حوار مع الزميل الملحد النمر المقنع ... الجزء السادس ..
الرد السابع ..
-----------
ما قاله النمر المقنع في الموضوع الذي ذكرت رابطه :
أهلا عزيزي أبو حب الله وشكراً على الأسلوب الطيب.
الرسول في نظري مصلح اجتماعي، ولكن هذا لا يعني أنه غير مدعوم من قوى غير بشرية. وأنا لما أنظر إلى الدين أرى أن هدفه الفعلي هو مصلحة المجتمع، والكلام عن الجنة والنار وعذاب القبر وغيرها كلها مصممة لتخدم الهدف الأسمى وهو مصلحة المجتمع، وهي أشياء غير لائقة بالله أصلاً، هي أساليب نجحت في فترة من الفترات في تحويل العرب الهمج إلى أناس متمدنين وانتهى دورها في عصرنا الحاضر. ألا تظن أن الجنة والنار غير ضرورين إذا كان الهدف من الدين هو الاختبار؟ أليس الأفضل لضمان صدق النتائج ألا يعلم الإنسان أن هناك ثواباً أو عقاباً؟
بخصوص القرآن في مسألة التحدي: لا أعلم أنه كانت هناك محاولة جادة لمجاراة القرآن، أنت تقول هو بسبب قوة بلاغة القرآن، وأنا أقول هو الخوف من المسلمين، وأكثر ما نقل لنا في هذا المجال هو مقاطع من قرآن مسيلمة الكذاب الذي يقدر أصغر الأطفال على الإتيان بأفضل منه. زيادة على ذلك، مع كم كتاب قارنت القرآن وثبت لك دون شك أن بلاغة القرآن أفضل؟ الجواب أنك لم تقارن القرآن مع أي شيء ما عدا ربما قرآن مسيلمة التافه. غير هذا أن المعجزة البلاغية ماتت بموت جيل الرسول، فلا أحد اليوم يتكلم العربية كما كانوا يتكلمونها حتى يفهم هذا الإعجاز. والصراحة أنا عندما أقرأ آيات التحدي لا أفهم منها أن القرآن يتحدى ببلاغته، بل يتحدى أن يأتي الكفار بكتاب سماوي أو بشريعة إلهية بديلة عن القرآن، مجرد رأي شخصي.
والإعجازات العلمية درست أغلبها ووجدتها أكثرها تدليس ولي لأعناق نصوص وانتقائية فيس التفسير، وبالمعايير التي تستخرج بها مثل هذه الإعجازات تستطيع جعل أي كتاب كتاب معجز، إذا كان عندك إعجاز معين ترى أنه قوي وتريد الحوار فيه فلا مانع.
--------
الزميل النمر المقنع ...
أعتذر عن تأخر الرد للانشغال الشديد والحمد لله ...
وقد سعدت بعودة الأخ الحبيب المرسي لموضوعه القيم من جديد ..
ولعلها بشرة خير إن شاء الله ....
وأستميحه عذرا ًإن التقطت منه طرف الحوار من بعد إذنه معك ...
فأقول .....
------
1...
بداية ًزميلي : أنا أحترم فيك روح الاستقلالية في التفكير التي تعبر بها عن رأيك ..
فأنت قلت مثلا ً:
أن كل دين أو مذهب : وعندما تتحدث مع معتنقيه : سوف يُخبرونك أنهم (وحدهم)
هم الذين على الحق : وأن كل مَن عداهم : هم الضالين !!!..
وهذه حقيقة بالفعل زميلي ....
وقد أثبتها الله عز وجل في قرآنه في الكثير من المواضع ...
ولذلك : كان من أرقى أساليب المُحاجاة بين الرسول وقومه : أن علمه الله تعالى
بعد أن يُقيم عليهم حُجته البالغة بالعقل والمنطق : أن يختم كلامه قائلا ًلهم :
" وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ : لَعَلَى هُدًى !!.. أَوْ فِي : ضَلَالٍ مُّبِينٍ " !!!.. سبأ 24 ..
