قصة إسلام الدكتور جاري ميللر ..
وهو صاحب كتاب : القرآن المدهش The Amazing Qur'an ..
والذي ألفه بعد أن أسلم عام 1978م ...
وذلك على إثر مناظرة شهيرة عن الإسلام والنصرانية منذ 35 عام تقريبا ًبينه وبين الشيخ أحمد ديدات رحمه الله عام 1977م !!..
والعجيب أن كثيرا ًمن المسلمين الذين حضروا تلك المناظرة : تمنوا إسلام الرجل ..
فكان بفضل الله تعالى ..!
وأما سبب تلك الأمنية : فهي استشعارهم لصدق الرجل في طلب الحق ...
فالدكتور جاري ميللر : ورغم إخلاصه الشديد لنشر دينه النصراني :
إلا أنه أستاذ الرياضيات والمنطق بجامعة تورنتو بكندا ..
وهذا ساعده كثيرا ًفي امتلاك نظرة متزنة للأمور عندما تتبدى له الحقائق التي كان يجهلها ..
وخصوصا ًعندما يكون الإنسان مثله : صادقا ًفي بحثه عن الحقيقة ..
تسمى بعد إسلامه بـ : عبد الأحد عمر ..
وعمل لفترة أستاذاً للرياضيات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ..
ثم ما لبث أن تفرغ بصورة كلية للدعوة الإسلامية في كندا وغيرها من برامج للتعريف بالإسلام وإزالة الشبهات الكاذبة والمغرضة عنه !!!..
وكان قبل ذلك كما قلنا : هو أحد أنشط القساوسة المنصرين في كندا ..! وكان ممَن لديهم علم غزير بالكتاب المقدس للنصارى Bible ..! فسبحان مغير الأحوال ..!
عندما قرر القسيس جاري ميللر قراءة القرآن الكريم : بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين النصراني أو مناظرتهم :
كان يتوقع أن يجد القرآن كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك ... لكنه ذهل مما وجده فيه ...! بل واكتشف أن هذا الكتاب يحوي على أشياء : لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم .......!
كان يتوقع - وكما ذكر في كتابه القرآن المدهش : وترجمته هنا - أن يجد في القرآن الكثير من المواقف الشخصية العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم : مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده .... ولكنه لم يجد شيئا ًمن ذلك ......!
بل الذي جعله في حيرة من أمره أكثر - أي عكس ما كان يظن من نظرة الإسلام للنصرانية - : هو أنه وجد سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم : وفيها تشريف ٌوتنزيه ٌلمريم عليها السلام : لا يوجد مثيل له في كتب النصارى أنفسهم ولا في أناجيلهم !!...
وجد ذلك : في حين لم يجد مثلا ًسورة ًباسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهن ...!
وكذلك أيضا ًوجد أن عيسى عليه السلام قد ذكر بالاسم الصريح 25 مرة في القرآن : في حين أن اسم النبي محمد نفسه صلى الله عليه وسلم : لم يُذكر إلا 4 مرات فقط !!..
فزادت حيرة دكتور جاري ميللر ....!
أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر : لعله يجد مأخذا ًعليه ....
ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة !!.. ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء :
" أفلا يتدبرون القرآن ؟!.. ولو كان من عند غير الله : لوجدوا فيه اختلافا ًكثيرا ً" !!..
والمعنى : أن أي كتاب يدعي صاحبه أنه من عند الله زورا ًوبهتانا ً- أو طاله التحريف - : فإننا لن نجد فيه فقط مجرد اختلافات ولكن : اختلافات كثيرة بحجم هذه الفرية على رب الكون وخالقه عز وجل !!!..
يقول الدكتور ميللر عن هذا الآية :
" من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر : هو مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات : إلى أن تثبت صحتها .. وهو ما يسمى بـFalsification test ....
والعجيب أن القرآن الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه : ولن يجدوا " !!!..
