التسميات

السبت، 20 أبريل 2013


7 نقاط : لدحض الإلحاد .. أو :
إثبات وجود إله ...

مقدمة ..
((1)) دليل الفطرة : قول المعارضين .. قول المؤمنين ..
((2)) دليل المشاعر والغرائز : قول المعارضين .. قول المؤمنين ..
((3)) دليل استحالة لانهائية الأسباب : قول المعارضين .. قول المؤمنين ..
((4)) دليل قصور أزلية المادة أو أزلية القوانين :
 قول المعارضين .. قول المؤمنين ..
((5)) دليل الإمكان يهدم نظرية الأكوان المتوازية : قول المعارضين .. قول المؤمنين ..
((6)) دليل الخلق ضد التطور : قول المعارضين .. قول المؤمنين ..
((7)) دليل الخير والشر : قول المعارضين .. قول المؤمنين ..
----------------

*** مقدمة ***
لعل أهم ما يميز الإنسان عن غيره من سائر المخلوقات : وجعله أعلاها منزلة وهيمنة في الأرض : هو العقل .. تلك المَلكة والتفكير الذان يدلانه على الفهم والاستنباط والتحكم في فعل الأشياء أو عدم فعلها .. ومنذ قديم الزمان والإنسان يعرف أنه ما من صنعة إلا ولها صانع .. وأنه كلما زاد كمال الصنعة ودقتها : دل ذلك على كمال الصانع وقدرته .. وبنظر الإنسان في نفسه وما حوله من أشياء ومخلوقات : ووزنها بوزن البداهة والمنطق العادي البسيط البعيد عن التعقيد : فلم يتطلب منه الأمر كثيرا ليؤمن بأن وراء الكون والمخلوقات : صانع قادر حكيم عليم له غاية من خلق كل شيء .. ومن هنا : نجد أن الإيمان بإله : هو قديم بقدم الإنسان على الأرض بلا أي مشاكل .. دلت على ذلك كل آثار العمران والحضارات الماضية والحاضرة .. سواء كانت هذه الأديان توحيدية لله : أو انحرفت عن التوحيد إلى التثنية - خير وشر - أو التثليث أو عبادة المخلوقات من بشر أو أصنام أو كواكب أو حيوانات إلخ .. يقول المؤرخ العالمي ((ول ديورانت)) في كتابه قصة الحضارة : " ربما توجد مدن بلا أسوار بلا جيوش بلا مصانع لكن لا توجد مدينة بلا معبد " !!..
وظل القول بأنه (( لا إله )) هو قول شاذ : لم يكن يعتقد به إلا القليل من البشر ..
إلى أن جاءت القرون المتأخرة .. وبدأ البعض في الثورة على ظلم بعض كهنوت الأديان الذين استغلوا المكانة الدينية في امتصاص خيرات الشعوب وترهيبها لصالحهم وصالح ملوكهم وإقطاعيهم : فثاروا على الدين في صورتهم .. ولكن غالت من أولئك الثوار طائفة : فرأت أن تثور على كل دين وليس دينهم فقط .. بل : تثور على فكرة وجود الإله نفسه !!.. إنها دعوة للمادية .. دعوة للحياة للدنيا وليس للدنيا وما بعد الموت !!.. دعوة لأن تفعل ما تريد في الدنيا بغير الخوف من حساب وميزان لما بعد الموت .. دعوة لانطلاق من كل قيد وشرط وقيم ومباديء إنسانية فطرية .. وهذا للأسف ما نتج عنه الإلحاد .. وهذا للأسف ما صرنا نرى الكثير من دعاة الإلحاد يدعون إليه اليوم !
-------------------

*** ((1)) دليل الفطرة ***
1... رأي المعارضين :
المعارضين لوجود فطرة إنسانية تدعو الإنسان للإيمان بوجود إله : هو خالقه وهو خالق كل شيء ومسببه : يقولون أن كل ذلك ما هو إلا موروثات قديمة عن ثقافات وأفكار بالية : قد حان الوقت للتخلص منها .. وبدأ المعارضون بذلك في وضع التفسيرات العلمية والنفسية لذلك .. مثل قولهم أن الإيمان بوجود إله هو ناتج عن حاجة الإنسان ورغبته في حياة أو وجود آخر بعد الموت ..! أو أن الإيمان بإله هو حاجة قديمة إلى سيطرة الأب في الأسرة : ومع الوقت تطورت هذه الحاجة وهذه الفكرة والفلسفة إلى إيجاد مفهوم الإله !!.. إلخ .. وزعموا أن العلم اليوم صار يؤكد أنه لا مانع من إيجاد الأشياء المحكمة صدفة - إذا صاحبها الوقت الطويل جدا - !!.. أو أن المادة أزلية !!.. 

2... رأي المؤمنين :
تؤكد معظم الأديان - وخصوصا السماوية منها - على أن الإنسان مخلوق من الله تعالى : وفي فطرته الإيمان به .. وفي فطرته التعرف عليه بالنظر في كونه ومخلوقاته .. ومن العجيب أنه مِن أحدث الدراسات النفسية على الأطفال الصغار ما جاء ليؤكد ذلك !!!.. فقد نشر موقع صحيفة التلغراف البريطانية نتائج بحث أكاديمي بتاريخ نوفمبر 2008 م بعنوان : Children are born believers in God أو " الأطفال يولدون مؤمنين بالله " وتؤكد - في نفس العنوان الثانوي - أنهم ليسوا في حاجة للإيمان بالله بالتلقي ! and do not simply acquire religious beliefs through indoctrination, according to an academic .. وذلك على الرابط التالي : http://www.telegraph.co.uk/news/reli...ic-claims.html وفي الدراسة إثباتات كثيرة مما يعده البشر من فطرتهم البديهية التي لا تحتاج حتى إلى إثبات مثل : أن لكل سبب مسبب .. وأن وراء كل مصنوع له غاية : صانع عاقل حتما يعرف ما يريد ويصممه إلخ .. ويؤكد البحث أنه : " إذا رمينا أطفالاً لوحدهم على جزيرة : وتربوا بأنفسهم : فسيؤمنون بالله " !!.. أيضا هناك كتاب رائع آخر لـ (جاستون ل. باريت) Justin L. Barrett بعنوان : Why Would Anyone Believe in God أو " لماذا يؤمن أي أحد بالإله " ؟ وفي هذا الكتاب يؤكد المؤلف على قبول الأطفال لفكرة الخلق الإلهي والمفسر المعقول للتصميم الذكي في المخلوقات : عن فكرة التطور التي لا يقبلها الطفل ويعتبرها بعيدة عن العقل أصلا : وبغض النظر عما سيلقنه إياهم الآباء والمعلمون !!.. ويقول الدكتور باريت أيضا : " بأن علماء الإنسان قد وجدوا في بعض الثقافات أطفالا يؤمنون بالله : مع أن التعاليم الدينية ليست في متناولهم " !!.. 
---------------

