التسميات

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

حوار مع الأخ حمزة حول التطور الموجه .. الجزء الثالث ...

الرد الرابع ...

ستقول لي ان سجل الحفريات يقول بعدم وجود مثل هذه الكائنات
ستجدني اجيبك ان لا دليل على ان السجل الاحفوري يحوي كل الكائنات التي عاشت على ظهر الارض و انتم تعلمون اكثر مني ما هي الظروف التي يجب ان تتوافر لكي تحفظ بقايا الكائن الميت في طبقة من طبقات الارض. فلا مانع ادن من القول ان هذه الكائنات قد تكون عاشت و انقرضت دون ان تترك اثرا..
الفرق مع الدراونة في هذا الطرح ان نظريتهم تفترض وجود العديد و العديد من الكائنات الانتقالية لذلك فهو غير معقول عدم و جود مثلا 1000 مثال لهذه الكائنات في السجل الاحفوري. اما هذه فلا مانع في ان تكون ظهرت مثل هذه الكائنات يوما ما باعداد بسيطة ثم انقرضت بدون ان تترك اثرا في السجل الاحفوري.
هذه الحُجة غير صحيحة علميا ًأخي حمزة ...
وأقصد : التحجج باختفاء الكائنات الانتقالية بين الأنواع ...
وذلك لأن طبقات الحفريات في الأرض - أي لكل حقبة زمنية - قد تكشفت معا ً: فلو كان هناك كائنات انتقالية : لكانت ظهرت (( مع )) الكائنات ما قبلها وما بعدها !!..
فلماذا تختفي من كل ملايين الأنواع : حفريات الكائنات الانتقالية (( فقط )) : في حين تظهر غيرها بكل وضوح ؟!
وبلهجتنا العامية في مصر نقول : اشمعنا ؟؟؟..

والتحجج بأن هذه الكائنات كانت قليلة العدد : وفضلا ًعن كونه فرض هو الآخر - ككل أسس التطور - :
إلا أنه لا يفسر الانتشار المضطرد لكل أنواع الكائنات الحية وفي كل بيئة وكل أرض وكل ناحية وكل عصر !!!..

وإليك هذه الباقة من النقولات والتفنيدات لما تتصوره وتفترضه أخي حمزة :

حيث يلخص لنا هذه الإشكالية عالم الأحياء Francis Hitching فيقول :
" إذا كنت نظرية دارون صحيحة , ولو وجدنا حفريات بالفعل , لا بد وأن تحتوي الصخور على حفريات لكائنات متدرجة بشكل دقيق جدا , حيث من المفترض أن تتدرج من مجموعة من الكائنات إلى مجموعة أخرى بمستوى أعلى من التعقيد , ولا بد وأن نجد حفريات توضح الفروق الطفيفة بين الكائنات الانتقالية المختلفة , وذلك بكمية وبوضوح مماثل للحفريات التي وُجِدَت للأنواع المختلفة المُحَدَّدة , ولكن ليس ذلك هو الوضع في الواقع , بل الواقع هو العكس , وهذا ما اشتكى منه دارون نفسه ..... حيث على الرغم من أنه وفقا لهذه النظرية لا بد وأن تكون هناك كائنات انتقالية لا حصر لها , فلماذا لا نرى هذه الكائنات مطمورة بأعداد كبيرة في قشرة الأرض ؟
وقد شعر دارون أن المسألة ستُحَلّ بإيجاد مزيد من الحفريات , والواقع أنه كلما تم العثور على حفريات جديدة , كلما وجدناها كلها دون استثناء , قريبة جدا للكائنات التي تعيش حاليا "
Francis Hitching, The Neck of the Giraffe: Where Darwin Went Wrong, Tichnor and Fields, New Haven, 1982, p. 40.

