12)) وصف مختصر للرسول (محمد) صلى الله عليه وسلم ..
بقلم : أبو حب الله ..
كان الاختيار في هذه المرة صعبا ًبحق أمام الشيخ (محمد) ... إذ أن عدد الذين رفعوا أيديهم هذه المرة في القاعة : قد فاق كثيرا ًعددهم من قبل !!!...
فبدا الأمر وكأن كل منهم :
قد خاف أن ينتهي وقت الندوة : من قبل أن تتاح له الفرصة لإلقاء سؤاله على الشيخ المسلم !!!...
وهنا .. تدخل حاكم المدينة المستر (فيليب جونز) قائلا ً:
أود أن أ ُذكركم جميعا ًبأننا لن نعلن انتهاء هذه الندوة : إلا وقد سمع كل مَن في القاعة : إجابة ًعن تساؤلاته ...
وأعتقد أن الشيخ (عبد الله) : يتوسع في ردوده على أسئلتكم : لتحقيق هذا الغرض بالفعل ...
لذا ... فأرجو من الجميع الاطمئنان ....
وهنا ... تجاهل الشيخ (محمد) :
المرأة الوحيدة التي ترفع يدها في الصف الأول (مرة أخرى) وهو يتطلع إلى القاعة !!!...
حيث قام باختيار أحد الرجال من الجانب الأيمن للقاعة من أمامهم ...
وبالفعل : انتقلت الكاميرات إليه ... وانتقلت معها أعين الحاضرين لتنظر لصورة هذا السائل الجديد :
والتي تصدرت الشاشة الكبيرة خلف المنصة كالعادة ...
وكان السائل الجديد : رجلا ًفي أواخر الخمسينات من عمره ... وكانت تبدو عليه ملامح الهيبة والوقار ...
والذي بدأ كلامه قائلا ً:
في البداية : أعتذر بشدة للشيخ (محمد) والقائمين معه على تنظيم هذه الندوة !!!...
وسبب اعتذاري هو : أنني قد خالفت طلب الشيخ (محمد) بعدم حضور (المسلمين) أو (حديثي الدخول في الإسلام) لهذه الندوة !!.. وذلك لأنه : كان يرغب في تخصيص أكبر عدد ممكن من المقاعد : لحضور (غير المسلمين) :
لعل الله تعالى أن يفتح عليهم بالهداية كما فتح علينا !!!...
نعم إخواني ... لا تتعجبوا ...
فأنا (مسلم) منذ أقل من شهر واحد فقط !!!....
ولو علم الشيخ (محمد) ذلك : أعتقد أنه لم يكن ليختارني لهذا الموقف !!!...
وهنا .. رأى الجميع ملامح القلق التي بدت على وجه الشيخ (محمد) ... في حين ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
أهلا ًبك أخي في الإسلام في أي وقت وفي أي مكان ...
وأود لو أعرف اسمك حتى أناديك به ...
وهنا .. ابتسم الرجل لردة الفعل المريحة هذه من الشيخ (عبد الله) .. فواصل كلامه قائلا ً:
اسمي السابق الذي يعرفني به الكثيرون هنا كرجل أعمال هو : (مارك هاف لو) ...
وأما بعد إسلامي والحمد لله : فقد اخترت اسما ًإسلاميا ًيتطابق مع اسم أكثر الشخصيات الإسلامية التي أ ُشبهها !!.. فتسميت باسم : (سلمان) : نسبة ًللصحابي الجليل : (سلمان الفارسي) رضي الله عنه ...
وهنا قال له الشيخ (عبد الله) :
أهلا ًبك أخ (سلمان) ... والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ...
وهنا ابتسم (سلمان) قائلا ً:
لكم كنت أود أن أطرح سؤالي مياشرة عليك أيها الشيخ ... ولكني أرجو منك ... بل أرجو من كل الحاضرين أن يسمحوا لي بالحديث عن نفسي : لمدة 7 دقائق فقط !!!..
أرجوكم !!!...
7 دقائق فقط : ثم سأسأل سؤالي !!!...
وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) وهو يقول له :
حسنا ًأخ (سلمان) ... ولكن : أدعو الله تعالى ألا تكون كثير الكلام مثلي !!!... لأنه في ذلك الوقت :
لن تتسع الندوة أبدا ًلاثنين مثلنا معا ً!!!...
وهنا .. ابتسم الحاضرون وهم يترقبون بلهفة : ماذا سيقول رجل الأعمال الشهير هذا !!!!...
فبدأ مستر (سلمان) حديثه قائلا ً:
حسنا ً... أرجو أن تسامحوني إذا زادت الـ 7 دقائق إلى 10 أو 11 دقيقة !!!...
وهنا : انفجر الجميع بالضحك (حتى رجال الصف الأول) من الطريقة المرحة التي قال بها مستر (سلمان) هذه العبارة ...
ولكنه سرعان ما عاد مرة أخرى لطبيعته المتزنة الوقورة وهو يقول :
أولا ً: يجب أن تعرفوا أني كرجل أعمال ناجح : فأنا ممن يعرفون أهمية وقيمة (الوقت) جدا ً...
ولولا أني أعرف أهمية ما سأحكيه لكم الآن عن نفسي : ما كنت أضعت وقت الشيخ ووقتكم به !!!...
ثانيا ً: اعذروني على سرعة الكلام واختصاره في نقاط قصيرة : وذلك لحرصي على وقت الندوة الثمين ....
وأما بداية قصتي :
فهي أنه قد رزقني الله تعالى : (عقلا ًواعيا ً) ... و(ذكاءا ًوقادا ً) منذ الصغر ... هكذا باعتراف كل مَن حولي ..
حيث كنت لا أكتفي بأن أتلقي المعلومات وأسمع وأشاهد وأقرأ فقط ككل طفل :
بل كنت دوما ً: (أحكم) على كل ما أسمعه وأشاهده وأقرأه بأن أ ُمرره على عقلي الصغير آنذاك !!!!....
ومن أوائل الأشياء التي جذبت انتباهي للحكم عليها كان هو : (الدين) ....
وبرغم أن كلامي القادم : سوف يُغضب الكثير من رجال الدين هنا في القاعة :
إلا أني مضطر لإخبار الحاضرين به !!!.. لأن فيه تأكيدا ًلما قاله الشيخ (عبد الله) لكم من قبل ...
وهنا .. انتقل مخرج الندوة بكاميراته إلى وجوه رجال الدين في الصف الأول ... والذين سرعان ما تبدلت ابتساماتهم إلى : ملامح استياء وقلق من هذا الكلام !!!... فبدا وكأنهم يقولون بداخلهم :
أوووه ... ليس ثانية !!!.. كفانا مصائب وفضائح في هذه الليلة !!!...
في حين بدأ الحاضرون في الإنصات أكثر لكلام مستر (سلمان) الذي واصل قائلا ً:
في البداية : أحسست بغموض كبير يكتنف هذا (الدين المسيحي) الذي أدين به !!!... فمنذ الصغر :
وعشرات الملاحظات والتساؤلات التي تقفز في ذهني دوما ًبدون إجابة !!...
والتي كنت أعرضها دوما ًعلى رجال الدين في مدينتي :
ولكني لم أتلق منهم في مرة من المرات : إجابة مقنعة أو شافية : أو حتى يتقبلها عقلٌ واع ٍ!!!...
ناهيك عن (تجاهلهم لي) و(سخريتهم مني) لصغر سني وقتها !!!...
مما دفعني للأبد : لفقدان الثقة فيهم كرجال دين : يتحدثون عن (الرب) !!!.. بل وتيقنت وقتها بأن أحدهم بالفعل :
قد لا يكون يعرف من دينه : بأكثر مما أعرفه أنا !!!...
ومن هنا : سقطت أي (قداسة) للدين من نظري !!!...
وذلك بدءا ًمن (رجال الدين) و(البابا) نفسه : وانتهاءا ًبـ (الإنجيل) أو (الكتاب المقدس) !!!...
