حوار مع الزميل الملحد جوكو .. الجزء 2 ..
المشاركة الثالثة ..
------------------------------
الزميل جوكو ...
سوف أضع هذه المشاركة أيضا ًفي نقاط مُرتبة لسهولة تتبعها .. ولكن :
ائذن لي قبل البدء بالترتيب : أن أبدأ أولا ًبما أنهيت أنت به مشاركتك الأخيرة حيث قلت :
سوف أضع هذه المشاركة أيضا ًفي نقاط مُرتبة لسهولة تتبعها .. ولكن :
ائذن لي قبل البدء بالترتيب : أن أبدأ أولا ًبما أنهيت أنت به مشاركتك الأخيرة حيث قلت :
و لكن لى رجاء بسيط
لا تقول : الله يهدينا و يهديك
فأنت هنا لا تضع احتمال - و لو بسيط - بأنك من الممكن أن تكون على خطأ
فأنا أضع احتمال بخطأى فى أى لحظة
أما أنتم تعتقدون أن الإسلام مطلق و للأسف يبدو أنكم لا تعرفون أنه لا يوجد شىء مطلق بل كل شىء نسبى
أقول زميلي ..
أنا إن قلت هذا (( الله يهدينا ويهديك )) : فلم أرتكب خطأ ً!!!..
فأنا أعلم مَن أنا .. وإلى أين أسير .. ومَن ربي وخالقي وإلهي الذي أدعوه ..
وعليه :
فمأخذك يكون على نفسك : وليس عليّ أنا !!..
فأنت الذي لا تعرف مَن (أو ما) أنت !!.. ولا إلى أين تسير !!..
ولا حتى مَن هو ربك وإلهك وخالقك : والذي إذا أردت التقوي به دعوته !!..
فاللا أدرية رغم أنك حاولت كبح جماح ظهورها في أول كلامك ..
إلا أنها ظهرت فيه كله بعد ذلك : حتى ما اعتقدت أنت أنك فيه واثقا ًكما سنرى
بعد قليل ٍبإذن الله تعالى ..
وعلى العموم ..
وتنزلا ًعلى رغبتك ..
ومراعاة ًلمشاعرك ولتجنب سوء ظنك بي أني جمعتك وإياي في دعاء واحد بالهداية من
الله ربي .. فأستبدل الدعاء بقولي :
" هداني الله إلى هدايتك للحق بإذنه " ....
ولنبدأ استعراض النقاط الآن على بركة الله .. وردودك باللون الأزرق في مربع الاقتباس ..
1...
ولكن أرجو أن يكون بكلام ٍمنطقي : يميل إلى الأدرية العقلية وليس إلى اللا أدرية
العقلية
فهمت ،
لا زميلي العزيز .. يبدو أنك عدت بعدها لتناقض نفسك وكلامي كثيرا ً..
وكما سنرى الآن ..
2...
هل تستطيع وصف حدود أو ما هية الكون الذي توافقنا أن له خالقا ً؟..
لا - لا يمكننى وصف حدود للكون أو ماهيته ( أنا شخصياََ ) فأنا مجرد نقطة ضائعة فيه -
أنت بهذا لا تضع حدا ًفاصلا ًبين المنطقة التي يتسيدها الإله الإسلامي وملائكته :
وبين خالق الكون من وجهة نظرك ..
وهذا ليس جيدا ًفي التفكير العقلاني .. وإنما هو من اللا أدرية ..
وكان يكفيك أن تقول أن كون الله الإسلامي : هو أصغر بكثير في كون خالق الكون !
وبهذا يكون في كلامك بعض المنطقية عندما تدعي كل ما وقع في كوننا من إضلال
وضحك على البشر إلخ إلخ إلخ : هو بدون أن يعلم عنه شيئا ًذلك الخالق الغافل لهذا
الكون حسب معتقدك كما سنرى الآن !!!..
3...
وهل هذا الخالق يعلم بتفاصيل كل ما فيه أم لا وكما ذ ُكر في ديننا الإسلام ؟..
