التسميات

الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

حوار مع الزميل الملحد جوكو .. الجزء 1 ..

المشاركة الأولى ...
------------------------------

أهلا ًبالزميل جوكو ...
وأعتذر لتاخر الرد ...
وأسعد بهذا الحوار الهاديء بإذن الله تعالى ...

للإجابة عن سؤالك أقول :
أنت قلت أنك تؤمن فعلا ًبوجود خالق لهذا الكون وذلك في عبارتك :
خالق الكون موجود .. إتفقنا

وسواء كنت صادقا ًفي هذا أم لا .. فأنت افترضته للسؤال : وعليه أقول :

1...
لقد أخبر جبريل عليه السلام النبي أنه من عند الله خالق هذا الكون ..
فالرسول هنا أمام خيارين .. إما يُصدق .. وإما يُكذب ..
وأما الذي حدث :
فأنه مع الأيام : تأكد للنبي هذا الكلام من جبريل عليه السلام ..
فقد أبلغه قرآنا ً: لم يدعي جبريل أنه من عند نفسه !!..

2...
وفي هذا القرآن : 
إعجازات بلاغية .. وغيبية في الماضي .. والحاضر .. والمستقبل ..
> في الماضي مثل الإخبار عن مواقف وأحداث : ثبت مع الوقت صحة القرآن فيها ..
حتى أصح من كتب أهل الكتاب أنفسهم اليهود والنصارى بسبب تحريفها وضياعها ..
بل : وأخبره بأنه مذكور ببشارته ووصفه تماما ًفي كتبهم جسديا ًوما سيقع له من أحداث ونصر وظهور له ولدينه وأصحابه .. إلخ
> وفي الحاضر مثل إخباره عن أحوال وأقوال المنافقين !!!..
> وفي المستقبل مثل كشفه لنصر الروم على الفرس في بضع سنين : ووقع ..

3...
وفي هذا القرآن أيضا ًإشارات علمية وكونية : ثبتت صحتها وانطبقت معانيها مع أحدث الاكتشافات العلمية اليوم ..

4...
وأخيرا ًزميلي جوكو :
قد شاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ملائكةً أخرين غير جبريل عليه السلام ..
كميكائيل وغيره ...
وخصوصا ًفي رحلة معراجه إلى السماء ووصوله لسدرة المنتهى ..
وحديث الله تعالى مع النبي في موقف ٍ: وقف دونه جبريل عليه السلام نفسه !!!..
حيث فرض الله تعالى الصلاة على أمة الإسلام .. 
والأحاديث في ذلك صحيحة معروفة ومشهورة ..

والشاهد من كل ما سبق :
>> أن جبريل عليه السلام لم يدعي يوما ًغير ما أخبر به من أنه عبد لله ..
والشاهد :
>> أنه لم يدعي غير أنه رسول ٌمن عند الله ..
والشاهد :
>> أنه لم يدعي غير أنه منفذ ٌلأوامر الله في تعذيب الأمم الكافرة وإهلاكها ..
وهو ما جعل اليهود يكرهونه :
قل : مَن كان عدوا ًلجبريل : فغنه نزله على قلبك بإذن الله : مصدقا ًلما بين يديه : وهدىً وبشرى للمؤمنين .. مَن كان عدوا ً: لله .. وملائكته .. ورُسله .. وجبريل .. وميكال : فإن الله عدوٌ للكافرين " البقرة 97 - 98 ..
والشاهد :
>> لم يرد نصٌ صريح في أنه أكبر خلق الله من الملائكة ..!
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" أ ُذن لي أن أ ُحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش : أن ما بين شحمة أذنيه إلى عاتقيه : مسيرة سبعمائة عام " رواه أبو داود وصححه الألباني ..
والشاهد :
>> أنه أخذ رسولنا الكريم بالفعل إلى سدرة المنتهى عند رب العالمين ..
والشاهد :
>> أنه لم يدعي لنفسه أي شيء فوق مرتبته ..
والشاهد :
>> أنه في ظل صدق كل ما أخبر به بغير تناقض : لا نجد دليلا ًفي المقابل على كذبه ..!
والشاهد :
>> أن رسولنا الكريم لم يذكر أي شك في كل ذلك وقد أطلعه الله على كثير ..

