف المخطوطة : الحافظة الخارجية – ظاهر الغلافين الأيمن والأيسر – الكعب الخلفي – مقدمة الصندوق الداخلي – قياساته من الظاهر – وصف الصندوق الداخلي (من الباطن) – وصف المخطوطة نفسها – علاقة المخطوطة بالقديس (برنابا) – التعليقات وكاتبها – علاقة هذا الإنجيل بالأناجيل الأخرى – شبهة التشابه بينه وبين الإسلام – التفرقة بين لفظ (مسيا) و (المسيح) ................ صـ 168 : 205
## صورة افتتاح إنجيل (برنابا) .................... صـ 206
## صورة قرار (جلاسيوس) ............................ صـ 207
## صورة المخطوطة (206) من مجموعة (باروتشيان) ................. صـ 208
## ملحق بالصور الملونة ....................... صـ 209 : 216
## الفهرست ................... صـ 217 : 222
يتبع حين يتيسر إن شاء الله ...
---------------
مي ميساء :
إنجيل برنبا ليس معترف به عند المسيحيين ، نقطة
ما أنت بصدد كتابته سيد ابو حب قد ينفع في درس لتلاميذ مسلمين يؤمنون بان الغرب الكافر متآمر على الإسلام بما في ذلك ويكيبيديا .حتى و ان كان هذا الإنجيل معترف به عند المسيحيين فقد كنت قد قلت في تعليق سابق :
أن هناك دائرة مفرغة، القرآن كلام الله لان محمد رسول الله فقد ذكر في العهد القديم و الجديد, و انبياء اليهود انبياء فعلا لانهم ذكرو في القرآن...
كل من العهد القديم و الجديد و القرٱن و الأحاديث ليسو حجة هم موضوع البحث
---------------
أبو حب الله :
رغم أني لم أكمل تعليقاتي أخت مي - كما اتفقنا - أسألك سؤالا إن كنت تريدين اختصار الوقت والطريق - وبعيدا عن إنجيل برنابا الذي سقت لك أدلته من عند مختصين غير المسلمين أصلا !!!! - :
هل أنت توافقين على ((تحقق)) النبوءات بمقدم شخص اسمه محمد ووقوعها فعلا - أيا من كان قائلها انبياء أو غير أنبياء - أم لا ؟
---------------
مي ميساء :
نعم
---------------
أبو حب الله :
حسنا يا أخت مي - وجيد أنك متواجدة الآن حيث أرجو أن تكون مشاركاتنا مباشرة وصادقة ومخلصة لوجه الله بغير تدخل من أحد - ...
وأنا الآن أسألك :
من الوحيد الذي يتخطى حدود الزمان والمكان والمستقبل ويختار من يجعله يعرف شيئا من المستقبل ؟؟
---------------
مي ميساء :
المنجمون
---------------
أبو حب الله :
وكيف يتخطى المنجمون حدود الزمان يا مي وهم بشر مثلنا يمرضون ويصابون ويفشلون ويفتقرون إلخ إلخ إلخ ؟؟..
أليس لو كانت لديهم قدرة مطلقة للاطلاع على الغيب : كانوا سيتلافون كل ذلك ؟؟؟؟..
أتعلمين يا أختي الكريمة أن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم - ورغم عشرات الإعجازات الغيبية المستقبلية والعلمية التي لم يخطيء فيها أي مرة ويمكنني ذكرها لك - : أتعلمين أنه رغم كل ذلك لم يدعي لنفسه معرفة الغيب المطلق - أي أنه يعلم الغيب والمستقبل في أي وقت ومتى يشاء - ولكنه نسبها لرب العالمين سبحانه هو الذي يطلع من يشاء من عباده على الغيب بالطريقة التي يصرفها له بحكمته ؟؟..
اسمعي ماذا يقول القرآن في ذلك أختنا الفاضلة واحكمي بعقلك وصدق قلبك على الأمور .. يقول :
" قل (أي يا محمد للناس) : لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا : إلا ما شاء الله !!!!.. ولو كنت أعلم الغيب : لاستكثرت من الخير !!.. وما مسني السوء !!.. إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون " الأعراف 188 ..
فهل رأيتي أصدق ولا أعقل من ذلك أختنا الفاضلة ؟؟؟..
ويقول عن الله تعالى : " عالم الغيب : فلا يُظهرعلى غيبه أحدا : إلا مَن ارتضى مِن رسول " الجن 26- 27 ...
ولذلك أختنا مي :
فالمنجمون هم من يتعلمون السحر ويتعاملون مع الجن الذين يسترقون السمع إلى السماء لأوامر الملائكة التي تسير بها أمور البشر كما أمرهم الله ...
يقول تعالى حاكيا عن الجن في سورة الجن :
" وأنا لمسنا السماء : فوجدناها مُلئت حرسا شديدا وشهبا ! وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع : فمَن يستمع الآن : يجد له شهابا رصدا " الجن 8- 9 ...
