التسميات

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

حوار مع الأخ حمزة حول التطور الموجه .. الجزء الثاني ...

الرد الثالث ...

كلام جميل جدا ًأخي حمزة ...
وراقب جيدا ًما سألونه باللون الأحمر من كلامك : لأنه سيكون محور تعليقي بعد لحظات .. أنت قلت :
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamzaD مشاهدة المشاركة

بصراحة لو كان هناك تصنيف علمي للكائنات يوافق التدرج لكان الدراونة هم اول من فعل ذلك. اقصد ان التصنيفات التي وضعها الدراونة كانت تجد دائما حالات لبعض الانواع تخرج من القاعدة كالخفافيش و الدلافين و غير ذلك و التي فرضت على الدارونيين اقتراح سيناريوهات لوصف عملية التطور عند هذه الحالات.
لذلك فالاجابة اخي ابو حب الله معروفة. لكن لناخد الدلافين او الحيتان مثلا. ما المانع في ان يكون هناك تعديل وراثي لبعض الاسماك ( ليس بالضرورة طفرة ) يعطينا ثديات بحرية دون اللجوء الى سيناريو الدراونة المضحك. اعني بقولي هذا ان هناك احتمال لا باس به في ان يكون هناك تطور دون وجود تصنيف علمي لان التصنيفات هي من اختراع الدراونة.
اما بالنسبة للتدرج في الظهور فهذا التدرج ان وقع لا يمكن تاكيده او نفيه لان الحفريات تاتي دائما بالجديد و لايمكن الاتفاق على تدرج معين لاستحالة ذلك

حيث قبل أن أعلق على ما لونته باللون الأحمر :
فأقول بالنسبة لما لونته باللون الأزرق : أن عبارتك ليست صحيحة على إطلاقها ..
فليس الداروينيين هم أول مَن وضعوا تصنيفات للكائنات الحية ..
ولكنهم أشهر مَن سلكوها في سلك شجري تطوري متدرج : 
وهو ما ثبت خطأه فيما بعد بزيادة العثور على المزيد من الحفريات .. 
وأظنك على دراية كافية بمعضلة عصر الانفجار الكمبري ...

حيث بدلا ًمن هذا الشكل المعتاد :

 

تبين أن أنواع وأصناف الكائنات الحية كانت تظهر فجأة كما هي عليه اليوم : 
أي بثبات شكلها وتركيبها مع الزمن (بما فيها ما انقرض أيضا ً) :

 

والآن .. لنعد إلى حديثك عن معضلات في التصنيف مثل الخفافيش والدلافين !

فأقول :
المشهد الذي يظهر أمامنا الآن مما لمسناه من تصورك للتطور الموجه أخ حمزة :
أننا نجد حيوانا ً( A مثلا ً) : يلد الحيوان ( B ) والمختلف عنه في الكثير من الأشياء والتكوينات والوظائف !
هكذا مرة واحدة !!!..

والغريب : أن هذا التصور فيه من السطحية ما فيه : إذ أن الاختلافات التي لم تستطع الحفريات الوسطية ملئها :
جد ٌكبيرة جدا ًعن أن تنتج لنا كائنا ًمولودا ًمن الآخر بكامل اختلافه : ومرة واحدة !!!!..

فالخفاش بالفعل
لا يقاربه حيوان آخر في غشائه ولا طريقة سماعه بالموجات الصوتية واهتدائه ولا تكنيك طيرانه ومناوراته ولا جلده الخارجي إلخ إلخ إلخ :


وحتى بالنظر لحيوان آخر يستطيع التحليق في الهواء وتوجيه نفسه كالسنجاب الطائر : نجد اختلافا ًكبيرا ًجدا ًبينهما :

فما بالنا إذا ًبتخيل تطور الطيور بأجنحتها وجهازها التنفسي الفريد وأحشائها وعظامها وعضلاتها المتميزة عن غيرها !
هل تمت ولادتها فجأة من زواحف أو برمائيات ؟!!!!..
------------------

نفس المشكلة أيضا ًبالنسبة للحيتان والدلافيين الثديية في الماء !!!!..

