حوار مع الزميل الملحد النمر المقنع ... الجزء الرابع ..
الرد الرابع ..
------------
الزميل النمر المقنع ...
بداية ً: أ ُحب أن أوضح لك الهدف الأساسي من طلبي للحوار معك ...
فهو بجانب الرغبة في هدايتك بالطبع :
فإن الهدف الأساسي كان الحصول منك على رؤية (كاملة) ولأول مرة : لما تعتقده
أنت : وتبثه إلينا من الحين للآخر في جنبات المنتدى بصورة متقطعة مبهمة ...
والحمد لله ...
فقد حصلت الآن على ما أريد ...
بل وحتى الأشياء الكثيرة التي لم تتحدث فيها زميلي : قد عرفت أنا الآن أنه : لا
جدوى أصلا ًمن ذكرها : إذ لن تقدم أو تؤخر شيئا ًفي عقيدتك المهزوزة لديك !!..
نعم ...
الآن فقط زميلي :
يمكنني أن أ ُبين لك عوار عقيدتك (المختلطة) بأكملها بكل جلاء بإذن الله !!!!..
وليكن ذلك في شكل نقاط ..
وأعتذر مقدما ًأن تأتي هذه المشاركة مني : ركيكة ًوطويلة ً: على غير ما ترجو ....
فركيكة : لأني مرهق جدا ًمن العمل والكتابة في أشياء أخرى ...
وطويلة : لان الباطل دوما ًزميلي (وإن كنت لا تعرف) :
تجد أن كل كلمةٍ فيه : هي خطأ : يحتاج للرد والتفنيد ......
والله المستعان ...
---
-----
1...
رغم أن أصل الإيمان في العقيدة الإسلامية : هو مبنيٌ على الإيمان بالغيب ..
والتي قد يرى البعض فيها لا معقوليات (مثل القبر والبرزخ والجن والملائكة .. إلخ)
إلا أن ذلك الإيمان بالغيب : قد رُفع على قواعد (عقلية) أولا ً: هي التي تدفع
الإنسان (عقلا ً) بعد ذلك : لتصديق هذا الغيب .....
وأقصد هنا بالقواعد (العقلية) : أي :
المنطق الراشد الذي يستسيغه كل إنسان ٍ: من البدوي البسيط : إلى المُفكر العالم !
ومنها على سبيل المثال :
> لا بد من وجود خالق لكل شيء : لم يُخلق .. وينتهي إليه كل شيء ...
> لا بد أن هذا الخالق : قادر على أي شيء ... ويخلق ما نعلم وما لا نعلم !
> لا بد أنه : لا يُشابه خلقه .. إذ لو شابههم : لشابهوه ولربما صاروا آلهة ًمثله !
> لا بد أنه : لا شريك له : إذ لو شاركه أحد : لاختلفوا معه في الآراء والخلق !
> لا بد أن آياته التي أبلغها للبشر عن طريق رسله : هي أصدق الآيات وأقواها !
....... إلخ زميلي ...
وهي كما ترى كلها : قواعد منطقية عقلية مقبولة ...
فإذا انبنى الإيمان عليها (فهي كأعمدة الدور الأرضي مثلا ً) :
استطاع المؤمن بعد ذلك أن يضع أي شيءٍ فوقها : من أخبار وغرائب عالم الغيب !
فعندما يُخبره الله تعالى أن هناك جنا ًوملائكة ً: لا يراهم ....
فهو يؤمن بذلك ولا غضاضة !!..
وعندما يُخبره بالقبر والحساب وبالجنة والنار ...
فهو يؤمن بذلك ولا غضاضة !!..
وهكذا ...
---
2...
والآن زميلي النمر ....
ما أ ُعطي الإنسان من الله ملكة ً: هي أوسع من التفكير والعقل !!!..
ولعلك تعرف (من القصص وأفلام الخيال العلمي والكارتونات والجيمز) : ما أعني !!!..
فلا حدود للخيال البشري !!!..
ولا أدل على ذلك مما قد يؤلفه أحدنا في نومه أو قبل نومه : من عوالم وأحداث !!..
ولكن .......
هل كل ما يُفكر فيه الإنسان بخياله : هو يُمكن تصديقه ؟.. أو تقبل إمكانية وجوده ؟!!..
هنا أرجع معك زميلي للنقطة الأولى التي كتبتها لك منذ لحظات !!..
نعم ...
إنها القواعد (العقلية) والمنطق الراشد السليم الذي يُحدد لنا أيها نقبله : وأيها نرفضه !
---
3...
فالإلحاد لو أنك تعرف زميلي :
ما هو إلا محاولة (استبدال) الله عز وجل : بأي شيء آخر !!!.. أو حتى :
بلا شيء !!!..
إذ المهم :
أن لا يعترف الملحد أبدا ًبإله !!!..
حتى ولو اعتنق بديلا ًعن ذلك : أوهى وأغفل وأغبى وأتفه المذاهب والأفكار !!..
وذلك لأن الكبر الذي بداخله :
يأبى الاعتراف والتسليم بالله عز وجل الذي يأمر وينهى : وسيعاقب يوم الحساب !..
>>>>>>
فأرباب الإيمان بالصدفة : يتزينون زورا ًبالقواعد (العقلية) والمنطق الراشد : وهم :
أبعد ما يكونون عن ذلك بكثير !!!!!!!!!!...
