التسميات

السبت، 3 نوفمبر 2012



حوار مع الزميل الملحد النمر المقنع ... الجزء الثالث ..

الرد الثالث ..
-------------

سعدت بثنائك على أسلوب حواري معك ...
وأرجو أن تضعني موضع الصديق أو (المعاون) الذي يُفكر معك في نفس المسائل :
فيتدارك كلٌ منا على الآخر فيما سُهي عليه أو انخدع فيه وهو لا يدري ..

حيث معلوم في علم النفس وأ ُسس التفكير :
أن الإنسان الذي يُفكر وحده دوما ً: هو أكثر عرضة للضلال : مما لو أشرك معه شخصا ً
آخرا ً.. والإثنان : أكثر عرضة من الثلاثة .... وهكذا ..
وهذا :
فإن القرآن الكريم عندما تحدى الناس بهذا الوحي الرباني المُعجز : لم يخش من هذه
الكثرة أو من هذا التعاون في التفكير عليه فقال :
قُلْ : إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ : أَن تَقُومُوا لِلَّهِ : مَثْنَى : وَفُرَادَى : ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا : مَا بِصَاحِبِكُم 
مِّن جِنَّةٍ !!.. إِنْ هُوَ إِلَّا : نَذِيرٌ لَّكُم : بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " سبأ 46 ..
----- 
1... 
بداية ًزميلي : أرجو أن تلاحظ فرقا ًكبيرا ً: يزداد وضوحا ًكلما تحدثت عن معتقدك : هذا 
الفرق هو بين (ثباتي كمسلم فيما أقول) : وبين (ظنك في كل ما تقول) !!!..
بل حتى :
أنت لا اسم لمعتقدك حتى أ ُناديك به !!!..
مما ينفي وجوده أصلا ًوينفي وصول أحدٍ لماهيته أو حقيقته المزعومة التي يُضاف إليها من
خيالكم كل يوم !!!..
فهل لاحظت أنت أيضا ًذلك زميلي ؟!!..



فأنت كل كلامك حتى الآن : هو ((((((((( ظن واحتمالات ))))))))))) !!!.. وذلك على غرار
قولك :



وبالفعل، سيقضي النظام على عالمنا ويتبع سياسة أخرى في التطور إذا كان عالمنا الحالي لا 
يأتي بنتائج إيجابية، ولكن المشاهد أنه مبق عليه وهذا يدفعني للاعتقاد أن عالمنا ناجح في 
تحقيق أهدافه إلى حد ما وأنه قد أحرز تطوراً أفاد النظام ككل " ..



فلا أحدكم يستطيع ادعاء أنه مثلا ً: المتحدث الرسمي لهذا النظام !!!..
ولا أحدكم يستطيع ادعاء أنه مثلا ً: له ميزة عنا : بأنه رأى هذا النظام واطلع عليه وعلى حالته !
ولا أحدكم يستطيع ادعاء أنه : يملك رؤية تامة ودقيقة لماهية هذا النظام !..
هذا كله بالطبع :
بجانب أننا لم نر لهذا النظام : أي إعلان عن نفسه !!.. ولا عن : ماذا يُريدنا (كبشر وكأجزاء
منه) أن نفعل في الدنيا ؟!!!..



فلم نر مثلا ًله كتابا ً!!!..
ولم نر مثلا ًله أنبياء ورسلا ً!!!..
ولم يتحدث إلينا !!!..
بل ونحن أصلا ً: لا نشعر به إلا من بعد أن جئتم أنتم زميلي بهذا الكلام !!..
إلخ إلخ إلخ !!!..



يعني بصورة أوضح زميلي النمر : ما أعجب هذا النظام الذي يريد منا شيئا ً: ولا يريد أن يخبرنا 
عن هذا الشيء !!!!!!!!!..
ألا ترى معي أن هذا غير منطقي ؟!!!..
إنه أشبه بزوج يطلب من زوجته أن تفعل له شيئا ً.... ولا يُسم لها هذا الشيء !!..
ثم هو يغضب ويثور (( أو حتى يمرض )) : بسبب أنها لم تفعل هذا الشيء !!!..
وعندما نسأل تلك الزوجة : لماذا لم تفعلي له الشيء الذي أراده ؟؟.. تقول بكل براءة :
إنه لم يقل لي أبدا ًماذا يريد مني !!!!!..
فكيف تلوموني أو يلومني هو على شيءٍ : لا أعرفه !!!!..