----
2...
وبناءً على هذه الروح الاستقلالية في التفكير لديك ..
فمن حقك بالفعل أن تسأل : وما الجديد الذي يتميز به الإسلام عن غيره من الأديان
المحرفة والمذاهب في الأرض ؟!!..
فأقول :
الإسلام زميلي النمر المقنع :
وفي كل خلجةٍ من خلجاتهٍ : تجد أن من ورائه : الله عز وجل .....................!
نعم ....
يقولها كل مسلم عامي : بكل ثقة ....!
ويقولها كل مسلم عالم بدينه : بكل ثقة .... !
(وليست مُبهمة ًكما تسميها أنت وغيرك من الفلاسفة اللا ماديين بالقوى الـ : غير
بشرية !.. فتزيدكم حيرة ًعلى حيرتكم للأسف !!) ..
فإذا تبصرت في القرآن وإعجازه :
علمت أنه من عند الله عز وجل الخالق القادر .....!
وإذا تبصرت في تشريعات هذا الدين وآدابه وأخلاقه وكماله :
علمت أنها من عند الله الحكيم الخبير .....!
وإذا تبصرت في حال الأنبياء والرسل : وخصوصا ًخاتمهم محمد :
علمت أن الله تعالى من ورائهم جميعا ً.....!
وإذا نظرت في أحاديث النبي الصحيحة : وتماثل مصدر نورها من نور القرآن نفسه :
لعلمت أنها من وحي الله أيضا ً......!
وكل هذا يا زميلي :
يستطيع المسلمون إثباته لك : على التحقيق : وليس على الخداع والتمثيل
والتقول بالكذب كغيرهم ........!
فالكلام زميلي سهلٌ من كل أحد ..! لكن : ليس يَصدُق في كلامه أي أحد !..
والأمر يحتاج لأمثلة :
فربما أعادت إليك الثقة في دينك من جديد ..........
لأن هناك للأسف : الكثير من الأفكار والمفاهيم والمعلومات المغلوطة لديك عنه !
فأقول وبالله التوفيق :
----
-------
3...
فإذا تطرقنا للإعجاز في القرآن الكريم ...
ونظرنا في دلالة ذلك على كونه من الله عز وجل : وأنه لا يقدر عليه بشر ...
فأقول :
سأتناول لك إعجاز القرآن الكريم من ناحيتين ...
الناحية الأولى :
وهو الإعجاز في عدم القدرة على الإتيان بمثله : سواء من الجن أو الإنس !...
وهذا لا يتوقف على نظيره في البلاغة والمبنى فقط : ولكن على فحوى مواضيعه
المعجزة المتنوعة أيضا ًوكما ألمحت أنت مشكورا ًفي كلام ٍسأقتبسه منك بعد
قليل ...
وسنرى أن الإتيان بمثله حتى في البلاغة والمبنى فقط : قد عجز عنه المُحاولون كما سيأتي !
وأما الناحية الثانية :
فهي ناحية الإعجاز الغيبي والعلمي فيه .. وسوف أقتصر فيها على مثالين أو ثلاثة
فقط لعدم التطويل (لأني ربما احتجت للإسهاب فيهم قليلا ً) : وإذا أردت غيرهم :
فاطلب مني زميلي : فالقرآن ملآن بهم والحمد لله ...
---
4...
فأما إعجاز القرآن من الناحية الأولى ...
فقد تحدى الله عز وجل كما ذكرت لك : الجن والإنس : أن يأتوا بمثل هذا القرآن :
مجتمعين !!!.. فعجزوا ...!!!
فتحداهم ان يأتوا فقط بعشر سور ٍمن مثله : فعجزوا أيضا ً....!!!!
فتحداهم بسورة ٍواحدة ٍ(ولو قصيرة ًمثلا ًفي قصر سورة الإخلاص أو الكوثر) :
فعجزوا أخيرا ًوإلى اليوم !!!!!!!!...
