حوار مع الأخ حمزة حول التطور الموجه .. الجزء الرابع ...
الرد السادس ...
بسم الله الرحمن الرحيم ...
أولا ًمشكلة التطور الموجه : ليست في أن الحفريات لا تدعمه فقط أخي - كما لا تدعم أي فرضية للتطور إطلاقا ً- وإنما :
مشكلة الحفريات هي أحد الشقوق ((العملية)) على عدم صحة فرضية التطور ..
وأما شق آخر (نظري) قد أشرت إليه أنا في مشاركاتي الأولى : ولم تنتبه أنت إليه :
فهو يسير على خط متوازي مع نفس معضلة الحفريات : وبدلا ًمن أن يسير في خط متوازي معها في إثبات التطور !!!..
ألا وهو :
عجز تصانيف الكائنات الحية عن بيان : تدرج : واضح : مميز : منطقي : علمي : خالي من الثغرات :
يثبت وجود تطور : سواء موجه أو غيره !!!!..
وهو ما أشرت أنا له في بدايات ردودي عليك عندما قلت (ولاحظ ما سألونه لك باللون الأحمر) :
وقبل أن أوضح لك هذا الإشكال بالصور والأمثلة بإذن الله تعالى بعد قليل :
فسوف أجيبك عن شبهاتك الضمنية التي ذكرتها في كلامك أعلاه ..
>>>
مسألة التحجج بوجود كائنات منقرضة لم تكتشف بعد : فأنت واهم أخي الكريم ..
فللمرة الثانية أخبرك أن سجل الحفريات شبه مكتمل الطبقات وما فيها !!!!..
ولو صح افتراضك : لكان معنى ذلك أنك تنتظر ظهور عدد أنواع من الكائنات الانتقالية : يوازي نفس عدد الكائنات المعروفة نفسها !!!..
وذلك لأن الاختلاف الكبير بين أنواع الكائنات الحية المتجاورة حتى في التصنيف الواحد : لا يفك شفرة تطور أحدهما من الآخر : إلا بكائن وسطي !!!!..
خذ مثلا ًالمثال القادم : عائلة القردة العليا والإنسان كما في مفهوم التطور بأنواعه :
وهي من اليسار إلى اليمين لمَن لا يعرف الإنجليزية : غوريلا - إنسان - شيمبانزي - قردة البابون ..
فهل تتخيل معي هذا الانتقال في التصنيف أخي الكريم بين هذه الأنواع الأربعة وأسلافها المشتركة الافتراضية (لأنه إلى الآن لا حفريات لهذه الأسلاف المفترضة والكائنات الوسطية) :
هل تتخيل أن تنتج هكذا من بعضها البعض بالولادة (سلف الشيمبانزي والإنسان يلد إنسان مثلا ؟!)
أم أنه (ووفق افتراضاتك عن التطور الموجه أيضا ً) : وجب وجود حفريات عند كل تقاطع في شجرة التصنيف الصغيرة هذه ؟؟...
وانظر معي للفارق بين الأنواع الأربعة أعلاه (الصور بنفس الترتيب) :
وأنا عندما ذكرت كل الكائنات الحية في تصنيفاتها واحتياجها عند كل تقاطع إلى كائنات انتقالية :
لم أعني بذلك الحيوانات فقط !!!.. بل وحتى النباتات وكل الكائنات الأخرى !!!..
فاليوم بات التطوريون أنفسهم يعترفون بأن كل كائن حي : هو مستقل بذاته في الحقيقة : ولولا بعض التشابه التشريحي والظاهري لما استطاعوا عمل التصنيفات بتفاصيلها التي نراها اليوم !!!..
أقول :
فحتى النباتات : سنلاحظ ضرورة وجود حلقات وسطى أيضا ً!!!!..
وانظر معي للتقسيم الشجري الصغير التالي أيضا ً:
وهو من اليسار إلى اليمين لمَن لا يعرف الإنجليزية : طحالب - سراخس - صنوبر - ورود : وبالصور بنفس الترتيب :
وسوف أشرح بعد قليل على أي أساس يتم رسم مثل هذه التصنيفات ...