والنص باللغة الإنجليزية :
If we find fossils, and if Darwin's theory was right, we can predict what the rock should contain; finely graduated fossils leading from one group of creatures to another group of creatures at a higher level of complexity. The 'minor improvements' in successive generations should be as readily preserved as the species themselves. But this is hardly ever the case. In fact, the opposite holds true, as Darwin himself complained; "innumerable transitional forms must have existed, but why do we not find them embedded in countless numbers in the crust of the earth?" Darwin felt though that the "extreme imperfection" of the fossil record was simply a matter of digging up more fossils. But as more and more fossils were dug up, it was found that almost all of them, without exception, were very close to current living animals 

ويقول أيضا عالم الحفريات المؤيد للتطور في جامعة هارفارد Stephen Jay Gould في أواخر السبعينات :
" إن تاريخ معظم الحفريات يحتوي على صفتين لا تتماشيان مع التدرج في إيجاد الكائنات الحية :
الأولى : هي الاتزان والاستقرار , حيث لا تتغير طبيعة الكائنات طوال مدة بقائها على الأرض , فالكائنات الموجودة في سِجِلّ الحفريات تظهر وتختفي كما هي دون حدوث تغيرات عليها , وإن حدثت تغيرات فإنها تكون تغيرات طفيفة وفي الشكل الخارجي , وليست باتجاه أي تطور .
الصفة الثانية , وهي الظهور المفاجئ , حيث في أي منطقة , لا تنشأ الأنواع الجديدة تدريجيا منحدرة من كائنات أخرى , وإنما تظهر فجأة , وبتركيب مكتمل تماما "
Gould, Stephen J. The Panda's Thumb, 1980, p. 181-182

والنص باللغة الإنجليزية :
The history of most fossil species include two features particularly inconsistent with gradualism: 1) Stasis - most species exhibit no directional change during their tenure on earth. They appear in the fossil record looking much the same as when they disappear; morphological change is usually limited and directionless; 2) Sudden appearance - in any local area, a species does not arise gradually by the steady transformation of its ancestors; it appears all at once and 'fully formed'.

وأيضا ًالعالم K. S. Thomson وهو عالم حفريات آخر مؤيد للدارونية , يقول بأنه من خلال دراسة تاريخ الكائنات التي عاشت على الأرض من خلال سجل الحفريات , فإن أي مجموعة جديدة من الكائنات الحية تم اكتشاف حفريات لها , كانت تظهر بشكل مفاجئ وغير مترابط مع أي كائنات حية أخرى , يقول :
" عندما تظهر مجموعة كبيرة من الكائنات الحية في السجل , فإنها تكون مجهزة تماما بصفات جديدة , وليست موجودة في الكائنات المتعلقة بها , ويبدو أن هذه التغيرات الجذرية في الشكل الخارجي والوظيفة , تظهر بسرعة جدا ....."
K. S. Thomson, Morphogenesis and Evolution, Oxford, Oxford University Press, 1988, p. 98.

والنص باللغة الإنجليزية :
When a major group of organisms arises and first appears in the record, it seems to come fully equipped with a suite of new characters not seen in related, putatively ancestral groups. These radical changes in morphology and function appear to arise very quickly… 

وعن التحجج بقلة الحفريات المكتشفة بالنسبة للمفترض وجوده :
يقول أستاذ علم المتحجرات بجامعة غلاسكو، نيفيل جورج:
" لا داعي للاعتذار عن فقر سجل المتحجرات، فقد أصبح هذا السجل غنياً لدرجة يكاد يتعذر معها السيطرة عليه، وأصبح الاكتشاف فيه يسبق التكامل.. ومع ذلك، ما زال سجل المتحجرات يتكون بشكل أساسي من فجوات " !!..
T. Neville George, "Fossils in Evolutionary Perspective", Science Progress, Vol 48, January 1960, pp

وتلك المعضلة ملازمة لأول ظهور الكائنات المعقدة : بدءً من أعماق البحار والمحيطات في العصر الكمبري وذلك كما نشرته مجلة Science News أنه يُعتبر : " شَرَك الموت لنظرية التطور " حيث قالت : 
" إن الكائنات التي ظهرت في العصر الكمبري : ظهرت فجأة !!.. وبنفس الصورة المعقدة التي نراها اليوم !!.. وأنها ظهرت متباينة : ومتميزة عن بعضها تماما ً: كما نراها اليوم " !!..

