التسميات

الخميس، 21 يونيو 2012

الجولة الثانية من الموضوع ... نسف أزلية الطاقة الخالقة !!..
(شكر موصول لإخواني من منتدى التوحيد الأساتذة عبد الواحد وحمادة وأبي القاسم وغيرهم)

أزلية المادة أو الطاقة : وتهافت عقول الملاحدة !!!..



الإخوة الكرام ....
في هذه الجولة الثانية من موضوع هدم أسس الإلحاد : سأتعرض معكم لنسف خرافات أزلية المادة أو الطاقة (والمادة والطاقة هما وجهان لعملة واحدة) : ومعه نسف نسبة الخلق المُعجز لهذا الكون بقوانينه الكاملة الدقة والإبداع في الجماد والكائنات الحية : لتلك المادة أو الطاقة المفترض أزليتها : فضلا ًعن نسبة ذلك إلى قوانينهما : قافزين - كالعادة - فوق إجابة سؤال وهو :
من أين جاءت مكونات المادة أو الطاقة الأولى : فضلا ًعن مَن الذي سن قوانينها بالأساس مع أو قبيل لحظة الإنفجار الكبير ؟..

وقبل البدء ... 
ولأني أعرف أن ملاحدة النت العرب يلعبون كثيرا ًفي مثل تلك المواضيع العلمية الفيزيائية على وتر : جهل أغلب العوام بها وحتى المتعلمين الغير متخصصين .. ومن هنا فتجدهم بكل استخفاف ينقلون الكلام العلمي الدسم أو العميق بطريقة النسخ واللصق ليضعونه أمام محاوريهم من المسلمين : ليوهموهم بأنه شيئا ً- وأولئك الملاحدة أصلا ًأكثرهم لا يعرف ماذا ينقل ولا تفاصيله فضلا ًعن معناه - ... أقول :
من هنا - وكعادتي - :
فسأتعمد تبسيط العديد من الحقائق في الفيزياء وخصوصا ًالديناميكا الحرارية أو الثيرمو ديناميك :
بصورة تجعل المسلم العادي الذي سيتحاور في مثل تلك المسائل مع ملحدين : يعرف كيف يرد عليهم أسلحتهم إلى صدورهم : فينسفها نسفا ًبإذن الله عز وجل ...

ولنبدأ أولا ًبمدخل تعريفي للطاقة ...
ثم مدخل آخر للتعريف بالثيرمو ديناميك .. وأشهر قوانينها : ولاسيما القانون الثاني والأنتروبي : لأنه محور هذه المشاركة بإذن الله تعالى ...

وعلى بركة الله نبدأ ...........
---------

1... الطاقة ..

يقوم العديد من العلماء بتعريف الطاقة بأنها : القدرة على بذل شغل .. أي : القدرة على إحداث تغيير ..
فهناك الطاقة الكهربية مثلا ً: وبالفعل نلاحظ أن لها قدرة على إحداث تغييرات في الأشياء ..
وكذلك هناك الطاقة الحرارية : وأيضا ًنلاحظ أن لها قدرة على إحداث تغييرات في الأشياء ..
وبالمثل هناك طاقة الرياح .. وطاقة الأشعة السينية وأشعة جاما .. والطاقة المغناطيسية والكيميائية والإشعاعية والنووية والحركية وطاقة وضع .. إلخ
وهناك أنواع من الطاقات : هي مزيج بين نوعين من الطاقة ..
مثل طاقة الضوء مثلا ً: فهي طاقة كهرومغناطيسية (أي طاقة كهربية + مغناطيسية) ..
ومثل طاقات الثيرمو ديناميك (أي الطاقة الحرارية + الحركية) ..
ملحوظة : ثيرمو أي حرارة .. ديناميك أي علم الحركة مجازا ً: وهي فرع من الميكانيكا > 

ومن المعروف أن كل هذه الأنواع من الطاقة : والتي نشأت من الإنفجار الكبير : هي بمجموعها ثابتة في كوننا هذا ولكنها : تتحول من صورة إلى أخرى .. ويتم ذلك إما بطرق بسيطة : كتحويل طاقة الحركة إلى طاقة حرارية مثلا ً(مثل حك قطعتين من الخشب فتخرج النار) .. أو يتم ذلك بطرق أكثر تعقيدا ًمثل تحويل الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربائية في البطارياتوالمركمات :



وكما في تحويل الطاقة الحرارية إلى طاقة حركية وذلك كما في المحركات .. أو كما في تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية عن طريق الخلايا الشمسية .. إلخ
وكانت من إحدى ثمار نظرية النسبية لأينشتاين : هو إثبات أن المادة والطاقة : هما صورتان لشيئ واحد ..
----------

2... أشهر قوانين الديناميكا الحرارية أو الثيرمو ديناميك ...

1) القانون الصفري للديناميكا الحرارية :

إذا كان نظام ( أ ) في حالة اتزان حراري مع نظام آخر ( ب .. وكان النظام ( ب هو الآخر في حالة اتزان حراري مع ( ج ) :
إذا ًالنظام أ ) هو في اتزان حراري بدوره مع النظام ج ) " ..
-----

2) القانون الأول للديناميكا الحرارية :