إذ كيف بالصدفة التي عنوانها (العشوائية) : أن تصنع مخلوقات غاية في الدقة !!..
كيف للصدفة أن تعقل وتدرك أن هذا الجزء أو هذا العضو : يجب أن يأتي قبل
ذاك : لنستطيع الرؤية أو السمع أو الشم أو التفكير أو اللمس .... إلخ
كلامٌ تافه :
لا يساوي والله أن تسود من أجله الصفحات الطوال !!!..
>>>>>>
وأما أرباب الإيمان بالطفرات :
فبرغم أنهم (ومثل المؤمنين بالصدفة) : لم يذكروا لنا : مَن الذي خلق الأصل الذي
تطور صدفة إلى ما نراه حولنا من كون ومخلوقات :
إلا أن الشبه الذي بينهم : أكبر من ذلك بكثير ......!
هو ذاك الشبه بين (الغبي) : والآخر (الأغبى منه) !!!..
إذ بالله عليك :
كيف لجسدي مثلا ً((أو الطبيعة)) : أن يعقل ((أو تعقل)) : أن الطفرة الفلانية :
قد أتت ثمارها وأنها نافعة : فتقوم بتثبيتها : وتقوم بإلغاء القديم !!!!..
مَن الذي سيحكم بهذا ؟!!..
ومَن الذي سيأمر الجينات بهذه الطفرات ؟!!!..
وهل كل طفرة (هكذا بلا قيود) : هي في حدود التنفيذ أو الظهور !!!..
لماذا لم نر إنسانا ًبجناحين مثلا ً((فجأة)) ؟!!!..
وما أحلاه حلم الطيران للإنسان منذ القدم ؟!!!..
لماذا لم تظهر لنا خياشيم للبقاء تحت الماء ؟!!!..
بل قل :
مَن الذي سيُحدد ويختار لهذه الطفرات ؟!!..
هل هي الطبيعة التي لا تمتلك عقلا أصلا ً؟!!!..
أم أنه هناك مَن هو فوق الطبيعة !!!..
هل هو الانتخاب الطبيعي المزعوم ؟!!!..
أم هل نـُسلم عقولنا لمثل هذا الخبل : فنعتقد أن الزرافة : طال عنقها : من كثرة ما
كانت تريد أكل الثمار العالية ؟!!!..
أقول :
فها هي الزرافة الآن : تفتح قدميها الأماميتين عن آخرهما : لكي تستطيع فقط أن
تنحني برقبتها الطويلة جدا ًإلى الماء : لتشرب !!!!!!..
والسؤال :
هل شرب الماء للكائنات الحية : أكثر أهمية ؟.. أم تناول الطعام الذي تجده أيضا ً
على الأرض من عشب وحشائش ؟!!!..
>>>>>>
فهل رأيت زميلي : كيف أن الإلحاد : ما هو إلا صورا ًمتعددة : لحقيقة واحدة :
وهي : محاولة (( استبدال )) الله عز وجل : بغيره من الأفكار : والتي لا وزن لها
منطقا ًولا عقلا ً!!!!..
>>>>>>
بل وحتى عندما أعياهم إيجاد (شيءٍ) : يكون أزليا ًمثل الله تعالى الواجب الوجود :
خرج علينا مَن ينسب خلق الكون إلى الطاقة !!!!!!!!...
فالطاقة كما علموهم في الفيزياء : لا تفنى !!.. ولا تستحدث من العدم !!!......
ونسيَ هؤلاء الأفاقون أن الطاقة :
لا عقل لها أصلا ًولا ذاتية اختيار !!!!..
فهل رأيت يوما ًطاقة : تقوم بتشكيل سيارة ؟!!!.. بكل مكوناتها الدقيقة الموافقة
لاستخدام كل مكون في مكانه ولوظيفته !!!..
هل هذه : هي الطاقة التي يتحدثون عنها ويريدون إقناعنا بألوهيتها : أم ........
أم هي طاقة من ((وحي الخيال والظن)) ؟!!!..
ذلك الظن الذي قال عنه الله عز وجل :
" وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ : إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ : وَإِنَّ الظَّنَّ : لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا " !
النجم 28 ...
هل هذه الطاقة التي يتحدثون عنها :
هي نفسها التي يُخضعها الإنسان للدارسة في معامله !!!.. (وحيث المفترض أنه
مخلوق أصلا ًلهذه الطاقة) ؟!!!..
هل الإنسان (المخلوق) في نظر هؤلاء : يتحكم في ويسيطر على الطاقة (الخالق) !
سبحان الله العظيم !!!..
ما أقبح مما تتفتق عنه أهواء هؤلاء الكارهون للإيمان بالله :
حين يصنعون من (الظن) والخيال : حقا ً: فيُصدقونه !!.. ثم يُفاجأون يوم القيامة :
بأن الدنيا كلها : كانت لله !!!.. (وليس لما زعموا) ..