أنا لا أعلم عن هذا الخالق شيئاََ ( ماهيته ، علمه ، حكمته ، إلخ ) فلا تظن أننى سأفترى عليه و أقول شيئاََ بدون حتى أن أعلم من هو.. فكل ما أعلمه هو أنه موجود و هذا يمكن الاستدلال عليه بالعقل دون اللجوء إلى أى دين ..
أول ثغرة تناقض في كلامك زميلي ...
أنت تقول أنك استدللت على وجود خالق لهذا الكون بعقلك .. حسنا ً.. والسؤال :
ولماذا لم تستنتج بعقلك أن خالق هذا الكون : لم يدعه ولم يلتفت عنه لحظة ًمن الزمان !
ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ؟!!!.. يقول عز وجل :
" الله لا إله إلا هو : الحي القيوم .. لا تأخذه : سنة ٌ!!.. ولا نوم " !!..
ألم تعلم زميلي أن أرضنا بل كوننا بل مخلوقات الأرض برا ًوجوا ًوبحرا ً: تحيا جميعها
في نظام ٍمتناه الدقة لو اختل : لانهار كل شيء وفسد ؟!!!..
" وكل شيء ٍعنده بمقدار " !!!..
" إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا " !!..
" وعنده مفاتح الغيب : لا يعلمها إلا هو .. ويعلم ما في البر والبحر .. وما تسقط من
ورقةٍ : إلا يعلمها !!.. ولا حبةٍ في ظلمات الأرض : ولا رطبٍ ولا يابس ٍ: إلا في
كتاب مبين " !!..
وهذا ما يؤكده العلم في كل يوم من علاقات كونية وبيولوجية أرضية : يكفي الخلل
الواحد فيها (ومنذ بداية خلق الكون) : لانهيارها وعدم تمامها وفسادها ..
واقرأ في ذلك إذا شئت - ويمكنني إعانتك فيه - وفي الاتزان البيئي والحيوي للأرض
وما فيها وكائناتها إلخ إلخ إلخ
والخلاصة :
أن عقلك الذي دلك على خالق الكون زميلي : كان يجب أن يدلك على صفاته
أيضا ًسبحانه .. مثلما ترى عملا ًبالغ الدقة والتمام من صنع البشر :
فتصف لنا صانعه : بالدقة والحكمة والميزان والقدرة والقوة والعلم ... إلخ
رغم أنك لم تره !!!..
فهل تفكرت في صفات خالق هذا الكون من هذا المنطلق زميلي ؟!!!..
وأما عن نفسي والمؤمنين من العوام والعلماء دينا ًودنيا على السواء :
فلم نر إلا تناقضا ًعندما نصف صاحب هذا الكون البديع الدقيق المترابط :
بالغفلة عما يجري في كونه وكل صغيرة وكبيرة !!!..
< ملحوظة جانبية : حتى في الإسلام - وهناك فروق عظيمة بينه وبين الأديان
الوثنية التي تظن زميلي أنها تشبه الإسلام في شيء وسأنقضه بعد قليل - فتجد
عندما يسأل الله تعالى عن شيء : يأتي كثيرا ًمعه قوله : ( وهو أعلم ) !!..
أي أنه يسأل عن الشيء : وهو أعلم بالإجابة ولكن : ليقيم حُجة أو لبيان
عظمة أو ليُشهد شاهد على البشر !!!..
ففي حديث بكاء النبي لدعائه لأمته :
" فقال الله عز وجل : يا جبريل ! اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله :
ما يبكيك ؟ " !!.. وعندما تقول له الرحم سبحانه يوم القيامة :
" هذا مقام العائذ بك .. فيقول : مماذا ؟ وهو أعلم فتقول : من القطيعة "
وفي يوم الحساب : يوم تـُعرض أعمال العباد على الله عز وجل :
" يقول ربنا عز وجل لملائكته وهو أعلم : انظروا في صلاة عبدي : أتمها
أم نقصها " ؟.. وفي حديث تعاقب الملائكة بالليل والنهار :
" فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي " ؟!!.. وهكذا زميلي >
4...
وهل له غاية من خلقه لهذا الكون كما ذ ُكر ذلك في ديننا الإسلام أم لا ؟..