وهو يترجم ما ذكرته لكم منذ قليل من بقاء كمية الطاقة ثابتة ولكنها فقط : قد تنتقل من صورة إلى أخرى .. حيث يقول القانون :
الطاقة في نظام مغلق : تبقى ثابتة " ..
وتحديد النظام هنا بالمغلق : لأنه لو متصل بغيره : فقد تزيد طاقته أو تنقص بقدر ما ينتقل منه أو إليه من هذا النظام الآخر ..
وقانون ثبات الطاقة هذا : يتضمن ثلاثة مباديء وهم :
>>
مبدأ حفظ الطاقة والذي يقول : الطاقة لا تفنى (لأنها تتحول من صورة لصورة داخل النظام المغلق) : ولا تنشأ من العدم ..
>>
مبدأ انتقال الحرارة من الجسم الساخن : إلى الجسم البارد .. وليس العكس ..
>>
مبدأ أن الشغل هو صورة من صور الطاقة .. ومثال ذلك : أننا لو بذلنا شغلا ً(طاقة حركة) لرفع جسم (لأن ذلك الرفع ضد الجاذبية) : فمعنى ذلك أننا أكسبنا هذا الجسم طاقة .. فما هي هذه الطاقة في مثل حالة الرفع هذه ؟.. إنها طاقة الوضع .. فإذا تركنا ذلك الجسم ليسقط من علوه : فتتحول طاقة وضعه ساعتها إلى طاقة حركة لحين وصوله إلى الأرض ..
------

3) القانون الثاني للديناميكا الحرارية :

وهذا القانون هو بيت القصيد هنا .. وهو الذي سأركز عليه كثيرا ًفي كتابتي الآن لنقض خرافات أزلية المادة والطاقة وأنهما خالقين ...
وينص هذا القانون على أنه توجد (أنتروبي) لأي نظام معزول .. ويمكن تسميتها بالتحول للعشوائية أو التحول للانتشار في التوزيع ...
فكلما كان النظام متماسكاً غير منتشر : كانت أنتروبيته أو عشوائية انتشاره وتوزيعه قليلة :
وكلما انتشر ليتوزع بصورة شبه متزنة في كل مكان : كانت أنتروبيته أو عشوائية انتشاره كبيرة ..
وبالمثال يتضح المقال (ولاحظوا أني أتعمد الشرح بلغتي الخاصة للتسهيل قدر الإمكان) ... فأقول : انظروا للكوب في الحالتين التاليتين :



>> فالكوب على اليسار : 
قد ألقينا نقطة حبر في الماء الذي فيه .. وكما ترون ما زالت لم تنتشر بعد في كل الكوب والماء .. 
وهنا نقول أن أنتروبيي النظام هنا قليلة .. أي عشوائية التوزيع قليلة لم تصل إلى أكبر قيمة لها بعد بشكل شبه متزن في كل الكوب ..

>> وأما الكوب على اليمين :
فنرى انتشار نقطة الحبر في الكوب بأكمله وفي الماء : بصورة عشوائية ولكنها شبه متزنة (أي إذا أخذنا أي جزء من الكوب : يكاد يحتوي تقريبا ًعلى نفس الكمية من الماء والحبر ممتزجتين) ..
وهنا نقول أن هذا النظام الآن : له قيمة أنتوربيا عالية ...

والسؤال الآن :
هذا التوزيع من التركيز للحبر : إلى الانتشار في الماء : تم بـ (تلقائية) من مرحلة ( التكثف ) للانتشار .. والسؤال هو :
هل يمكن أن نقوم بجمع وتركيز نقطة الحبر من جديد : بعد انتشارها في كل الكوب والماء بـ (تلقائية) ؟؟؟..
أم أن ذلك سيحتاج منا حتما ًلبذل شغل ؟؟؟..
الجواب : سيتطلب حتما ًبذل شغل ...
حسنا ً......

وزيادة على ما سبق بيانه : فهناك حالات يمكن فيها إرجاع الوضع لما كان عليه - حتى ولو حصل بعض الفقد في الطاقة - وهناك حالات غير معكوسة أي : لا يمكن إرجاع الوضع لما كان عليه لتبدد الطاقة بصورة لا يمكن عودتها كما كانت ... 

وتأملوا معي مثلا ًنظام المحرك في السيارة ... لقد تم تركيز الطاقة الكيميائية ثم الحرارية الشديدة في أول الأمر في صورة احتراق الوقود الداخلي : ثم تم تحويلها إلى طاقة حركية كبيرة هي التي تدفع السيارة .. ولكن : يذهب جزء آخر من الطاقة الناتجة في احتكاك الإطارات بالأرض !!.. أيضا ً: يذهب جزء آخر في صورة عادم السيارة ...!
وكلا ًمن الاحتكاك والعادم : لا يمكن إرجاعهما للنظام من جديد !!!!...
ومن كل ما سبق : نستخلص الآتي :

>>>
أي نظام يميل ذاتيا ًإلى زيادة أنتروبيته : إذا انتفت الموانع الخارجية عنه ... (أي يميل للانتشار بعشوائية حتى الاتزان) ..
وذلك مثل حالة الغاز في الصورة التالية : 
حيث لما كان هناك حائل يمنعه من الانتشار : كانت أنتروبيته قليلة .. فلما أ ُزيل الحائل : انتشر عشوائيا ًفي الفراغ بأكمله فزادت أنتروبيته :



>>>
في الحالة السابقة : لم يتطلب الانتشار (أو زيادة الأنتروبي) شغلا ً.. بل تم بتلقائية .. ولكن العكس صحيح .. أي :
أننا لكي نقوم بتجميع الطاقة لعمل نظام له وظيفة معينة : يجب علينا بذل شغل ... 
ومن هنا نخرج بأولى نتائج هذه المشاركة فنقول :

لو افترضنا جدلا ً( جدلا ًفقط ) : أن المادة والطاقة أزلية (وعلميا ًأن هذه الحالة لو صحت ستكون في حالة انتروبي عالية أي توزيع متزن عشوائي) ..
فالسؤال القاصم للملاحدة هو :
من أين جاء الشغل الذي قام بتجميع الطاقات المختلفة ووضعها في أنظمة وعلاقات وقوانين محددة (قوى جاذبية وقوى حرارية ونووية إلخ إلخ) ؟!