وأن الآخرة كلها أيضا ً: كانت لله !!!.. (وليست بالنهايات التي زعموا بعد الموت)
يقول عز وجل عن أمثالهم من أتباع (الصدفة والطفرة والطاقة والنظام والأصنام .. إلخ) :
" إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ : وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ !!!.. وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى (أي :
فرفضوه تكبرا ًوإلحادا ً) .. أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى ؟!!.. (أي : وهل يُعقل أن تكون كل
هذه الخيالات المريضة والظنون المختلفة للكفار والملحدين في الدنيا : حقا ً: فينال
كل واحد منهم ما تمناه بعد الموت ؟!!.. والجواب :) فَلِلَّهِ : الآخِرَةُ وَالأُولَى " !!!..
النجم 23: 25 ..
---
4...
لن أطيل عليك زميلي (أو سأحاول ألا أ ُطيل عليك) :
لأني أعرف أن وراءك نظاما ً: تحاول إنقاذه وإصلاحه وتطويره وتحسينه !!!..
لا لا لا ...
أقصد نظاما ً:
تحاول أن تبحث معه وتتقدم معه إلى : حياة مثالية أفضل !!!..
لا لا لا ...
أقصد نظاما ً:
تحاول معه ((تجميع)) ما هو مشتت (ولا تسألني ما هو المشتت : لأني لا أنا ولا
أنت نعرف) : وذلك لكي : يصير أكثر نفعا ًبعد التجميع : من حالته من التشتيت !
أقول :
لا أريد أن أ ُطيل عليك (أو سأحاول ألا أ ُطيل عليك) :
لأنه يبدو أنك بالفعل : تعرف ما تفعل في حياتك على بصيرة (تامة) ما شاء الله !!!..
بلا أدنى تذبذب !!.. وبلا أدنى تردد !!..
ولعله من توفيق الله عز وجل :
أني بعدما نويت كتابة هذا الرد لك الليلة :
وجدت العضو الأخ (سلمة بن الأكوع) :: وقد كتب موضوعا ًاليوم بعنوان :
<< شيخ الاسلام يُبين كيف يفكر أهل الاهواء...كلام مختصر نفيس >> !
حيث نقل لنا كلام ابن تيمية من (الرد على الشاذلي/185/ دار عالم الفوائد) الآتي :
" ........ والكلام إن لم يُبن على أصل ٍعلمي ٍ: قال (أي صاحب الهوى والظن) :
كل ما خطر على باله و تخيله !!.. وهؤلاء : كثيرا ًما تخيلوا أشياءً : لا حقيقة لها !
يظنونها في الخارج (أي لها وجود غيبي) : و يُسمى الخيالَ : أرض الحقيقة !!..
ويعظم أمره !!.. ولعمري : إن الخيال الباطل الواسع : هو من إلقاء الشيطان " ...!
ولا أقول وأنا أنظر لحالتك أيها النمر الذي كنت مسلما ًإلا :
صدق والله شيخ الإسلام رحمه الله .......!!
صدق حينما قال :
" والكلام إن لم يُبن على أصل ٍعلمي ٍ: قال كل ما خطر على باله و تخيله " !!..
وصدق والله حينما قال :
" وهؤلاء : كثيرا ًما تخيلوا أشياءً : لا حقيقة لها " !!..
وصدق والله حينما قال :
" يظنونها في الخارج !.. و يُسمى الخيالَ : أرض الحقيقة !!.. ويعظم أمره " !!..
وصدق والله حينما قال :
" ولعمري : إن الخيال الباطل الواسع : هو من إلقاء الشيطان " !!!..
أقول :
وتعال معي زميلي الذي كنت مسلما ًسليم الفطرة والعقل :
نتجول معا ًفي خيالك الذي حسبته حقيقة بلا دليل ٍمنطقي ٍولا علمي ٍإلا الظن !
ونتجول معا ًفي عالم (النظام) المزعوم : والمليء بالمتناقضات التي تحاول جاهدا ً
في كل مرة ٍستر عوارها : فما تزداد إلا وضوحا ً!!!..
كل ذلك :
لنرى بالفعل :
هل ما اخترته أنت زميلي لنفسك من عقيدة مختلطة :
هل وجدت فيها فعلا ً(وكما تحاول إيهامنا) : الرد (المنطقي) على كل شيء ؟!..
تعال نرى ...
---
5...
ولنبدأ بأقبح منطق ٍلديك للدفاع عن بعض التناقضات التي كشفتها لك في نظامك
المزعوم : ألا وهو منطق :
أن النظام الذي يمتلك قدرة عظيمة (على حد تعبيرك) : خلق بها كونا ً: لا يتعارض
مع (((((( عجزه )))))) عن بعض الأشياء التي عرضتها عليك زميلي !!!..
مثلما أخبرتك مثلا ًأن يقوم بالتخلص من الشر الذي فيه (طالما هو يسعى سعيا ً
حثيثا ًهكذا للتحسن والتطور وإلا هلك !!) ..
وأخبرتك أن الكائنات المخلوقة له (أو التي هي جزءٌ منه مثلنا) : تستطيع لفظ الضار
من أجسادها : أو حتى استئصاله إذا لزم الأمر !!!..
فما بالنا بهذا النظام : والذي تصفه بالقدرة العظيمة : والذي خلق هذه المخلوقات
أصلا ًأو انشق عنها أو تفرعت منه : لا يستطيع ؟!!!..
ولكي تفسر لي هذه الإشكالية بصورة أخرى :
فأخبرتني بدورك بمثال ٍ: أضحكني الصراحة !!!!..