وبمجرد سقوط تلك (الهالة الخادعة) من (القداسة) التي يرسمونها حولهم وحول (الكتاب المقدس) الذي في أيدينا :
لسرعان ما توالت (عشرات) .. لا .. بل (مئات) الملاحظات والأخطاء والتناقضات التي اكتشفتها في ديننا !!!...
فقد صرت (أكثر جرأة) في النقد والتمحيص وفي استخراج الأخطاء والتناقضات :
من الكتاب الذي طالما وصفوه لنا بـ (المقدس) !!!...
فقمت بتجميع (مئات) التناقضات منه : وكأني أنتقم من رجال الدين الذين تجاهلوني وسخروا مني في الصغر !!!...
ولولا ضيق وقت الندوة كما تعلمون : لكنت عرضتها جميعها عليكم !!!...
ولكني : سأكتفي ببعض الأمثلة القليلة : والتي يمكن لأي منكم أن يستخرجها من هذا الكتاب (اللا مقدس) !!..
فقط : إذا حرر نفسه من فكرة (قداسته المزعومة) !!!...
فخذوا مثلا ً: (التناقضات) في النصوص والأسفار والأناجيل والرسائل التالية :
ولاحظوا أنها تناقضات : لا يمكن تأويلها بحال ٍمن الأحوال أو الجمع بينها أبدا ً: مهما حاولوا الدفاع عنها :
بعكس تناقضات الإسلام مثلا ًوالتي يزعمها البعض : ويُـفندها لنا علماء الإسلام !!.. واقرأوا معي :
1)) التكوين 1 : 3- 5 : " فى اليوم الأول : الله خلق النور ثم فصل النور عن الظلمة " ...
وفي نفس السفر 1 : 14- 19 : " تم ذلك فى اليوم الرابع " !!!!...
2)) التكوين 1 : 24- 27 : " خلق الله الحيوانات قبل الإنسان " ...
وفي نفس السفر 2 : 7 و19 : " خلق الله الإنسان قبل الحيوانات " !!!...
3)) التكوين 1 : 31 : " أ ُعجبَ الله بما خلق " ...
وفي نفس السفر 6 : 5- 6 : " لم يعجب الله بما خلق وحزن وتأسف " !!!..
4)) التكوين 2 : 17 : " كتب على آدم أن يموت يوم يأكل من شجرة المعرفة " ..
وفي نفس السفر 5 : 5 : " آدم عاش بعدما أكل من الشجرة : 930 سنة " !!!...
5)) التكوين 10 : 5 و20 و31 : " كل قبيلة لها لغتها ولسانها " ...
وفي نفس السفر 11 : 1 : " كانت الأرض كلها لسانا ًواحدا ًولغة واحدة " !!!..
6)) التكوين 16 : 15 و21 : 1- 3 : " إبراهيم له ولدان : إسماعيل وإسحاق " ...
العبرانيين 11 : 17 : " إبراهيم له ولد واحد وحيده إسحاق (وتم إستبعاد إسماعيل) " !!!...
7)) التكوين 17 : 1- 11 : " الرب يقول : عهد الختان : عهدا ًأبديا ً" ...
غلاطية 6 : 15 : " بولس يقول : ليس الختان ينفع شيئا ً(وبذلك ينفي كلمة الرب كما قال الشيخ) " !!!..
8)) الخروج 20 : 1- 17 : " الرب أعطى الوصايا العشر لموسى مباشرة : بلا وسيط " ...
غلاطية 3 : 19 : " أعطاها الرب : مُرتبة بملائكة : وفى يد وسيط " !!!...
9)) الملوك الثانى 2 : 11 : " صعد إيليا فى العاصفة إلى السماء " ...
يوحنا 3 : 13 : " لم يصعد أحد إلى السماء إلا ابن الإنسان (أي يسوع) " !!!...
10)) متى 1 : 6 – 7 : " نسب يسوع عن طريق : سليمان بن داوود " ...