أنا أعلم أن إجاباتى تتجه إلى اللاأدرية و لكنى بصدق ، لا أعلم عن هذا الخالق شيئاََ ( ماهيته ، علمه ، أهدافه ، إلخ.. ) فكل ما أعلمه هو أنه موجود و هذا كما قلت يمكن الإستدلال عليه بالعقل دون اللجوء إلى أى دين أيضاََ
بداية ًزميلي ..
وقبل أن أ ُعلق على هذا الكلام ..
أ ُريد أن أفتح لك صدري بشيء - أخوي - فأرجو أن تتقبله بصدر رحب ..
وقد علمت أني لك من الناصحين والله ...
منذ كنت في دراستي الجامعية بالقسم المعماري بكلية الهندسة :
تعلمت أن : تفكير الشخصين معا ًفي مسألةٍ غائبة ٍما : هو خير ٌمن الواحد ..
ثم لما تخرجت : لمست ذلك أكثر في مجال عملي : وخصوصا ًفي مراجعة تصميم المشاريع
الكبيرة .. حيث تيقنت أن الشخص كثيرا ًما تسيطر على تفكيره فكرة واحدة
معينة : لا يلتفت إلى خطأها أبدا ًوحده .. ولكن بمجرد أن ينظر معه غيره لها :
يتبينها !!!..
وهذا ما أشارت إليه آخر الدراسات الحديثة : وذكره القرآن من قبل : حينما
دعا الكافرين للتفكر مثنى وفرادى في آيات صدق النبي صلى الله عليه وسلم :
" قل : إنما أعظكم بواحدة : أن تقوموا لله مثنى وفرادى : ثم تتفكروا : ما بصاحبكم
من جـِنة !!.. إن هو إلا نذير لكم : بين يدي عذاب شديد " ..
والخلاصة من هذه المقدمة والنصيحة - الأخوية الصادقة والله - زميلي هي :
أني سأركز في ردودي لإبراز ثغرة في كل افتراضاتك وهي : أنك وضعت في البداية :
التصور الذي تريد أن تبتعد به عن كون الله في الإسلام هو خالق هذا الكون :
ثم بدأت تطوع كل ما يصلك من نصوص وحقائق ومشاهدات في هذا الاتجاه !!!..
والصواب المفترض فعله هو العكس تماما ًزميلي أي :
هل ترى أي دليل منطقي وعقلي سليم و (أدري) : أن الملائكة وجبريل عليه السلام
والله : هم كائنات فضائية وبتلاعبون بالبشر ويُضللونهم وأن خالق هذا الكون نائم
وغافل ولا يدري عنه شيئا ًوخلق الخلق وتركهم وضبط الساعة ونسيها ؟!!! إلخ إلخ
فتعال معي نرى زميلي إلى أي مدى تحقق فيك هذا الكلام ..
أنت تقول :
أنا أعلم أن إجاباتى تتجه إلى اللاأدرية و لكنى بصدق ، لا أعلم عن هذا الخالق شيئاََ ( ماهيته ، علمه ، أهدافه ، إلخ.. ) فكل ما أعلمه هو أنه موجود و هذا كما قلت يمكن الإستدلال عليه بالعقل دون اللجوء إلى أى دين أيضاََ
أقول :
أنت اخترت بعقلك أن ترى فقط الذي لا يقدح في فرضيتك ..
فوافقتنا على وجود خالق للكون .. ثم خالفتنا في تنزيهه عن الغفلة واللهو واللعب !
وإلا بالله عليك زميلي :
نحن نعرف ( عقلا ً) أن مَن يصنع شيئا ًبالغ الدقة والكمال : ثم يتركه ولا يسأل عنه :
فهو ناقص العقل لاهٍ لاعب !!..
وفي المقابل :
قد تبين لنا من كمال خلق الله : أنه لا يعبث !!.. وأنه إنما وضع كل عضو وكل ذرة
في كونه : في مكانها !!.. يقول جل وعلا عن نفسه :
" الذي أعطى كل شيءٍ خـَلـَقـَه (أي صورته وتركيبه) : ثم هدى (أي هداه لحياته
ووظيفته ودوره في الكون) " !!..