ولكن ما يهمني الآن فقط أخي حمزة :
أن تدرك الاختلاف الكبير بين تقسيم فصائل الكائنات الحية : واستدعاء ذلك لوجود كائنات انتقالية :
عند كل تقاطع شجري تقريبا ًبين تلك الفصائل والأنواع لسد القفزة النوعية الكبيرة بينهم !!!..
وانظر مثلا ًللتقسيم التالي للفقاريات :
ولاحظ كيف أن الطيور في الأسفل (الطائر الأبيض ذي المنقار) : تتفرع هي والديناصورات من سلف واحد !
فهل علمت الآن ((ضرورة)) وجود الأركيوبتريكس للتطوريين : هي حجر زاوية لتطور الطيور عندهم :
يجب ألا يتخلوا عنه ولا يسقط في أعين أتباعهم حتى لا يهتز التطور عندهم : ومهما ثبت خطأه ؟!!..
وهذا يجرنا للشبهة الثانية التي أثرتها في كلامك وهي :
>>>
أن مشكلة الأركيوبتريكس فقط : هي مشكلة زمن وعمر الحفرية إلخ إلخ ..
والواقع أخي : أن مشكلة الزمن وعمر الحفرية ككائن وسطي يسبق وجود الطيور !!!.. هي ليست المصيبة الوحيدة للتطوريين في هذا الشأن ! وإنما المصيبة الأكبر هي : أن الأركيوبتريكس أصلا ًكان طائرا ًمكتملا ًولم يكن فيه من صفات الزواحف كذا وكذا إلى آخر هذه الأكاذيب !!!!..
وهذه معلومات يعرفها كل مَن احترم عقله وله أدنى معرفة بإعجاز خلق الطيور : عضلاتها وعظامها وأحشائها وجهازها التنفسي الفريد وريشها وأجنحتها وذيلها إلخ !!!.. بل وحتى عظمة القس (أو القص) المميزة للطيور : هي علامة مميزة تفرقها عن الديناصورات والزواحف إلخ إلخ إلخ !!..
تقول مجلة الطبيعة (Nature) :
" تحتفظ العينة السابعة المكتشفة أخيراً من طائر الأركيوبتركس بقس شبه مستطيل كان يشتبه في وجوده منذ فترة طويلة ولكن لم يتم على الإطلاق توثيقه من قبل.. وتشهد هذه العينة على قوة عضلات الطيران الخاصة بهذا الطائر " !!..
Nature, Vol 382, August, 1, 1996, p. 401
وقد صرح عالم المتحجرات المشهور كارل دانبار بأن :
"ريش الأركيوبتركس هو السبب في تصنيفه بشكل متميز مع فئة الطيور" !!..
Carl O. Dunbar, Historical Geology, New York: John Wiley and Sons, 1961, p. 310
كما قام أحد أشهر علماء تشريح الطيور في العالم، وهو ألان فيدوتشيا من جامعة كارولينا الشمالية، بالاعتراض على النظرية القائلة بأن هناك قرابة بين الطيور والديناصورات، على الرغم من أنه هو نفسه أحد دعاة التطور، قائلا:
" حسناً، لقد درستُ جماجم الطيور لمدة خمس وعشرين سنة، وأنا لا أرى أي وجه تشابه بينها وبين جماجم الديناصورات.. إن نظرية تطور الطيور من كائنات ذات أربع أرجل هي في رأيي وصمة عار على جبين علم البالانتولوجيا في القرن العشرين " !!..
Pat Shipman, "Birds Do It... Did Dinosaurs?", p. 28. 255
ويقول أ. هـ. بروس، أستاذ الفسيولوجيا والبيولوجيا العصبية من جامعة كنكتكت على الرغم من انتمائه لدعاة التطور فيقول:
" كل مقوم -بدءاً من بنية الجينات وتنظيمها حتى النمو والتشكل وتنظيم النسيج- مختلف في الريش والقشور " !!..
A. H. Brush, «On the Origin of Feathers». Journal of Evolutionary Biology, Vol. 9, ,1996 p.132
ويقول أيضا ً:
" ولا يوجد دليل من المتحجرات على أن ريش الطيور قد تطور من قشور الزواحف.. بل على العكس، يظهر الريش فجأة في سجل المتحجرات بوصفه صفةً فريدة -بشكل لا يمكن إنكاره- تتميز بها الطيور.. وبالإضافة إلى ذلك، لم يكتشف حتى الآن في الزواحف أي تركيب للبشرة يوفّر أصلاً لريش الطيور " !!..