لوقا 3 : 23 - 31 : " نسب يسوع عن طريق : ناثان بن داوود " !!!...
وأما الغريب : فهو : كيف يكون لـ (يسوع) نسب أصلا ً: وهو ليس له (أب) !!!!...
11)) متى 1 : 16 : " يعقوب النبي : والد يوسف " ...
لوقا 3 : 23 : " هالى : والد يوسف " !!!...
12)) متى 1 : 17 : " جميع الأجيال من داوود إلى المسيح : ثمانية وعشرون جيلا ً" ...
لوقا 3 : 23 - 28 : " عدد الأجيال من داوود إلى المسيح : أربع وثلاثون جيلا ً" !!!...
13)) متى 2 : 13 – 16 : " يوسف النجار : أخذ يسوع وأمه وهربوا إلى مصر " ...
لوقا 2 : 22 – 40 : " عقب ميلاد يسوع : يوسف ومريم ظلا فى أورشليم ... ثم عادوا إلى الناصرة !!!..
(أى أنهم لم يذهبوا إلى مصر بالمرة !!!.. بل ولم يرد حتى ذكر ذبح الأطفال بأمر هيرود) " !!!...
14)) متى 5 : 17 – 19 : " يسوع : لم يأت لينقض الناموس " ...
أفسوس 2 : 13 – 15 : " يسوع : قد أبطل الناموس بجسده " !!!...
15)) متى 10 : 2 ... ومرقس 3 : 16 – 19 ... ولوقا 6 : 13 – 16... وأعمال الرسل 1 : 13 :
" تختلف جميعها في أسماء وأعداد الحواريين " !!!!..
16)) متى 10 : 34 : " جاء يسوع ليُلقى : سيفا ًوليس سلاما ً" !!!...
لوقا 12 : 49 – 53 : " جاء يسوع ليُلقى : نارا ًوانقساما ً" !!!...
يوحنا 16 : 33 : " جاء يسوع ليُلقى : سلاما ً" !!!..
17)) متى 16 : 18ـ 19 : " يسوع يقول : أنت بطرس .. وعلى هذه الصخرة : ابنِ كنيستي .. وأبواب الجحيم : لن تقوى عليها .. وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات " ..
متى 16 : 23 : " فالتفت يسوع وقال لبطرس : إذهب عنى يا شيطان !!!.. أنت معثرة لى !!!.. لأنك :
لا تهتم بما لله .. لكن بما للناس " !!!..
مرقس 8 : 33 : " فانتهر بطرس قائلا ً: إذهب عنى يا شيطان !!!.. لأنك لا تهتم بما لله .. لكن بما للناس " !!...
فكيف يمكن لكنيسة في دينكم أن تقوم على شخص : يعتبره (المسيح) : (شيطانا ً) و(معثرة) و(لا يهتم بما لله) ؟!!...
18)) مرقس 14 : 44- 46 : " علامة خيانة يهوذا ليسوع : أن يـُقبله " !!!...
لوقا 22 : 47- 48 : " يهوذا : دنا من يسوع ليقبله " ...
يوحنا 18 : 2- 9 : " يسوع : خرج وسلم نفسه (ولا ذكر لقبلة يهوذا الشهيرة) " !!!...
20)) متى 27 : 5 : " يهوذا : طرح الفضة (أي النقود) أرضا ً.. ثم انصرف " ...
أعمال الرسل 1 : 18 : " يهوذا يقتنى حقلا ً: بأجرة خيانته " !!!...
21)) متى 27 : 5 : " يهوذا : خنق نفسه " ...
أعمال الرسل 1 : 18 : " يهوذا : يسقط على وجهه .. وانشق من الوسط : فانسكبت أحشاؤه كلها " !!!...
22)) متى 27 : 28 : " ألبسوا يسوع : رداءا ًقرمزيا (علامة على الإهانة) " ..
مرقس 15 : 17 : " ألبسوه : رداءا ًأرجوانيا ً(علامة على المَلَكية) " !!!..