فكيف يجوز على مثله سبحانه أن يخلق خلقا ً: ثم يتركهم وينسى أمرهم ؟!!!..
وأن يخلق الإنسان العاقل : ولا يضع له هدفا ًفي الحياة ولا بيانا ًولا قواعد امتحان ؟!
وأن يخلق خلقا ً: ولا يتصل بهم !!.. ولا يستجب لدعائهم إذا ابتلاهم بالحاجات
وألمت بهم الملمات ؟!!!..
وأين نصرف أخبار استجابته سبحانه لدعاء الداعين من المضطرين والمظلومين من المسلمين
وغير المسلمين : واستجابته لهم في الحال أو من بعد حين ؟!!.. وهي تلك الأخبار المتواترة
عبر تاريخ البشر : مما يدل على قربه سبحانه الدائم من عباده !!!..
والله ... ثم والله ... ثم والله ... إن الكافر والجاحد لله تعالى لمسكين !!!..
يدعو المؤمنون حوله الواحد الأحد في كرباتهم .. وهو في سجن قلبه يذوق الأمرين !!..
مرارة جدب قلبه من الإيمان حياة القلب !!!..
ومرارة وحدته الوجودية بعد أن قطع السبيل بينه وبين ربه بيديه !!!..
فإلى مَن يشتكي ؟!!.. وإلى أين يتوجه ؟!!!.. لا أحد ...
فالإله لاهي ٍأو غافل ٍأو مشغول ؟!!!..
5...
وهل يريد منا أن :
نتعرف عليه كخالق أوحد قادر حكيم إله يستحق العبادة والطاعة والحب أم لا ؟..
نعم بالطبع لا أجد مانع فى أنه يريدنا أن نتعرف عليه و لكن أى إله هو يا ترى ؟
إضافةََ : هذا لا يعنى أنه عرف ذاته علينا فعلاََ فقد يكون هذا تم فعلاََ أو أنه سيتم أو أنه لن يتم لذا إن أردت القول أن هذا تم فعلاََ فعليك إثبات ذلك
أنت تقول : ولكن : أي إله هو يا ترى ؟!!!..
أقول :
هو الإله الذي لم يضع بينك وبينه تعقيدات الوسطاء من الأصنام والأرواح والحيوانات
والنجوم والشمس والقمر والبشر والكهنوت وأكشاك الاعتراف بالذنب للقساوسة !
هو الإله الذي ينشرح قلبك بذكره ويطمئن !!.. وهذا زميلي والله ليس كلام إنشاء !
وليس كلام مَن يكذب عليك ويخدعك !!.. وليس صوت عقلك الذي يشذ في تفكيره
منفردا ًفينفتح على ألف باب ٍوباب من الباطل ..
هو الإله الذي تجد رسالاته موصولة ًبالبشر :
" إنا أرسلناك بالحق بشيرا ًونذيرا ً: وإن من أمةٍ إلا خلا فيها نذير " ..
" ورسلا ًقصصناهم عليك من قبل : ورسلا ًلم نقصصهم عليك " ..
وغيرها من الآيات التي تدل على وجود التوحيد في كل أمم الأرض : وهو ما أمكن
ملاحظة بقيته حتى من وسط تحريفات المبطلين لدين الله عز وجل في الأمم الوثنية ..
وأما عودتك زميلي لتضعيف اعترافك بميلك لأن خالق الكون يُعرفنا على نفسه :
إضافةََ : هذا لا يعنى أنه عرف ذاته علينا فعلاََ فقد يكون هذا تم فعلاََ أو أنه سيتم أو أنه لن يتم لذا إن أردت القول أن هذا تم فعلاََ فعليك إثبات ذلك
أقول :
>>
لو أنه تم : فأين هو إذا سمحت ؟!!!.. أو حتى بقاياه ؟؟!!.. بل : ومَن ذا الذي استطاع
طمسه لو لم يكن يريد خالق الكون طمسه ؟!!!.. < حيث عندك لا اختبار ولا امتحان
ولا حكمة من خلق البشر !! >
>>
ولو أنه سيتم : فما ذنب آلاف سنين البشر التي لم يتم في عصورها السحيقة ؟!!..