وتعالوا نعكس فرضية البداية فنقول أن الكون كان ذو انتروبي أي عشوائية منخفضة منذ الأزل : فنقول :
ولماذا لم تصل الأنتروبي فيه إلى أعلى قيمها إلى اليوم ؟؟؟ ألا تكفي مدة الأزل (أي بلا بداية) لأن تتفتت وتتحول كل طاقاته وأنظمته بعشوائية في الكون ؟؟.. فتفقد النجوم والشمس حرارتها مثلا ً؟؟.. 

وحتى إذا قيل أن الوجود يمر بموجات من التوالد التلقائي مثلا ًكل عشرات المليارات من السنين .. نقول حسنا ً...
ما يتوالد تلقائيا ً- لو صحت هذه الفرضية - هو يولد متفرقا ًمبعثرا ًمتشتتا ً(أي أنتروبي عالية) : فكيف يتجمع في شكل أنظمة كونية غاية في الدقة والارتباط والتكاثف (أنتروبي منخفضة) ؟؟..
مَن صاحب هذا الشغل الرهيب الذي كل فترة عشرات مليارات السنين يقوم بعمل هذا التكاثف والتنظيم بالقوانين الدقيقة للحظة ميلاد من جديد (أو لحظة انفجار كبير من جديد) ؟؟!!..
لا إجابة !!!...

وحتى الذين يفترضون وجودا ًآخرا ًموازي ٍلكوننا : وأن كوننا أو جسيماته تقترض طاقة من هذا الوجود الآخر (أيا ًما كان) أقول : وما سر الانفجار العظيم إذا ً: إذا كانت ظاهرة استلاف الطاقة هذه موجودة من الأزل ؟.. ما الذي جعل تلك اللحظة في الانفجار الكبير هي لحظة فريدة عما قبلها وما بعدها (حيث لم تتكرر إلى اليوم) !!..

إذا ً... وبمعنىً آخر : أنه حتى فرض أزلية المادة أو الطاقة : تحتاج إلى فاعل قادر مُريد عاقل (ونحن نصف الله تعالى بالعلم لا بالعقل) !
فاعل هو الذي يُنظم كل تلك المادة والطاقة العشوائية المبعثرة في الوجود التي لا معنى لها : في شكل قوانين وعلاقات وأنظمة تملأ الكون !!!!..

ولكن : هل فعلا ًأثبت العلم أن المادة والطاقة أزليتين ؟!!..
------------ 
------------------ 

3... هل المادة والطاقة أزليتين ؟!!..

قد تكون بداية التأكيد العملي لنظرية الانفجار الكبير وتباعد الكون الذي نشأ فجأة (أي مادة وطاقة نشأوا فجأة ثم أخذ الكون في الانتظام والاتساع وما زال) : أقول : قد بدأ التاكيد العملي على تلك النظرية مع رصد الفلكي الأمريكي : إدوين هابل (صاحب تلسكوب هابل الشهير) : للمجرات وتباعدها عن الأرض وعن بعضها البعض : مستخدما ًفي ذلك رصد درجة سطوع النجوم ..

ومع الوقت : والكثير من الشواهد العلمية المرصودة تؤكد هذا الإتجاه وتلك النظرية .. وذلك مثل رصد العلماء لإشعاع الخلفية الميكروموجي للكون .. والذي استدلوا به على بقايا الإشعاع الكوني البدائي (أي عند بدايته) : وهي أشعة كهرطيسية وجدوها بنفس الشدة والتوزيع في كل الكون (وتتساوى قيمتها في الرصد من أي بقعة من الأرض) وهي تعادل 2.72 درجة كلفن ..



الصورة بالأعلى مأخوذة بالقمر الصناعي لأشعة الخلفية للكون : والتي تشكل بقايا الحالة الساخنة للكون قبل نشأة النجوم والمجرات .. حيث المناطق الصفراء والحمراء : هي مناطق نشأت فيها بعد نحو 500 مليون سنة من الانفجار العظيم : تجمعات النجوم والمجرات ..

والآن ...
ماذا يقول العلماء المتخصصون - وأكابر المتخصصين - عن بداية المادة والطاقة في ضوء هذا الإنفجار الذي وقع من 13.7 مليار سنة تقريبا ً؟...
وكيف أعيتهم حقيقة ميلاد المادة والطاقة معا ًمن بعد العدم ؟؟..
وكيف ألجأتهم إلى الاعتراف بإله أو قوة عاقلة مهيمنة : 
تلك القوانين الكاملة الدقة : والشغل المبذول لخفض الأنتروبي والعشوائية الموجودة في الكون ؟؟؟؟..

>>>
في أحد أشهر المواقع الفيزيائية الحديثة على النت على الرابط التالي :
http://hyperphysics.phy-astr.gsu.edu...ro/planck.html

نطالع المعلومات الهامة التالية : والتي تتعلق بالفترة ما قبل زمن بلانك (جزء صغير جدا ًمن الثانية 10 أس -43) من بعد الانفجار الكبير !!!..
حيث نقرأ فيها صراحة ًأن الكون الذي نعرفه وتتبعه القوانين التي نعرفها اليوم : لم يكن له وجود قبل زمن بلانك !!!!.. وحتى القوى الأربعة (ومنها قوى الجاذبية والقوى الكهرومغناطيسية) : كانت قوة واحدة !!.. وأنه لم يُسجل أو يُعرف أي شيء عن المادة أو الطاقة أو الزمان أو المكان قبل هذا الزمن !!!!.. 

Before 1 Planck Time
Before a time classified as a Planck time, 10^(-43) seconds, all of the four fundamental forces are presumed to have been unified into one force. All matterenergyspace and time are presumed to have exploded outward from the original singularity. Nothing is known of this period
.
Models of Earlier Events

>>>
ويقول بروفيسور الكيمياء فرِتز الحاصل على جائزة نوبل - البعض يصنفه كثالث كيميائي عالمي في العصر الحديث - :
يقول ناقلا ًلنا تأكيد العالم الروسي المولد جورج جامو : على أنه مع ذلك الانفجار الكبير : فقد وُلدت كل المادة الموجودة في الكون اليوم : ومعها كل الطاقة بالطبع والأربعة أبعاد للفراغ والزمن من حالة أولية واحدة كانت لا متناهية في الكثافة والحرارة والضغط ...!