فإن كنت ترى غير ذلك زميلي :
فأرجو أن تذكره لنا موضحا ًإياه ومرتبا ًإياه كما فعلت أنا الآن ...

أو يمكنك اختيار أي نقطة من كلامي السابق لأذكر لك أدلتها الشرعية ونصوصها إذا كنت لا تعرفها ..
فإنما لم أفعل فقط تجنبا ًللتطويل .. ولتأخر الوقت أيضا ًوقد أخبرتك بذلك على الخاص ..

والكلمة الآن إليك .. تفضل ..
هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى ..

-------------------------------

المشاركة الثانية :
-------------------------------

الزميل جوكو ...
سأسوق تعليقاتي وردودي في نقاط - لكي ترد عليها نقطة نقطة - ولا أريد منك إلا :
الإجابة بنعم أو لا .. إلا إذا أردت التوضيح أو التعليق ..
أو تطلب السؤال اختيار إجابة مما سأطرحه لك ..
ولكن أرجو أن يكون بكلام ٍمنطقي : يميل إلى الأدرية العقلية وليس إلى اللا أدرية العقلية من قبيل : 
هل الماء أسخن أم النار ؟.. > لا أعرف ..! ربما كان الماء أسخن ولا ندري ؟!..  
فأقول بحول الله وقوته :

1...
هل تستطيع وصف حدود أو ما هية الكون الذي توافقنا أن له خالقا ً؟..

2...
وهل هذا الخالق يعلم بتفاصيل كل ما فيه أم لا وكما ذ ُكر في ديننا الإسلام ؟..

3...
وهل له غاية من خلقه لهذا الكون كما ذ ُكر ذلك في ديننا الإسلام أم لا ؟..

4...
وهل يريد منا أن :
نتعرف عليه كخالق أوحد قادر حكيم إله يستحق العبادة والطاعة والحب أم لا ؟..

5...
وإليك هذا السؤال في صورة مثال ...
لو أن أحد سكان البيت : وجد صندوقا ً.. 
فأعلن عنه وسأل عمّن يكون له وصاحبه ؟..
فلم يتقدم له إلا واحد فقط : 
هو الذي قال أنه له : وهو الذي وصف ما في الصندوق فأصاب ..
ولم يتقدم غيره .. ولم يستطع وصف محتويات الصندوق غيره ..
فهل من الصواب والمنطق التسليم بأنه صاحب هذا الصندوق أم لا ؟..
وخصوصا ًأن السؤال والرد كان أمام كل الموجودين بالبيت ..

------ 
----------- 
هذه هي المجموعة الأولى من الأسئلة زميلي ..
وإليك المجموعة الثانية ( لسنا في امتحان لا تخف  يمكنك تأخير الرد )..
----------- 
------ 

1...
لو كان الكون : زمانا ًومكانا ً..
فبماذا يوصف الله عز وجل ( وهو إله المسلمين وخالق الكون في دينهم ) :
وهو مالك هذا الزمان والمكان يطويهما طيا ًلمَن يريد ؟!!!..

2...
بماذا تفسر الإعجاز الغيبي (((( المستقبلي )))) للقرآن والسنة ؟..
وإذا أردت أمثلة ًأعطيتك ..
ومثله :
بماذا تفسر الرؤى المنامية (سواء كانت صريحة أو برموز) والتي تتحقق تماما ً:
ولو بعد سنوات ٍطالت أم قصرت ؟!!!..

3...
بماذا تفسر الغرض مما فعله ( كبير الملائكة ) في رأيك من إرسال الرسل
من الملائكة والوحي إلى عباد ٍمُختارين من البشر اصطفاهم أنبياءً ورُسلا ً:
وجعلهم يُبشرون ببعضهم البعض : للدرجة التي نجد فيها البشارة بالنبي محمد
صلى الله عليه وسلم في عشرات المواضع من كتب اليهود والنصارى القديمة
بل والهندوس أيضا ًبما يضرب في الزمن الماضي لآلاف السنين ؟!!!..