وأين ذهبوا ؟!!.. وما هو مصيرهم بعد الموت ؟!!!..
هل استولى عليهم الملائكة وجبريل : فيكونوا استحوذوا عليهم في حياتهم : ومن
بعد مماتهم أيضا ًأم ماذا ؟!!!..
ولو كانت أرواحنا بعد الموت تذهب لخالق الكون : فهلا أخبرته عما يحدث في ساحة
كونه وهو عنه غافل ؟!!!..
ولو لم تكن أرواحنا تذهب لخالق الكون .. بل : لو لم تكن هناك أرواح أصلا ً:
فماذا يفيد حديثي وحديثك الآن ؟!!!..
فاذهب لتمت مؤمنا ًبالله أو لا تؤمن .. فإنما أنت للعدم يا مسكين !!!!..
>>
ولو لم يكن سيتم : فالنتيجة هي مثل السابق .. ولكنها ستشمل مَن ماتوا في الماضي ..
ومَن سيموتوا في المستقبل وإلى أجل ٍغير معلوم من وجهة نظرك زميلي !!!!..
وعليه :
فلا معنى هنا أيضا ًلكونك تنافح عن افتراضاتك !!!..
فأنت تنفخ في قربة مقطوعة !!.. فخالق الكون لا ينتبه إليك بله يتفقد خلقه أصلا ً!
بل : وليس هو الذي يتولى قبض أرواحهم وإماتتهم بالكلية أيضا ً!!!!..
أظن أننا صرنا عبئا ًثقيلا ًعلى خالق هذا الكون العظيم من وجهة نظرك زميلي ؟!!..
وأما سؤالك لي :
لذا إن أردت القول أن هذا تم فعلاََ فعليك إثبات ذلك
أقول :
على الرحب والسعة زميلي ولكن :
هذا سابق لأوانه لأنه موضوع آخر .. ولكن دعنا ننتهي أولا ًمن نقد افتراضاتك
بالعقل والمنطق .. فإذا سلمت ليبخطئها وعدم قيام أي دليل عليها بإذن الله :
أتفرغ معك لاستعراض كيف اتصل الله تعالى بالبشر وماذا قال وفعل وأرسل إلخ ..
6...
وأما ردك على مثال الصندوق زميلي :
فهو يتوافق تماما ًمع لا أدريتك في الموضوع برمته (وأعلى درجات الإلحاد : هي
اللا أدرية ) .. حيث تتوافق مع وصفك لخالق هذا الكون بالغفلة والالتفات
عن مخلوقاته إنسا ًوملائكة ًوغير ذلك من كوننا هذا الفسيح الذي لا يدري الخالق
من وجهة نظرك عنه شيئا ً.. وإليك الدليل من جوابك حيث قلت :
إن أردت جميع الإحتمالات بصدق - بناءً على ذلك المثال - فستكون الإحتمالات كالتالى :
1 - أن يكون هو صاحب الصندوق فعلاََ
2 - أن يكون على اتصال سابق بصاحب الصندوق
3 - أن يكون ذلك الشخص محتال و كاذب فهو يعلم ما فى الصندوق و لكنه ليس صاحبه أو ليس له أى علاقة به
أقول :
>> أما الاحتمال الأول : فهو الذي يوافق الحق والعقل والمنطق ..
>> أما الاحتمال الثاني : فهو ينقض فرضيتك إذ تفترض فيه :
اتصال سابق بين الملائكة مع خالق الكون .. ثم غفلته عنها !!!..
للدرجة التي تدعي فيها أنها هي الإله الاوحد للكون : وهو الغائب اللاهي !
تعالى الله عما تفترض في خيالك زميلي علوا ًكبيرا ًوحاشاه ..
فضلا ًعن أن معرفة الخالق : لا تجعل من الملائكة خالقا ًوتجعلها فوق
الزمان والمكان كالإله خالق الكون !!!..