In 1946, George Gamow, a Russian-born scientist, proposed that the primeval fireball, the "big bang," was an intense concentration of pure energy. It was the source of all the matter that now exists in the universe. The theory predicts that all the galaxies in the universe should be rushing away from each other at high speeds as a result of that initial big bang. A dictionary definition of the hot big bang theory is "the entire physical universe, all the matter and energy and even the four dimensions of time and space, burst forth from a state of infinite or near infinite density, temperature, and pressure."
Stephen Hawking, The Big Bang, and God . Henry F. Schaefer III
http://www.leaderu.com/real/ri9404/bigbang.html

>>>
ومن نفس المرجع السابق يؤكد لنا فِرتز :
إنه من النادر جداً أن تجد عالماً في الفيزياء ملحداً (أي بسبب اصطدامه بكل هذه الأدلة على وجود خالق حكيم قدير) " .. 
ثم يذكر قائلا ً: 
لقد تقبل آينشتاين في نهاية المطاف على مضض : بضرورة وجود نقطة بداية للكون .. ومن ثم : وجود قوة مهيمنة متسببة في الأحداث !.. ولكنه لم يقبل مطلقاً بحقيقة وجود إله مشخّص" !!..
أي رفض تعيين ذلك الإله (إله إسلامي هندوسي بوذي نصراني إلخ) ...

Einstein ultimately gave grudging acceptance to what he called "the necessity for a beginning" and eventually to "the presence of a superior reasoning power." But he never did accept the reality of a personal God.
Stephen Hawking, The Big Bang, and God . Henry F. Schaefer III
http://www.leaderu.com/real/ri9404/bigbang.html

>>>
وبالفعل .. ينقل آينشتاين لنا إبهار الكون له بقوانينه التي لم يزل يكتشف تفاصيلها الإنسان بعد ..! فيقول مثلا ً:
نحن نرى الكون في ترتيب مدهش أو عجيب .. ونجده يطيع ويتبع قوانين محددة : بالكاد نفهمها ..! إن عقولنا المحدودة بالكاد تدرك القوى الغامضة التي تحرك أجزاء الكون " !!!.. 

We see the universe marvelously arranged and obeying certain laws but only dimly understand these laws. Our limited minds grasp the mysterious force that moves the constellations.
[Emphasis added.]
Jammer, Einstein and Religion, 48

>>>
وعندما سُئل ساندج : أحد أكبر علماء الفلك : هل من الممكن أن يكون هنالك عالم في الطبيعة وهو نصراني في ذات الوقت ؟..
أجاب : 
نعم .. الكون معقد جدا بحيث لايمكن نسبة التناسق بين أجزائه إلى المصادفة " ..!!

>>>
ويقول الملحد السابق الشهير أنتوني فلو : وبعد أن تراجع عن إلحاده في عمر الثمانين في صدمة قوية لعميان الملاحدة :
من المعروف أن الاعتراف يفيد الروح !!.. لهذا : سأبدأ بالاعتراف بأنه على الملحد : الشعور بالحرج من الإجماع العالمي المعاصر المتمثل في الانفجار الكبير !!.. حيث يبدو أن علماء الكون يقدّمون الدليل العلمي على أن الكون : كانت له بداية " !!..
Henry Margenau, Roy A. Vargesse. Cosmos, Bios, Theos. La Salle IL: Open Court Publishing, 1992, 241.

>>>
فعندما نشأت نظرية الانفجار الكبير نتيجة لملاحظات الفريد هابل حول تباعد المجرات عن بعضها : أشار ذلك إلى أنه عندما يؤخذ بعين الاعتبار - ومع المبدأ الكوني أن الفضاء المتري Space يتمدد وفق نموذج فريدمان للنسبية العامة Friedmann-Lemaître model : فإن هذه الملاحظات تشير إلى أن الكون ((( وبكل ما فيه من مادة وطاقة ))) : قد انبثق من حالة بدائية ذات كثافة وحرارة عاليتين : شبيهة بالمتفردات الثقالية التي تتنبأ بها النسبية العامة !!.. ولهذا توصف تلك المرحلة بالحقبة المتفردة ...

ولذلك نجد ستيفن هاوكينج نفسه يصرح وكما جاء في كتاب الكون لبوزلو ص 46 :
لم تكن المادة هي وحدها التي خـُلقت أثناء الانفجار العظيم .. بل إن الزمان والمكان أيضاً خلقا .. إن للمكان بداية .. إذن : للزمان بداية " !!..

>>>
وحتى في المحاولات المتأخرة لهذا المتذبذب ستيفن هاوكنج : للتملص من حقيقة الخالق المتحكم في الكون ودقة الإنفجار الكبير : حيث حاول هاوكينج استبدال الخالق عز وجل بسلسلة من المصادفات في كتابه (مختصر تاريخ الزمن) مثلا ً!!!.. ولكنه رغم ذلك لم يستطع إخفاء من جديد الدقة العجيبة في معدل التمدد الكوني منذ الانفجار الكبير فيقول : 
إذا كان معدل التمدد بعد ثانية واحدة من الانفجار الكبير : أصغر بمقدار حتى جزء واحد من مائة ألف مليون بليون : فالكون سينهار مرة ًثانية ًعلى نفسه : قبل أن يصل إلى حجمه الحالي " !!..
Stephen Hawking ,A brief History of time , Bantame press ,london :1988.p.121-125

فسبحان الله العظيم !!!!...
---------------
-----------------------

4... هل تظهر المادة أو الطاقة من العدم حقا ً؟؟؟...