إلى أن يقول :
" لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ً: ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء !!.. ولكن القرآن على العكس تماما ًيقول لك : لا يوجد أخطاء !!.. بل : ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء : ولن تجد " !!!..
----
أيضا ًمن الآيات التي وقف الدكتور ميللر عندها طويلا ًهي الآية رقم 30 من سورة الأنبياء :
" أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ً: ففتقناهما .. وجعلنا من الماء كل شي حي !!.. أفلا يؤمنون " ؟!!!..
يقول الدكتور جاري ميللر :
" إن هذه الآية : هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973م وكان عن نظرية الانفجار الكبير !!.. وهي تنص أن الكون الموجود له بداية : وأنه نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب !!!..
حيث أن الرتق هو الشي المتماسك المُجتمِع : في حين أن الفتق : هو الشيء المتفكك !!.. فسبحان الله " !!!..
----
ويقول أيضا ًالدكتور ميللر :
" والآن .. نأتي إلى الشيء المذهل في أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم : والادعاء بأن الشياطين هي التي تعينه على تأليف القرآن : في حين يقول الله تعالى :
" وما تنزلت به الشياطين !!.. وما ينبغي لهم : وما يستطيعون !!.. إنهم عن السمع : لمعزولون " !!.. الشعراء 210 : 212 ..
ويقول سبحانه وتعالى أيضا ً:
" فإذا قرأت القرآن : فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " !!.. النحل 98 ..
أرايتم ؟؟!!.. هل هذه طريقة الشيطان في كتابة أي كتاب ؟؟!!..
أن يؤلف الكتاب ثم يقول لك : قبل أن تقرأ هذا الكتاب : يجب عليك أن تتعوذ مني ؟؟!!.. إن هذه الآيات : هي من الأمور الإعجازية في هذا الكتاب المعجز !!!.. وفيها رد منطقي على كل منَ قال بهذه الشبهة " !!!..
----
ومن القصص التي أبهرت الدكتور جاري ميللر أيضا ًويعتبرها من المعجزات :
هي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي لهب ..........!
يقول الدكتور ميللر :
" هذا الرجل أبو لهب : كان يكره الإسلام كرها ًشديدا ًلدرجة أنه : كان يتبع محمدا ًصلى الله عليه وسلم أينما ذهب : ليُقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم للناس !!.. فإذا رأى الرسول يتكلم لناس ٍغرباء .. فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه : ليذهب إليهم ثم يسألهم : ماذا قال لكم محمد ؟.. لو قال لكم أبيض : فهو أسود !!.. ولو قال لكم ليل : فهو نهار !!.. والمقصود أنه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويشكك الناس فيه !!..
وقبل 10 سنوات كاملة من وفاة أبي لهب :
نزلت سورة في القرآن اسمها سورة المسد .. هذه السورة : تقرر أن أبا لهب ٍسوف يذهب إلى النار !!.. بمعنى آخر : أن أبا لهب ٍلن يدخل الإسلام !!..
فخلال عشر سنوات كاملة : كل ما كان على أبي لهب أن يفعله هو : أن يأتي أمام الناس ويقول : " محمد يقول إني لن أسلم .. وأني سوف أدخل النار ولكني : أ ُعلن الآن أني أ ُريد أن أدخل في الإسلام وأصبح مسلما !!.. الآن .. مارأيكم ؟..
هل محمد صادق فيما يقول أم لا ؟!..
هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي أم لا " ؟!..
ولكن أبو لهب لم يفعل ذلك تماما رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم !!.. لكنه لم يخالفه في هذا الأمر !!..
يعني القصة كأنها تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب :
أنت تكرهني وتريد أن تنهيني .. حسنا ًلديك الفرصة أن تنقض كلامي !..... لكنه لم يفعل : خلال عشر سنوات !!.. لم يُسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام !!..
عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم الإسلام في دقيقة واحدة !!.. ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه وحي ٌممَن يعلم الغيب ويعلم أن أبا لهب لن يسلم :
فكيف لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم أن أبا لهب سوف يثبت ما في السورة : إن لم يكن هذا وحي ٌمن الله ؟؟!!..
كيف يكون واثقا ًخلال عشر سنوات : أن ما لديه حق :
لو لم يكن يعلم أنه وحي ٌمن الله ؟؟!!..
فلكي يضع شخص ٌما هذا التحدي الخطير ليس له إلا أمر واحد هذا وحي من الله " !!..
" تبت يدا أبي لهب ٍوتب .. ما أغنى عنه ماله وما كسب !!.. سيصلى نارا ً: ذات لهب !!.. وامرأته : حمالة الحطب : في جيدها حبل ٌمن مسد " !!.. سورة المسد ..
----
ويقول الدكتور جاري ميللر عن أية أخرى أبهرته لإعجازها الغيبي :
" من المعجزات الغيبية القرآنية : هو التحدي للمستقبل بأشياء : لا يمكن أن يتنبأ بها الإنسان !!.. وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق وهو falsification tests أو مبدأ إيجاد الأخطاء : حتى تتبين صحة الشيء المراد اختباره !!..
وهنا سوف نرى ماذا قال القرآن عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى ...
إن القرآن يقول أن اليهود : هم اشد الناس عداوة للمسلمين .. وهذا مستمر بالفعل إلى وقتنا الحاضر !!.. فأشد الناس عداوة للمسلمين : هم اليهود " !!..
ويكمل الدكتور جاري ميللر :
" إن هذا يعتبر تحدي عظيم !!.. ذلك أن اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط ألا وهو : أن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة : ولو لبضع سنين فقط !!.. ويقولون عندها : ها نحن نعاملكم معاملة طيبة !!.. والقرآن يقول إننا أشد الناس عداوة لكم !!.. إذن القرآن خطأ !!..
ولكن هذا أيضا ًلم يحدث خلال 1400 سنة !! ولن يحدث :
لأن هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس إنسان " !!!!..
ويكمل الدكتور جاري ميللر :
" هل رأيتم أن الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحدي للعقول " !!..
" لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا : اليهود والذين أشركوا !!.. ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا : الذين قالوا إنا نصارى !!.. ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا ً: وأنهم لا يستكبرون " المائدة 82 ..
وعموما ً.. فهذة الآية تنطبق أيضا ًعلى الدكتور جاري ميللر نفسه : حيث أنه من النصارى الذين عندما صدقوا وأخلصوا طلب الحق : هداه الله للإسلام ولم يجد أي غضاضة في الدخول فيه بعكس الكثير من اليهود ومَن شابه باطنه باطنهم ..
بل وأصبح الرجل داعية للإسلام ما شاء الله .....
----
ويكمل الدكتور جاري ميللر في كتابه عن أسلوب آخر فريد في القرآن أذهله لإعجازه فيقول :
" بدون أدنى شك : يوجد في القرآن توجه فريد ومذهل : لا يوجد في أي مكان أخر !!.. وذلك أن القرآن يعطيك معلومات معينة : ثم يقول لك أنك : لم تكن تعلمها من قبل " !!..
مثل :
سورة آل عمران 44 :
" ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون " ..
سورة هود 49 :
" تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين " ..
سورة يوسف 102 :
" ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ اجمعوا أمرهم وهم يمكرون " !!..
يكمل الدكتور ميللر :
" لا يوجد كتاب مما يسمى بالكتب الدينية المقدسة : يتكلم بهذا الأسلوب !!.. كل الكتب الأخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تخبرك : من أين أتت هذه المعلومات !!.. على سبيل المثال الكتاب المقدس (وهو إنجيل اليهود والنصارى المحرف) عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك : الملك فلان عاش هنا .. وهذا القائد قاتل هنا في معركة معينة .. وشخص آخر كان له عدد كذا من الأبناء .. وأسماءهم : فلان وفلان وفلان ..إلخ .. وفي هذا الكتاب (أي الإنجيل المحرف) : دائما ًيخبرك إذا كنت تريد المزيد من المعلومات :
أنه يمكنك أن تقرأ الكتاب الفلاني أو الكتاب الفلاني لان هذه المعلومات أتت منه " !!!..