فهي من الفقاريات والثدييات : وفيها ما في الفقاريات الثديية من أجهزة معقدة ومعروفة !!..


فإذا عرفت ذلك : عرفت سطحية تخيل ظهور أحدها من الأسماك العادية مرة واحدة !!!!..
بل وحتى عندما حاول التطوريون (( التملص )) من اتجاه التطور من الأسماك للحيتان والدلافين : بجعله تطورا ًمن الثدييات البرية إلى الحيتان والدلافين :
واجهتهم المعضلات التالية :

>>
زيادة حجم الرئة بصورة ضخمة (وزن رئة الحوت الأزرق طن !) : ومع زيادة الحجم : مُطالبين بزيادة الكفائة في التنفس بصورة معينة تضمن للحوت البقاء مدد طويلة تحت الماء !!..
>>
ظهور ذيل قوي جدا ًوضخم - تناسبا ًمع حجم الحوت - بزعنفتين أفقيتين قادرتان على التجديف الهائل لدفع وزن الحوت أثناء حركته في الماء (تصل سرعته لـ 50 كم في الساعة) !!!.. 
>>
وفي حين تمثل العين - وخصوصا ًأعين الثدييات - : كابوسا ًللتطوريين وعلى رأسهم داروين كما صرح بذلك في فصل صعوبات النظرية من كتابه : نجد أننا مطالبين في الحوت بتحور العين للرؤية تحت الماء !!.. وبوضوح !!.. وبقوة جسم العين وطبقاتها لتحمل الضغط الشديد في الأعماق التي تصل إليها الحيتان تحت سطح الماء !!..
>>
الأذن تتحور بشكل دراماتيكي لتنتهي على الأقل بأذن تتحمل الضغط العالي تحت الماء !!..
>>
الاستغناء عن الشعر والفرو بجلد ناعم مطاطي إلى حد كبير مناسب للغوص والحركة في الماء !!..
مع وجود الطبقة الدهنية السميكة التحت جلدية المميزة للحيتان !!!..
>>
وجوب إيجاد طريقة لمنع الفقدان الحراري للسان الحوت والزعانف !!..
>>
تحور الأنف للفتحة المميزة المعروفة أعلى رأس الحوت : والتي يبخ منها الهواء الناتج عن التنفس : والذي يخرج عادة ًفي صورة رذاذ بخار ماء قوي (قد يصل ارتفاعه إلى 7 إلى 9 أمتار) !!.. 
>>
وجود عضلات قوية للتحكم في فتحة الأنف وغلقها تحت الماء في وجود الضغط العالي ! 
>>
وجوب تحور حلمات ثدي الإناث وفم الحوت استعدادا ًلعملية الإرضاع التي تتم تحت الماء !! (يستهلك رضيع الحوت الأزرق حوالي 500 لتر من لبن أمه يوميا ً) !!..
>>
وجود شرائح تنقية العوالق المائية أعلى فم الحوت الضخم البليني الذي لا يملك أسنان !!!..
(تنقسم الحيتان إلى ذات أسنان Odontoceti والبلّينية Mysticeti) ..
>>
نظام إصدار أصوات السونار الفائق الدقة لدى الحيتان والدلافين (أو الحيتانيات عامةً) : والذي لديه القدرة على تمييز مكان وحجم سمكة صغيرة بحجم كرة الجولف على بعد 70م !!!..
ويوجد في الدلافين مثلا ًفي مقدمة الرأس في جزء بطيخي الشكل متكامل الخلقة !!.. 
--------------

وهذه المعضلات لا تتناول فقط الحيتان والدلافيين كفقاريات ثديية في الماء ولكن :
هي تشمل كل سيناريوهات التطور من الماء إلى خارجه بل : وبعض التصنيفات من الماء إلى الماء نفسه !!!..
حيث سيتوجب عليك ساعتها أن تؤمن بأن كائنا ًما : ولد كائنا ًآخر : 
بكل اختلافاته عنه في الشكل والوظيفة : هكذا مرة واحدة !!!!.. 
< تخيل مثلا ً: سمكة : تلد ضفدعا ً!!!.. >

ودعني أعطيك مثالين ..
1... عن الاختلافات العجيبة بين تصنيفات الكائنات المائية نفسها بعضها البعض ..
2... عن الاختلافات العجيبة بين تصنيفات الكائنات المائية والبرمائيات أو البرية كالزواحف !
-------------

1...