>> وأما الاحتمال الثالث : فيعني أولا ًمعرفة الملائكة لتفاصيل الكون
وكل ما فيه .. في حين لا يشعر بها هذا الخالق اللاهي الغافل في ظنك !!..
فبالله عليك زميلي : عقيدتنا أم افتراضاتك ؟!!!..
" فأي الفريقين أحق بالأمن : إن كنتم تعلمون " ؟!!!..
7...
لو كان الكون : زمانا ًومكانا ً..
فبماذا يوصف الله عز وجل ( وهو إله المسلمين وخالق الكون في دينهم ) :
وهو مالك هذا الزمان والمكان يطويهما طيا ًلمَن يريد ؟!!!..
يوصف الله بأنه إله الإسلام الذى يطلب من الناس عبادته
كما يوصف زيوس بأنه إله الرومان الذى يطلب منهم عبادته
فكلاهما إلهين أى أنهما ذاتان مختلفان نشآ فى زمنين مختلفين ، و اذا ادعيت أن أى ذاتٍ منهم هى نفسها الذات لخالق الكون فعليك إثبات هذا ..
لاحظ زميلي أنك لم تجيبني عن أصل السؤال !!!..
وذلك لأنك تعرف أن مجرد خروج الله تعالى عن الزمان والمكان وتحكمه فيهما :
واطلاعه التام على المستقبل : لا يتأتى إلا أن يكون هو خالق هذا الكون :
والخارج البائن عنه سبحانه !!!..
< لأن الزمان مترتب على حركات الكواكب : والله خالق الكواكب :
فهو خارج عنها : إذا ً: فهو خارج عن الزمان ولا يحده الزمان !!.. >
أقول ..
وبدلا ًمن الرد على سؤالي أو حتى التعليق عليه في ضوء المكان والزمان :
أردت أن تصور لنا زميلي أن :
إله الإسلام الخارق هذا : لدى كل أمة وديانة إله تدعيه أيضا ً: وهو عندها فوق
المكان والزمان !!!..
وعليه أنت قلت زميلي :
يوصف الله بأنه إله الإسلام الذى يطلب من الناس عبادته
كما يوصف زيوس بأنه إله الرومان الذى يطلب منهم عبادته
فكلاهما إلهين أى أنهما ذاتان مختلفان نشآ فى زمنين مختلفين ، و اذا ادعيت أن أى ذاتٍ منهم هى نفسها الذات لخالق الكون فعليك إثبات هذا ..
أقول : دع إثبات تفرد الله تعالى بالألوهية سبحانه .. وأن الإسلام هو الدين
الحق من خالق هذا الكون عز وجل .. فكما قلت لك :
هذا موضوع منفصل يطول .. ولن نتطرق إليه إلا بعد فراغنا من ها هنا ..
ولكني سأستبدله بطريقة أخرى منطقية :
تساعدك في استبعاد كل أسطورة وخرافة عن إله وخالق للكون عند سائر
الأمم والأديان : فيما عدا الإسلام ..
ألا وهي طريقة : الاستبعاد المنطقي ...
وتعال معا ًنطبقها على مَن اخترته بنفسك ورأيت فيه ندا ًوإمكانيةً لأن يكون
إلها ًمثل الله في الإسلام !!!!..
فمَن هو زيوس زميلي ؟!!!.. ومقارنة ما جاء عنه بما أخبرنا به الله تعالى عن
نفسه ؟!!!.. تعال لنرى معا ً...
زيوس هو ( إله ) ( ابن ) : مولود للجبابرة : كرونوس وزوجته أخته ريا !!!!..
في حين أن الله تعالى : " لم يلد .. ولم يولد .. ولم يكن له كفوا ًأحد " !!..
وهو الأول وليس قبله شيء !!!.. وهو الآخر : وليس بعده شيء !!..
وفي الوقت الذي زيوس : هو أصغر إخوته (يعني حتى ليس أكبرهم !) ومنهم :
بوسيدون .. هاديس .. هيرا .. ديميتر ..