*** ((2)) دليل المشاعر والغرائز ***
1... رأي المعارضين :
هم يرون أنه لا حجة للمؤمنين أصلا في اتصاف الكائنات الحية بالمشاعر والغرائز .. ويرون أن العلم يمكنه تفسير هذه المشاعر والغرائز : بأنها ردود فعل تطورية عبر أجيال طويلة من الكائنات الحية للحفاظ على نسلها ونسل أبنائها : وقد تم انتخاب هذه المشاعر والغرائز لفائدتها : تماما مثلما يتم انتخاب الصفات الجسدية المفيدة للكائنات الحية لتبقى ..

2... رأي المؤمنين :
لعل واحدة من أهم مميزات الكائنات الحية : هي وجود المشاعر والغرائز بداخلها .. وهذا ما يميزها عن الجماد وعن المادة الصماء التي من المفترض أن تنتج عن التطور المادي العشوائي والمادة الأزلية كما يقول الملحدون .. 
ومن الناحية العلمية : فالملاحدة والتطوريون هم عاجزون أصلا عن تفسير كيفية ظهور الصفات الجسدية في غاية التكامل مع الطبيعة والبيئة : كل كائن في توافق عجيب في مكانه الذي اختاره الله له لتتوازن الحياة على الأرض في تكامل دقيق !!.. ولا يملكون علميا إلا ادعاء ظهور الصفات الجسدية بالطفرات وبشكل عشوائي يتم تصفيته فيما بعد .. واختارهم للطفرات هنا : هو لإيجاد التبرير العلمي جينيا : لانتقال هذه الصفات إلى الأبناء والأجيال القادمة - وكل ذلك سننقده فيما بعد - .. وأما بالنظر للأخلاق والغرائز : فإننا نجدها ذات طبيعة (معنوية) وليست مادية !!.. ومهما حاول الملاحدة والتطوريون ادعاء تمثيلها جينيا : لازمهم الفشل !!.. إذ كيف تقوم الصدفة بتمثيل المعنويات ماديا في شكل شفرات وراثية ثم تنتخب منها وكأن لها حضور مادي ؟!!.. وكيف يمكن تفسير ظهور هذه المشاعر والغرائز أصلا بالتدريج في حياة الكائنات الحية ؟!!.. فهو إما حزن وفرح مرة واحدة : وإما لا !!.. وإما غريزة أمومة مرة واحدة : وإما لا !!..
>> 
فإذا تناولنا مسألة المشاعر : فلعل أهم المشاعر الملحوظة في الحياة هي مشاعر الحب .. حب الأبناء لأبيهم .. حب الأبناء لأمهم .. حب الأبوين لأبنائهم .. حزنهم من أجلهم .. فرحهم من أجلهم .. إيثارهم لأنفسهم من أجل توفير ما يحبه أبناءهم ويريدونه .. تضحيتهم من أجلهم .. حب الرجل للمرأة وحب المرأة للرجل .. طعم السعادة في كل ذلك وشعور الإنسان بإنسانيته وأن هناك من يتأثر من أجله ويهتم به .. هناك مشاعر تفيض على القلب يعجز الإلحاد المادي عن تفسيرها .. البكاء .. الحزن .. الضحك .. السعادة .. التضحية بالنفس من أجل الآخرين الذين قد يكونون أناسا لا نعرفهم ولا فائدة مرجوة من إنقاذهم أو التضحية من أجلهم !!.. الحياء من فعل ما يراه الآخرون عيبا وانتقاصا .. يكفي أن نعرف أنه ربما تسببت مشاعر الحزن لدى إنسان - وفي هذا القلب الصغير - : في هدم حياته والقضاء على كل رغبة إليه في البقاء !!.. فربما أقدم على قتل نفسه أو الانتحار .. أو ربما أسلم نفسه للجنون .. أو ربما ترك الدنيا والاهتمام بها وبنفسه يائسا - والمؤمن بالله مهما تعرض في الدنيا ومهما تخلى عنه الناس كلهم : فيبقى له إيمانه بالله - .. بل وحتى مشاعر عدم الجدوى من الحياة : قد تدفع الملحدين إلى قتل أنفسهم : ومهما توفرت لديهم سبل السعادة المادية التي يرنو إليها البشر !!.. وكل ذلك نستطيع تلمس حقائقه من النظر في الإحصائيات العالمية للانتحار مثلا .. نجدها في أكثر دول العالم رفاهية !!.. مثل اليابان والسويد والدنمارك إلخ .. ويمكن مطالعة الرابط التالي في ذلك :http://www.nationmaster.com/graph/cr...tes-ages-25-34 حيث بمقارنة نسبة المنتحرين لكل 100 ألف نسمة : بتعداد هذه الدول : تضح لنا حقيقة الوجه الآخر للإلحاد ومشاعره التي تودي كثيرا بأصحابه إلى حالة الضياع في الحياة بلا هدف : ساعتها لا فارق بين إنهاء الحياة الآن بدلا من الانتظار ! هذه هي المشاعر التي تملك أقوى تأثير حتى من المادية الصرفة التي لا تعرف إلا القوانين والمعادلات .. في إحدى المستشفيات كانت الأم الكبيرة في السن تتعافى من بعد علاجها من كسر في القدم .. وبدأت تعي ما حولها بالتدريج من فعل البنج .. فإذا بها تسمع - عن غير قصد - زوجة ابنها وهي تقول له في نفس الغرفة : لم أكن أتمنى أن تتعافى أمك بهذه السرعة مثلما قال الطبيب !.. كنت أتمنى أن تجلس أطول وقت ممكن في المستشفى بعيدا عن بيتي وعننا !!.. عندها : بدأت حالة الأم تتدهور فجأة وبشكل غريب أذهل الأطباء أنفسهم : حتى ماتت في يومين !!.. وفي خلال هذين اليومين عرف الابن السبب ! هذا هو الإنسان .. كتلة من المشاعر والأحاسيس : وليس كتلة من المادة الصماء وليدة الصدفة والعشوائية !
>>
فإذا تناولنا الغرائز : فنحن أمام واحدة من أكبر عقبات الإلحاد والتطور !!.. وذلك لأن عشرات الغرائز في الكائنات الحية : لا يمكن أن تظهر بالتدريج الذي ينص عليه التطور !!.. بل ذلك التدريج يعني موت الكائن الحي حتما ساعتها .. وسنكتفي هنا بمثال واحد فقط لعدم التطويل .. والمثال هو غريزة الرضاعة ومص اللبن في مواليد الحيوانات الثديية والإنسان : ومعه البحث الغريزي عن ثدي الأم بمجرد الولادة !!.. فإن الكائن الحي المولود : إما أن يكون حاملا لهذه الغريزة مباشرة حملا كاملا بمجرد ولادته : أو يموت فورا !!.. فلا سبيل للترقي والتدرج في اكتساب الغرائز !!.. إما أنها منحة إلهية من الإله الخالق الذي ضبط كل شيء وقدره تقديرا : أو موت فوري للكائن الحي !!.. هذا مثال واحد فقط - ويمكن إثارة سؤال معه عجز عن الرد عليه الملاحدة والتطوريون وهو : كيف نشأ اللبن المغذي الفريد في تركيبه في الثدييات والإنسان ؟! - ولهذا كله يقول تشارلز دارون في كتابه أصل الأنواع ص233 - the origin of species P.233 : " هناك غرائز كثيرة مُحيرة إلى حد أن تصورها : ربما سيُعطي قُرائي القوة الكافية لإفساد نظريتي بكُليتها " !!.. ويقول العالم التطوري الشهير (جولدين ر. تايلور) Gordon R. Taylor في كتابه THE GREAT EVOLUTION MYSTERY : " لا نجد تفسيرا واحدا لمعنى كلمة غريزة !!.. ومع ذلك : لابد أن نُثبتها وإلا لسقطت النظرية " !!..
---------------