ولقلة ما ينجحون في استراقه - ولو أراد الله منعهم تماما لمنعهم ولكنه يختبرهم ويختبر بهم الناس ليرى من سيصدقهم ومن سيعرف أنهم لا يملكون الغيب - :
فإن أنبياء الله ورسله لا يكذبون ولا يخطئون في نبوءاتهم أبدا ..
وأما المنجمون والمشعوذون والسحرة والكهان : فعلى قلة ما يأتيهم من الجن : فهم يبنون عليه مائة كذبة وكذبة من عندهم ومن توقعاتهم الخاصة !!!.. ولذلك يخطئون كثيرا ولا يصيبون إلا قليلا !!.. ولكن - وللأسف الشديد - ضعاف البشر لا ينظرون للكثير الذي أخطأوا فيه : وينظرون للقليل الذي أصابوا فيه !!!..
وهو نفس ما فضحه عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيضا في آحاديثه الصحيحة !!.. فعن (عائشة) رضي الله عنها قالت :
" سأل أناس رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان ..
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنهم ليسوا بشيء ! قالوا : يا رسول الله ! فإنهم يُحدثون أحيانا بالشيء : يكون حقا ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تلك الكلمة مِن الحق : يخطفها الجنيُ : فيُـقرها في أذن وليه قر الدجاجة :
فيخلطون فيها أكثر مِن مائة كذبة (أي لحبكها على الناس) " !
رواه البخاري ومسلم وغيرهما ....
وفي رواية ابن ماجة والبخاري بنحوها :
" إذا قضى الله أمرا في السماء : ضربت الملائكة أجنحتها خضعانا لقوله : كأنه سلسلةٍ على صفوان .. فإذا فــُزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟!.. قالوا : الحق .. وهو العليُ الكبير .. فيسمعها مُسترقو السمع (أي مِن الجن) : بعضهم فوق بعض .. فيسمع الكلمة : فيلقيها إلى مَن تحته : فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها إلى الذي تحته : فيلقيها على لسان الكاهن أو الساحر : فربما لم يدرك حتى يلقيها : فيكذب معها مائة كذبة ! فتصدق تلك الكلمة التي سُمعت مِن السماء " !
ولعله من أجمل الدروس والعبر التي أعطاها الله للناس للتدليل على أنه حتى الجن أنفسهم لا يعرفون الغيب إذا شاءوا من أنفسهم - لأنهم يسترقوه من السماء والملائكة - :
فقد قضى الله تعالى أن يكون في موت سليمان عليه السلام عبرة لمن يعتبر !!!.. يقول عز وجل - وكان قد سخر الجن لسليمان يعملون له ما يشاء في ملكه الذي لم يؤته أحد من العالمين - :
" فلما قضينا عليه الموت : ما دلهم على موته : (أي الجن المُسخرين للعمل لديه جبرا بأمر الله) إلا دابة الأرض تأكل منسأته !! (أي حشرة قرض الخشب التي قرضت عصاه التي كان يتوكأ عليها مُراقبا الجن في عملهم) !.. فلما خرّ (أي سقط على الأرض لتآكل عصاه) : تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب : ما لبثوا في العذاب
المُهين " سبأ 14 .......!
فحتى الجن كانوا يخافون أن يتوقفوا عن العمل ليستفسروا عن هذا الوقوف العجيب الطويل لسليمان بالأيام ! - وكل ملكه كان عجبا من تسخير ريح وعلمه منطق الطيور والحشرات والحيوانات - إلى أن خر على الأرض عندما أكلت الحشرة عصاه التي كان يتوكأ عليها !!!..
وبنفس هذه الصورة لو تتبعتي أي منجم في العالم أختي مي وما يصدر عنه من تصريحات وأخبار مستقبل : تجديه أخطأ كثيرا ولكن :
لا يبرز له الكافرون وشياطين الإنس إلا الأكاذيب والتعديلات والتأويلات فيما يصح عنه - وهو أقل القليل - !!.. وعلى رأسهم نستراداموس كما أخبرتك من قبل ...
والآن أختنا الفاضلة مي :
هل توافقيني (بقلبك وعقلك) على ما قلته لك أعلاه ؟
أم تعترضين على شيء منه تودين الاستفسار عنه ؟
أم عندك جواب آخر غير (المنجمين) أنهم الوحيدون الذين يعرفون الغيب ؟؟؟..
-------------
مي ميساء :
يعلمونه بالعلم علم الفلك و ليس بالجن علميا ليس هنآك شيء اسمه جن
-------------
أبو حب الله :
طيب يا أخت مي - وطالما أنك تتحدثين ((علميا)) ما شاء الله - السؤال :
كيف يعرف المنجمون ((علميا)) المستقبل الذي لم يقع بعد من علم الفلك ...؟
-------------
مي ميساء :
المنجمون ليس لهم قدرة مطلقة، بل لديهم نبوأت تتحق ، أليس هناك منجمين رغم فسادهم تتحقق لهم بعض النبوأت
-------------
أبو حب الله :
دعك من ذلك الآن يا أخت مي ...
أنا سألتك سؤالا محددا :
كيف يستطيع المنجمون ((علميا)) وبالنظر في النجوم وعلوم ((الفلك)) أن يعرفوا المستقبل ..
تفضلي ...