ومن الجدير بالذكر هنا - وكمثال على تهاوي حجة عدم وجود حفريات كافية لظهور كائنات وسطية أو انتقالية - : أن هناك من التطوريين مَن ادعوا مثلا ًأن الكائنات الانتقالية بين اللافقاريات والحبليات لا تظهر في الحفريات : لأنها ذات أجسام رخوة !!!..
في حين نعلم من علم المتحجرات : وجود ألاف حفريات الكائنات اللافقارية الرخوة في العصر الكمبري نفسه !!.. وذلك مثل الحفريات التي تم العثور عليها في منطقة Burgess Shale في كندا !!.. فما الذي يجعل الكائنات (الانتقالية أو البينية) خصيصا ًهي التي لا تظهر ؟!!..
اشمعنى ؟؟؟...

وأ ُعيد هنا عرض التساؤلات والاعترافات المُحرجة التالية :
وهي لعالم الحفريات المؤيد للتطور Gerald T. Todd .. حيث يذكر في كتاب له باسم "تطور الرئة : وأصل الأسماك العظمية" فيقول :
" إن كل نوع من الأقسام الثلاثة للأسماك العظمية : يظهر في سجل الحفريات في الوقت ذاته !!.. إن هذه الكائنات : تحتوي بالفعل على أشكال ظاهرية متباينة !!.. وفيهم حراشف كثيرة !!.. كيف نشأت ؟!!.. ماذا جعلهم يتنوعون بهذا الشكل الكبير ؟!!.. كيف أصبح فيهم كل هذه الحراشف ؟!!.. ولماذا ليس هناك أي أثر لأي كائن انتقالي " ؟!!!..

وقام ريتشارد موناسترسكي، المحرر في مجلة علوم الأرض التي تعتبر إحدى أشهر المطبوعات الخاصة بأدب التطور، بتوضيح ما يأتي عن الانفجار الكامبري الذي جاء بمثابة مفاجأة كبيرة لدعاة التطور:
"قبل نصف بليون سنة، ظهرت -فجأة- أشكال الحيوانات التي نراها اليوم، والتي تتسم بقدر لافت للنظر من التعقيد.. وتعد هذه اللحظة، عند بداية العصر الكامبري للأرض بالضبط، أي قبل حوالي 550 مليون سنة، علامة على الانفجار التطوري الذي ملأ البحور بأول كائنات معقدة في العالم.. وكانت شعب الحيوانات الكبيرة التي نراها اليوم موجودة بالفعل في أوائل العصر الكامبري، وكانت تتميز عن بعضها البعض بنفس القدر الذي تتميز به عن بعضها البعض اليوم " !!..
Richard Monastersky, "Mysteries of the Orient", Discover, April 1993, p. 40

وحتى الدونكي ورأس الملحدين اليوم : عالم الحيوان ريتشارد داوكنز من جامعة أكسفورد، يُعلق على هذه الحقيقة التي تبطل الجذور الأساسية لكل الحجج التي كان يدافع عنها بقوله:
" على سبيل المثال، تعتبر طبقات الصخور الكامبرية (التي يبلغ عمرها حوالي 600 مليون سنة) أقدم الطبقات التي وجدنا فيها معظم مجموعات اللافقاريات الأساسية.. ولقد عثرنا على العديد منها في شكل متقدم من التطور في أول مرة ظهرت فيها.. ويبدو الأمر وكأنها زُرعت لتوها هناك دون أن تمر بأي تاريخ تطوري.. وغني عن القول أن مظهر عملية الزرع المفاجئ هذا قد أسعد المؤمنين بالخلق " !!.. 
Richard Dawkins, The Blind Watchmaker, London: W. W. Norton 1986, p. 229