A. H. Brush, “On the Origin of Feathers” p. 131
وفي عام 1996 أثار علماء المتحجرات القديمة ضجة حول متحجرات ما يُسمّى بالدينصور ذي الريش المكتشف في الصين (المعروف باسم سينوسوروبِتْركس sinosauroptryx).. ومع ذلك، ففي عام 1997 تم الكشف عن أن هذه المتحجرات لا شأن لها ولم تكن تملك أي تركيب مشابه لريش الطيور !!!..
Plucking the Feathered Dinosaur», Science, Vol. ,872 41 November ,1997 p. 1229
ويعلن آلان فيدوشيا، عالم تشريح الطيور المشهور:
" إن كل مواصفة من مواصفات الريش تملك خاصية أيروديناميكية (ديناميكية-هوائية).. فهي خفيفة إلى أقصى حد، ولديها المقدرة على الارتفاع التي تقل عند السرعات المنخفضة، ويمكنها العودة إلى أوضاعها السابقة بكل سهولة.. ثم يواصل قائلاً: "لا أستطيع أن أفهم أبداً كيف يمكن لعضو مصمم بشكل مثالي للطيران أن يكون قد ظهر نتيجة ضرورة أخرى عند البداية " !!..
Douglas Palmer, «Learning to Fly» (Review of The Origin of and Evolution of Birds by Alan Feduccia, Yale University Press, 1996), New Scientist, Vol. ,153 March, 1 ,1997 p. 44
ويقول لاري مارتن، اختصاصي الطيور القديمة بجامعة كنساس:
" لأصدُقَك القول، إذا اضطرِرْتُ إلى تأييد الفكرة القائلة بأن أصل الطيور هو الديناصورات بصفاتها الحالية فسأشعر بالخجل في كل مرة أُضطر فيها للنهوض والتحدث عن هذا الموضوع " !!..
Pat Shipman, "Birds Do It... Did Dinosaurs
>>>
وأما شبهتك أخي عن أن الكائنات الرخوية من الصعب أن تترك حفريات ومتحجرات من أجل كذا وكذا ..
أقول :
دعك من الرخويات كلها ... وحدثني عن الحيوانات ذات الهياكل والعظام والقشور : أين كائناتها الوسطية في التطور الموجه الذي تزعمه أخي ؟؟
مع العلم بأننا نبحث عن أعداد لكائنات وسطية : في حجم تقاطعات شجرات تصنيف الكائنات الحية ..
وحتى بالنظر لشجرة التصنيف الفيلوجينية (والتي تعتمد في التصنيف على التقاربات الجينية للكائنات الحية مع تشابهاتها) :
فنرى الحاجة للكائنات الوسطية عند كل تقاطع لسلف مزعوم : أشد وأشد !!!..
< ملحوظة : الإنسان عند النقطة الحمراء .. والنقطة الخضراء هي نبات الأرز !! ولا تبتعد عن الإنسان إلا 8 تفريعات فقط تقريبا ً!!
بل والتفريع الجيني السابق مباشرة للإنسان Homo sapiens هو : الجرذ النرويجي Rattus norvegicus !!! >
ملحوظة : الصورة يمكن فتحها في إطار منفصل لمتصفح النت لعمل زووم عليها :
ويمكن أخذ copy أو نسخة من مسميات الأنسال من عليها مباشرة لأنها بصيغة svg
والآن ...
يمكنني التوسع قليلا ًفي شرح معضلة غياب الخط المتدرج للتطور الموجه في شجرات التصانيف فأقول في نقاط :
1...
لو صح التطور الموجه : لما اختلفت شجرات تصانيف الكائنات الحية وإلى اليوم بل - وباعتراف العلماء - :
هي دائمة التعديل عليها !!!..
2...
تسمى شجرة التصنيفات أيضا ًبشجرة النسالات (جمع نسل) .. وإليكم صورتها المبسطة :
حيث اتجاه الرسم هو - وكما يظهر في اليمين - من الماضي PAST إلى الحاضر RECENT ..
فنرى في الماضي : أصل التفريعات وهو السلف ANCESTOR : وعند كل تفريعة يوجد سلف ..