ففي مقال منشور في عام 2000م في : Proceedings of the National Academy of Sciences, USA : يوضح أن تحاليل الـ DNA الأخيرة : أدت إلى إعادة ترتيب الشعب المختلفة للحيوانات : والتي كانت تعتبر كائنات متوسطة في الماضي حيث يقول المقال :
" إن تحليل تتابع الـ DNA : يُملِي تأويلا ًجديدا ًللكائنات في الشجرة الجينية !!.. فشعب الحيوانات التي كانت تعتبر ممثلة لمراحل متتالية متدرجة من التعقيد : والتي تبدأ من قاعدة الكائنات متعددة الخلايا : انتقلت في التصنيف الجديد إلى أماكن أعلى : في منتصف الشجرة !!.. وهذا بالطبع يلغي أي كائنات متوسطة " !!..

وكمثال عملي على هذا الكلام ومن نفس المقال أيضا ً: ألمح بعض العلماء الدارونيين إلى الحقيقة بأن :
" بعض الكائنات التي كانت تعتبر انتقالية بين مجموعات مثل الإسفنجيات (sponges) : واللواسع (Cnidarians) : والمُشطيات (ctenophores) : الكائنات الانتقالية بين هذه المجموعات : لا يمكن اعتبارها كذلك بعد الآن !!.. حيث ثبت أنها مختلفة اختلافا ًجينيا ًكبيرا ً" !!..

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط .. وإنما هناك معضلة أيضا ًفي تصور تطور الفقاريات من الحبليات !!!..

وفي هذا يعترف Robert Carroll بهذا العجز فيما يتعلق بأصل الأنواع المختلفة في أوائل الفقاريات فيقول :
" حتى الآن : ليس لدينا دليل على طبيعة الانتقال بين الرأس حبليات cephalocordates (يعني الحبليات ذوات رأس واضحة) : والحيوانات ذوات الجمجمة Craniates !!.. فإن أوائل الفقاريات المعروفة : هي لديها بالفعل صفات مكتملة مثل ذوات الجمجمة !!.. وهذا محفوظ في سجل الحفريات !!.. كما لا يوجد أيضا ًدليل من الحفريات على : كيفية نشأة الفقاريات ذوات الفك jawed vertebrates " !!..

وهذه تساؤلات أخرى وتعجبات عالم حفريات آخر مؤيد للتطور هو Gerald T. Todd .. حيث يذكر في كتاب له باسم "تطور الرئة : وأصل الأسماك العظمية" فيقول :
" إن كل نوع من الأقسام الثلاثة للأسماك العظمية : يظهر في سجل الحفريات في الوقت ذاته !!.. إن هذه الكائنات : تحتوي بالفعل على أشكال ظاهرية متباينة !!.. وفيهم حراشف كثيرة !!.. كيف نشأت ؟!!.. ماذا جعلهم يتنوعون بهذا الشكل الكبير ؟!!.. كيف أصبح فيهم كل هذه الحراشف ؟!!.. ولماذا ليس هناك أي أثر لأي كائن انتقالي " ؟!!!..

فهل انتبهت أخي حمزة إلى قوله ((( يظهر في سجل الحفريات في الوقت ذاته ))) !
وهل علمت الآن سر حصاري لك في مفهوم ارتباط التدرج في الحفريات مع التدرج في التصنيف حسب التطور الموجه الذي تعتقده أو تسأل عنه ؟!!..
وهل علمت الآن لماذا كل نظريات التطور (سواء داروينية أو داروينية حديثة أو تطور موجه إلخ) : قائمة على افتراضات !
وأعطيك مثالا ًعلى ذلك أيضا ًمن اعتراف أحد التطوريين أنفسهم عن غياب حتى التفسير التطوري لظهور الحبليات نفسها !!!..