ما الغرض من كل هذا من وجهة نظرك ؟!!!.. أم أنك تنفي كل ما ذكرته أنا
الآن في السطور السابقة توا ً؟!!!.. فهذه قصة أخرى ..

4... 
بماذا تفسر تنوع نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!..
أي ليس مدار الأمر على جبريل وحده عليه السلام كما يُتوهم من سؤالك
أول مرة 
> .. 

وخصوصا ًأن ملائكة الله تعالى كـُثر .. 
فقد أخبر النبي بأنه ما موضع شبر من السماء إلا وعليه ملك ساجد أو قائم !!..

وأخبر بأنه يدخل منهم البيت المعمور في السماء السابعة في كل يوم : 
سبعون ألف ملك لا يعودون إليه !!..

وقد تحدث إلى النبي ميكائيل عليه السلام : مثلما تحدث إليه جبريل أيضا ً..
ففي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره :
أتاني جبريل وميكائيل .. فجلس جبريل عن يميني .. وجلس ميكائيل عن يساري ..
فقال : اقرأ على حرف .. فقال ميكائيل : اتزده 
.... إلى آخر الحديث " ..
وإليك زميلي طرق هذا الوحي التي كانت تأتي النبي ::

** 
فقد يكون الوحي كلاما ًمن الله تعالى مباشرة ًمن وراء حجاب .. 
سواء في اليقظة كما وقع ليلة المعراج وأشرت إليه سابقا ً.. 
أو مناماً كما في الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي :
أتاني ربي في أحسن صورة - أي في المنام - فقال : يا محمد .. قلت لبيك رب
وسعديك .. قال : فيمَ يختصم الملأ ُالأعلى ؟.. قلت : رب لا أدري 
.. إلى آخر
الحديث " رواه الترمذي وصححه الألباني ..

**
وقد يكون عن طريق النفث في الروع .. وهو إلقاء المعنى في الوجدان مباشرة ً
وذلك كما جاء في حديث :
إن روح القدس نفث في روعي : أن نفسا ًلن تموت : حتى تستكمل رزقها ..
فاتقوا الله وأجملوا في الطلب .. ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه
بمعصية الله .. فإن ما عند الله : لا يُنال إلا بطاعته 
" ..
رواه الحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير ..

**
وأيضا ًالرؤية الصادقة للأنبياء : هي من وحي الله عز وجل ..
فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : 
أول ما بُديء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي : الرؤيا الصالحة
في النوم .. فكان لا يرى رؤيا : إلا جاءت مثل فلق الصبح 
" .. رواه البخاري ..
ويقول أحد كبار التابعين وهو عبيد بن عمير رحمه الله :
رؤيا الأنبياء وحي .. ثم قرأ : إني أرى في المنام أني أذبحك " ..

**
وكان ربما رأى جبريل عليه السلام على صورته الحقيقية ..
وذلك كما في حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم .. وفيه أن النبي
رآه على تلك الصورة مرتين : 
ولقد رآه في الأفق المبين " .. " ولقد رآه نزلة ًأخرى " يقول النبي :
إنما هو جبريل .. لم أره على صورته التي خـُلق عليها : إلا هاتين المرتين ..
رأيته منهبطا ًمن السماء : سادا ًعظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض 
" !!!!..

**
وربما جاءه جبريل عليه السلام في صورة رجل أو أحد أصحابه ..
وذلك كما في حديث عمر رضي الله عنه الشهير لما جاءه جبريل في صورة رجل
عجيب في حسن هيئته لا تبدو عليه علامات السفر رغم أنهم لا يعرفونه :
شديد بياض الثياب !!.. شديد سواد الشعر !!.. لا يُرى عليه أثر السفر :
ولا يعرفه منا أحد 
" !!..
فسأل النبي عن الإسلام والإيمان والإحسان .. ثم سأله عن الساعة فقال النبي :
ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " !!.. فسأله عن أماراتها ... إلى آخر الحديث .. 
والحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما ..