ثم نرى نتيجة التفريعات وهي النسالة أو النسل DESCENDANTS في أطراف التفريعات ..
3...
والآن : إليك أخي حمزة الكلام التالي مترجم من أحد أشهر مواقع تعليم وتبسيط التطور المزعوم :
حيث ستقرأ فيه عدة اعترافات مثيرة تدعم ما أخبرتك به من قبل عن معضلات التطور الموجه مع تصنيفات الكائنات الحية :
-----------
النسالات أشجار و ليست سلالم
لعدة مرات في الماضي , أوقع علماء الأحياء أنفسهم في خطأ أن الحياة يمكن تنظيمها في سلم من الأحياء يبدأ بالأحياء الأدنى و ينتهي بالأحياء الراقية. و هذه الفكرة الخاطئة تقع في قلب مخطط ارسطو للوجود .. لاحظ
رؤية أرسطو لمخطط الحياة العظيم .
و بشكل مشابه, يمكننا أن نوقع أنفسنا في إساءة تفسير النسالات على أن بعض الكائنات (أفضل) من الأخرى . فالنسالات لا تعني هذا أبدا .
ففي النسالة المبسطة التالية
حصل تطور لأنواع جديدة و نتج عنه خطّي نسل , إحدا هذين الخطين نتج عنه الطحالب المتواجدة حتى يومنا هذا mosses , و الآخر نتج عنه سراخس fern و صنوبر pine و ورد rose . منذ حصول التطور , كلا الخطين امتلكا نفس الوقت ليتطورا أيضا . و لكن على الرغم من كون خط نسل الطحالب قد تفرع مبكرا في شجرة الحياة , و يملك صفات مشتركة مع أسلاف جميع نباتات اليابسة ,فإن هذه الطحالب ليست أسلاف لنباتات اليابسة الأخرى , و ليست أكثر بدائية , الطحالب هي بنات عم جميع نباتات اليابسة الأخرى .
عند قراءة نسالة , هناك ثلاثة أشياء يجب ألا ننساها .
- التطور يؤدي لظهور نموذج من العلاقات بين A و B و C و D بشكل شجرة و ليس بشكل سلمي
---------------
4...
وهذا التأكيد منهم اليوم - حيث لم يعد لهم مفر منه - على شجرية التصنيف للكائنات الحية :
يترجم لك أكثر أخي حمزة أن مسألة غياب الكائنات الانتقالية أو الوسطية ليست بالعدد المحدود ولا بالمعضلة السهلة ولا البسيطة وإنما :
يجب توافر أمثال تلك الكائنات لسد الفجوات في تاريخ كل نسالة من العدد الرهيب في الكائنات الحية !!..
ويمكنك مطالعة مثال لمسار تاريخ النسالات من الرسمة التبسيطية التالية وفيها 3 تواريخ نسالات :
C - B - C وB معا ً!!!..
ولذلك يقولون ويعترفون بالاعترافات الغريبة التالية - ومن نفس المقال المترجم - :
---------------
المفاهيم الخاطئة حول تطور الإنسان
إهمال و عدم فهم النقاط المشروحة سابقا يسبب لبس و أخطاء عند دراسة تطور الإنسان , منظومة الكائنات الحية الأكثر قربا لنا تبدو كالتالي
من المهم تذكر أن
1- البشر لم يتطوروا عن الشمبانزي , البشر و الشمبانزي أبناء عم تطوريا , و يشتركون بسلف قريب مشترك , و هذا السلف المشترك لم يكن شمبانزي و لم يكن إنسان
2- البشر ليسوا (أعلى) أو (أكثر تطورا) من الشمبانزي و بقية الأحياء في خطوط النسل في المنظومة السابقة , عند تفرع خط النسل , كل من البشر و الشمبانزي قد طوروا صفات خاصة بهم و بخط نسلهم الخاص.
-----------------------
5...
فهل تتخيل عدد الكائنات البينية المطلوب توفره في التطور الموجه المزعوم أخي حمزة ؟؟؟..
وهل ما زلت تصر على خرافة أن تختفي هي فقط - دونا ًعن غيرها - من سجل الحفريات في كل طبقات الأرض القديمة والحديثة ؟!