وها هنا زميلي : ملحوظتين هامتين .....
>> الملحوظة الأولى :
هو أن الإتيان بمثل القرآن : يشمل كلا ًمن بناءه اللغوي البياني : وأيضا ًمعانيه !..
أو كما نقول نحن أنه يشمل : المبنى : والفحوى ..
وهو سر العجز الحقيقي لكل مَن حاول تلك المحاولة وفشل !!!..
إذ تجد هؤلاء المحاولين :
وفي الوقت الذي يحاولون فيه بناء شبيهٍ لغوي ٍوبنائي للقرآن : وعلى نفس أوزان
آياته :
ينفضحون أولا ًمن جهة انكشاف تقليدهم التام لأوزان القرآن (بل واقتباسهم
منه بشكل مضحك) وعدم إتيانهم على الحقيقة بأي وزن جديد !!!...
ثم ينفضحون ثانيا ً: بعوار المعاني التي تحملها تلك الأوزان التي يأتون بها !!!..
فتجد أن معاني القرآن المتماسكة البنيان : والمفهومة الهداية : في جهة ..
والمعاني المقتطعة أو الهزيلة أو المُقلدة : في جهةٍ أخرى !!!..
وما أضحك مَن يأتي فيهم إلى آيات القرآن : فيُغير منها كلمة ًاو كلمتين :
ثم يقول لك : ها أنا جئتك بمثل القرآن (وهو ما يفعله بعض مخابيل النصارى) :
فنقول لهم :
هذا الذي فعلتموه :
يفعله المسلم نفسه حافظ القرآن عندما يُخطيء !!..
وذلك عندما يضع مثلا ً(أفلا تبصرون) في نهاية آية : بدلا ًمن (أفلا تتفكرون) !
>> الملحوظة الثانية :
وفيها تصحيح لأكثر من خطأ تاريخي ومنطقي وقعت فيه زميلي دون أن تشعر !
فأنت قلت في كلامك في مشاركتك للرد عليّ :
" بخصوص القرآن في مسألة التحدي: لا أعلم أنه كانت هناك محاولة جادة لمجاراة
القرآن، أنت تقول هو بسبب قوة بلاغة القرآن، وأنا أقول هو الخوف من المسلمين،
وأكثر ما نقل لنا في هذا المجال هو مقاطع من قرآن مسيلمة الكذاب الذي يقدر أصغر
الأطفال على الإتيان بأفضل منه. زيادة على ذلك، مع كم كتاب قارنت القرآن وثبت
لك دون شك أن بلاغة القرآن أفضل؟ الجواب أنك لم تقارن القرآن مع أي شيء ما
عدا ربما قرآن مسيلمة التافه. غير هذا أن المعجزة البلاغية ماتت بموت جيل
الرسول، فلا أحد اليوم يتكلم العربية كما كانوا يتكلمونها حتى يفهم هذا الإعجاز.
والصراحة أنا عندما أقرأ آيات التحدي لا أفهم منها أن القرآن يتحدى ببلاغته، بل
يتحدى أن يأتي الكفار بكتاب سماوي أو بشريعة إلهية بديلة عن القرآن، مجرد
رأي شخصي " ..
أقول : دعنا من رأيك الشخصي الأخير : ففيه من الصحة ما فيه ...
ولكن :
تعال معي زميلي لنرى كم خطأ ٍتاريخي ٍومنطقي ٍقد وقعت فيه دون أن تشعر !
< وأعتقد أنك لن تمانع في أن نتعلم من بعضنا البعض : ولا إيه رأيك ؟!..>
> فأما قولك : " أنك لا تعلم إذا كانت هناك محاولة جادة لمجاراة القرآن " ؟
فأقول لك زميلي : ليس مسيلمة الكذاب وحده : إلا أشهرهم فقط !!!..
وإلا : خذ عندك :
* مسيلمة الكذاب ..
* سجاح التميمية (وهي امرأة : وتزوجها مسيلمة الكذاب) ..
* الأسود العنسي ..