ويكمل الدكتور ميللر :
" بعكس القرآن الذي يمد القارىء بالمعلومة : ثم يقول لك هذه معلومة جديدة !!.. بل ويطلب منك أن تتأكد منها إن كنت مترددا ًفي صحة القرآن بطريقة : لا يمكن أن تكون من عقل بشر !!.. والمذهل في الأمر هو أهل مكة في ذلك الوقت - أي وقت نزول هذه الآيات - حيث مرة بعد مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بأن هذه معلومات جديدة : لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم ولا قومه !!.. وبالرغم من ذلك لم يقولوا يوما ً: هذا ليس جديدا ًبل نحن نعرفه !!.. أبدا ًلم يحدث أن قالوا مثل ذلك !!..
ولم يقولوا : نحن نعلم من أين جاء محمد بهذه المعلومات !!.. أيضا ًلم يحدث مثل هذا !!.. ولكن الذي حدث أن أحدا ًلم يجرؤ على تكذيبه أو الرد عليه لأنها فعلا ً:معلومات جديدة كليا !!!.. وليست من عقل بشر !!.. ولكنها من الله تعالى الذي :
يعلم الغيب في الماضي والحاضر والمستقبل " !!..
----------
وما ذكرته هنا :
هو أقل القليل مما في كتاب دكتور جاري ميللر من حديثه الشيق عن القرآن وشتى صور إعجازه ..
وإليكم رابط ترجمة الكتاب هنا مرة أخرى لمَن أراد المزيد :
http://www.ebnmaryam.com/vb/t19202.html
يُـتبع بشخصية جديدة إن شاء الله ..
وهو صاحب كتاب : القرآن المدهش The Amazing Qur'an ..
والذي ألفه بعد أن أسلم عام 1978م ...
وذلك على إثر مناظرة شهيرة عن الإسلام والنصرانية منذ 35 عام تقريبا ًبينه وبين الشيخ أحمد ديدات رحمه الله عام 1977م !!..
والعجيب أن كثيرا ًمن المسلمين الذين حضروا تلك المناظرة : تمنوا إسلام الرجل ..
فكان بفضل الله تعالى ..!
وأما سبب تلك الأمنية : فهي استشعارهم لصدق الرجل في طلب الحق ...
فالدكتور جاري ميللر : ورغم إخلاصه الشديد لنشر دينه النصراني :
إلا أنه أستاذ الرياضيات والمنطق بجامعة تورنتو بكندا ..
وهذا ساعده كثيرا ًفي امتلاك نظرة متزنة للأمور عندما تتبدى له الحقائق التي كان يجهلها ..
وخصوصا ًعندما يكون الإنسان مثله : صادقا ًفي بحثه عن الحقيقة ..
تسمى بعد إسلامه بـ : عبد الأحد عمر ..
وعمل لفترة أستاذاً للرياضيات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ..
ثم ما لبث أن تفرغ بصورة كلية للدعوة الإسلامية في كندا وغيرها من برامج للتعريف بالإسلام وإزالة الشبهات الكاذبة والمغرضة عنه !!!..
وكان قبل ذلك كما قلنا : هو أحد أنشط القساوسة المنصرين في كندا ..! وكان ممَن لديهم علم غزير بالكتاب المقدس للنصارى Bible ..! فسبحان مغير الأحوال ..!
عندما قرر القسيس جاري ميللر قراءة القرآن الكريم : بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين النصراني أو مناظرتهم :
كان يتوقع أن يجد القرآن كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك ... لكنه ذهل مما وجده فيه ...! بل واكتشف أن هذا الكتاب يحوي على أشياء : لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم .......!