حيث يقول الدكتور مصطفى كورو (وهو عالم أحياء تركي مؤيد للتطور) يقول في كتاب له عن الفقاريات :
" مما لا شك فيه : أن الحبليات قد تطورت من اللافقاريات .. إلا أن عدم وجود كائنات انتقالية بين اللافقاريات والحبليات : يفتح مجالا ًأمام الكثير من الناس لوضع افتراضاتهم " !!..

ومع ذلك الاعتراف بالعجز السابق : إلا أنه وبعد أن أعلن عن افتراضاته الوهمية هو الآخر عن ظهور الفقاريات قال :
" إن كل الآراء التي ذكرتها عن أصل الفقاريات (يعني تطورها من الحبليات) : يتم مقابلتها بشك كبير !!.. لأنها : غير مبنية على سجل الحفريات " !!!..

فهل علمت الآن مدى مشكلة الحفريات أخي حمزة في ترجمة حتى التطور الموجه !!!..
يعني - وكما قلت لك منذ قليل - :
ليس أمامك إلا افتراض أن كائنا ً قد ولد آخرا ًمرة واحدة : مختلف ٌعنه في التركيب والتصنيف !!!..
وأنتقل بك الآن من الماء : إلى انتقال الكائنات المائية إلى برية ...
-------------

2...

أنت ذكرت في معرض كلامك أنه يمكن تطور البرمائيات من الكائنات المائية ...
حسنا ً...

البرمائيات - ولاسيما الموجود حاليا ً- ومعظمها صغير الحجم .. ويمكن تصنيفها في ثلاثة أشكال عامة وشهيرة وهي :

1- الضفادع والعلاجيم (العلاجيم يكون جلدها خشنا ًوليس رطبا ًكالضفادع) : 
وبكل أنواعها وألوانها الغريبة والعجيبة 2.700 نوع ..



وهذه أقرب لتكوينها إلى الفقاريات الثديية المعروفة : ولذلك يستخدمها طلبة كليات الطب والصيدلة في التشريح إلخ

2- السلمندرات :
وهي قرابة 370 نوع .. أكبرها السلمندر الياباني العملاق :

 


وما يهمني ملاحظته هنا : هو تمايز النوعان الأولان من البرمائيات (وهي الضفادع والعلاجيم والسلمندرات بأربعة أطراف للحركة أيدي وأقدام أو طرفين فقط)

3- البرمائيات السحلية (السيسليان) :
وهي قرابة 150 نوع .. وهي أشبه بالديدان البحرية :


والسؤال الآن أخي حمزة هو :
إذا افترضنا أن أول البرمائيات ظهورا ً: هو الضفادع والعلاجيم أو السلمندرات :
فكيف ظهرت الأطراف الأربعة أو الاثنين للأسماك ؟!!.. بتحوراتها للحصول على الهيكل العظمي المعروف للفقاريات الحديثة لليدين والقدمين : وما يرتبط بهما من أعصاب وعضلات إلخ إلخ 
< وأرجو القراءة أكثر عن تشريح البرمائيات : هذا الرابط كمثال : 

وإذا قلنا ان المنطقي أكثر هو القول بأن أول البرمائيات ظهورا ًهو الأبسط : أي السيسليان الأشبه بالدودة المائية أقول :
هو يُطلق عليه برمائي فقط لوجود يرقاته في الماء .. ومع ذلك : 
فالمعضلة ما زالت هي هي لم تتغير !!!.. إذ : كيف ظهر له تشريح البرمائيات أو الزواحف ؟!!!..
هل نتخيل هذا السيسليان مثلا ً: يلد ضفدعا ً؟؟؟..
معقولة ؟!!!..
بلا أية كائنات انتقالية ولا وسطية ؟!!..
هل علمت الآن المعضلة أخ حمزة ؟؟..