*** ((3)) دليل استحالة لانهائية الأسباب ***
1... رأي المعارضين :
مع اتفاق الجميع - مؤمنين بإله ومنكرين لوجوده - على أنه لا سبب بغير مسبب .. ولا حادث بغير محدث : إلا أن بعض الملاحدة والمنكرين لإله أول أزلي الوجود : لا يرى مانعا من أن تكون الأسباب لا نهائية وأزلية بغير بداية ..! 

2... رأي المؤمنين :

وأما المؤمنون فهم في ذلك أكمل عقلا .. فرغم أن الإيمان بالله يتبعه بعد ذلك إيمان بغيبيات لا نراها - مثل الملائكة - : أو لن نراها إلا بعد الموت - كالجنة والنار إلخ - إلا أن كل تلك الغيبيات الإيمانية ليست (مستحيلة عقلا) .. فالمؤمن يفرق بين المستحيل تصوره لقصور وسائل التصور لدى الإنسان بقصر حواسه .. وبين المستحيل تعقله : وهو ما يتنافى مع البديهيات في حد ذاته مثل بديهية أن الكل أكبر من الجزء ومن أن الواحد قبل الاثنين إلخ .. فإذا جئنا لمسألة تسلسل الأسباب إلى ما لا نهاية : نجد أنها لو صحت كما يدعي الملاحدة : لما كان لنا وجود الآن أصلا !!!.. وذلك لأن سبب وجودنا لن يأتي أبدا من اللانهاية !!.. ولتبسيط فهم ذلك : يمكن تمثيله بجندي يمسك في يده بندقية وأصبعه على الزناد : ينتظر الأمر من قائده ليضغط عليه وتنطلق الرصاصة .. ولكن قائده يعتمد على أمر من قائده هو الآخر .. وقائده كذلك ينتظر الأمر من قائده .. وقائده ينتظر من قائده .. إلى ما لا نهاية !!!.. فهل ستنطلق الرصاصة ؟!!.. الإجابة بالطبع هي : لا !!!.. حسنا .. لنفترض الآن أن الرصاصة انطلقت بالفعل من بندقية الجندي لاتخاذه الأمر بذلك .. فماذا نستنتج من هنا ؟؟.. الإجابة : أن هناك قائد في تلك السلسة - طالت أم قصرت - : ليس من صفته أنه يتلقى أمرا من قائد آخر !!.. بل هو آخر كل أولئك وأولهم وأعلاهم .. فإذا فهمنا ذلك : فهمنا لماذا الله أو الإله الحق هو واجب الوجود أو ذو وجود أزلي : لا يسبقه عدم : ولا يسبقه خالق له ولا سبب له ولا محدث ..
---------------------

*** ((4)) دليل قصور أزلية المادة أو القوانين ***
1... رأي المعارضين :
عندما أدرك الملاحدة استحالة فكرة تسلسل الحوادث أو الأسباب إلى ما لا نهاية : فقد ادعوا أزلية المادة أو القوانين التي عنها ظهر الكون الذي نعيش فيه الآن بكل ما فيه .. وأن أزلية المادة مع قوانينها هي التي أظهرت لنا الكون .. وأنها في ذلك : لم تحتج لصانع ولا خالق ولا مدبر !!!.. 