قبل كل شيء .. يجب القول بأن علماء الفيزياء الإنسانية : مساكين !!!!..
فهم قاصرون ليس في عقولهم المحدودة فقط عن الاطلاع على ما هية مكونات المادة ولكن : أدواتهم أيضا ًمحدودة !!!..
وما أوتيتم من العلم : إلا قليلا ً" !!!!...
فبعد أن عجزت الفيزياء الكلاسيكية أمام المكونات الأصغر للمادة والذرة وعدم انصياعها لقوانين تلك الفيزياء :
ظهرت الفيزياء الحديثة (القائمة على مباديء الكم والنسبية) ....
والتي تتعامل مع المكونات الأصغر من الذرة (أو دون الذرية) بصورة أقرب ... 
ولكنهم اصطدموا بشيء عجيب وهو : 
أن الجسيمات دون الذرية (كالألكترونات والفوتونات) : لها طبيعة مزدوجة ..!! حيث في بعض التجارب تظهر وتتصرف كجسيم .. وفي تجارب أخرى : تظهر وتتصرف كموجة !!!.. فاقترح بعض العلماء أن كل جسيم دون ذري : تقترن معه موجة ...!!
أقول ...
وما زال العلم يأتينا بالمدهش والعجيب والجديد كلما تقدمت أجهزة الرصد والقياس : لتثبت لنا مدى جهل الإنسان حتى بالذرة وما فيها !!!..

والآن ...
بماذا خرج علينا صيادو الملاحدة في انتقائيتهم للظواهر الفيزيائية ومحاولتهم الحثيثة دوما ًلتأويلها لصالح الكفر والإلحاد وإنكار الإله الخالق ؟؟...
لقد قالوا لنا أنهم رصدوا جزيئات افتراضية تظهر وتختفي في الفراغ لفترة زمنية قصيرة جدا ً...
وأن ذلك دليل على إمكانية خلق الكون من العدم : أو : خلق شيء من لا شيء !!!!..

وهذه بالطبع مغالطة علمية ومنطقية !!!!..

إذ :
لا يخلو مكان في الكون من الطاقة .. وهذه الجزيئات تظهر عندما تحمل أو تكتسب طاقة : ثم تختفي بفقدها ... 
فماذا في هذا ؟؟..
لقد أخذت تلك الجسيمات طاقة من الفراغ الكوانتي (أي لا زلنا نتحدث عن كوننا المخلوق منذ الإنفجار الكبير) : فظهرت .. 
ثم عندما فقدتها : اختفت !!!.. فأين مفهوم العدم هنا ؟؟..!

ولفهم ذلك ....
ففي الصورة التالية (وحسب الرسم البياني لريتشارد فاينمان) : يمثل هنا اصطدام اثنين من الإلكترونات وتشتتهما ..



حيث تمثل الخطوط المستقيمة : مساري الإلكترونين قبل وبعد التصادم .. وأما الخط المتعرج بينهما :
فيمثل فوتونا مجازيا : يقوم بتوصيل التآثر الكهرومغناطيسي بينهما .. ومن خلال هذا التمثيل لعملية الاصطدام تحت تأثير شحنتي الإلكترونين : 
يمكن تصور وجود جسيم افتراضي (أو فوتون افتراضي) كحالة مؤقتة عمرها قصير جدا ً: تظهر خلال التآثر وتنقل التأثير ثم تختفي ..!

أقول ......
والسؤال الآن - وبصورة أوضح - : هل الفراغ في ميكانيكا الكم (أو الفراغ الكوانتي) = يساوي = مفهوم العدم :
حتى يُقال أن تلك الجزيئات أو غيرها ظهرت من العدم ؟!!.. 
وبالطبع لا يركز هؤلاء حول إمكانية أنه لتلك الجسيمات سرعات أو ما هيات غير مرصودة بأجهزتنا حاليا ًوإنما يمكن رصدها عند حملها لطاقة تآثر كما في المثال أعلاه >

>>>
أولا ً: قول الملاحدة أنه يمكن للشيء الخروج من لا شيء أو من العدم : هو محض سفسطة !!!.. ولا وزن لها حتى علميا ًإذ :
يتشدق الملاحدة دوما ًبأنهم لا يعترفون إلا بالتجربة أو العلم التجريبي .. حسنا ًيا أفذاذ .. 
كيف رصدتم العدم لتحكموا أنه خرج منه شيء ؟!!.. 
والكلام في صورة طلب مُعجز : احضروا لنا صندوقا ًمملوءا ًبالعدم - وبرهنوا لنا أنه عدم - : حتى إذا ما خرج منه شيء :
نـُسلم لكم ساعتها بصحة ما تفترضون !!!!...

>>>
ففي النقل التالي كمثال : نرى التأكيد باستحالة ظهور الكون من تموج بالعدم المحض وإلا : ما هو هذا الذي تموج ليصدر عنه الكون بزعمهم ؟؟!!!..

"The 'vacuum' of modern particle physics, whose 'fluctuation' supposedly brings our universe into existence, is not absolutely nothing. It is only nothing like our present universe, but it is still something. How else could 'it' fluctuate?" (William Carroll,Thomas Aquinas and Big Bang Cosmology)

>>>
وهذا النقل أيضا ًوالذي يؤكد على أن مفهوم (الفراغ) في ميكانيكا الكم : لا يعني العدم !!.. وإنما هو السبب الغير مكشوف للظهور المؤقت للجسيمات الافتراضية !!!..

In quantum mechanics, the vacuum is not a nothing. It is the indeterministic cause of the temporary existence of the virtual particles."
[a href="http://www.leaderu.com/offices/koons/docs/lec5.html">Robert C. Koons]

>>>
وفي نفس المعنى التوضيحي السابق : نقرأ في النقل التالي :
أن فراغ الكم : هو حالة الضرورة الفيزيائية لظهور الجسيمات الافتراضية .. ويدلنا وصف الضرورة الفيزيائية إلى السببية في هذا الظهور .. أي أنه يصح أن نقول أن ظهور هذه الجسيمات الافتراضية كان لسبب .. ومن احتمالات تعريف السببية : يمكننا القول بأنه للجسيمات الافتراضية سبب .. وأنه لأي فراغ كوانتي احتمالية أكيدة لتولد الجسيمات الافتراضية به ..