وأنقل لك الكلام التالي مما ذكرته في موضوع التطور من قبل عن معضلة تحول الكائنات من الماء إلى البر حيث :

>> لابد وأن تتغير الخياشيم : إلى رئات حتى تستطيع التنفس في البر !
>> ولابد وأن تكتسب الزعانف صفات الأرجل : حتى تستطيع أن تحمل وزن الجسم !
بما يتطلبه ذلك أيضا ًمن تغيير في العظام والعضلات معا ً..
>> ولابد وأن تتغير الكلية وكل أجزاء الجهاز الإخراجي : حتى تعمل في بيئة البر بدلا ًمن البحر !
(أصلا ًيوجد اختلاف بين إخراج أسماك المياه العاذبة : والمياه المالحة : فما بالنا بالبر) !!..
>> ولابد للجلد أن يكتسب ملمسا ًوتركيبا ًمتغيرا ً: ليمنع فقد الماء من الجسم !!..

ومن غير أن تقع هذه التغييرات (( معا ً)) وفي وقت ٍواحد للسمكة : فلن تستطيع العيش على البر إلا لدقائق معدودات كما هو مشاهد !!!.. 
ولو فرضنا أن هذه التحورات وقعت للأسماك على فترات تحت الماء : فهي عيبا صوليس ميزة ساعتها لأنها عاقتها عن السباحة كباقي الأسماك !!..

وأخيرا ً:
أختم معك بمجموعة منوعة من المعضلات بين الماء والبرمائيات والزواحف بل : وحتى بيضها !!..
ويسرني قراءة تعليقك على كل ذلك : لأستكمل معك بعده ردا ًأو تعقيبا ًأو مواصلة نقاشك حول رؤيتك للأعضاء الضامرة ..
وأتركك مع النقولات :

>>>> الانتقال من الأسماك للبرمائيات <<<< 
>> من المعلوم أن وزن الكائنات البحرية : لا يمثل عبئا ًكبيرا ًلها وفق قوانين الماء ..
أما الكائنات البرية : فتبذل 40 % تقريبا ًمن طاقتها : لحمل وزن الجسم !!.. وعليه : فيجب على الكائنات المنتقلة للبر أن تتغير بنيتها الهيكلية العظمية والعضلية لهذه الوظيفة !!!.. وللدقة اللازمة لهذا في كل عظمة ومفصل ورابط وعضلة وتكاملهم جميعا ًبصورة لا يمكن حدوثها بالعشوائية والصدفة : فيستحيل ذلك على الطفرات !!..

>> أيضا ًهناك مشكلة احتفاظ الجسم بالحرارة : فحرارة ما تحت الماء تعتبرمتقاربة إلى حد بعيد عن درجات حرارة البر المتغيرة .. ولذلك نلمس ضرورة تكوين الجلد والغدد العرقية وحاسة العطش مثلا ًوكل ما شأنه تنظيم درجة حرارة الجسم والحفاظ على عملياته الحيوية الداخلية من التلف ..
>> وفيما تعد الكلى في الكائنات البحرية : هي لتنظيم الماء أكثر منها للإخراج كما في كائنات البر : فهذه مشكلة معقدة تعترض البقاء على وجه الأرض للكائنات البحرية !!..
>> وبالطبع الخياشيمالتي تمتص الأكسجين من الماء : يجب أن تتحول إلى جهاز تنفسي كامل مغاير في الصورة (كالضفدعة مثلا ً) أو تكتسب رئتين بكامل تراكيبيهما وعلاقتيهما بالقلب وغيره من الأوعية والشرايين !!!..

مما سبق : يتبين لنا استحالة اهتداء التطوريين إلى : ما هو أول زاحف ظهر على الأرض !