فلقد قلت أن الإنسان الذي بنى ناطحة السحاب : عجز عن خلق البعوضة !!!!!..
أقول :
وأين وجه المقارنة هنا أصلا ًزميلي ؟!!!!..
فناطحة السحاب : ليست كائنا ًحيا ً!!!..
فالإنسان عجز (وسيعجز دائما ًأبدا ً) عن خلق أي شيء حي :
لأنه لا يملك سر الحياة بطبعه : وإلا : لكان وهبه لنفسه وما مات !!!..
بل : وهو لم يخلق شيئا ًحيا ًابتداءً !!!!..
والسؤال :
فهل نظامك كذلك زميلي ؟!!!..
هل طالبته أنا بما لم يفعله قبل : أو حتى : بما لا يفعله الآن ؟!!!..
أم أطالبه فقط بتوجيه فعل ٍ: هو يفعله أصلا ً: كل يوم ؟!!.. (وهو القتل أو الإماتة) !!!..
هل يُعقل أن الذي خلق الإنسان بجسده : لا يستطيع أن يُميته إذا احتاج لذلك ؟!
أو حتى : يُعدله جينيا ًأو هرمونيا ً: ليستقم على الخير والتعاون وباقي القيم التي
ذكرت ؟!!!!..
هل الذي خلق أول مرة : هل يعجز حتى عن التعديل !!!.. مجرد التعديل فقط !!..
إذ لم نقل حتى أن يخلق من جديد !!!!..
أي منطق وعقل وتفكير هذا : يُمكن أن يقبل هذا التناقض ؟!!!..
بالله عليك يا مُـقنــَّع : هل هذا كلام مُـقنـِـــع ؟!!!..
بل وإن جئت للحق :
فلا مقارنة أصلا ًوالله بين هذه الهلاهيل الفكرية التي لا تستقم عقلا ًولا منطقا ً:
مع ما جاء به الإسلام العظيم من تنزيه الله عز وجل عن كل ذلك !!!!..
فهو عندنا : قادر لا يُعجزه شيء !!!..
وهو عندنا : يُبديء الخلق : ثم يُعيده !!!..
وهو عندنا : إعادة الخلق : ليست عليه أصعب من بدءه أصلا ًأول مرة !!!!..
وهو عندنا : قادر على إفناء البشر جميعا ً: ولا كرامة !!!..
وهو عندنا : مستغن ٍعن كل ما دونه أصلا ًمن موجودات ومخلوقات !!!..
فلن تنفعه طاعتهم كلهم بشيء !!.. ولن تضره معصيتهم كلهم بشيء !!!..
وهو عندنا : قادرٌ على حمل الكل على الإيمان به لو أراد : طوعا ًأو كرها ً:
ولكنه أراد للمخلوقات التي تمثل حرية الاختيار في هذا الوجود (وهي الجن
والإنس) : أن يُطيعوه بمحض إرادتهم واختيارهم الذي وهبه لهما !!!..
وهنا :
يتضح بجلاء معنى (الاختبار) في خلق الجن والإنس وإظهار أفعالهم إلى الوجود
بكل الاحتمالات من خير ٍوشر ......
ذلك (الاختبار) الذي تحاول أنت زميلي (التهرب) منه :
شأنك في ذلك شأن كل مَن استثقل عبوديته لله تعالى وطاعته له : فأراد أن يخلق
لنفسه ((دينا ًوعقيدة ً)) : تجعله غير ملتزم بكل ذلك !!!..
كوحدة الوجود .. أو الحلول والاتحاد .. أو نظريتك وأترابك عن (النظام) !!!!..
فالهدف :
أن تثبتوا بأي ٍطريقةٍ كانت : أننا لسنا في اختبار !!!..
لأن وجود اختبار يعني : حساب !!!..
ووجود الحساب يعني : ثواب .. وعقاب ...!
وهذا ما ظهر (تهربك) منه من أولى مشاركاتك للحديث عن معتقدك الغريب !
فأنت تريد معتقدا ً:
لا واجبات فيه أو فروض مُلزمة (فأنت تريدها اختيارية) !!!.. وبالتالي : لا عقاب فيه !
وسبحان الله العظيم !!!..
الكفر كله ملة واحدة فعلا ً!!!!...
وتعال معي الآن أكشف لك حتى عوار هذه النقطة عن هدف الحياة الدنيا !!..
---
6...
أقول :
رغم أنك تحاشيت الحديث عن قدرة نظامك على (الإحياء والإماتة وخلق الأجساد)
إلا أني سأعتبر أن هذا الإله النظامي المزعوم بالفعل :
يمتلك أرواحا ً: ويريد الترقي بها أخلاقيا ً: للكمال المنشود (بغض النظر عن الهدف
من ذلك : هل هو لإنقاذه من الانهيار !!.. أو لغرض تحسينه وتطويره !!.. أو لغرض
التدريب والترقي بلا هدف !!.. إذ لا ثواب ولا عقاب لديك !!.. والمهم :)
أن هذا النظام يمتلك أرواحا ً: يُريد لها الترقي لكي تكون متعاونة وخيرية ... إلخ
أقول :
بنظرة واحدة زميلي إلى عالميّ النمل والنحل :
نرى كل ما ذكرته أنت مشكورا ً: متحققا ًفيهما بحذافيره !!!..