فإذا كنت لا تعلم العدد : فإليك هذا التقسيم البسيط لنطاقات التصنيف الثلاث :
القسم الأسفل بالأزرق Archaea هو البدائيات - والأيسر بالأخضر Bacteria هو البكتريا أو الجراثيم - والقسم الأيمن البرتقالي Eukaryota هو حقيقيات النوى .. والذي فيه المملكة الحيوانية مثلا ً- الحبليات والفقاريات والزواحف والثدييات والطيور إلخ إلخ
فإذا أخذنا المثلث الأحمر الصغير الذي ترونه بالأعلى في النطاق البرتقالي لحقيقيات النوى ثم كبرناه كمثال :
فنرى المملكة الحيوانية :
فإذا قمنا بتكبير التصنيف المحدد بخط برتقالي - الذي أسفل السمكة كمثال على الفقاريات - نرى :
وبالطبع لكم أن تتعجبوا كيف جعلوا الطيور والديناصورات تتطور من سلف واحد رغم التباين الرهيب بينهما !
ولم يجعلوا الديناصورات مثلا ًمع التماسيح رغم التقارب بينهما !!!.. بل الحقيقة : كانوا يضعون الطيور مع التماسيح من سلف واحد :
ولكنهم فضلوا ضم الطيور مع الديناصورات في سلف مشترك : حتى يتسنى لهم تفسير تطور الطيور - ذلك الصداع الذي أعياهم - !
< وهذا رابط يفضح استماتتهم في جعل الديناصورات أصل لتطور الطيور : وبث الأكاذيب العلمية لذلك وفي المجلات : http://abohobelah.blogspot.com/2012/06/6_9827.html ثم الآن يدعون أنها تطورت في خط موازي للديناصورات من سلف مشترك !! والسؤال لك أخي حمزة : أين الكائنات الانتقالية هنا أو تلك الأسلاف المشتركة الخفية في كل هذه التصنيفات ؟؟ >
ولو لاحظتم في الصورة أعلاه : فهي مثال جيد على أسس تصنيف الكائنات حسب بعض الصفات المشتركة - الخطوط الحمراء الصغيرة في الصورة أعلاه ومكتوب عند كل خط الصفة الجامعة لأنساله في التصنيف -
وكما قلت لكم :
هم أنفسهم يغيرون هذه التصانيف وترتيباتها وتفرعاتها كل فترة .. إما لاكتشافات تشريحية أو جينية جديدة إلخ .. وإما لاختلاف الصفات المشتركة التي يرون أنها أولى من غيرها لجمع نطاق معين من الكائنات مع بعضها في شجرة تصنيف أو تفريع واحدة ...
ملحوظة : الصورة يمكن فتحها في إطار منفصل لمتصفح النت لعمل زووم عليها :
ويمكن أخذ copy أو نسخة من مسميات الأنسال من عليها مباشرة لأنها بصيغة svg
6...
ولبيانات عملية أكثر وأكثر لتفهم أخي حمزة كيف يقومون بعملية رسم شجرة التصنيفات ..
فأنقل إليك مثلا ً- ومن نفس المقال - الكلام التالي عن واحدة من أهم طرق التصنيف وهي :
< ملحوظة : المقال فيه الكثير من الأكاذيب المدسوسة وسط الكلام بغير دليل : ومنها في الكلام التالي ادعائهم ثعابين بأرجل في الماضي ! >
-----------------
استخدام الصفات المشتقة المشتركة
هدفنا هو أيجاد أدلة تساعدنا على تصنيف الكائنات في منظومات أقل و أقل شمولية . تحديدا نحن مهتمين بالصفات المشتقة المشتركة . الصفة المشتركة هي الصفة التي يمتلكها خطي نسل في آن واحد ,و الصفة المشتقة هي الصفة التي تطورت في خط النسل و المؤدية إلى منظومة و تعطي أحياء هذه المنظومة ما يميزهم عن بقية الأحياء.