-------------
مي ميساء :
اسمهم منجمون يدرسون حركة النجوم و الكواكب
-------------
أبو حب الله :
أنا أعرف اسمهم والحمد لله ... أنا أسأل : ما دخل النظر في النجوم والكواكب بمعرفة مستقبلي ومستقبلك يا مي ؟؟..
فأنت التي تدعين الحديث بالعلم إلى الآن - ولم نر منك دليلا واحدا استمريتي فيه لنهاية النقاش - !!!..
والصراحة يا مي - ورغم أني كنت أحسن الظن بصدق طلبك للحق في البداية - : إلا أن رؤيتي تغيرت كثيرا مع الوقت !!..
ولدي مهام أولى بوقتي من تضييعه معك يا هداك الله إن لم تكوني جادة في النقاش أو الحوار ...
أنت لجأت إلى ((العلم)) .. ونفيتي الجن .. وذكرتي أن للمنجمين دراسة للنجوم والكواكب ..
وأنا سألتك سؤالا محددا - وعندي أيضا أسماء مدارس وجمعيات تدرس الجن وظواهره - :
كيف ((بالعلم)) يا مي و ((بالنظر في النجوم والكواكب)) يعرف الإنسان المستقبل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..
أرجو أن تستخدمي عقلك قليلا الذي كرمك خالقك به : وتجيبينا إجابات واضحة بغير تهرب : ربما استفدنا منك هذا العلم الذي يتمناه البشر بأحر من الجمر !!!!!!!!!!!!!!!!..
تفضلي .....
وأستأذن الإخوة في الإشراف أني لو لم أتلق إجابات على مستوى النقاش وجديته : فلا داعي لإكمال الحوار ..
في انتظار ردك ....
-------------
مي ميساء :
التنجيم ليس علما , نعرف بالتجربة ان لبعض المنجمين نبوأت تحققت
التنجيم يستعملون فيه علم الفلك ، ما هو علمي هو علم الفلك، و ما هو ليس علمي هو التنجيم
لذلك علم الفلك صحيح و التنجيم يخطئ و يصيب
-------------
أبو حب الله :
يا أخت مي ...
والله العظيم أنا أتكلم لغة عربية فصحى وعامية جيد جدا والحمد لله .................
أنا سألتك سؤالا محددا :
كيف ((((( كيف ))))) بواسطة النظر في علم الفلك والنجوم : يعرف إنسان مستقبل إنسان آخر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ؟
وللعلم :
أي إجابة خارج هذا النطاق يمكنك اعتبار الحوار - أو المناظرة سمها ما شئتي - منتهية ...
فوقتي أثمن من تضييعه بهذه الطريقة الغير جدية من طرفك ..
بالتوفيق ...
مع وعدي للإخوة بأن لي مشاركات في إكمال تفنيد الشبهات المثارة حول إنجيل (برنابا) تعميما للفائدة ولأهمية هذا الموضوع ..
-------------
مي ميساء :
انا جدية جدا ، كما يستخدم العطارون علم الكمياء في صنع العطور لكل محترف وسائله,
-------------
أبو حب الله :
شكرا يا أخت مي .....
أنت لم تزيدينا إلا يقينا بأن الباطل بلا قدمين مهما حاول أن يظهر من نفسه عكس ذلك ....
بالتوفيق ...
انتهى الحوار وتحقق الهدف والحمد لله ....
ووعدي لا زال جاريا للإخوة بخصوص إنجيل برنابا ...
ربما غدا أو بعد غد إن شاء الله ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
-----
وهذه نصيحتي الأخيرة لك ...
يقولون : الإنسان عدو ما يجهل ...
وأنت رغم ولادتك على الإسلام : إلا أنك جهلتي دينك - بتقصير منك وبتعمد من حكومات بلادنا العلمانية للأسف - ..
اقرأي دينك حتى لا تتهميه بما ليس فيه وحتى لا تنظري إليه بعين أعدائه !!!..
بل اقرأي حتى في قصص الأنبياء - وأغلبهم من بني إسرائيل - لتعرفي مدى الظلم الذي ظلمتيه لهم بافتراءك عليهم بالجهل والكذب !!.. وللعلم :
إذا قمتي بإقصاء التحريف المخل والظاهر من قصصهم في العهد القديم : لن تجدي إلا كل دلالة على نبوتهم وصلاحهم ودعوتهم الناس لعبادة الله تعالى وتوحيده ..
وهذا ما جاء في الرسالة الخاتمة الإسلام .. فاقتصر على المفيد من قصصهم ..
وأما بالنسبة للشبهات عن الرق في الإسلام :
فإليك هذا الرابط الرائع من مدونة أخي محمد الباحث :
وهذا الرابط من مدونتي عن الناسخ والمنسوخ :
وهذا رابط بعض مواضيعي عن شبهات انتشار الإسلام بالسيف :
أتمنى أن تتجولي فيها بمفردك لتقرأي وتحكمي بنفسك ..
ويمكنك التواصل معي في الخاص إذا أردتي الاستفسار عن شيء ... لأن الحوار معك هنا انتهى ..
بالتوفيق ..