وقد قام دوغلاس فوتويما، وهو عالم أحياء شهير من دعاة التطور، بالاعتراف أيضاً بهذه الحقيقة قائلاً:
"إما أن تكون الكائنات الحية قد ظهرت على وجه الأرض وهي كاملة التطور وإما أنها لم تظهر.. وإذا لم تكن قد ظهرت في شكل كامل التطور، فلابد أنها قد تطورت من أنواع كانت موجودة من قبل عن طريق عملية تحور ما.. وإذا كانت قد ظهرت في شكل كامل التطور، فلا بد أنها قد خُلقت بالفعل بواسطة قوة قادرة على كل شيء " !!..
Douglas J. Futuyma, Science on Trial, New York: Pantheon Books, 1983, p. 197

ويعترف عالم المتحجرات السويسري التطوري، ستيفن بنغستون، بعدم وجود حلقات انتقالية أثناء وصفه للعصر الكامبري قائلاً:
" إن هذا الوضع الذي أربك دارون وأخجله ما زال يبهرنا " !!..
Stefan Bengston, Nature, Vol. 345, 1990, p. 765

وقد اعترف عالم المتحجرات الإنكليزي المشهور، ديريك آجر، بهذه الحقيقة على الرغم من كونه أحد دعاة التطور أيضا قائلاً:
" تتمثل نقطة الخلاف في أننا إذا فحصنا سجل المتحجرات بالتفصيل، سواء على مستوى الترتيب أو الأنواع، فسنكتشف -مراراً وتكراراً- عدم وجود تطور تدريجي، بل انفجار فجائي لمجموعة واحدة على حساب الأخرى" !!..
Derek V. Ager, "The Nature of the Fossil Record", Proceedings of the British Geological Association, Vol 87, 1976, p. 133

ويعلق داع ٍآخر من دعاة التطور، هو عالم المتحجرات مارك سيزارنكي، على هذا الموضوع قائلاً:
" إن المشكلة الأساسية في إثبات النظرية تكمن في سجل المتحجرات، أي آثار الأنواع المنقرضة المحفوظة في التكوينات الجغرافية للأرض.. فلم يكشف هذا السجل قط أية آثار للأشكال المتوسطة التي افترضها دارون، وعوضاً عن ذلك تظهر الأجناس وتختفي فجأة.. ويدعم هذا الشذوذ حجة دعاة الخلق القائلة بأن الأنواع قد خلقها الله " !!..
Mark Czarnecki, "The Revival of the Creationist Crusade", MacLean's, January 19, 1981, p. 56

وأكتفي بهذا القدر من النقل أخي حمزة :
فإذا وافقتني على ما ذكرته لك من سقوط حجة ندرة الكائنات النتقالية أو الوسطية في التطور الموجه من سجل الحفريات - ودونا ًعن غيرها ! - : فيسعدني أن تستكمل معي بيان ما ذكرته لي بقولك :

و كما قلت احتمالية ظهور كائن من كائن تظل قائمة ان كانت هذه طريقة الله في الخلق ( التدرج ) و طبعا سيقول كثيرون اليس من الاجدر ان نقول بالخلق المباشر دون تكلف عناء التفكير في هذه السيناريوات ؟
سيكون جوابي عندها ان هناك ادلة اخرى تجعلنا نقول بالتطور و هي التي سنناقشها لاحقا بعد الفراغ من هذه النفطة ان شاء الله
والله الموفق ...

--------------

الرد الخامس ...