23)) متى 27 : 32 : " سمعان القيروانى : قد سُخِـر لحمل صليب يسوع " ...
يوحنا 19 : 17 : " خرج يسوع : حاملا ًصليبه بنفسه " !!!...
24)) متى 27 : 46 – 50 : " كانت آخر كلمات يسوع : إيلى إيلى لما شبقتنى .. أي إلهى إلهى لماذا تركتنى " ..
لوقا 23 : 46 : " كانت آخر كلمات يسوع : يا أبتاه : فى يدك أستودع روحى" !!!..
يوحنا 19 : 30 : " كانت آخر كلماته : قد أ ُكمل !!.. ونكس رأسه وأسلم الروح " !!!..
وهنا .. سكت مستر (سلمان) لينظر لوجوه الحاضرين وردود أفعالهم ...
ولكنهم على ما يبدو : لم يعد (يُـفاجئهم) كثيرا ً: (الطعن في دينهم) أو (في كتبهم) بعد الآن !!!...
وخصوصا ً: بعد كل ما ألقاه الشيخ المسلم على أسماعهم منذ قليل الليلة !!!...
ولكن ما ألقاه مستر (سلمان) عليهم فقط : قد زادهم تأكيدا ًويقينا ًمن صدق الشيخ المسلم !!!..
وتذكر (سلمان) ضيق الوقت فاستطرد قائلا ًللحاضرين :
والآن ....
هل رأيتم مدى (التناقض) الذي بين أيدينا ولا نلتفت إليه أبدا ً ؟؟!!...
والذي يمكنكم (وبكل سهولة) : أن تجدوا مثل الذي قلته لكم : عشرات وعشرات !!...
ولذلك : فمنذ ذلك الوقت : وقد انحرفت عن الدين بالكلية كما حدث مع مستر (ديفيد بندكس) !!!... ولكني لم أعتنق (الشيوعية الدموية) مثله ... ولكني فقط : اكتفيت بأن هذا الكون (بما فيه نحن) :
قد أوجدتنا (الصدفة) فيه جميعا ً!!!...
وظللت على تلك (العقيدة) إلى وقت قريب ....
إلى أن تحدثت في يوم من الأيام مع طبيب جراح (مسلم) في إحدى المستشفيات ...
والذي بطريقته الغاية في الروعة : أعاد إليّ إيماني من جديد بالله تعالى : خالقي وخالق كل هذا الكون !!!..
حيث بدأ أولا ًيُحدثني عن : (تفاصيل تكوين العين) !!!... ووظيفة كل جزء فيها !!!... بل : واستعان على شرح ذلك لي برسم رسومات واسكتشات بسيطة توضيحية بيده : ما زلت أحتفظ بها تذكارا ًمنه إلى الآن !!!...
فعلمت منه ولأول مرة : مدى (التعقيد) بالفعل الذي تتكون منه (أعيننا الصغيرة) هذه !!!...
ثم سألني بعد أن انتهى من الشرح :
هل لاحظت وسط كل هذه الأجزاء التي أخبرتك بها : جزءا ًزائدا ً: (لا تحتاجه العين) ؟؟!!... فقلت : لا !!!..
فسألني مرة أخرى : هل لو أبدلنا جزءا ًمكان آخر ... أو حتى حدثت إحدى عمليات الإبصار : قبل الأخرى :
هل ستستطيع أعيننا الرؤية ؟؟؟!!!.. فقلت متعجبا ً: لا بالطبع !!!...
فقال لي :
إذا ً: فكما شرحت لك الآن : كيف خلق (الله) تعالى لنا : (أعيننا) بكل هذا (العلم) وكل هذه (الحكمة) :
فهل تستطيع أن تشرح لي أنت أيضا ً: كيف خلقت لنا هذه (الصدفة) : (أعيننا الصغيرة) هذه ؟؟!!!...
وهنا ... لم أعرف حقا ًبماذا أ ُجيبه !!!.. بماذا سأ ُدافع عن هذه (الصدفة) !!!.. والتي من أهم (سماتها) الأساسية :
هي (العشوائية) كما نعرف جميعا ً!!!... فكيف ينتج عنها مثل هذا التركيب : (الفائق الدقة) لـ (أعيننا) !!!....