2... رأي المؤمنين :

يرى المؤمنون أن الملاحدة لا يفعلون إلا خلع صفات الإله الحكيم المريد القادر : ويلبسونها للمادة الصماء التي لا عقل لها ولا تفكير : أو لقوانين لا وجود مادي حقيقي لها بالفعل !!.. 
>>
فأما أزلية المادة : فقد أثبت العلم الحديث أن نظرية الانفجار الكبير دلت على بدء ظهور المادة والزمان والمكان والقوى الأربعة الأساسية في الكون : في لحظة واحدة - عند زمن بلانك - : وكل ما قبلها مجهول !!.. وهنا سؤالين وهما : من الذي أذن لهذا الظهور المفاجيء أن يحدث في هذه اللحظة المحددة من الوجود ؟؟!!.. فإذا قيل أنها ذبذبة كمومية قلنا : مَن الذي ذبذبها ؟؟.. ومَن الذي حدد طولها ووقتها - رغم أن الذبذبة لها وقت وهو ما يتنافى مع قولهم بأنه لم يكن هناك زمن بعد - !.. أيضا : لو كانت المادة أزلية : فظهور الحرارة في الكون في شكل تجميعات النجوم والمستعرات الضخمة : ينافي قانون الثيرموديناميك الثاني : وهو أن انتروبيا أي نظام تسعى دوما إلى الانتشار والثبات : كما تنتشر نقطة الحبر في الماء وتصل إلى انتظام التوزيع فيه .. ولذلك : فإن مجرد تجميعات الطاقة والحرارة في كون دوري يظهر ثم ينكمش ليظهر ثم ينكمش إلى ما لا نهاية كما يدعون : هي تحتاج لبذل شغل في كل مرة : فمَن الذي يبذل هذا الشغل لعمل هذه التجميعات التي نراها في الكون في كل مرة : وضبط أنتروبيتها ؟!.. أيضا لو كانت المادة أزلية : لما كان هناك أي مبرر ليتم ضغط الكون في نقطة ما قبل الانفجار الكبير : ثم انفجاره من بعدها !!.. وذلك لأنه من القانون الثاني للثيرموديناميك أيضا : فالمفترض لو أن المادة أزلية : أنها قد وصلت لمرحلة الاستقرار التام والحراري والطاقوي منذ الأزل !!!.. وأما السؤال الثاني فهو : وهل مجرد ظهور المادة للوجود ومعها الزمن والقوى الأربعة : تعني أن ينبثق عن كل ذلك فجأة كل هذا الكون العظيم بكل تنظيمه ودقته ليؤدي في النهاية لظهور الإنسان والحياة على الأرض ؟!!.. والسؤال بصيغة أخرى - ورغم عجز الملاحدة عن إثبات أزلية المادة كما رأينا - : وهل كل مشكلة ظهور الكون والحياة : هي في مجرد إثبات (الأزلية) لشيء ما : سواء كان الله أو المادة إلخ ؟.. أم أنه مع الأزلية وجب أن يكون هناك صفات أخرى مثل الحكمة والعلم والخبرة والقدرة والإرادة إلخ ؟؟.. ومن هنا ظهر موقف آخر أكثر إحراجا للملاحدة وهو : اكتشاف الفيزياء الحديثة والعلوم المعاصرة لما أسماه العلماء : الكون المُعد بعناية Fine-tuning of universe !!.. والذي بلغت دقته وفي تعيين الثابت الكوني Cosmological constant له لظهور الحياة على الأرض : رقما حسابيا مهولا بلغة الاحتمالات العشوائية : يحتاج لتحقيقه - من غير فاعل حكيم مريد قادر - أزمانا تخطت زمن تولد الكون نفسه بمليارات مليارات مليارات إلخ المرات !!..
>>
وهذا ما دعى بعضهم للحديث عن : أزلية القوانين !!.. حيث لم يجدوا أمام هذه الحقائق الدامغة إلا الاعتراف بـ ( استحالة ) ظهور ذلك عن طريق الصدفة !!.. وذلك لاستحالة حدوث احتمال 1 : 10 أس 122 !!!.. وهي قيمة الثابت الكوني الذي توصل لها العلماء !!.. ولتخيل استحالة تحقق هذا الرقم على أرض الواقع .. فنحن نعرف أننا لو أتينا بكرة صغيرة جدا أصغر من الملليمتر : ووضعناها فوق مسمار صغير : لاستقرت عليه لصغر قطرها بالنسبة لعرض المسمار .. فإذا جئنا بكرة أكبر : ولتكن في حجم كرة البينج بونج لتستقر فوق هذا المسمار الصغير : لوقعت من فوقه بلا شك ّّ.. والآن : يُمثل العلماء دقة ثوابت قوانين الفيزياء لتكون الكون بأنها بمثابة وقوف كرة الكون كله فوق هذا المسمار !!!.. أو كما قال أحد العلماء : " إن الدقة التي نظمت العمليات التي تحكمت في نشاة الكون وتطوره إلى ما هو عليه الآن : شبيهة بدقة مَن يستطيع أن يصيب بسهمه هدفا مساحته سنتيمتر مربع : من مسافة تبعد خمسة عشر مليار سنة ضوئية : هي حدود الكون المرصود حاليا " !!!!.. ولكن : هل ادعاء أزلية القوانين التي أعطت لكل هذه الثوابت قمتها بصورة أزلية وجاهزة بعيدا عن التجربة والخطأ : هل هو حل علمي ومعقول ؟؟.. المؤمنون يردون على ذلك فيقولون : أن القوانين في حد ذاتها : ليست شيئا ماديا له وجود على أرض الواقع لكي نستطيع وصفه أصلا بالأزلية !!.. بل هي مجرد (علاقات) تصف علاقات الأشياء بعضها ببعض : ولا يمكنها أن تولد لنا تلك الأشياء نفسها !!.. مثال : عندما نقول أن 2 دولار + 2 دولار = حتما 4 دولار : فنحن هنا لم نخلق دولارات !!.. ولم تظهر دولارات من هذه القوانين !!.. وهنا لا يجد العلماء الملاحدة إلا العودة إلى ما كانوا يعيبونه على المؤمنين من قبل وهو : افتراض أشياء ميتافيزيقية غيبية : لا يمكن التحقق منها تجريبيا !!!.. وذلك ما سنتعرض له في النقطة التالية ..
---------------