"A quantum vacuum is a physically necessary condition of a virtual particle coming into existence and, in this 'physically necessary' sense of causation, virtual particles may be said to have causes. A probabilistic definition of causality would also enable us to say that virtual particles have causesfor given a quantum vacuum there is a certain probability that virtual particles will be emitted by it."
[Quentin Smith, "Theism, Atheism and Big Bang Cosmology," Essay VI., p. 179.]
----------

هذا من الناحية العلمية أو فيزياء وميكانيكا الكم نفسها .. 
ولكن دعونا نناقش المسألة من الناحية البديهية والمنطقية والعقلية البحتة - وكما عودتكم في هذا الموضوع - فنسأل :

هل يمكن أن يأتي الكون من العدم (اللا شىء) بفعل قفزة كمية : بدون مادة ولا طاقة ..؟!

أقول :
كان من المفترض بعلماء الفيزياء الملاحدة أن يكونوا أعقل من ذلك ولاسيما أنهم : يعرفون الكثير عن تعقيد هذا الكون الذي نحياه !
وأنه : من الاستخفاف بالعقول أن ننسب وجوده بهذه الصورة الفائقة الدقة والتكامل والتناغم والقوانين : 
إلى فعل قفزة كمومية لا معنى لها ولا أصل ولا هدف ولا إثبات !!!.. 
فغياب قوانين هذه الولادة المفاجئة نظريا ًعن تلك القفزة : سواء جاءت من العدم أو من أكوان أخرى إلى آخر هذه الافتراضات الإلحادية البلهاء :
فغياب هذه القوانين الكاملة الدقة :
ينسف كل هذه الافتراضات نسفا ًويقتلعها من جذورها : ويُبرهن من جديد على وجود فاعل عليم قدير هو الذي خلق هذا الكون : بل : وجعله مناسبا ًللحياة على الأرض بإمدادها بكل ما تحتاجه من مواد !!..

كثيرون لا يعرفون أن الأفران النووية في النجوم والمجرات : هي التي تنتج لنا المواد التي نعرفها والهامة في حياتنا بدءا ًمن الأخف كالهيليوم والهيدروجين ومرورا ًبالكربون وانتهاءً بالحديد الثقيل !!.. وسبحان الله تعالى حينما وصف الحديد بالإنزال فقال : " وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديد ومنافع للناس " !! >

>>>
يقول العالم الفيزيائى بلودمان 
إن عالمنا : لا يمكن أن يمر إلا بدورة واحدة من دورات التمدد والإنكماش : بسبب ضخامة القصور الحرارى المتولد فى كوننا : والذى هو أبعد ما يكون عن التذبذب ..!! وسواء كان الكون مغلقاً أم مفتوحاً : مرتداً أم ممتداً على وتيرة واحدة : فإن التحولات غير المعكوسة فى أطوار الكون : تدل على أن لهذا الكون : بداية ًووسطاً ونهاية ًمحددة ..!!! كذلك : فإن نظرية الكون المتذبذب : لا تنسجم مع النسبية العامة " ..!

>>>
وتجسيدا ًأيضا ًلتلك الحقائق الناسفة للاستخفاف بالعقول ووصف نشأة الكون من مجرد قفزة كمومية بلهاء عارية عن القوانين وإحكام الفاعل العاقل : يقول مايكل دينتون في كتابه الرائع (قدَر الطبيعة) :
مثلاً : إذا كانت قوة الجاذبية الثقالية : أقوى بتريليون مرة : فالكون سيكون غاية في الصغر : وتاريخ حياته قصير جداً !!.. فمن أجل نجم متوسط كتلته أقل بتريليون مرة منها للشمس : فسوف لن تمتد حياته لحوالي سنة !!.. ومن ناحية أخرى : إذا كانت الجاذبية الثقالية : أقل طاقة : فلن تتشكل نجوم ولا مجرات إطلاقاً !!.. وكذلك : فإن العلاقات الأخرى والقيم : ليست أقل حدية من ذلك !!.. فإذا ضعفت القوة القوية بمقدار قليل جداً : فسيكون العنصر الوحيد المستقر هو غاز الهيدروجين !!.. ولن توجد ذرات لعناصر أخرى في هذه الحالة !!.. وإذا كانت أقوى بقليل بعلاقتها مع الكهراطيسية : عندئذ : تحتوي نواة الذرة على بروتونين !!.. وسيكون ذلك مظهراً لاستقرار الكون عندئذ !!.. وأنه لن يحتوي على غاز الهيدروجين !!.. وإذا تطورت نجوم أو مجرات فيه : فسوف تكون مختلفة تماماً عن طبيعتها الحالية !!..
واضح أنه إذا لم يكن لتلك القوى المختلفة وثوابتها : القيم التي أخذتها بالضبط : فسوف لن يكون هناك نجوم ولا مستعرات ولا كواكب ولا ذرات ولا حياة
 " !!!..
Michael Denton .nature,s Destiny :Hom the laws of Biology Purpose in the universe The new york:The free press .1998.p.12-13

>>>
فهل تتذكرون الآن : كيف لم يستطع ستيفن هاوكينج إخفاء مثل هذه الحقائق رغم عناده الإلحادي الأخير عندما قال :
إذا كان معدل التمدد بعد ثانية واحدة من الانفجار الكبير : أصغر بمقدار حتى جزء واحد من مائة ألف مليون بليون : فالكون سينهار ثانية ًعلى نفسه : قبل أن يصل إلى حجمه الحالي " !!..
Stephen Hawking ,A brief History of time , Bantame press ,london :1988.p.121-125