* طليحة الأسدي ..
* النضر بن الحارث ..
* أبو الطيب المتنبي (الشاعر المشهور) وذلك في بداية أمره وادعائه النبوة ..
* أبو الحسين المعروف بابن الراوندي أخزاه الله والذي كان يؤجر نفسه لليهود
وللنصارى أن يكتب لهم ما يشاءون طعنا ًفي الدين ..
* وأخيرا ً: كتاب الفرقان الحق الأمريكي المزعوم : وبه بضع وسبعين سورة :
كلها تحريفات لأوزان سور القرآن المروفة : ولكن بمعان ٍنصرانية ويهودية :
لهدم أسس الإسلام (كالتوحيد والجهاد والنبي .. إلخ) .......
----
وكل تلك المحاولات : قد باءت بالفشل الذريع : سواء عند المسلمين !!..
أو عند غير المسلمين أنفسهم !!!.. فلم نرى لها قومة ًولا قدما ً!!!..
وسبحان الله رب العالمين !!..
----
> وأما قولك زميلي : " أن سبب عدم تقليد القرآن : هو خوف المسلمين " !!..
فأقول لك :
هذا كلام سطحي جدا ًزميلي : أنأى بك أن تتناقله بهذه السهولة بدون تفكر !!..
تماما ً: كما يفعل النصارى في محاولاتهم لتبرير فشلهم في تقليد القرآن !!..
وإلا : فأنا أسألك زميلي (وبالله عليك) :
وهل كان التحدي أصلا ً: موجها ًللمسلمين ؟!!.. أم للكفار الذين لا يؤمنون بأن
القرآن هو كلام الله عز وجل ومن عنده ؟!!..
أيضا ً: وفي وقت مَن أصلا ًجاء هذا التحدي ؟!.. أليس للكفار العرب ؟!!!..
والذين اشتهروا بالبلاغة والشعر والفصاحة : من قبل حتى ميلاد النبي !!..
وحتى من بعد موته !!..
وهنا : يتبين خطأك في قولك فيما بعد : أن البلاغة :
كانت محصورة في وقت الرسول (وهو قول ٌغريبٌ جدا ًالصراحة) :
وهنا أسألك :
من أين لك إثبات (حصر) البلاغة في وقت الرسول فقط ؟!!..
ومن أين لك أنه لم يستطع أحد الكفار مجاراة القرآن الكريم أو تقليده :
وهم الذين كانوا أشد الناس عداوة ًله ساعتها : ورغبة ًفي القضاء على القرآن !
بل :
وكان المسلمون يتمنون فقط لو يسمع القرآن أحد العرب : لأنه سيتأثر به حتما ً!
(ولو كانوا يعرفون أنه بإمكانه تقليده : لما كانوا واجهوا به أفصح الفصحاء) !
بل وإليك شهادة أحد كفار مكة أنفسهم (وهو الوليد بن المغيرة) حينما قال :
" ماذا أقول ؟!!.. فوالله : ما فيكم رجل ٌأعلم بالشعر مني .. ولا أعلم برجزه ..
ولا بقصيده مني .. ولا بأشعار الجن !!.. والله : ما يشبه الذي يقول : شيئا ًمن هذا !
ووالله : إن لقوله الذي يقول : لحلاوة !!.. وإن عليه : لطلاوة !!.. وإنه لمثمر أعلاه !
مُغدق أسفله !.. وإنه ليعلو : ولا يُعلى !!.. وإنه ليُحطم ما تحته " !!!..
صحيح السيرة النبوية للألباني ...
---
وإذا تركنا الكفار والمشركين العرب ...
فأسألك زميلي :
وأين اليهود العرب ؟!.. ومعلومٌ مدى بغضهم وحسدهم وحنقهم على الإسلام !!!..
لماذا لم ينجحوا إلى اليوم : في الإتيان بمثل القرآن : فينتفي الإعجاز والتحدي ؟!!!..
بل وأيضا ً: أين النصارى العرب ؟!!..