*** ((5)) دليل الإمكان : يهدم نظريات الأكوان المتوازية ***
1... رأي المعارضين :
عندما رأى الملاحدة كل هذه العقبات في سبيل إثبات ظهور الكون الذي نعيش فيه : صدفة أو عشوائيا : وأنه لا يساعدهم في إثبات ذلك : أي دليل مادي (تجريبي) من تلك الأدلة التي حصروا الفكر الإنساني بها وتناسوا معها أدلة الاستنباط والاستدلال والاستقراء للإيمان بما لم نره بناء على آثاره .. عندما وجدوا كل تلك العقبات قالوا : إذا هناك عمل آخر للصدفة وهو : أنها خلقت أكوانا بكل عدد الاحتمالات الممكنة من القوانين والثوابت : ولم يخرج منها كونا متسقا منتظما دقيقا محققا لظهور الحياة : إلا كوننا هذا !!.. يقول ريتشارد داوكنز في حواره مع ستيفن واينبرج على موقعه الرسمي : " إذا اكتشفت أن هذا الكون المدهش : معد فعليا بعناية .. أعتقد ليس أمامك إلا تفسيرين إثنين .. إما خالق عظيم أو أكوان متعددة " !!.. If you discovered a really impressive fine-tuning ... I think you'd really be left with only two explanations: a benevolent designer or a multiverse. --- VOICES OF SCIENCE ..Richard-Dawkins-Steven-Weinberg-Lawrence-Krauss-PZ-Myers-David-Buss .. ويقول ليونارد سوسكايند في كتابه The Cosmic Landscape, p. 88: " إن الثابت الكوني من الرهبة بمكان بحيث أنه يصير بهذا المقدار الذي لا يسمح بتدمير النجوم والكواكب والذرات لكن ما هذه القوة الغامضة والعجيبة التي استطاعت ان تحسب هذا الموقف المعقد للغاية !!.. إن قوانين الفيزياء متوازنة على حافة سكين حاد للغاية وإذا كان الأمر كذلك فإنه يطرح أسئلة كبيرة " .. ومن هنا قالوا أن هناك من الأكوان ما عدده 10 أس 500 كون !!!.. وهو الرقم الذي اقترحه الفيزيائي الملحد ستيفن هاوكينج في كتابه الأخير ((التصميم العظيم)) !!.. 

2... رأي المؤمنين :

في الوقت الذي أثبتنا فيه اتصاف الله عز وجل بأنه : واجب الوجود أو أزلي الوجود : وبرهنا على ذلك من استحالة تسلسل الأحداث أو الأسباب إلى الأزل : فإن المؤمنين في مقابل ذلك يقولون أنه : كل شيء كان ممكن الحدوث بأكثر من صفة أو بأكثر من صورة : فذلك يعني تعدد إمكانات ظهوره .. وطالما ظهر أو تحقق بإحدى هذه الإمكانات : فذلك يعني انه هناك (( مَن )) حدد له هذه الإمكانية لظهوره واختارها !!.. وعلى ذلك : حتى مهما ادعى الملاحدة أعدادا مهولة لظهور أكوان متوازية - ووضعوا لها رقما لا يمكن تخيله مثل 10 أس 500 - : فنقول : أن مجرد تحديد هذا الرقم وليس غيره : دل على أن هناك أيضا خالق مريد حكيم !!.. هذا بالنسبة لنقد الفكرة منطقيا وبداهة ..
>>وأما نقدها من حيث الناحية التجريبية : فغير ممكن !!.. لأن الملاحدة لجأوا فيها أخيرا للميتافيزيقا والغيبيات التي خارج الحواس فشابهوا إيمان المؤمنين والذي كانوا لا يقبلونه من قبل !!.. وذلك لأنه من المستحيل عمليا رصد مثل هذه الأكوان أصلا للتأكد من وجودها من عدمه !!.. وقد اعترف العلماء الداعمين لهذه الفكرة أنفسهم بذلك .. أمثال ليونارد سوسكايند الذي يقول أن رصد كون آخر هو مستحيل علميا ومنطقيا والسبب في ذلك : يرجع لما يُعرف بأُفق الجسيم the particle horizon وهو أقصى مسافة من تلك الجسيمات التي ستحمل لنا معلومات عن أكوان أخرى .. والتي ما أن تصل للراصد : حتى يكون عمر الكون نفسه قد انتهى منذ مليارات السنوات الضوئية !!.. وأي كون آخر حتما هو خارج أُفق الجسيم the particle horizon !!.. 
>>
وأما نقد هذه الفكرة فيزيائيا وعلميا : فهو أن كل انفجار لبداية كون : سيتطلب نفس الثابت الكوني المدهش ونفس الإعداد بعناية في كل نموذج كوني متكون http://en.wikipedia.org/wiki/Cosmological_constant !!.. وإلا فلن يتكون شيء !!.. وهذا دليل جديد على الخطأ العلمي لهذه النظرية : the model “entails the same degree of tuning required in any cosmological model http://en.wikipedia.org/wiki/Cosmological_constant .. وهنا تتجلى لنا منطقية المؤمنين في إيمانهم - بكل بساطة - بإله خالق مريد حكيم مدبر قادر : هو الذي خلق كل شيء لغاية وبإحكام .. وحتى في لغة المنطق : نجد أنه طبقا لشفرة أوكام Occam's razor : فإن أبسط التحليلات لمشكلة معقدة هي الصحيحة وينبغي اختيار أبسط نظرية تناسب حقائق المعضلة ..
-----------------