أرجو أن تكون قد وضحت هذه النقطة لك زميلي ......
فنحن نتفكر معا ًفي معتقدك هذا كما أخبرتك !!!..
--- 
2... 
ما زال معتقدك بأكمله زميلي للأسف : في غموض وخيال أفلام الخيال العلمي أو حتى
كارتونات الأنمي الياباني الملحدة (إذا كنت تراها) !!!..
تلك الأفلام أو الكارتونات والتي بالرغم من إبهار أفكارها في الظاهر :
إلا أنك إذا أردت أن تفندها بحق : لاستخرجت عشرات التفاصيل الخيالية اللا منطقية !
وإليك بعض ما جال في ذهني بخصوص نظامك الذي تتخيل ......
---
3...
ففكرة هذا النظام الذي يبحث عن تحسين وتطوير نفسه : فكرة غريبة جدا ًومبهمة !!!..
فأنت تارة تخبرنا أن هدف التحسين والتطوير معنوي : بأن يسود الخير والتعاون البشر ..
وأسأل :
إذا كان هذا النظام هو الذي يتحكم فينا وفي وجودنا حياة ًوموتا ً: وما دمنا نحن : جزءا ً
منه : فلماذا لا يقوم مشكورا ًبقتل الأجزاء الغير مرغوب فيها ((والتي تمثل الشر والأنانية
مثلا ً)) : ثم يستبقي الأخرى الجيدة : حتى ولو كانت عددا ًقليلا ً: فيستنسخها !!!..
---
4...
وبذكر الموت والحياة والاستنساخ : فلم تجبني زميلي : ما هي حدود قدرات هذا النظام
بالضبط ؟!!!..
هل هو يستطيع التحكم في نفسه (أي فينا) ؟!!.. أم لا يستطيع ؟!!!..
هل هو الذي يتحكم في حياتنا وموتنا ؟.. أم لا ؟..
هل هو الذي يتحكم في جيناتنا ومكوناتنا ؟.. أم لا ؟..
فإن وضع هذا النظام محير فعلا ًزميلي !!!..
فهو من جهة : لا يستطيع (فلترة) البشر لاستبقاء الخير واستبعاد الشر :
في الوقت الذي تخبرنا أنت فيه أن هذا النظام يُقيم أو يخلق عوالما ًبأكملها (بما فيها
عالمنا) !!!..
فنحن تارة ًعندك : جزءٌ منه .........
ونحن تارة ًعندك : مخلوقين له : يخلقنا هذا النظام خلقا ً: نحن وغيرنا من عوالم أخرى ! 
فهل هذا مثل مسألة (الانقسام الخلوي مثلا ً) ؟!!..
هل هذا النظام يُفرزنا إفرازا ًعنه ؟!!!..
أم تراه يتمخض عنا ؟!!!..
أم يُخرجنا منه مثلا ًكالعرق ؟!!!..
أم ماذا ؟!!!!..
أمر محير فعلا ًزميلي كما ترى (واعذرني - فقد تعودت مذ كنت في سنك ألا أقبل أي
كلام ٍبغير تفكير وتمحيص ونقد !!!) ..
--- 
5... 
وأما الغريب فعلا ً(والثغرات في كلامك كثيرة جدا ً) : هو :
أن حال هذا النظام في رغبته في (فلترة البشر) : أشبه ما يكون بمَن يحاول أن يملأ
وعاءً بالماء : رغم أن الوعاء به ثقبٌ كبيرٌ أسفل منه !!!!!!..
فكلما وضع هذا النظام الماء : تسرب من ثقب الوعاء الكبير !!!..
ولو استمر أبد الأبدين يفعل ذلك : لاستمر الوعاء في تسريب الماء أيضا ً!!!..
ووجه الشبه هنا زميلي هو :
ما الذي سيدفع البشر لتحقيق ما يريده هذا النظام منهم ؟!!!..
فهم من جهة : لا يعرفون شيئا ًعنه أصلا ً!!!..
ولا حتى عن مهمتهم التي ينتظرها منهم (ويمكنك سؤال والدك ووالدتك وإخوتك مثلا ًعن
هذا النظام : وستعرف ما أقول !!!) ..
ومن جهةٍ أخرى :
ولو حتى عرفوا ..........
فما هو المقابل أو الدافع لامتثالهم لما يريد ؟!!!!...
فلا ثواب ولا عقاب !!!!..
ويستوي عندهم : أن ينتهجوا نهج الخير أو ينتهجوا نهج الشر في الحياة !!!..
ففي كل الحالات : هم ميتون !!.. وإلى الفناء سائرون !!..
سواء أفادوا هذا النظام ...
أو لم يفيدوه !!!..
(وحتى لو قلت لي أن أرواحهم لا تفنى ولا تموت وإنما ترجع إليه من جديد : فأقول لك :
وهذا أيضا ًلا يغير شيئا ًمما قلته لك !.. فلا ثواب ولا عقاب ولا دافع للامتثال !!!!.... ) 