الصفات المشتقة المشتركة يمكن استخدامها في تصنيف الأحياء ضمن منظومات . مثال ذلك : البرمائيات و السلاحف و السحالي و الأفاعي و التماسيح و الطيور و الثديات, كلها امتلكت (أو كلها امتلكت تاريخيا) أربعة أطراف . إذا نظرت للأفاعي اليوم قد لا ترى الأطراف , و لكن الأحافير أظهرت أن أسلاف الأفاعي امتلكت أطراف فعلا. و بعض الأفاعي اليوم لازالت تحتفظ بأطراف بدائية. الأطراف الأربعة هي صفة مشتقة مشتركة موروثة عن سلف مشترك و تساعدنا على تمييز هذه المنظومة من الفقاريات .
على أي حال فإن وجود الأطراف الأربعة لا يكفي لتقرير العلاقات ضمن منظومة الفقريات السابقة (ألخضراء) لأن جميع الأحياء في المنظومة تملك هذه الصفة. لمعرفة علاقات أخرى داخل هذه المنظومة يجب أن نبحث عن صفات أخرى تتقاطع ضمن خطوط نسل المنظومة.
-----------------------------------------------------------------
التناظر و التوازي Homologies and analogies
بما أن النسالة (الشجرة التطورية) هي مجرد فرضية عن العلاقات بين الأحياء . نحتاج لاستخدام مؤشرات يمكن الإعتماد عليها لمعرفة الأسلاف لإتمام بناء النسالة.
لذلك نستخدم الصفات المتناظرة Homologies (و هي الصفات المتشابهه بين أنواع مختلفة لأنها موروثة عن سلف مشترك امتلك بدوره هذه الصفات) . مثال على الصفات المتناظرة هو الأطراف الأربعة لرباعيات الأطراف tetrapods . الطيور و الفئران و الخفافيش و التماسيح كلها تملك أربعة أطراف , لكن اسماك القرش و الأسماك العظمية لا تمتلك أربعة أطراف. سلف رباعية الأطراف قد طور أربعة أطراف , و سليلاتها ورثت هذه الخاصية , إذا وجود الأطراف الأربعة تناظري.
الأطراف الأربعة تطورت عند الخط الأربعة .. و الكائنات المتطورة عن هذا السلف امتلكت اربعة أطراف بالوراثة.
ليست كل الصفات المتشابهه تناظرية . على سبيل المثال , الطيور و الخفافيش تمتلك أجنحة, لكن هل هذا يعني أن الطيور و الخفافيش متقاربة تطوريا من بعضها ؟ لا , فحين ندرس أجنحة الطيور و اجنحة الخفافيش عن قرب نجد اختلافات هائلة
على اليسار جناح خفاش , و على اليمين جناح طائر.
جناح الخفاش متكون من جلد ممتد بين عظام الأصابع و اليد , بينما جناح الطير يتألف من ريش ممتد على طول اليد. هذه الإختلافات البنيوية تقترح أن اجنحة الطيور و الخفافيش لم تورث عن سلف واحد بأجنحة . و هذا موضح بمخطط النسالة التالية
من المخطط نجد أن الطيور و الخفافيش تملك صفات متوازية analogies,أي أنها تمتلك أصول تطورية مختلفة , لكنها متشابهه مظهريا لكونها تطورت للقيام بنفس الفعالية (الطيران) .
-----------------------
7...
والآن أخي حمزة : هل فهمت معضلة التصنيف في وجه تخيل التطور الموجه وفرضيته : وبعيدا ًحتى عن اختفاء الحفريات التي كنت تتحجج به : حتى وصل بك الأمر للقول بأنه ليس مهما ً؟!!!..
أقول :
فقد اتضح لك الآن أن المعضلة الأخرى وهي حاجة التصنيفات للكائنات الحية لعدد هائل من الكائنات الوسطية :
لم تحل بعد !!.. بل ويوما ًعن يوم - وبالجينات - يثبت العلماء انفرادية كل كائن حي عن حتى أقرب التصنيفات إليه !!!..
وأظنك قد قرأت أعلاه اعترافات بهذا المعنى أكثر من مرة ..
وبذلك ينتهي الشق الأول من الرد أخي ..
وأنتقل إلى قولك :
يُتبع إن شاء الله ...
وأرجو منك أخي حمزة قراءة ما كتبته لك في هذه المشاركة أكثر من مرة لتفهم مرادي بالضبط ..
ولعل تأخر مشاركتي التالية أتحجج فيه بأني أترك لك وقتا ًلذلك
والله المستعان ...