**
وربما جاءه الوحي في صورة صوت صلصلة الجرس .. وهو أشد أنواع الوحي
على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. يقول لما سألته عائشة رضي الله عنها :
أحيانا ًيأتيني مثل صلصلة الجرس : وهو أشده عليّ .. فيفصم عني : وقد وعيت
عنه ما قال 
" !!.. رواه البخاري ومسلم ..
فهو للنبي كصلصلة الجرس .. ولمَن بجواره : يُسمع كدوي النحل كما وصفه
عمر رضي الله عنه في الحديث الصحيح ..

**
وكان من ثقل الوحي على النبي الذي هيأه الله تعالى لاستقباله ما تقوله عائشة :
ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد : فيفصم عنه : وإن جبينه
ليتفصد عرقا ً
" !!.. رواه البخاري ومسلم ..

وربما ثقل به البعير إذا أ ُوحي إليه وهو فوقه .. فعن عائشة أيضا ًرضي الله عنها :
إن كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته : فتضرب بجرانها "
والجران : هو باطن عنق الناقة .. والحديث رواه أحمد .. وزاد البيهقي في دلائل النبوة :
مِن ثقل ما يوحي إلى رسول الله " ..

------ 
----------- 
وإليك المجموعة الثالثة والأخيرة الآن زميلي ..
وهي من فئة ( الخيال العلمي ) الذي فـُتن به بعض شبابنا على ما يبدو والله المستعان  ..
----------- 
------ 

1...
إذا سلمنا أن هؤلاء الملائكة وكبيرهم : هم مخلوقات أخرى من الفضاء الخارجي ..
السؤال : مَن الذي خلقهم ؟!!!..

>> فإن كانوا مخلوقين : فهناك إله للكون غيرهم .. ولم يعلن عن نفسه وترك عباده
هملا ًوخلقهم لعبا ً.. وهو ما لا يُلاحظ من أي شيء من الكون حولنا من دقيق
صنعه ومتابعة الله تعالى لخلقه ونصر مَن ينصره وتمكينه للمؤمنين وخذلانه للكافرين
ونشره لدينه ودفاعه عن نبيه وعن أوليائه ... إلخ

>> وإن لم يكونوا مخلوقين : فهم كلهم آلهة إذا ًخالدين !!!..
وهنا ننتقل للسؤال الثاني وهو : لماذا ( كبيرهم وحده ) هو الذي تعبدهم كلهم (أي كل
الملائكة) وهم من المفترض أنهم مثله ؟!!!.. لماذا هو وحده الذي تميز منهم ؟!!..
يقول عز وجل مخاطبا ًعقل العقلاء :
وما كان معه من إله !!.. إذا ً: لذهب كل إله بما خلق !!.. ولعلا بعضهم على بعض "
ويقول عز من قائل :
لو كان فيهما آلهة إلا الله : لفسدتا " !!!..
وفي هذا كلام كثير : سأؤجله إلى حين إجابتك عن هذه النقطة ..
فما قيل عن الملائكة وكبيرهم : يقال على ما يمكن أن تضيفه من أكوان ٍأخرى عليهم
لو أردت .. ففي النهاية وجب أن يكون إلها ًحاكما ًواحدا ًوإلا ما استقر الكون ..

>> وإن استثنينا كبير هؤلاء الملائكة : فقلنا أنه مختلف ٌعنهم : فهو الأزلي وحده
وهم ليسوا كذلك .. وهو القادر وحده وهم ليسوا كذلك .. وهو القوي وحده 
والعالم وحده والمسيطر وحده والحكيم وحده والعليم وحده .... إلى آخر كل هذه
الصفات التي أعلمنا بها سبحانه في قرآنه عن طريق جبريل عليه السلام وفي سنته
ووحيه للنبي محمد :
فنكون بذلك قد عدنا من حيث بدأنا زميلي !!!......................... 

وهو أن الله عز وجل الذي أرسل الملائكة : هو ليس منهم .. وهو الفرد الصمدوحده .. وهو خالق هذا الكون وحده : ولم يدعيها غيره ... ولم يصف هذا الكون
والإنسان ودقائق الكون مثله 
: بأجمل عبارة وألطفها وأبلغها : بما ناسب قرونا ًمن
البشر مع تطور علومهم : وفي هذا وحده إعجاز !!!..

أنتظر ردودك أو تعقيبك زميلي ...
والله يهدينا وإياك لما يحب ويرضى ..