فأما كان ذلك كافيا للنظام : أن (يتم اعتماد) هذين النموذجين : ونبذ كل ما سواهما
من مخلوقات وعوالم وميتافيزيقا وفيزيقا إلخ إلخ إلخ من باقي هذه القصة الطويلة
العريضة .................................................. .....................!
<< ناهيك بالطبع أن ذلك أيضا ًيهدم رأيك في الكائنات الحية التي دون الإنسان >>
بل ومع (مثالية) هذين العالمين :
فلا تستطع زميلي الاحتجاج بما يحدث أحيانا ًمن هجوم أحد أنواع النمل أو النحل
على مستعمرة من نوع آخر منه !!!..
إذ ذلك يحدث بين (نوعين) : وليس : بين النوع الواحد في المستعمرة الواحدة !!..
أي أن ذلك يشبه مثلا ً:
هجوم بعض الحشرات من غير النمل على النمل !!!...
أو حتى هجوم بعض الحيوانات على النحل !!!..
ولكن على مستوى النوع الواحد : والمستعمرة الواحدة : فهما عالمان مثاليان بكل
ما تحمله الكلمة من معان !!!!..
فلماذا يُترك ذلك : لنقوم بتأليف كل هذه القصة الطويلة العريضة عن الترقي بالأخلاق
وبالتعاون وبالتآخي والإيثار ...!!!
بل :
ولماذا لم يتم خلق البشر أيضا ً: على وفق هذا النهج من المخلوقات كالنمل أو النحل :
فيرتاح بذلك نظامك المزعوم زميلي : ويُرحنا معه والله ومن تخاريف وجوده !!!!..
<< والآن : أنت ستفكر لنظرية نظامك المزعومة على رد -- خذ راحتك >>
أما والرد الوحيد المُمكن هو أن يقال :
أن (النظام) : يُريد من كائنات (مُختارة واعية حرة) مثلنا نحن البشر :
أن تتخلق بهذه الأخلاق : طواعية ًمنها : أقول :
وهذا عين ما جاءت به العقيدة الإسلامية من توضيح سبب خلقنا في هذه الحياة !!!!..
وهو اختيار الإيمان بالله الخير المحض : طواعية ًواختيارا ًمع القدرة على العكس !!!..
وسبحان الله العظيم !!!..
---
7...
والحقيقة :
كان في رأسي كلامٌ كثيرٌ كثير لك : ولكني للأسف الشديد أعيش هذه الأيام في
انشغال ٍكبير بين أكثر من ارتباطٍ للكتابة : بجانب العمل المرهق بالطبع :
فسأحاول هنا تلخيص ما كنت أود الإسهاب فيه من باقي كلامي ...
---
8...
فكنت أود أن تستشعر ما فعلته بك هذه الأفكار الخيالية الغير منطقية :
من تذبذب في عقلك وآرائك (وهذه من أكبر سمات الباطل أنه لجلج غير ثابت) :
ولعلك تتذكر هنا عندما لفت ُنظرك في موضوع الأخ المرسي على العام (لماذا تركت
الإسلام) فقلت لك :
أنك تتناقض مع نفسك عندما تذكر تارة أن رسول الله كان : مصلحا ًاجتماعيا ً: مؤيدا ً
من قوى (غير بشرية) :
ثم أنت لا زلت تكره ما جاء به من شرع وقرآن وسنة وإصلاح :
مما طفح به كلامك وقتذاك لو تتذكر ..........................................!
فهل ترى أن ذلك منك : اتزانا ًزميلي وثباتا ًعلى الحق ؟!!!..
هل ترى أي وجه تشابه بين هذا التذبذب :
وبين عقيدة الإسلام الراسخة في قلوب المؤمنين إن كنت لا تعرف ؟!!!!..
وبالطبع :
هذا كان رأيي ساعتها : قبل أن أتشرف بحوارك هنا !!!..
أما وقد اطلعت على باقي عقيدتك المذبذبة :
فلا أقول لك إلا :
كان الله في عونك في حياتك زميلي : إن لم تعد إلى رشدك في أسرع وقت !
إذ :
كيف بالله عليك تتحدث معي هنا عن أن هناك بشرا ً(مختارين) : يتواصلون مباشرة ً
مع النظام !!.. أو حتى مع عوالم أخرى : وهي التي تخبرهم بالغيب :
ثم نراك تنافح في موضوع آخر على العام :
لتكذيب أحاديث عن اطلاع النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الغيب ؟!!!!..
أو استجابة الله تعالى له في مطر ونحوه ؟!!!..
كل ذلك التخبط منك في التفريق بين النبوة : والسحر والشعوذة وخطوفات الجن :
لأنك لا تعرف حتى :
أن هناك ((مدى)) لما قد تخبر به الجن والشياطين أوليائهم أو العرافين أو السحرة :
محدودٌ بتحدث الملائكة بما قدره الله تعالى من أمور حياتية ويومية قريبة : نعم :
قد يترتب عليها (مع بعض التوقع) أحداث بعد سنوات (وذاك نادر جدا ًجدا ً) :
ولكن حتى وفي تلك الحالة أيضا ً: فالمدى الذي يتنبأ به هؤلاء :
لا يتعدى السنوات المعدودات على أقصى تقدير طوال تاريخ البشر !!!..