>>>> الانتقال من البرمائيات للزواحف <<<<
أما الزواحف : فأهم خصائصها هو أنها :
>> جسمها مغطى بحراشف أو دروع ..
>> أغلبها يتكاثربوضع البيض ..
>> دماؤها باردة (أي ثابتة درجة الحرارة ولا تستطيع تغييرها من الداخل ولكن من الوسط الخارجي) .. >> منها ما انقرض كالديناصورات ومنها ما هو باق ٍمثل التماسيح والسحالي والسلاحف إلخ
وأما واحدة من أهم المشاكل التي تؤكد اختلافهما جذريا ًعن بعضهما البعض فهي :
>> اختلاف بيضالبرمائيات عن الزواحف !!.. فالبرمائيات تضعه في الماء ويكون هلاميا ًjelly-like وله قشرة غشائية رقيقة جدا ًمنفذة للماء وشفافة .. أما بيض الزواحف : فتضعه في بيئة برية : ويكون له قشرة صلبة تسمح بمرور الهواء ولكنها لا تسمح بمرور الماء !!.. وبالتالي : فإن ما يحتاجه الجنين من ماء وغذاء : يكون موجودا ًبالفعل داخل البيضة في غشاء يسمى (السَّلَى amniotic egg) !!..
وهكذا نصطدم بصخرة أخرى تطيح بأحلام وخيالات التطوريين والداروينيين وهي : بيضة أول زاحف : كيف تكون ؟!!..

يقول Michael Denton وهو عالم الأحياء الشهير حول هذه النقطة :
" إن كل كتاب علمي عن التطور : يؤكد أن الزواحف تطورت من البرمائيات !!.. ولكن لم يشرح أي منهم كيف حدثت التغيرات الكبيرة المميزة لكي تتكيف البرمائيات مع الحياة الجديدة كزواحف !!.. كيف حدثت هذه التغيرات تدريجيا ًونتيجة تراكمات تغيرات صغيرة متتابعة ؟!!..
إن بيضة الزواحف : أكثر تعقيدا ًومختلفة تماما ًعن بيضة البرمائي !!.. وبالكاد يوجد في الممكلة الحيوانية بأسرها : بيضتان أخريتان أكثر اختلافا ًبينهما مما بين الزواحف البرية والبرمائيات !... إن أصل البيض السلي وكيفية انتقال البرمائيات إلى كونها زواحف برية : لم يتم أبدا ًتقديم سيناريو واضح له من نظرية التطور !!.. مثلا ً: المحاولة لتفسير منطقي لكيفية تحول القلب والشريان الأورطي في البرمائيات تدريجيا ً: إلى ما يناسب ظروف الزواحف والثدييات : هي محاولة تطرح مشاكل رهيبة تماما
ً" !!!..

والنص باللغة الإنجليزية :
Every textbook of evolution asserts that reptiles evolved from amphibia but none explains how the major distinguishing adaptation of the reptiles, the amniotic egg, came about gradually as a result of a successive accumulation of small changes. The amniotic egg of the reptile is vastly more complex and utterly different to that of an amphibian. There are hardly two eggs in the whole animal kingdom which differ more fundamentally… The origin of the amniotic egg and the amphibian – reptile transition is just another of the major vertebrate divisions for which clearly worked out evolutionary schemes have never been provided. Trying to work out, for example, how the heart and aortic arches of an amphibian could have been gradually converted to the reptilian and mammalian condition raises absolutely horrendous problems

فسبحان من تكامل خلقه حتى في البيضة وما ودعه فيها !!.. حتى صارت هي نفسها تحتاج لسيناريو تطور خاص بها : لا يمكن تخيله أصلا ً(إذ كيف ستطور بيضة !!) فضلا ًعن عدم وجود بيض انتقالي له هو الآخر  !!..

يعترف بذلك Robert L. Carroll عالم الحفريات وخبير حفريات الفقاريات (وهو من المؤيدين لنظرية التطور) فيقول في كتابه Vertebrate Paleontology and Evolution :
" إن أوائل الكائنات ذوات البيض السلي يتميزون عن غيرهم من كل البرمائيات الإحثائية : في أنه لم يوجد لها أسلاف (أي جد أعلى ancestry) مميزون " !!..

ويعترف مرة أخرى في كتابه الأحدث : Patterns and Processes of Vertebrate Evolution الذي نشر في عام 1997م فيقول :
" إن أصل أنواع البرمائيات المعاصرة : والانتقال بين أنواع رباعيات الأرجل المختلفة : لايزال مجهولا ًتقريبا ً: تماما ًمثل أصل مجموعات أخرى كبيرة من الكائنات " !!!..