ولعلك هنا تقول أن لا ....
فإنهم سيستفيدون بفعل الخير لهذا النظام : لأنهم جزء من هذا النظام !!!..
فأقول لك :
ما دليلك ؟؟؟؟؟؟؟؟...
هل قال أحدهم بهذا ؟؟؟..
هل قال أحد الذين ماتوا هذا ؟؟؟...
هل أعادهم النظام في عالمنا في صورة خلق ٍجديد (كتناسخ الأرواح) : فأخبرونا بما علموا !
هل جاء هذا الكلام في كتاب رسمي عن هذا النظام (ما أضعف وأغرب هذا النظام) !
--- 
6... 
ولعلي فهمت الآن : بعض تلميحاتك في بعض مشاركاتك من قبل :
أن الأديان : قد تكون (( وسيلة )) هذا النظام لــ (( إقناع )) البشر بما يريده منهم 
وحملهم على الخير : سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة :
بل : لدرجة أنك تظن زميلي أن الجنة والنار والنعيم والعذاب : ما هم إلا (خدعة) :
يضحك بها النظام على البشر ليستحثهم على ما يريد !!!!..
والله كلام غريب جدا ًزميلي !!..
وكعادة كل بالطل :
يفتح على نفسه عشرات ومئات الأسئلة الغير منطقية من جديد !!!..
سبحان الله : كل هذا فقط : للهروب من عقيدة الإسلام البسيطة المباشرة الواضحة !>



فمثلا ً:
طالما مسألة التزام البشر بالخير والقيم العليا هذه : هي في غاية الأهمية لهذا النظام إلى
الدرجة التي يبيح لنفسه من أجلها الكذب على البشر بالجنة والنار :
فلماذا كل هذا اللف والدوران :
في حين أنه (وكخالق هذه العوالم بما فيها نحن) : كان يمكنه بكل بساطة : التحكم في
(( نوعية ما يخلق )) !!............>> هذا بالنسبة لنظرية خلقه لنا من ضمن باقي العوالم !



............>> وأما عن نظرية أننا جزء منه : فأقول :
ولماذا لا يتخلص من الشر الموجود فينا (أو فيه) : بنبذه أو إفنائه أو حبسه أو تعديله !
يعني زميلي :
هل من المعقول أن الإنسان المخلوق لهذا النظام :
يستطيع جسده بكل بساطة : التخلص من الضرر الذي فيه : فيُخرجه في صورة بول أو براز
أو حتى عرق أو طمث :
ثم نرى أن هذا النظام لا يستطيع فعل ذلك في الشرور التي فيه !!!!!...
شيء غريب والله !!!..
فالبشر يتفقون حتى على أن : فاقد الشيء لا يُعطيه !!!..
فتفاجئنا أنت زميلي بأن الإله أو النظام في نظرك :
يُعطي أجسادنا من القدرات على طرد الأذى : ما لا يستطيعه هو بنفسه !!!!..
غريب والله زميلي ...........!!
(( ولا تنس أني أفكر معك بكل أمانة .. وأحاول تفتيح أبواب ٍمن التفكير ربما فاتتك ))
--- 
7... 
والآن ...
ولكي تتأكد من ذبذبتك أنت نفسك زميلي في رؤيتك لإلهك أو نظامك المزعوم هذا :
فأنت تضيف لنا الآن (وبمثال جالون البترول هذا) :
تصورا ًثالثا ًغريبا ًلهذا النظام !!!..