>>>
وقد قام العالم روجر بنروز (وهو رياضي إنجليزي وصديق مقرب لـ ستيفن هاوكنغ) بمحاولة إيجاد النسبة اللازمة لهذا الاحتمال لضمان الحياة على الأرض .. وطبقا ًلحسابات بنروز التي توصل إليها : فقد كانت الأرجحية ضد وقوع مثل ذلك الاحتمال هي من رتبة :
(10 أس 10 123) إلى واحد !!.. 
وهذا الرقم لا يمكن حتى تخيله !!!.. 
حيث في علم الرياضيات : القيمة (10 أس 123) تعني : واحداً متبوعاً بـ مائة وثلاثة وعشرين صفراً !!.. 
وهذا على سبيل المثال : أكثر من العدد الكلي لذرات مقدراها 10 أس 78 : والتي يُعتقد أنها الموجودة أصلا ًفي كل الكون > !!.. 
لكن جواب بنروز : كان أكبر من ذلك بكثير !!.. فهو يتطلب رقماً واحداُ متبوعاً بـ 10 أس 123 صفراً !!..

وباستخدام تعابير تطبيقية في الرياضيات : فاحتمال قيمته واحد في 10 أس 50 فقط :
يعني احتمالاً يساوي الصفر !!.. هذا من ناحية احتمالات التطبيقات الرياضية !!!!!!!..
وأما عدد بنروز ضد وقوع الخطأ في نشأة الكون : 
فهو أكثر من تريليون ترليون تريليون مرة : أقل من الصفر !!!.. (والتريليون ألف مليار أو ألف بليون) !!.. 
باختصار : فإن عدد بنروز يخبرنا بأن : 
الخلق صدفة أو بصدفة اعتمدت على حدوث نوع من التوافق في الزمان والمكان والظروف في كوننا :
هو مستحيل ٌتماماً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...

وللتقريب أكثر وأكثر ولتخيل رقم روجر بنروز : 10 أس 123 صفراً متتابعاً : فإذا فرضنا أننا كتبنا صفراً على كل بروتون منفصل في الكون : وكذلك على كل نيوتون منفصل : وأن نقوم بتوزيع الأصفار على الجسيمات الأخرى ذات المقياس الجيد : فسوف نفشل ونعجز تماماً عن كتابة هذا العدد من الأصفار : لعدم توفر العدد اللازم من دقائق الكون كله من البروتونات والنترونات > !!..
Roger Penrose.The amperors new Mind.1989.michael Denton natures desting .Thenew york :the free press 1988.p.9.

>>>
ولذلك يخرج علينا روجر بنروز من هذه النتائج أيضا ًبقوله : 
يخبرنا هذا العدد عن : مدى دقة هدف الخالق !!.. والتي : يجب أن يكون عليها هذا الهدف : الكون " !!..

>>>
وتدفع نفس الحقيقة أستاذاً أمريكياً في علم الفلك إلى أن يقول :
عندما نقوم بمراجعة كل الأدلة : يقفز إلى ذهننا في التو أن قوة فوق طبيعية : لا بد أن تكون قد تدخلت " !!..
Hugh Ross. The Creator and the Cosmos.Colorado Springs, Co: Nav Press, 1993 pp 15-114

>>>
ويقول أيضا ًأحد الذين آمنوا بالخلق المعجز للكون :
يصعب مقاومة انطباع أن التكوين الحالي للكون : والذي يبدو حساساً للتغيرات الصغيرة في المعايير : قد تم التفكير فيه بعناية !!.. فلا بد أن يظل التوافق المعجز الواضح في القيم العدديةوالتي حددتها الطبيعة لثوابتها الأساسية لها - أكثر الأدلة الدامغة على عنصر التصميم الكوني " !!..
Paul Davies.God and the New Physics.New York, Simon & Schuster, 1983, p.198

>>>
ولذلك يقول أيضا ًآرثر كوستلر : أحد مشاهير فلاسفة القرن العشرين عن الفلسفة المادية :
لم يعد من الممكن لهذه الفلسفة أن تزعم أنها : فلسفة علمية " !!!!!..
Hugh Ross. The Creator and the Cosmos.Colorado Springs, Co: Nav Press, 1993 pp 15-114

أقول : وهذا ما اضطرهم بالفعل في العقود الأخيرة للجوء لأفكار أخرى للإلحاد العلمي : هي للخيال الغير قابل للتحقق منه أقرب !!!..
فعادوا أخيرا ًللإيمان بغيب لا يرون آثاره ولا دليل عليه : في مقابل كفرهم بالغيب الديني الذي كل شيء في الكون يدل عليه !!..
وسبحان الله العظيم على الانحدار العقلي للملحد في حياته من دركةٍ إلى دركة !!!..
--------------- 
------------------------ 

5... عودة أخيرة للقانون الثاني للديناميكا الحرارية والأنتروبي !

وقبل الختام إخواني ....
فكم أتمنى أن تكونوا قد أدركتم معي (وبالبساطة التي شرحت بها) : دلالات حقائق القانون الثاني للديناميكا الحرارية ..
وأن النظام التلقائي - وبغير بذل شغل - : يميل لزيادة الأنتروبي والتوزع والعشوائية والتحول إلى أقرب اتزان في الفراغ ...

بمعنى آخر : لو كان الكون أزليا ً: لكان من المفترض أن يكون على غير ما نراه الآن !!!..

لكان خبا ضوء نجومه وانتهت .. ولكان تبعثرت مادته في الفراغ وتوزعت !!!..

ولكان وصل الكون إلى حالة الموت الحراري كما يعرفها العلماء ويتنبأون بها كأحد سيناريوهات نهاية الكون !!!..

حيث تكون طاقته قد توزعت بالتساوي عشوائيا ًتقريبا ًفي كل أرجائه :
فلا نرى أية أنظمة ولا علاقات وقوى وقوانين !!!..
ولا نرى مجرات ولا مجموعة شمسية ولا حتى شمس ولا أرض ولا قمر ولا علاقات لكل ذلك ببعضه البعض !!!.. 