وأما الله وحده :
فهو الذي يوحي بالغيب المطلق لعباده الصالحين والأنبياء والرسل :
بما قد يقع بعد قرون ٍأو بعد آلاف السنين !!!!..
وهو ما ليس هناك سبيلٌ لمعرفته أبدا ً: حتى باستراق الجن السمع إلى السماء وإلى
الملائكة : لأنه لا يتحدث أحدٌ به أصلا ًفي ذلك الوقت المبكر جدا ً!!!!!!..
وشرح ذلك إذا أردت : فاطلبه مني بطلب ٍخاص : وربما كشفت لك ما انخدعت
أنت فيه أيضا ًمن أكذوبة (نستراداموس) : والذي أراد اليهود والنصارى أن يُضاهوا
بتنبؤاته تنبؤات نبي الإسلام عبر القرون !!!..
---
9...
والشاهد :
هل تشعر زميلي بالفعل بهذا التناقض من داخلك ؟؟؟!!!..
هل تشعر بهذا التذبذب الذي كتب الله تعالى أن يصيب كل باطل ؟!!!..
هل تشعر أحيانا ًأنك تنافق نفسك :
بأن ما تنفيه اليوم : تتقبله غدا ً!!!..
وأن ما تتقبله اليوم : تنفيه غدا ً!!!!..
وكل ذلك : ليس في الفروع التي يهون فيها تغيير الرأي ولكنه :
في أساس معتقدك نفسه ومبناه !!!!..
ولكأني بك (أو بكم بالأحرى بعد ضم أصحاب هذه النظرية) : أقول :
ولكأني بكم لا تسشعرون أنكم أنتم بالفعل الذين تصنعون بأفكاركم هذا الإله !!..
أي أنكم :
تتحدثون بلسانكم وتفكيركم : وكأنه لسانه وتفكيره هو !!!..
أي :
أن هذا النظام الأخرس الضعيف المتخلف المحتاج :
لم يستطع طوال تاريخ الحياة بطولها وعرضها أن يُعلن عن نفسه : ولا عن أهدافه
الخيرية تحديدا ًالتي ستنقذه وتنقذكم من الهلاك :
إلا بعد أن تفتق خيالكم أنتم عنه في العالم الحديث !!!..
والفضل طبعا ًعلى ما يبدو إلى أفلام ٍمن مثل (ماتريكس) أو حتى لعبة (سيمز) !
بل وحتى تبريرك السابق المتهافت بأن هذا الظهور لم يكن يناسب قبل هذا الزمان :
فأقول لك :
وهل لإلهكم طلب غير : الخير والتعاون والإخاء ... إلخ إلخ إلخ ؟؟؟!!..
فستقول لي : لا .. هو ذاك ...!
فأقول لك :
وما الذي انصلح وتميز به بشر زمننا : عن بشر ما قبل ذلك في ذلك يا ترى ؟!!!..
هل هي الهمجية والوحشية ؟!!!..
فوالله :
وإن تعددت الوسائل المقيتة : فالهمجية والوحشية ما زالت إلى يومنا هذا لم تتغير !
وانظر للقنابل الفوسفورية والعنقودية والنووية وغيرها : تعرف ما أقول !!!..
بل انظر لنشرة الأخبار اليومية : ومشاهد قتل وإبادة وتعذيب البشر : نساءً وأطفالا ً
وعجزة ً: تعطيك الخبر اليقين بأن حتى حجتك هذه متهافتة !!!..
---
10...
وأ ُكرر هنا سؤالي لك مرة أخرى زميلي على عجالة :
هل تعتقد حقا ًأنه سيأتي اليوم الذي يصير فيه البشر كلهم : خيرين ؟!!!..
أقول :
الله نفسه في القرآن : لم يقل ذلك بل ونفاه !!!!..
وذلك هو المنطقي والعقلاني بالفعل بالنظر للتفاوتات الكثيرة بين البشر !!!!..
والتي أقلها زميلي : ولو افترضنا حتى أنك قلت :
نعم : يمكن للبشر أن يكونوا في يوم ٍمن الأيام خيرين : فيكون السؤال البديهي هو :
وعلى أي (منهج) ستكون تلك الخيرية زميلي ؟!!!!..
هل على منهج أن الذي يعتدي عليك : تسامحه (وهو الفضل) ؟!!..
أم تقتص منه (وهو العدل) ؟!!!..
هل يُعقل أن تسامح من قتل أمك وأباك : أو اغتصب أمك أو أختك أو زوجتك
أو ابنتك أمام عينيك ؟!!!..
وعلى أي أساس ٍسوف يكون اختيار صفات الخيرية وأخلاقها من وجهة نظرك ؟!..
هل الرأسمالية ؟.. أم الشيوعية في المال والممتلكات وحتى النساء ؟!!..
هل لنظامك كتابٌ مكتوب زميلي ؟!!!..
أم أنكم أيضا ًلو لاحظت : مَن ستضعون له كتابه عما قريب (هذا الإله العاجز) !
---
11...
وسؤالٌ آخر (ولاحظ أني للأسف الشديد أكتب بغير إجادة للإرهاق من العمل) :
كيف يمكن للبشر أن تتقدم أخلاقهم : ويتعلموا من أخطائهم وأخطاء غيرهم :
وتنتقل الصفات الحميدة لهم : وتندثر الأخلاق الذميمة عنهم :
إذا كانت حياة الواحد منهم : محدودة بعددٍ معين ٍمن السنين ؟!!!!..