ونفس هذه الحقيقة يؤكدها Stephen Jay Gould قائلا ً:
" لا يوجد أي برمائي حفري يبدو عليه بوضوح أنه : هو الجد الأعلى الذي يتطور بعد ذلك إلى كونه كائن بري تماما (كالزواحف والطيور والثدييات) " !!..
ويقول أيضا ً:
" حتى الآن : إن أهم حيوان اعتُبِر هو أصل الزواحف : هو حيوان الـ Seymouria وهو نوع من البرمائيات .. إلا أن حقيقة أن هذا الحيوان لا يمكن أن يكون هو أصل الزواحف : أصبحت واضحة باكتشاف أن الزواحف وُجدت على الأرض قبل ظهور هذا الحيوال بـ 30 مليون سنة !!.. حيث إن أقدم حفرية لحيوان الـ Seymouria ظهرت في طبقة العصر البِرمي الدنيا Lower Permian layer !!.. أي منذ 280 مليون سنة !!.. في حين أن أقدم حفرية للزواحف ظهرت للحيوانين Hylonomus and Paleothyris ظهرت في الطبقات البنسلفانية الدنياlower Pennsylvanian layers منذ 315- 330 مليون سنة !!.. و بالتأكيد : لا يمكن تصديق أن الجد الأعلى للزواحف وُجد على الأرض : بعد وجود الزواحف نفسها " !!!!..

والنص باللغة الإنجليزية :
No fossil amphibian seems clearly ancestral to the lineage of fully terrestrial vertebrates (reptiles, birds, and mammals). So far, the most important animal put forward as the "ancestor of reptiles" has been Seymouria, a species of amphibian. However, the fact that Seymouria cannot be a transitional form was revealed by the discovery that reptiles existed on earth some 30 million years before Seymouria first appeared on it. The oldest Seymouria fossils are found in the Lower Permian layer, or 280 million years ago. Yet the oldest known reptile species, Hylonomus and Paleothyris, were found in lower Pennsylvanian layers, making them some 315-330 million years old. It is surely implausible, to say the least, that the "ancestor of reptiles" lived much later than the first reptiles.

وبهذه النهاية المأساوية ( كالعادة) لخيالات وافتراضات الداروينيين والتطوريين :
فهم يعجزون حتى عن تحديد أنواع الزواحف التي تطورت من بعضها البعض !!!..
فعندما يقولون مثلا ًأن الثعابين قد تطورت من السحالي !!.. فتكذبهم الحفريات وتعقيد الثعابين في حد ذاتها ووجود الكائنين في وقت واحد !!!..

وحتى لما رأوا (( احتمالية )) أن السلاحف قد تطورت من نوع من الزواحف اسمه cotylosaurs : هو في نظرهم زاحف بري "بدائي" : فثبت عكسه هو الآخر من سجل الحفريات !!.. مما دعاهم للفشل بقولهم :
" لسوء الحظ : فإن أصل هذا النوع المتقدم جدا ًمن الزواحف ـ يقصدون السلاحف ـ : لايزال غامضا ًلعدم وجود حفريات لكائنات انتقالية !!.. على الرغم من أن السلاحف : هي من الكائنات التي توجد لها حفريات كثيرة وواضحة أكثر من غيرها من الفقاريات !!.. ففي منتصف العصر الترياسي (منذ 200 مليون سنة) : كانت الزواحف كثيرة جدا ًوبصفاتها الأساسية الموجودة في يومنا هذا ....! ولم يوجد أي كائن انتقالي بين الـ cotylosaurs والسلاحف أبدا ً" !!!..

والنص باللغة الإنجليزية :
Unfortunately, the origin of this highly successful order is obscured by the lack of early fossils, although turtles leave more and better fossil remains than do other vertebrates. By the middle of the Triassic Period (about 200,000,000 years ago) turtles were numerous and in possession of basic turtle characteristics… Intermediates between turtles and cotylosaurs, the primitive reptiles from which turtles probably sprang, are entirely lacking.