كان يتوقع - وكما ذكر في كتابه القرآن المدهش : وترجمته هنا - أن يجد في القرآن الكثير من المواقف الشخصية العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم : مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده .... ولكنه لم يجد شيئا ًمن ذلك ......!
بل الذي جعله في حيرة من أمره أكثر - أي عكس ما كان يظن من نظرة الإسلام للنصرانية - : هو أنه وجد سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم : وفيها تشريف ٌوتنزيه ٌلمريم عليها السلام : لا يوجد مثيل له في كتب النصارى أنفسهم ولا في أناجيلهم !!...
وجد ذلك : في حين لم يجد مثلا ًسورة ًباسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهن ...!
وكذلك أيضا ًوجد أن عيسى عليه السلام قد ذكر بالاسم الصريح 25 مرة في القرآن : في حين أن اسم النبي محمد نفسه صلى الله عليه وسلم : لم يُذكر إلا 4 مرات فقط !!..
فزادت حيرة دكتور جاري ميللر ....!
أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر : لعله يجد مأخذا ًعليه ....
ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة !!.. ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء :
" أفلا يتدبرون القرآن ؟!.. ولو كان من عند غير الله : لوجدوا فيه اختلافا ًكثيرا ً" !!..
والمعنى : أن أي كتاب يدعي صاحبه أنه من عند الله زورا ًوبهتانا ً- أو طاله التحريف - : فإننا لن نجد فيه فقط مجرد اختلافات ولكن : اختلافات كثيرة بحجم هذه الفرية على رب الكون وخالقه عز وجل !!!..
يقول الدكتور ميللر عن هذا الآية :
" من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر : هو مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات : إلى أن تثبت صحتها .. وهو ما يسمى بـFalsification test ....
والعجيب أن القرآن الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه : ولن يجدوا " !!!..
إلى أن يقول :
" لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ً: ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء !!.. ولكن القرآن على العكس تماما ًيقول لك : لا يوجد أخطاء !!.. بل : ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء : ولن تجد " !!!..
----
أيضا ًمن الآيات التي وقف الدكتور ميللر عندها طويلا ًهي الآية رقم 30 من سورة الأنبياء :
" أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ً: ففتقناهما .. وجعلنا من الماء كل شي حي !!.. أفلا يؤمنون " ؟!!!..
يقول الدكتور جاري ميللر :
" إن هذه الآية : هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973م وكان عن نظرية الانفجار الكبير !!.. وهي تنص أن الكون الموجود له بداية : وأنه نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب !!!..
حيث أن الرتق هو الشي المتماسك المُجتمِع : في حين أن الفتق : هو الشيء المتفكك !!.. فسبحان الله " !!!..
----
ويقول أيضا ًالدكتور ميللر :
" والآن .. نأتي إلى الشيء المذهل في أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم : والادعاء بأن الشياطين هي التي تعينه على تأليف القرآن : في حين يقول الله تعالى :
" وما تنزلت به الشياطين !!.. وما ينبغي لهم : وما يستطيعون !!.. إنهم عن السمع : لمعزولون " !!.. الشعراء 210 : 212 ..
ويقول سبحانه وتعالى أيضا ً:
" فإذا قرأت القرآن : فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " !!.. النحل 98 ..
أرايتم ؟؟!!.. هل هذه طريقة الشيطان في كتابة أي كتاب ؟؟!!..
أن يؤلف الكتاب ثم يقول لك : قبل أن تقرأ هذا الكتاب : يجب عليك أن تتعوذ مني ؟؟!!.. إن هذه الآيات : هي من الأمور الإعجازية في هذا الكتاب المعجز !!!.. وفيها رد منطقي على كل منَ قال بهذه الشبهة " !!!..
----
ومن القصص التي أبهرت الدكتور جاري ميللر أيضا ًويعتبرها من المعجزات :
هي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي لهب ..........!