والذين يتمنون في كل لحظة : علو كعبهم (ولو مرة ًواحدة ً) على الإسلام :
وعلى كتاب الإسلام الذي طالما أعجزهم وأفحمهم !!..
أين أدباء وشعراء المهجر وجيل الحداثة فيهم ؟!!..
بل وأيضا ً:
أين الفساق والعشاق والزنادقة من الشعراء والمبتدعين والمارقين والضالين ؟!!..
سواء من المسلمين الفاسقين أو من غيرهم ؟!!..
وذلك من أمثال شعراء الحداثة المزعومة أيضا ًأو شعراء الهالوك ؟!!..
وحتى الذين طنطنوا بأن القرآن ما هو إلا عملٌ بشري (كطه حسين ونصر أبو زيد
وغيرهما) : لم يأتونا بمثل هذا القرآن البشري ولو : بسورة ٍ واحدة !!!..
والصواب والحق زميلي ...
أنه لما فشل أقوام ٌ من بعد موت النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحط من
منزلة هذا القرآن العظيم :
بأن وصفوه بداية ًبأنه مخلوق (وكان أولهم لبيد بن الأعصم اليهودي ومن بعده :
طالوت ابن اخته) :
ليُمهدوا الطريق بعد ذلك بأنه : يُستطاع الإتيان بمثله (وذلك مثل بنان بن سمعان
والجعد بن درهم وعيسى بن صبيح المعتزلي) :
إلى أن خرج أحد أساطين علم الكلام (وهو ابو اسحق النظام) : إلى القول بما
أسماه : الإعجاز بالصَرفة !!!!...
أي :
أن الله تعالى : هو الذي صَرف العرب عن النجاح في الإتيان بمثل القرآن :
مع قدرتهم على ذلك (ونقل البعض عن الجاحظ ميله لمثل هذا الرأي أيضا ً) !
وسبحان الله العظيم !!!..
وما يهمني هنا زميلي :
أنه حتى هذا الرأي بالإعجاز بالصَرفة (وهو لا يصح أصلا ًمن هؤلاء العجزة) :
إلا أنه وعلى فرض صحته جدلا ًبالنسبة لك :
فهو يعني أيضا ًوجود الله تعالى الذي صَرف العقول عن الإتيان بمثل قرآنه :
هذا هو الله الذي تسميه أنت بـ : (( القوى الغير بشرية )) التي كانت مع النبي !
---
> ثم أنت تقول أيضا ًزميلي :
" كم كتاب قارنت القرآن : وثبت لك دون شك أن بلاغة القرآن أفضل " ؟ ..
الجواب : أنك لم تقارن القرآن مع أي شيء ما عدا ربما قرآن مسيلمة التافه " ..
وأقول لك أنا زميلي النمر المقنع :
غريبٌ جدا ًمنك والله :
أن تسألني السؤال : ثم تجب أنت بدلا ًعني : من غير حتى أن تستأذن ....
بل أنا الذي سأعكس السؤال الآن زميلي وأسألك :
وأمام كل الأعضاء الطيبين والمثقفين هنا بالمنتدى ..
ائتني أنت بكتاب ٍواحدٍ (واحدٍ فقط) : وبأي لغةٍ كانت من اللغات (أي ليس ضرورة ً
بالعربية فقط) : على أن يكون مثل القرآن !...
سواء بالنسبة لوزنه الصوتي الجمالي الفريد عند سماعه !!!..
أو سواء في اشتماله على كل ما مزجه القرآن في فحوى خطابه : بأسلوب ٍعجيب !
ولأعطيك أنا مثالا ً...
لقد قرأت في العشرينات من عمري لأول مرة : العهدين القديم والجديد .....
فمللت !!!.. أي والله ...
قصص .. قصص .. قصص .... !