*** ((6)) دليل الخلق ضد التطور ***
1... رأي المعارضين :
إن المعارضين لفكرة الخلق : يدافعون باستماتة عن البديل عن الإله : ذلك البديل الذي يمكن وصفه من وجهة نظرهم بأنه (علمي) .. فاستقروا على أنه التطور .. ثم بدأوا في سوق العديد من الأدلة عليه .. من الحفريات والمتحجرات لكائنات وسيطة - وخصوصا لأسلاف الإنسان الأشبه بالقرود - : ومرورا برؤيتهم لتطور الجنين البشري .. وآثار كثيرة لكائنات انتقالية بين الكائنات الحية المستقرة على شجرة التطور .. وهم مؤمنون بأن كل ذلك نتج عن الصدفة العمياء والمادة الصماء : منذ تكوين الخلية الحية الأولى وإلى حدوث العديد من الطفرات العشوائية التي تنتج أشكالا في أجساد الكائنات الحية : منها ما قد يكون له فائدة في بيئتها : ومنها ما لا يكون له فائدة - وهو الأكثر من المفترض وتبعا للعشوائية - وهنا يأتي دور الانتخاب الطبيعي في استبقاء الأفضل ملائمة لبيئة الكائن الحي .. واستبعاد ما لا نفع منه .. 