فالتصور الأول :
أنه يخلق العوالم : ليُجرب فيها ...........!



والتصور الثاني :
أننا جزءٌ منه : ويُطور ويُحسن فينا نفسه ...........!



والتصور الثالث :
أنه يجمع نفسه (أو قدراته - لا أدري) : ليصير أكثر فاعلية أو كمالا ًأو فائدة ً!!!..
(( ولا أعرف لمَن يُريد أن يكون كاملا ًأو مفيدا ً!!!.. فنحن لا نعرف أي شيءٍ عنه !!! ))



وهنا تقف على قولي لك الذي لم تفهمه من قبل وهو الذي علقت أنت عليه قائلا ً:



أما هل ندري نحن بالتطور الحاصل فلا أدري ماذا تقصد بسؤالك بالضبط "



فالذي أقصده زميلي هو :
هل نحن (وكجزء من هذا النظام) : ندري أي شيء عن المراد بنا في هذه الحياة أم لا ؟!..
أو حتى : هل ندري أننا أحرزنا نجاحا ًأو تقدما ًأم لا ؟!!..
-------- 
---------- 
وفي النهاية .....
الأسئلة التي في رأسي كثيرة جدا ًزميلي ......
ولكني أشعر بعدم التركيز اليوم للإرهاق الشديد .......



وسوف أستبعد الآن دفاعي عن المعتقد الإسلامي الذي أخبرتك عنه ...
فهذا : أنا كفيلٌ والحمد لله أن أجعلك (أنت) بنفسك تثبته : بطريقة غير مباشرة !!!..
فدعنا منه الآن حتى لا يطول الجدال .......



وإنما أطلب منك شيئين في مشاركتك القادمة :



الطلب الأول : أن تجيب على أسئلتي التي طرحت الآن .. أو حتى بالتعليق عليها .....
وإن لم ترد ذلك : فلا عليك .... فإنما يهمني أكثر الطلب القادم وهو :



الطلب الثاني : أن تحدثني قليلا ًعن رؤيتك للأديان والرسل والأنبياء والمعجزات والكتب
السماوية والوحي .. ولو حدثتني عن بعض العوالم الأخرى أيضا ً: وخصوصا ًعلاقتها بنا : 
أكون لك من الشاكرين ...
حيث ستكون رؤيتي لمعتقدك بأكمله : قد انجلت أخيرا ً...........



ليبدأ بعدها : الهجوم الكاسح والأخير إن شاء الله ................................



وعلى فكرة .... وتعليقا ًعلى أول انتقاداتك لكلامي ...
أنا لم أذم العالم الغربي بأكمله !!!..
وإنما قلت بالحرف الواحد عن فئة منه (وهي التي تؤلف الضلال ومذاهب الإلحاد) :



ذلك أن أصحاب هذه المعتقدات التي يُروجون لها في الغرب صديقي منذ قرون " ...



والمعنى :
أن هؤلاء الفارغين روحيا ًودينيا ً: والذين حاربوا الكنيسة ودين النصارى المُحرف بمئات
أسئلته وتناقضاته التي ليس لها حل : فأرادوا أن يمسكوا العصا من المنتصف !!!!..
<< أرجو قراءة ومتابعة موضوعي في قسم الحوار عن الإسلام : حوار مع مسلم :



وأعني هنا بإمساك العصا من المنتصف أنهم أرادوا أن :
يمسكونها بين الطرف (الكنسي) من جهة (وبه الحديث عن الله وعوالم ما وراء الحواس) ...
وبين الطرف (المادي العلمي الإلحادي) من جهة (وفيه الهروب من فكرة الإله والحساب)
وهيهات زميلي .......!!
بل هم في نظرياتهم الجديدة تلك : هم أوهن من الماديين الصرف وأكثر تناقضا ً......
وسوف ترى معي كل ذلك بإذن الله تعالى بعد مشاركةٍ أو اثنتين ....



وأخيرا ً...
أدعو لك الله عز وجل بجميل الهداية .. 
وأن يُبصرك بالفخ الذي وقعت فيه باختيارك (حيث سأجعل منك حكما ًعلى نفسك في النهاية)
وأن يسوقك لهذه الهداية وهذه البصيرة :
عاجلا ًغير آجل إن شاء الله ...