يقول الدكتور ميللر :
" هذا الرجل أبو لهب : كان يكره الإسلام كرها ًشديدا ًلدرجة أنه : كان يتبع محمدا ًصلى الله عليه وسلم أينما ذهب : ليُقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم للناس !!.. فإذا رأى الرسول يتكلم لناس ٍغرباء .. فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه : ليذهب إليهم ثم يسألهم : ماذا قال لكم محمد ؟.. لو قال لكم أبيض : فهو أسود !!.. ولو قال لكم ليل : فهو نهار !!.. والمقصود أنه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويشكك الناس فيه !!..
وقبل 10 سنوات كاملة من وفاة أبي لهب :
نزلت سورة في القرآن اسمها سورة المسد .. هذه السورة : تقرر أن أبا لهب ٍسوف يذهب إلى النار !!.. بمعنى آخر : أن أبا لهب ٍلن يدخل الإسلام !!..
فخلال عشر سنوات كاملة : كل ما كان على أبي لهب أن يفعله هو : أن يأتي أمام الناس ويقول : " محمد يقول إني لن أسلم .. وأني سوف أدخل النار ولكني : أ ُعلن الآن أني أ ُريد أن أدخل في الإسلام وأصبح مسلما !!.. الآن .. مارأيكم ؟..
هل محمد صادق فيما يقول أم لا ؟!..
هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي أم لا " ؟!..
ولكن أبو لهب لم يفعل ذلك تماما رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم !!.. لكنه لم يخالفه في هذا الأمر !!..
يعني القصة كأنها تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب :
أنت تكرهني وتريد أن تنهيني .. حسنا ًلديك الفرصة أن تنقض كلامي !..... لكنه لم يفعل : خلال عشر سنوات !!.. لم يُسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام !!..
عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم الإسلام في دقيقة واحدة !!.. ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه وحي ٌممَن يعلم الغيب ويعلم أن أبا لهب لن يسلم :
فكيف لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم أن أبا لهب سوف يثبت ما في السورة : إن لم يكن هذا وحي ٌمن الله ؟؟!!..
كيف يكون واثقا ًخلال عشر سنوات : أن ما لديه حق :
لو لم يكن يعلم أنه وحي ٌمن الله ؟؟!!..
فلكي يضع شخص ٌما هذا التحدي الخطير ليس له إلا أمر واحد هذا وحي من الله " !!..
" تبت يدا أبي لهب ٍوتب .. ما أغنى عنه ماله وما كسب !!.. سيصلى نارا ً: ذات لهب !!.. وامرأته : حمالة الحطب : في جيدها حبل ٌمن مسد " !!.. سورة المسد ..
----
ويقول الدكتور جاري ميللر عن أية أخرى أبهرته لإعجازها الغيبي :
" من المعجزات الغيبية القرآنية : هو التحدي للمستقبل بأشياء : لا يمكن أن يتنبأ بها الإنسان !!.. وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق وهو falsification tests أو مبدأ إيجاد الأخطاء : حتى تتبين صحة الشيء المراد اختباره !!..
وهنا سوف نرى ماذا قال القرآن عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى ...
إن القرآن يقول أن اليهود : هم اشد الناس عداوة للمسلمين .. وهذا مستمر بالفعل إلى وقتنا الحاضر !!.. فأشد الناس عداوة للمسلمين : هم اليهود " !!..
ويكمل الدكتور جاري ميللر :
" إن هذا يعتبر تحدي عظيم !!.. ذلك أن اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط ألا وهو : أن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة : ولو لبضع سنين فقط !!.. ويقولون عندها : ها نحن نعاملكم معاملة طيبة !!.. والقرآن يقول إننا أشد الناس عداوة لكم !!.. إذن القرآن خطأ !!..
ولكن هذا أيضا ًلم يحدث خلال 1400 سنة !! ولن يحدث :
لأن هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس إنسان " !!!!..