2... رأي المؤمنين :
بالنسبة لتكون أول خلية حية صدفة : فهو مستحيل أيضا بلغة الاحتمالات مثله مثل ضبط الثابت الكوني !!.. إذ أن تكون بروتين واحد وسطي بواسطة الصدفة - والبروتينات هي العنصر الفعال في الخلية - يتطلب محاولات عشوائية أطول من عمر الكون نفسه وإلى اليوم بمليارات مليارات مليارات السنين !!.. وأما بالنسبة لظهور البروتين الأول أم الحمض النووي الوراثي الأول : فهي معضلة أخرى على غرار معضلة البيضة أم الفرخة !!.. لأن البروتينات التي تكونها الخلية : هي تتكون عن طريق معلومات على الشريط الوراثي والحمض النووي .. وفي المقابل : فإن الحمض النووي أيضا لا يتكون إلا عن طريق البروتينات : فهي التي تعمل على تركيبه وتحريكه وقيادته !!!.. فأيهما ظهر أولا ؟!!.. هذا غير التعقيد البالغ في الخلية الحية الصغيرة التي لم يكن التطوريون في باديء أمرهم يعرفون عنه شيئا .. حيث كانت تظهر تحت الميكروسكوب في زمن داروين كلطعة صغيرة تحت الميكروسكوب .. فإذا بهم في العشرات السنين الماضية يكتشفون أنها عالم متكامل أشبه بالمدينة الكاملة !!!.. وما زالوا يكتشفون فيها العجائب تلو العجائب إلى اليوم !!.. ولعل من أغرب ما فيها أيضا ويهدم الصدفة والعشوائية والتطور كذلك : هو وجود نظام تصحيح أخطاء الدي إن إيه DNA Repire .. إذ كيف ينشأ عن طريق الصدفة أو التطور او العشوائية : نظام دقيق لتصحيح أخطاء نسخ الحمض النووي أثناء النسخ أو التضاعف ؟!!!.. ومثل كل هذه المعلومات هي التي ساقت أحد أشرس الملاحدة في القرن العشرين وقد قارب سن الثمانين : لأن يتراجع عن إلحاده بعد ستين سنة من المدافعة عنه !!.. ألا وهو السير أنتوني فلو .. وأما أكبر معضلات الحمض النووي فهي : أنه ثبت أن كل صفة جسدية أو وظيفية في جسم أي كائن حي : لها شفرة دقيقة ومحددة داخل الشريط الوراثي الخاص به !!.. وأن فكرة ظهور صفة جديدة أو وظيفة جديدة أو حتى عضو جديد ليس له وجود في الكائن في الأصل : ليست بالسهولة ولا السذاجة التي كان يتخيلها التطوريون من قبل : لدرجة أنهم كانوا يتخيلون أن أي صفة جسدية مكتسبة في حياة الكائن الحي : يمكن أن يورثها لأبنائه !!.. - وهي الفكرة التي كان يعتقد بصحتها لامارك وعنه أخذها داروين كما نص في كتابه أصل الأنواع - !!.. وقد أثبت العلم أن الصفات الجسدية المكتسبة في حياة الكائن لا يتم توريثها جينيا للأبناء ..! وبذلك وجد التطوريون والملاحدة أنفسهم أمام حاجة لاستبدال كل ذلك بالطفرات .. فهي الوحيدة التي قد يقع بسببها تغيير في الحمض النووي والشريط الوراثي .. ولكن من جديد واجهتهم مشكلة التدقيق المتناهي في بنية الشريط الوراثي ودقته وتصليحه لأخطائه بنسبة كبيرة جدا : يعد ما يفلت منها من طفرات نتيجة أسباب خارجية على الكائن مثل الإشعاع وبعض المواد الكيميائية : تعد هذه الطفرات ضارة لا مفيدة !!.. وذلك لأنها تحدث في وسط كامل الانتظام والدقة !!.. تماما مثل الذي يهز تلفازا بقوة لتتغير محتوياته !.. فهل ستتغير إلى الأحسن ؟؟.. أم أنه سيفسد كل ما يطاله ذلك التغيير ؟؟.. والحقيقة أن الناظر لكمال الخلق في الخلية الحية ووظائفها وحمضها الوراثي الرهيب : ومرورا بكمال خلق الكائنات الحية وأعضائها التي يسعى العلماء فقط لمجرد محاكاتها في اختراعاتهم : ليعرف سذاجة عرض كل هذا الكمال والخلق على لغة الاحتمالات والأرقام !!.. الأمر أشبه بالسؤال عن احتمالية ظهور قصة صدفة أو قصيدة شعرية أو ساعة أو سيارة !!..
>>
وأما بالنسبة للحفريات والمتحجرات : فقد نص داروين على أنه لو صحت نظريته : فيجب العثور على عدد لا نهائي من حفريات الكائنات الوسطية بين الكائنات الحية : والتي من المفترض أنها نتجت حتما بسبب العشوائية في الطفرات والتباديل والتوافيق حتى يختار الانتخاب الطبيعي من بينها - وقد نسب داروين للأسف في كتابه صفات البشر والعقلاء للانتخاب الطبيعي ليجعله مُميزا ويختار بين الصالح والغير صالح - .. ولذلك قد اعتمد داروين كثيرا على ما ستأتي به الأيام من بعده .. ولكنه وبعد 150 سنة تقريبا من ظهور كتابه ونظريته : لم يتم العثور على حفريات لكائنات انتقالية صريحة !!.. ولا حتى كائنات مشوهة نتيجة العشوائية المفترضة في التطور !!.. وإنما كل الحفريات المكتشفة هي إما لكائنات منقرضة .. وإما لكائنات ظهرت فجأة في السجل والتاريخ الحفري للكائنات : ثم استمرت على نفس شكلها وهيئتها المورفولوجية وإلى اليوم لم تتغير !!.. أي بدلا من ظهور وتدرج الحفريات لتترجم لنا شجرة التطور الداروينية : تظهر الكائنات الحية فجأة في السجل الحفري ثم تسير في خط مستقيم بلا تفرعات !!.. وأما عن تطور الإنسان من سلف أشبه بالقرود : فأول ما يصطدم يصطدم بمباديء الانتخاب الطبيعي المفترض نفسه !.. وذلك لأن الكائن المنحني الماشي على أربعة أطراف بيدين وقدمين مميزتين : ليس هناك شيء يدفعه لتفضيل المشي على قدمين فقط وهو المرهق جدا بالنسبة له والمكلف له في طاقته الحيوية بما لا يحتاجه أصلا !!.. زد على ذلك أنه لو افترضنا ان تشوها ما وقع لأحد تلك الكائنات السلف الأشبه بالقرود : فجعله ذلك التشوه منتصبا : لعد ذلك عيبا له وليس ميزة : لأنه ساعتها سيكون أكثر عرضة لرؤية أعدائه له وهروب فرائسه منه !!.. وكذا الكفين والقدمين : لا حاجة لأن يفقدهما بقدرتيهما على تسلق الأشجار بقوة وتمكن إلى غير كفي وقدمي الإنسان القاصرتان عن ذلك !!.. ولهذا كله ليس أكثر من غش التطوريين في ادعاء حفريات لأسلاف الكائنات وخصوصا أسلاف البشر .. مثل فضيحة إنسان بلتادون وإنسان نبراسكا وإنسان جاوه وغيره الكثير .. ومثل ذلك في ادعاء أسلاف للحوت وللطيور من الديناصورات وأسلاف للحصان إلخ !.. وحتى الخدعة الأخرى وهي إظهار بعض جماجم وهياكل القردة العليا على أنها سلف الإنسان : أو إظهار بعض الفصائل البشرية المنقرضة - كالنياندرتال - على أنه سلف الإنسان : فقد ظهر كذب وخطأ كل ذلك .. فحتى إنسان النياندرتال اكتشفوا له حياة بشرية كاملة من صنع واستخدام أدوات الصيد ومن حياكة ملابس وعزف على أدوات موسيقية بل : ومراسم دفن لأمواته ..
>>
وأما المعضلة الفلسفية الكبرى حقيقة في التطور وفي مادية الإلحاد وصدفيته وعشوائيته : فهو في فشل كل ذلك في تفسير سر تميز الإنسان في الكون !!.. حتى مولود الإنسان : يستغرق أطول وقت من بين كل مواليد المخلوقات الحية : ليعتمد على نفسه !!!.. فهل هذا له مغزى وفائدة في التطور ؟؟.. أم أنه يشير إلى أن مولود الإنسان هو في حاجة أكبر للمكوث مع والديه وتربيتهما له وعنايتهما به وغرسهما العديد من المعنويات في نفسه وقلبه وعقله ؟!!.. ولعلنا هنا نتذكر ألفريد راسل والاس : والذي كان معاصرا لداروين وطرح قبله فكرة الانتخاب الطبيعي : عندما قال أنه يؤمن بقوة روحية عليا في الكون : هدفها إيجاد الإنسان !!.. وقال أنه هناك 3 أشياء لا يمكن تفسيرها بالانتخاب الطبيعي - رغم أنه طارح فكرته قبل داروين كما قلنا - وهذه الثلاثة أشياء هي : 1- ظهور الحياة لأول مرة 2- ظهور الوعي في الكائنات الحية 3- ظهور شكل وعقل الإنسان !!.. وبالفعل صدق والاس في كل ذلك إلى حد كبير ..! فبالتفكر في أمر بسيط يحدث لكل البشر مثل الأحلام مثلا : تواجهنا (ماديا) العديد من العقبات التي لا يمكن تفسيرها بتفسيرات سطحية مثل أن الأحلام هي ترجمة لدواخل الإنسان !!.. فالأمر أعقد من ذلك بكثير كما دلت الدراسات النفسية والفسيولوجية الحديثة .. بل لعل أكبر معضلة تواجه الإلحاد المادي هنا والتطور : هو مسألة رؤية المستقبل أثناء النوم !!.. أو رؤية أشياء تقع وتتحقق بالفعل في المستقبل القريب أو البعيد !!.. فهذه لا يمكن تفسيرها بكل المقاييس من واقع الإلحاد المادي البحت والتطور !!.. فهي تدل على وجود شيء بداخل الإنسان : لا يخضع للكون المادي الذي نعيش فيه !!.. شيء قادر على تخطي حدود المادة والزمن بكل سهولة وبدون بذل طاقة ليتخطى سرعة الضوء كما افترض العلماء !!.. ولعله من الطريف هنا أنه في عام 1969م : أجرت مجلة الصنداي تايمز اللندنية استقراءً بالتجربة في شهر نوفمبر : وكان موضوعه عن الأحلام .. وأجاب عنه حوالي 25 ألف شخص !!!!!.. وقد أكد 25 % من المشتركين في الاستقراء على أنهم حلموا بأشياء في المستقبل : وتحققت !!..
---------------