(( في حين يُشعرك الله تعالى في القرآن أنه يتحدث معك أنت ويُشهدك ويُحاورك ))
قصص .. قصص .. قصص :
بعضها يُقبل كدين لما فيه من فوائد .. وأما أكثرها للأسف :
فهو حضٌ صريحٌ على الرذيلة والجريمة ربما !!.. وبقيادة مَن ؟!!..
بقيادة مَن يُفترض فيهم (عقلا ً) أنهم القدوة !!.. نعم ..!
جرائم ورذائل يندى لها الجبين حياءً واشمئزازا ً: بقيادة رسل الله وأنبيائه !!!..
ألا لعنة الله على أهل التحريف والكذب على الله عز وجل ورسله وأنبيائه !!!..
هذا من ناحية المتن اللغوي للعهدين القديم والجديد (وهو نثري بالمناسبة) :
وأيضا ًبالنسبة لناحية الأخلاق المنكوبة فيهما ..
وأما من ناحية الإعجاز العلمي : أو حتى قل : التماشي مع العلم وعدم الاصطدام
به : فيكفي أن تقرأ مثلا ًكتابا ًمثل (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث) :
للكاتب الفرنسي الذي أسلم : (موريس بوكاي) : لتعلم عن حق وأدلة كثيرة :
(( انعدام )) أي توافق بين العهدين القديم والجديد : وبين العلم الحديث !!!..
في أي صورة ٍمن الصور !!!..
ذلك :
في الوقت الذي نجد فيه عكس ذلك تماما ًفي القرآن الكريم :
ونستطيع الوقوف عليه بكل سهولة ويسر ووضوح !!!!..
بل :
وفي حين نرى التسلسل القصصي : هو العمود الأساسي للعهدين القديم والجديد :
مما يصعُب معه أن يُكرر إنسان ٌما : قراءة الكتابين في حياته أكثر من مرة !!!..
نجد أن أسلوب القرآن المُعجز في خلط ودمج آيات السورة الواحدة :
بين آيات الهداية .. وآيات التبصر في الكون .. وآيات الإعجاز العلمي .. وآيات
الحدود والشرع .. وآيات الآداب .. وآيات الأخلاق .. وآيات البشارة والنذارة :
نجد أن ذلك الأسلوب الفريد (والذي لا نجده في أي منتج بشري مهما حاولنا) :
نجده يدفع الإنسان لقراءة القرآن : مرارا ًوتكرارا ًفي حياته : من غيرما ملل
(وكما يُعاين ذلك مثلا ًفي شهر رمضان) بل :
ونجده يُيسر على الإنسان حفظه بأكمله ظهرا ًعن قلب : حتى ولو لم يكن ذلك
الإنسان ناطقا ًباللغة العربية أصلا ً(وهو ما لم ولن ولا يحدث : مع أي كتاب ٍ
آخر ٍفي العالم : وخصوصا ًفي حجم القرآن الكريم : وخصوصا ًأننا نجد الطفل
في عمر الخامسة والسادسة والسابعة : يحفظه) !!!..
ناهيك بالطبع زميلي النمر المقنع : عن خلوه من التناقضات الصارخة :
والتي ليس لها حل أبدا ً: مما تمتليء به كتب اليهود والنصارى أنفسهم (وعندي
عشرات الأمثلة على ذلك إذا أردت - فقط أطلب مني) ...
وأما تناقضات القرآن المتوهمة :
فهي من النوع الذي بمجرد شرحه من ذوي العلم : يزول والحمد لله رب العالمين !
ويمكنك أن تذكر لنا في ذلك أي تناقض متوهم مما توقفت أمامه : او قراته من
يهودٍ أو نصارى : ونحن نفنده لك بإذن الله الواحد الأحد ...
---
وأخيرا ً...
هذا ما لدي الآن زميلي على تحدي الله عز وجل القائم ليومنا هذا في الإتيان بمثل
القرآن .. بل : وأدعوك أن تحاول بنفسك : ولو بسورة صغيرة من سور القرآن الكريم :
كالكوثر أو الصمد !!!..
والحمد لله رب العالمين ...
يُتبع إن شاء الله ..