لقد سألتني أخي حمزة هذا السؤال :

ما دليلك على عدم وجود كائنات كاملة (و ليس انتقالية ) تفسر لنا كيف تم الانتقال بين هذه الطوائف ؟
وسؤالي لك بالمثل :
وما دليلك أنت على وجود كائنات كاملة تفسر لنا كيف تم الانتقال بين هذه الطوائف ؟؟..
فالبينة على مَن ادعى - لأن وجود المخلوقات الحية نفسه بتباينها تشريحيا ًوجينيا ًيوافق القول بخلقها خلقا ًمنفصلا ً!-
فأنت الآن الذي تدعي وجود كائنات : غير موجودة : ولا نراها : لا الآن : ولا في السجل الأحفوري !
إذا ً:
عليك أنت أن تأتي بالدليل : لا نحن !!!..
فدليلنا حاضر كما أخبرتك : وهو وجود الكائنات نفسها سواء اليوم أو بالحفريات ..
ثم أنت قلت :

و قد قلت لك ان ادلتك تستخدم سجل الحفريات كدليل على تاريخ وجود كائنات حية. و انا اتفق معك لان الدراونة هم من يدعون التطور و هم المطالبون بايجاد كائنات انتقالية متبعين قول البينة على من ادعى. لكن هل هذا السجل يعد دليلا على اشخاص مثلي ( اقصد بمثلي التطويريين ) ؟
الجواب لا يا اخي ابو حب الله...
بل الجواب نعم يا أخي ...
والتفصيل سقته لك منذ لحظات ...
فأدلة القائلين بالخلق المنفصل : هي الكائنات الموجودة وحفرياتها التي لم تتغير عن الموجود اليوم ..
وأما قولك أنت بوجود كائنات كاملة : فهنا يلزمك ((أنت)) الدليل : لا نحن !!!..
وأنا أعرف أن الوضع محرج لك بالفعل : ولذلك قلت أنت :

لانك تعلم ما هي الصعوبات التي يجب تجاوزها حتى يحفظ اثر الكائن الحي فالاسماك مثلا حفرياتها قليلة و الكائنات ذات الجسم الرخو كذلك و هذه قوانين ثابتة في هذا العلم و اصحابه يعترفون بذلك. وقد نبهت ان سجل الحفريات يستخدم رغم ذلك كدليل على الدراونة لانه تخيل معي ..
كم يجب ان تحدث من طفرة حتى يكون هناك تغير في النوع الواحد ( لا شك الكثير ) اضف الى ذلك كم من الطفرات حدثت لكي يتبدل النوع الى نوع اخر. هذا بالاضافة الى الكم الكبير من التجارب الفاشلة ( الطفرات الضارة ) الخ 
النمودج الدارويني يفرض علينا بشدة اللجوء الى سجل الحفريات. اما النمودج الذي اقدمه لك هو كون هناك كائنات قليلة قد تكون عاشت في زمن سحيق و تحمل صفات تمكننا من فعل الربط بين الطوائف التي امامنا اليوم و لم تترك اثرا ( بسبب تدخل رباني ربما ) و هذا تفسير مقبول لان ليس هناك وجود لمثل هذه القاعدة 
السجل الاحفوري سجل كل الكائنات التي ظهرت على الارض

ساعطيك مثالا لذلك. من المعلوم ان الاسماك لديها احافير ناذرة لانها تصعد الي السطح فور موتها. ما المانع في القول ان الكائن او السمكة التي تحمل صفات تقربها للبرمائيات لم يترك لها اثر. اعلم ان الفروقات كبيرة حتى وسط البرمائيات لكن يضل الاحتمال قائما للسببين التاليين 
1) سجل الحفريات لا يخبرنا بكل الكائنات التي ظهرت على وجه الارض
2) هناك ادلة اخرى على التطور
أقول :
ما زلت أخي تسترسل في فرضيات من عندك : لا دليل عليها !!..
والأمر ليس في السهولة التي تفترضها - مثل كلامك عن الكائنات بين الأسماك والبرمائيات - !
وإن افترضنا أن كلامك عن صعوبات التحجر : قد نمرره - جدلا ً- على الرخويات وفي ظروف معينة :
فماذا تقول في كائنات حية مائية تمتلك هياكل صلبة خارجية وداخلية ؟!!..
وماذا تقول في تزامن كائنات حية داخل وخارج المياه ؟!!!..
بل وماذا عن نفس معضلة التحول المزعوم بين الزواحف والطيور - هل تواجه مشاكل هي الأخرى للتحجر - ؟!

