التسميات

الأحد، 24 يونيو 2012

8)) لا تجعل الحكم يتعدى إلى غيره مما لا يلزمه ..

هناك عدد كبير من البشر ممَن يتميزون بحُسن النية والطيبة .. وهذه الخصلة جيدة ..
وهي من الدلائل على صفاء قلب المرء وطيبته .. ومن أسباب صب محبة معظم العباد
على صاحبها صبا 
ً..

ولكن ..
ولكي لا تنقلب تلك الصفة الجميلة إلى فخ ..
ولكي لا تتحول تلك الصفة المحمودة إلى مكروهة :
لها بعض الضوابط التي سأختار منها إحداها الآن : وربما أفردت للباقين وقتا ًآخرا ً
بإذن الله ..

وأما الضابط الذي اخترته الآن فهو :
لا تجعل الحكم يتعدى إلى غيره مما لا يلزمه < ..!
ولمَن لم يفهم هذه الكلمات المركبة : أضرب له المثالين القصيرين التاليين :

>>> الأول :
شخص متدين ملتزم : تعرفه وتثق في أخلاقه وأمانته إلخ إلخ إلخ :
وأنت تعلم أن من علامات المؤمن : أن يُتقن ما يعمل .. ولكن : 
لا تسحب تلك الثقة فيه دينيا ً: على ما هو غير متلازم معها بالضرورة مثل :
الثقة في قيامه بعمل دنيوي : قد لا يكون يعرفه أصلا ًأو لا يتقنه !!.. فتسنده أنت 
له بحسن ظنك (الديني) فيه : فيخذلك !!..
وهذا نبي الله يوسُف عليه السلام لما طلب ولاية خزائن الأرض من مَلك مصر : لم يقل
له اجعلها لي : فإني نبي !!!.. ولكنه عرض له من نفسه : مؤهلات هذا المنصب الفعلية
لديه 
فقال كما حكى الله عنه عز وجل : 
اجعلني على خزائن الأرض : إني حفيظ ٌعليم ٌ" !!..

>>> الثاني :
والعكس بالعكس .. 
فهذا شخص ٌمحبوبٌ دنيويا ً(مرح شهم عادل وسيم متكلم لبق .. إلخ) : 
فلا يُستلزم من ذلك أن تجعله عالما ًبدينه : أو عالما ًبالدين عموما ًوفقهه وشرعه : فتأخذ
برأيه في الدين أو كلامه أو تتخذه قدوة ً: فتندم !
فلا تلازم بين ذلك وذاك !!.. 
وقد أعطانا ربنا عز وجل مثالا ًعلى ذلك بالمنافقين : فقال عنهم مُحذرا ًنبيه منهم : 
وإذا رأيتهم : تعجبك أجسامهم !!.. وإن يقولوا : تسمع لقولهم !!.. كأنهم خشبٌ مسندة " !
----- 

وأخيرا ً:
أرجو فصل التلازم الموهوم بين ما يظنه الكثير منا متلازما ًبحسن نواياهم !!!..
فهذا أخ ٌتاجر ملتزم ما شاء الله : شكى لي يوما ًأن أغلب المشاكل التي تقع بينه وبين أترابه
في التجارة : هي بينه وبين الملتزمين منهم مثله !!.. فسألني متعجبا ًعن السبب .. فقلت له :
هل تكتبون ما تتداينون به لبعضكم البعض : أو لأجل ؟!!..
فقال لي : لا ..! بل نحن نحسن الظن بأنفسنا !!..
فقلت له : وهذا ليس من دين الله ولا الإلتزام في شيء !!.. فأطول آية في القرآن : هي آية
الديْن من سورة البقرة !!.. فكيف تغضون الطرف عنها ؟!!..

نعم .. نحسن الظن بأنفسنا ولكن : ماذا لو نسيَ أحدنا مع الوقت : كم تداين من أخيه 
بالضبط ؟!!.. أو كم أودعه بالضبط ؟!!.. وهذا كله ليس مستبعدا ًعلى بني الإنسان نسيانه
أو تخليط في ذكرانه 
!!.. بل :
ماذا لو مات هذا المودع لديه أو المستدين !!.. على أي شيء ٍسيُصدقك ورثته إن طالبتهم بما
كان لك عنده ؟!!..
فطأطأ الأخ رأسه : وقد أيقن وجوب الفصل بين ما لا تلازم فيه من حسن النية وغيرها ...
وهذا الأمر لو فهمناه : وهذا السبب للخطأ لو وعيناه :
لتجنبنا الكثير من الأخطاء التي تتقاسم معه نفس المبدأ في حياتنا عموما ًلمَن يستطيع القياس !!..

يُـتبع إن شاء الله ..