وبفرض أن هذه الأشياء لم تكن من الأزل وإنما ظهرت لأي سبب كان ( فخيال الملاحدة واسع ) أقول :
فمن أين جاء الشغل الذي أظهر كل هذه الأشياء وجمعها معا ًوانتظمها معا ً:
بعد أن كانت متفرقة : وذات انتروبي منخفضة أو تكاد تكون منعدمة ؟!!!!!!!!!!!...

هذا على مستوى الكون والمجرات والمجموعة الشمسية والشمس والأرض والقمر وأي نظام مهما صغر وحتى الذرة وما فيها لو يعقلون !!!..

وأما الأعجب والأغرب - وهو ما سأختم به إن شاء الله تعالى - :
فهو أن أكذوبة التطور وفرضياته البلهاء : تتعارض تماما ًمع ذلك القانون الثاني ومبدأ الانتروبي !!!..
وذلك لأنه :

بأي وجهٍ سنتقبل أن الطاقة المتوزعة في الكون : ستبذل شغلا ًرهيبا ً: لتخلق خلية ًحية واحدة !!..
فضلا ًعن تطورها إلى الأعقد والأكبر حجما ً( أي بذل شغل أكبر وأكبر ) !!!..
إذ : فمن أين ومَن صاحب ذلك الشغل الرهيب المبذول في كل مرة ؟!!!..



نتخيل الحالة الأولية للكون ومادته بغض النظر عما قبلها : أنها كانت كحبات اللؤلؤ الصناعي تلك المتفرقة بأعلى (أنتروبي أو عشوائية عالية) ..
ثم أردنا أن نسلكها كلها في نظام واحد : بخيط ٍمثلا ًيمر من فتحاتها كالصورة التالية :



إلى أن وصلنا إلى الحالة الأخيرة ذات الأنتروبي المنخفضة : في النظام التالي بعد انتظامه :



فهل يقول عاقل أن ذلك التعقيد - بغير فاعل - هو بالإمكان ؟!!!.. فضلا ًعن أنه لم يتطلب شغلا ًخارجيا ًمُوجها ً؟!!..

بل :
وكيف ولماذا لم نعد نرى قفزات كمومية أخرى من الحجم الذي نشأ به الكون !!.. 
وكيف ولماذا لم نعد نرى تطورا ًجديدا ًمن غير اللجوء لحقيقة الخالق عز وجل : 
المتحكم الوحيد في كونه والمسيطر والمهيمن عليه والمصرف له كيفما شاء ؟!!!...

ولذلك نرى أحد علماء «هيئة أبحاث الخلق» (The Institute for Creation Research) بكاليفورنيا أمريكا : والمناهضة لخرافة التطور (تأسست عام 1975م) : يقول في مقابلة مع برنامج (Insight) الذي تقدمه يوميًا شبكة CNN مُلخصِا ًما عرضته عليكم وشرحته لكم :
نحن كعلماء في الفيزياء والرياضيات والبيولوجيا (وهم ثمانية علماء كبار في هذه الهيئة) : نرفض تمامًا نظرية التطور : لأنها لا تتفق مع أبسط المبادئ العلمية !!.. لا سيما إخلالها بمبادئ«القانون الثاني في الديناميكا الحرارية» (The Second Law of Thermodynamics!!.. والذي ينص على «أن جميع التغيرات الفيزيائية والكيميائية التي تعتري أي نظام تتجه حيث تزداد «العشوائية» (Entropy: حتى يصل هذا النظام إلى نقطة الاتزان» !!.. ويعني هذا القانون أنه كلما زادت فوضى (أو عشوائيةالنظام : فإنه ما يلبث بمرور الوقت أن يَبْلى ويتلاشى !!.. فالأنظمة المختلفة : تميل دائمًا إلى أن تصبح عديمة النظام !!.. أي تصاب بالفوضى بمرور الوقت !!.. والسبب في ذلك أن هناك سبلاً كثيرة لإحداث هذه الفوضى .. بينما لا توجد إلا سبيلاً محدودة : لإعادة النظام !!!.. فنظامٌ مثلا ًبترتيب ذراته وجزيئاته ثم تجميعها لبناء الخلايا والأعضاء - وهو ما تنادي به نظرية التطور - لو تـُرك بدون تدخل من الله : لما كان " !!..

وهكذا يتضح لنا بجلاء خبل الملاحدة في سعيهم الحثيث لتنحية الإله الخالق : واستبداله بالطاقة !
ولو عقلوا : لعلموا أنه حتى - أقول حتى - لو أثبتوا لأنفسهم بعقولهم وتأويلاتهم المريضة : أن المادة أو الطاقة أزليتين :
فهل قال لهم أحد أن الله في الإسلام مثلا ًله صفة الأزلية فقط ؟!!!.. وان هذه الصفة تصلح - وحدها - ليصير خالقا ً؟!!!..
ما هذا العته ؟!!!..
أين صفات القدرة والحكمة والعلم والخبرة والإبداع والتصوير إلخ إلخ إلخ ؟!!!..
فيا لعجب مَن جعل من الطاقة المحكومة بالقوانين تحت يد الإنسان وفي الكون : خالقة ًلهذا الإنسان ولهذا الكون !
وهي التي لا تملك أن تحيد عن قوانينها المعروفة في التجارب الفيزيائية ولو كررنا التجربة ألف مرة !!!!.. فكيف تكون حرة مبدعة ؟!

** ** ** **

وهكذا ننتقل بإذن الله تعالى من المشاركة القادمة لنسف أفكار الكائنات الفضائية الخالقة !!!..
سواء كانت الرائيلية أو غيرها من سفاهات هذا الفكر المتهافت ...
والله المستعان ....