وأخيرا ً:
ولو أنك أعدت النظر في النقولات التي نقلتها لك أعلاه بتمعن : 
ستدرك مدى المأزق الذي اعترف به علماء الحفريات أنفسهم : بأن حُجة نقص الحفريات لم يعد لها مكان اليوم !
فنحن لا نتحدث عن (( معجزات في الخلق )) : 
بأن تلد سمكة واحدة ضفدعين (ذكر وأنثى) أو زاحف واحد يلد طائرين (ذكر وأنثى) !!!..
بل نتحدث عن تغيير يشمل جنسا ًبأكمله - وذلك المفهوم يشمل تطورك الموجه بصورة أساسية - !!!..

ومن هنا :
فمشكلة الحفريات تواجه أيضا ًالتطور الموجه شئت أم أبيت أخي :
وإلا فإنك ستفترض الافتراضات عن اصطفاء سمكة من بين الأسماك لتلد ضفدعين : وزاحف ليلد طائرين إلخ 
< والأمر بالطبع أعقد بكثير من مجرد أمثلة برمائيات وطيور : فلدينا عدد هائل من فروقات تصنيف الكائنات >
وإنما أقتصر على ذكر تحول سمكة لضفدع وزاحف لطائر فقط : 
لسهولة تخيل ما نتحدث عنه من فوارق ليس بينها وسائط !!!!..
فلا أرجل ولا أقدام بتركيبها وعضلاتها مثلا ًفي الأسماك ..! ولا أجداد للأجنحة بتعقيدها وعضلاتها في الزواحف !

وأما قولك بأن هناك أدلة أخرى على التطور :
فهذا ما أنتظره منك ....

لذلك لا يمكننا القول ان ليس هناك تطور فقط لاطلاعنا على سجل الحفريات. و لهذا اقول ان هذا السجل يستخدم فقط للنموذج الدارويني لان هذا الاخير يقتضي وجود الملايين من الامثلة على تطور الكائنات.
اما بخصوص الانفجار الكمبيري فهو يستعمل فقط ضد الدراونة لانهم هم القائلون بالمنهج التدرجي البطيء جدا. ارجو ان تكون الرسالة وصلت فخلاصة ما اريد قوله هو انه الحفريات لا يمكنها ان تخبرنا بشيء الا فساد الداروينية ولا شيء غير الداروينية و هذه هي وجهة نظري.
والى الغد ان شاء الله
بالنسبة للقول بالتطور البطيء جدا ً- الدارويني على حد تعبيرك - :
فمعضلته ليست في عصر الانفجار الكمبري فقط !!!..
بل كل أصناف الكائنات الحية تظهر في السجل الحفري فجأة : وبغير مقدمات ولا كائنات انتقالية !
وذلك على طول الزمان الذي يفترضونه من مئات الملايين من السنين !!!..

وأما تميز مشكلة عصر الانفجار الكمبري في ذلك الزمان :
فهي كونها تتعلق ببدايات شجرة التطور (من ناحية الزمن على الأقل) : 
فقلبت هرم التطور من أعلى لأسفل !!!..
فصار لدينا ظهور كبير ومتنوع لكائنات حية معقدة في فترة قصيرة جدا ً
ثم يقل عدده بانقراض ما انقرض : فكأن القاعدة العريضة صارت لأسفل : والانحسار في الأعلى !

والله الموفق ...
وأعتذر عن تأخر ردي هذا لانشغال ...