ويكمل الدكتور جاري ميللر :
" هل رأيتم أن الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحدي للعقول " !!..
" لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا : اليهود والذين أشركوا !!.. ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا : الذين قالوا إنا نصارى !!.. ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا ً: وأنهم لا يستكبرون " المائدة 82 ..
وعموما ً.. فهذة الآية تنطبق أيضا ًعلى الدكتور جاري ميللر نفسه : حيث أنه من النصارى الذين عندما صدقوا وأخلصوا طلب الحق : هداه الله للإسلام ولم يجد أي غضاضة في الدخول فيه بعكس الكثير من اليهود ومَن شابه باطنه باطنهم ..
بل وأصبح الرجل داعية للإسلام ما شاء الله .....
----
ويكمل الدكتور جاري ميللر في كتابه عن أسلوب آخر فريد في القرآن أذهله لإعجازه فيقول :
" بدون أدنى شك : يوجد في القرآن توجه فريد ومذهل : لا يوجد في أي مكان أخر !!.. وذلك أن القرآن يعطيك معلومات معينة : ثم يقول لك أنك : لم تكن تعلمها من قبل " !!..
مثل :
سورة آل عمران 44 :
" ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون " ..
سورة هود 49 :
" تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين " ..
سورة يوسف 102 :
" ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ اجمعوا أمرهم وهم يمكرون " !!..
يكمل الدكتور ميللر :
" لا يوجد كتاب مما يسمى بالكتب الدينية المقدسة : يتكلم بهذا الأسلوب !!.. كل الكتب الأخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تخبرك : من أين أتت هذه المعلومات !!.. على سبيل المثال الكتاب المقدس (وهو إنجيل اليهود والنصارى المحرف) عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك : الملك فلان عاش هنا .. وهذا القائد قاتل هنا في معركة معينة .. وشخص آخر كان له عدد كذا من الأبناء .. وأسماءهم : فلان وفلان وفلان ..إلخ .. وفي هذا الكتاب (أي الإنجيل المحرف) : دائما ًيخبرك إذا كنت تريد المزيد من المعلومات :
أنه يمكنك أن تقرأ الكتاب الفلاني أو الكتاب الفلاني لان هذه المعلومات أتت منه " !!!..
ويكمل الدكتور ميللر :
" بعكس القرآن الذي يمد القارىء بالمعلومة : ثم يقول لك هذه معلومة جديدة !!.. بل ويطلب منك أن تتأكد منها إن كنت مترددا ًفي صحة القرآن بطريقة : لا يمكن أن تكون من عقل بشر !!.. والمذهل في الأمر هو أهل مكة في ذلك الوقت - أي وقت نزول هذه الآيات - حيث مرة بعد مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بأن هذه معلومات جديدة : لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم ولا قومه !!.. وبالرغم من ذلك لم يقولوا يوما ً: هذا ليس جديدا ًبل نحن نعرفه !!.. أبدا ًلم يحدث أن قالوا مثل ذلك !!..
ولم يقولوا : نحن نعلم من أين جاء محمد بهذه المعلومات !!.. أيضا ًلم يحدث مثل هذا !!.. ولكن الذي حدث أن أحدا ًلم يجرؤ على تكذيبه أو الرد عليه لأنها فعلا ً:معلومات جديدة كليا !!!.. وليست من عقل بشر !!.. ولكنها من الله تعالى الذي :
يعلم الغيب في الماضي والحاضر والمستقبل " !!..
----------
وما ذكرته هنا :
هو أقل القليل مما في كتاب دكتور جاري ميللر من حديثه الشيق عن القرآن وشتى صور إعجازه ..
وإليكم رابط ترجمة الكتاب هنا مرة أخرى لمَن أراد المزيد :
http://www.ebnmaryam.com/vb/t19202.html
يُـتبع بشخصية جديدة إن شاء الله ..