أو بمعنى آخر :
لماذا لم يُطول إلهك أو نظامك حياة الواحد من البشر : لكي يستدرك كل ذلك
من مفاهيم للخير والشر ؟!!!..
ألا ترى معي أنه في قصر وتحديد مدة حياة البشر هنا :
معنا ًأفضل من الناحية الإسلامية : أنه للاختبار وليس للتعلم والترقي كما تدعي ؟!
---
12...
وبالسؤال عن الموت : فهذا يجرنا لسؤال ٍآخر ٍيتكرر .. ألا وهو :
ما هي (رؤيتك - لأنه ليس لديكم أي يقين كما ظهر) : ما هي رؤيتك للكيفية التي
يخلق بها نظامك البشر ؟!!.. ثم ما هي رؤيتك للكيفية التي بها يُميتهم ؟!!..
ثم ما هي رؤيتك للمآل الذي ستؤول إليه الأرواح بعد الموت (هذا إن كنت تؤمن
بوجود أرواح في أجسادنا أصلا ً) !!!..
ثم ...
ولو كان النظام متحكما ًفي الحياة والموت : فلماذا وكما قلت لك : لا يُميت
الأشرار : ويُبقي الأخيار : ويرتاح ويريحنا كما أخبرتك !!!!..
ولا الحاجة لكل هذه التمثيلية الخيالية الضخمة : ولا الحاجة لخلق عوالم للتجارب !
ولا .... ولا .... ولا .... !!!
آه ...
نسيت ...
لقد أخبرتني من قبل أن هذا الإله برغم قدرته على خلق البشر : بل : وخلق عوالم
كاملة : فهو (( يعجز )) عن قتل الأشرار : واستبقاء الاخيار ولو حتى بالاستنساخ !
اعذرني زميلي ...
فعقولنا كبشر : لم ترتق بعد لمستوى التفكير المنطقي الخاص بكم ...
ولكن واصلوا العمل والاجتهاد :
فبأمثالكم : الفرج قريب بالفعل !!!..
والتطور والتحسن والتعقل والتمنطق : آتين لا محالة ٍ!!!..
---
13...
وأما آخر ما يحضرني الآن من كلام ٍكنت أود التوسع فيه معك هو :
طالما أنت زميلي لا تعرف شيئا ًعن دعاة (تمييع الدين) : و(تمييع الحق والباطل) :
و(تمييع الكفر والإيمان) :
فأرجو أن تترفع عن تناقل كلامهم بجهل ٍلا بعلم !!!!..
وإلا :
فلتقرأ جيدا ًقبل أن تستعرض لنا كلامهم :
فضائحهم في (وحدة الأديان) !!!..
والتي تجعل الذي يعبد الله : والذي يعبد الصنم والحجر وفرج المرأة : واحد !!..
وعليه :
فقبل أن تستشهد بحياة نبي الله عيسى عليه السلام ومقصود رسالته :
فارجو أولا ًأن تعرف :
هل ما يظهر من المسيحية في العالم الآن : ومن بعد رفع المسيح بقرون :
هل هي رسالته حقا ً؟؟.. أم ماذا ؟!!!..
وهل بالفعل أتى المسيح عليه السلام لإلغاء الشرع ؟!!..
أم أن الصواب أن نقول أنه : لم يأت بشرع ٍجديد ٍ: لأنه ووفق كلامه :
" لم يأت لينقض الناموس " !!!..
أي أنه : كان مبعوثا ًعلى نفس الشرع اليهودي التوراتي ولكن : مع فضح ألاعيب
الحاخمات المحرفين وآكلي المكث منهم ؟!!..
والموضوع للأسف يطول شرحه ...
ولكن :
يمكنك قراءة موضوعي الذي أشرت به عليك من قبل (حوار مع مسلم) ..
أو :
البحث عن وتنزيل إنجيل (برنابا) من النت .. وقراءته مشكورا ً!!!..
والحذر الحذر :
من كل دعي ٍ: يدعو لدين ٍبلا شرع ولا حدود !!!!..
فإن العبودية لله حرية .....
وإن العبودية للخيال والظن والهوى : قيود !!!..
---
فإن كلام هؤلاء : معسول ...
ومنطقهم المُغلف بالرحمة الإنسانية : يستميل كل ذي قلب ٍرئيف ...
ولكن :
أنى للحق أن يقبل يوما ًأن يتساوى مع الباطل ؟!!!..
سبحان الله العظيم !!!..
---
كلمة أخيرة زميلي ....
أنا لم أكتب لك هذه المشاركة : لأنتظر ردا ًمن عندك ....
فإن ردودك لم تعد لي حاجة ًبها : فقد خبرتها من قبل جيدا ً...!
فأنت للأسف تصف الناس بالعيوب : والتي هي فيك !!!..
فإن واجهوك بالحُجة : قلت لهم إنه الهوى !!!!..
والله أعلم بمَن يتحدث بالحق والعقل والمنطق فعلا ً: ومَن يتحدث عن الهوى !
ويمكنك في ذلك مراجعة توقيعك والاستفادة منه ...!