*** ((7)) دليل الخير والشر ***
1... رأي المعارضين :
بما أن الكون كله عبارة عن خبطة صدفة بلا اتجاه ولا هدف ولا غاية .. وبما أن ظهور الإنسان هو نتيجة طبيعية للتطور عن كائنات أخرى أقل منه في سلم التطور .. وبما أنه يشاركها في نفس الأسس الحيوانية .. إذا ما يقبله التطور من آليات للبقاء يقبله كذلك الملاحدة .. مثل البقاء للأقوى .. ومثل نسبية الأخلاق أو القيم والمباديء !!.. فما هو خير اليوم : قد يكون شرا غدا !!.. وما هو جيد عند قوم وأخلاقي : لا مشكلة في أن يكون سيء عند قوم آخرين وغير أخلاقي .. وهكذا تنمحي الفواصل بين الخير والشر في كلمة واحدة للإنسان الملحد لو طبق إلحاده وهي كلمة : المنفعة الذاتية والشخصية البحتة !!.. وأما لو صح وجود الخير المطلق والشر المطلق : فلماذا يوجد شر في العالم والإله قادر على منعه ؟!!..

2... رأي المؤمنين :
في الوقت الذي ينظر فيه الملاحدة والتطوريون للإنسان على أنه حيوان مثله مثل باقي الحيوانات الناتجة عن التطور : ينظر المؤمنون إليه بأنه صنعة الله التي أراد اختبارها وتصفيتها من هذه الحياة ليستبقي منها الأخيار في جنته : ويستبقي منها الأشرار في عذابه .. وحتى التدرج في ظهور الكائنات الحية على الأرض والتي ظهر الإنسان في نهايته : فذلك لإقامة التوازن الحيوي بين كل مكونات الأرض .. من بكتريا ومواد تحلل وأسماك ونباتات وحيوانات تتغذى على النباتات ثم الإنسان يستخدم وينتفع بكل ذلك في طعامه وشرابه وفي شتى الاستخدامات .. وحتى التشابه في التركيب الجيني بين الإنسان وبين غيره من نباتات أو حيوانات : هو لتوحيد مواد هضم السلاسل الغذائية .. فالإنسان مثلا لن يأكل المعادن !!.. والآن نعود إلى دليل الخير والشر ..
>>
المؤمنون يعرفون أن الله تعالى قصد بخلقه الإنسان اختباره في هذه الحياة .. هل سيتعرف عليه ويطيع رسالاته إذا وصلته أم لا ؟؟.. هل سيستخدم قدرات عقله في الإيمان بما وراء الحواس أم لا ؟؟.. وتماما كما نفعل في حياتنا اليومية عندما نستدل على أشياء غائبة أو لا نراها : عن طريق استقراء آثارها .. فأنا مثلا قد أنظر إلى لمبة الإضاءة الفلوروسنت : وأستنتج من دقة صناعتها وغايتها وتراكيبها : أنها من صنع صانع : عاقل له علم وقدرة على التصميم وخبرة ودقة إلخ .. رغم أني لم أره .. وهكذا هي آيات الله تعالى وعلامات وجوده في كل كونه وفي المخلوقات بل : وفي جسم الإنسان نفسه المعجز في كل شيء فيه .. إذا ً: الإنسان مخلوق لغاية وامتحان وهي التعرف على الله وعبادته التي هي طاعته والتسليم لأوامره ونواهيه التي فيها خير للجميع .. 
>>
وعلى هذا المؤمنون يؤمنون بان الخير والشر مطلقين وليسا نسبيين متغيرين بتغير المنفعة الذاتية والشخصية لدى كل إنسان !!.. وهذا تدل عليه الفطرة الإنسانية السوية .. والتي تعرف الفرق بين الحق والباطل .. بين الظلم والعدل .. بين الصدق والكذب .. بين الأمانة والخيانة .. وليس أدل على مطلق هذا الخير والشر : من أن الملحد نفسه إذا استباح لنفسه فعل شر في الآخرين - مثل أن يظلمهم مثلا - : فهو لن يقبله على نفسه مهما كان !!.. 
>>
وهنا آخر ما نختم به هو : أن سبب الالتباس عند الملاحدة في معضلة وجود الشر في العالم رغم قدرة الإله على منعه : هو أنهم أخطأوا في فهم سبب الحياة أصلا وهو ((اختبار الإنسان)) لإظهار الخير من الشر فيه .. والسؤال الآن : كيف سيظهر شر الأشرار : إذا منعه الله ؟!!.. وأما العقل والمنطق فيقولون : أن الله تعالى يسمح لذلك الشر بالوقوع : ثم هناك يوم الحساب بعد الممات : يُجازى فيه الأشرار بشرهم خالدين في العذاب الذي يناسبهم .. ويُجازى فيه الأخيار بخيرهم وإيمانهم وصبرهم واحتمالهم وظلمهم الذي تعرضوا له : خالدين في الجنة قرب رب العالمين .. ولو أراد الله منع كل شر في العالم : لفعل .. ولكن ذلك ينافي معنى الاختبار .. ولو أراد أن يحمل كل البشر على الإيمان به من غير اختيار لفعل : ولكن ذلك أيضا لن يظهر خيرهم من شرهم وحرية الاختيار التي أودعها فيهم : واستخدامهم لعقولهم التي وهبها لهم ..