< طبعا ًأسماء مألوفة لمَن قرأ أو شاهد خرافات أساطير اليونان وفصص هرقليز ! >
نجد أن كل ذلك يتنافى مع كمال الله عز وجل !!!..
بل :
لقد ساق الله تعالى الأدلة العقلية على أن تعدد الآلهة : يعني الصراع بينها !!!..
" قل : لو كان معه آلهة ٌكما يقولون : إذا ًلابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ً" !!!..
وهذا بالفعل ما تطالعنا به قصة حياة الإله المزعوم زيوس !!!..
فإذا نظرنا لأول زوج وزوجة في الكون : وهما أورانوس وأخته التي تزوجها :
فقد قتل الابن كرونوس والده الإله ( ! ) .. < إله يموت > ..
ثم تذكر لنا الأسطورة أن كرونوس كان يخشى أن بقوم أحد أبناءه بخلعه من على
عرشه !!.. ولذلك : فقد كان يقوم بابتلاع أبنائه بمجرد ولادتهم !!!..
فقامت زوجته ( وهي أخته في ذات الوقت ) ريا : بإنقاذ ابنها زيوس من ميتة
محققة < يااااه !!.. زيوس الإله يموت ؟!!!.. >
حيث أخفته في جزيرة كريت .. فنشأ زيوس تحت رعاية الـحوريات !!!..
< لا .. لم يرضع من الحوريات .. فهن لسن من مقام الإله ولكن > :
قامت بمهمة إرضاعة : الشاة المبجلة : أمالثيا !!!..
وعندما بلغ سن الرشد ( ! ) : أجبر زيوس أباه كرونوس على إرجاع أبناءه
الذين ابتلعهم !!.. ثم حاولوا جميعا ًالانتقام من أبيهم !!.. فاندلعت الحرب بين
الجبابرة بقيادة كرونوس والد زيوس !!.. وبين الآلهة بقيادة ولده زيوس !!!!..
< عقوق والدين وخلاف عائلي > !!!..
ثم أصبح زيوس ملكا ًعلى السماء وذو أفضلية على بقية الآلهة !!!..
< أعتقد زميلي أن ما يدور في مخيلتك عن الملائكة وكبيرهم هو شيءٌ من هذا
القبيل ؟!!! > .. وقد تولى أخوه بوسيدون ملكوت البحر .. وأخوه هاديس العالم
السفلي .. أما الأرض : فقد تقاسموا إدارتها مع زيوس ( تم تقسيمها على الثلاثة ) !!..
وصدق الله العظيم !!!..
وأما بالنسبة للحياة الشخصية لزيوس .. فقد تزوج هو الآخر بأخته الإلهه هيرا !!!..
وانجب كثيرا ًمنها .. وتزوج من نساء من البشر إلخ إلخ إلخ إلخ !!..
في حين نجد الله تعالى في الإسلام ينفي كل هذه الخرافات قائلا ًسبحانه :
" بديع السماوات والأرض : أنى يكون له ولد : ولم يكن له صاحبه ؟!!.. وخلق كل
شيء : وهو بكل شيء عليم " !!..
بل :
وينفيها عنه الجن أنفسهم إذ يقولون :
" وأنه تعالى جد ربنا : لم يتخذ صاحبة ً: ولا ولدا ً" !!!..
بل :
ويعد الله تعالى ذلك من أسباب حمد الناس له - وهو حق والله - : أنه ليس له
ولد ولا شريك ولا ولي : فيتشتت الناس ويُغتالوا بينهم !!!.. يقول تعالى :
" وقل : الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ً.. ولم يكن له شريكٌ في الملك .. ولم يكن له
وليٌ من الذل : وكبره تكبيرا ً" !!!..
الله أكبر !!!..
فاعلم زميلي أنه ما من إله ٍمزعوم في جميع أديان البشر : إلا وسذاجته هي في
مثل ما عرضت عليك الآن لدى كل بصر ٍوبصيرة ...
فأرجو ألا تختلط عليك الأمور مرة أخرى بمثل هذه المساوات ..
ويُتبع بعد قليل ٍإن شاء الله ...
هداني الله إلى هدايتك للحق بإذنه ..