ولكني كتبت لك هذه المشاركة :
لأ ُبين لك ما تعرف أنت في قرارة نفسك أنك ستواجه مثله : عند إعلانك لمعتقدك
في وجه أي عاقل !!!!...
بل والله : لقد كتبت ردودي عليك : بكل أدب ٍواحترام : وهذا ما لن تجده فيما
أرى : لو حاورت في معتقدك الغريب هذا أحدا ًغيري !!!..
بل ورغم أن معتقدك بأكمله (وعلى ما فيه من تناقضات مضحكة) :
هو مُغر ٍجدا ًللتهكم أو نقده بسخرية شديدة (وهذا مما أ ُجيده أنا أيضا ً) :
إلا أني ترفعت عنه والله قدر المستطاع :
لا لشيء :
إلا لأني أعلم أن لكل ٍمنا (كبوة فكرية) في حياته : وخاصة ًفي مقتبل العمر ......
وقد تعودنا في ديننا ألا نشمت بمبتلىً : حتى ولو كان على باطل !!!..
بل نحمد الله تعالى أن عافانا : مما ابتلى به غيرنا !!!..
وللعلم زميلي (وأنا أعتبرك كأخي والله - أو كأخي الصغير) :
فلقد كنت أكتب وأرسم : قصصا ًللخيال العلمي المصور منذ صغري (منذ المرحلة
الثانوية) ....
وكان لي اطلاع كبير أنا الآخر بهذه القصص التي تسبح بالخيال بعيدا ًجدا ًفي
عوالم وأكوان ٍأخرى !!!..
ولكني أبدا ً: لم يبلغ بي ضعفي العقلي أن أ ُصدق أو حتى أؤلف قصة ً:
بكل هذه المتناقضات زميلي : حتى وأنا في هذا السن الصغير !!!!..
<< وأرجو أن تفهم ما بين الكلام >> ..
وكما يقولون : مَن كرر كذبة ًوقتا ًكبيرا ً: صدقها !!!..
وعليه :
فمن الآن .....
خذ ما شئت من وقت ٍ: لتراجع فيه أفكارك وما ظننت أنه يصلح أن يكون اعتقاد !
اقرأ ما كتبته لك مرة واثنان وثلاثة (واعذرني على ركاكة هذه المشاركة الأخيرة
كما أخبرتك : فالله وحده يعلم بمدى إرهاقي هذه الأيام) ...
بل : وضف على ما كتبته أنا لك : نقاطا ًوتناقضاتٍ أخرى : أنا أعلم يقينا ًأنها في
رأسك ولا تجد إجاباتٍ عليها ...
ثم اكتب كل ذلك في ورقة : ولو في شكل نقاط أو رؤوس مختصرة ....
ثم احكم بعقلك وفطرتك على ما سطرته يداك .... لترى :
هل بالله عليك تصلح مثل هذه الهلاهيل الخيالية : أن تكون معتقدا ًيثبت بالعقل !
وهل يُرضيك بالله عليك : حالك من التردد والتذبذب في أفكارك ؟!!!..
وبعد أن تنتهي بقرارك زميلي (والذي لن أتدخل أو أحد ٌفيه) :
فاعلم أني لن أسمح لك بعد اليوم بالتعدي على الله عز وجل او الإسلام أو القرآن
أو النبي محمد صلى الله عليه وسلم على صفحات هذا المنتدى : إلا وستجدني
بإذن الله تعالى حاضرا ًمدافعا ًبالحق وبالعقل وبالمنطق ....
وأما إذا أردت أن تستفسر عن أي شيء في الإسلام :
فكلنا هنا آذان صاغية : وقلوب رحيمة على طالب الحق فعلا ً: بالعقل وبالمنطق !
ولن يختلف في ذلك أن يكون الاستفسار : في الخاص هنا : أو على العام ..
فوالله لن يألو أحدٌ منا جهدا ًمعك :
طالما كانت استفساراتك مهذبة : تهذيب مَن يُقيم للإسلام وزنه (وكما رأيت من
اعترافات غير المسلمين أنفسهم) :
وليس تهذيب مَن يدعي التهذيب وهو يلمز وينتقص ما يجهله أصلا ً!!!!!...
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية !!..
ما أصدق ما يقول مَن جرد حياته لله تعالى والحق والعقل والمنطق !!!..
وما أمضى كلماته التي اخترقت حاجز الزمن لتصب في عالمنا اليوم !!!..
" ........ والكلام إن لم يُبن على أصل ٍعلمي ٍ: قال (أي صاحب الهوى والظن) :
كل ما خطر على باله و تخيله !!.. وهؤلاء : كثيرا ًما تخيلوا أشياءً : لا حقيقة لها !
يظنونها في الخارج (أي لها وجود غيبي) : و يُسمى الخيالَ : أرض الحقيقة !!..
ويعظم أمره !!.. ولعمري : إن الخيال الباطل الواسع : هو من إلقاء الشيطان " ...!
وأعتذر عن الشدة : فأغلب الدواء المفيد في وقته يكون مُرا ًقبل استفحال المرض ..!
هداني الله وإياك إلى ما يحب ويرضى ...
وأزاح برحمته الغشاوة عن عينيك ...
وأعادك للإسلام والإيمان والعقل والفطرة عودا ًحميدا ً..
وأتمنى لو تدعوه أو تسجد له وتناجيه أن يهديك للحق بإذنه ...