وهنا .. ضحك الطبيب (المسلم) وقال لي :
(مارك) ... كنت أتخيل أنك أكثر ذكاءا ًمن هذا !!!.. هل تتخيل أن (الصدفة) التي بلا عقل ولا تمييز : ستنتظر (ملايين السنين والمحاولات) حتى تكوين (أول جزء) من العين يقوم بالإبصار : ثم تنتظر (ملايين السنين والمحاولات الأخرى) لتحصل على (الجزء الثاني) الذي يليه (هذا إن كانت تعرف أصلا ًأن هذا هو الجرء المفترض أن يليه !!) : ثم تنتظر (ملايين السنين والمحاولات الأخرى) لتحصل على :
(الجزء الرابع) .. ثم (الخامس) .. ثم (السادس) ... إلخ : وكأنها تعرف ما تريده بالضبط وتسعى إليه ؟؟!!!..
ثم : ما الذي جعلها تتوقف بعدما اكتمل تكوين العين : عن إضافة المزيد من (الصدف) إليها ؟!!!..
ثم (والأغرب والأغرب) : ماذا عن باقي أجزاء الجسد ؟!.. وكل ما حولنا ؟!.. وماذا عن علاقة العين بالمخ ؟!..
(مارك) مرة ًأخرى : كنت أحسبك أعقل من هذا !!!.. وانتهت مقابلتنا عند ذلك الحد ...
والحق أقول لكم : أن هذا اليوم : كان هو يوم عودتي إلى الله تعالى : ورجوع إيماني به مرة أخرى !!!..
وفي هذا اليوم أيضا ً: دعوت الله تعالى أن يهديني لـ (الدين الحق) ... وليس هذا (الدين) الذي أنتم عليه الآن !!!...
فاستجاب الله تعالى الرحيم لدعائي : وفي نفس اليوم !!!...
فكانت علامة بُشرى لي ساعتها ....
حيث دلني أحد الأصدقاء عن وجود إنجيل (خامس) : لا تعترف به (الكنيسة) مطلقا ً!!!...
وذلك : بالرغم من أنه يُعتبر من الناحية التاريخية :
أصح في الثبوت لنبي الله (عيسى) عليه السلام من (الأناجيل الأربعة) الأخرى التي بين أيديكم : وأقدم منها !!!...
بل وحتى كاتبه : ليس غامضا ًمجهولا ًمثل (كــُتاب الأناجيل الأربعة) !!!..
بل هو يُصرح لنا يقينا ًفي أول صفحات هذا الإنجيل بأنه : حواري ٌمن حواري (عيسى) عليه السلام !!!...
ليس هذا فقط .. بل وكان من أقرب الحواريين أيضا ًإليه !!!...
أتعرفون مَن هو ؟؟؟!!!...
إنه : (يوسف اللاوي) : أو (برنابا) : التلميذ المقرب لـ (عيسى) عليه السلام في الأناجيل !!!...
وعلى الفور : قمت في اليوم التالي بالبحث عن نسخة لهذا الإنجيل : (إنجيل برنابا) واقتنائها ...
وقد لفت نظري مُـقدمته (الجريئة جدا ً) ... والتي يُحذر فيها الحواري (برنابا) : من (بولس) اليهودي وما أحدثه في دين الله تعالى من (تحريفٍ) و(تزييفٍ) !!!...
فعرفت على الفور أنه : سيتكلم بالحق !!!... ذلك لأن صفة (التحريف والتزييف) بالفعل : هي أحق وصف يوصف به (ديننا) كما تأكدت بنفسي من قبل .. وأحق ما توصف به (كتبنا) و(أناجيلنا) الآن !!!!...
فأقبلت على هذا (الإنجيل) أقرأه في نهم ... لدرجة أني انتهيت منه في ثلاثة أيام فقط !!!....
وشعرت معه بمعنى (الصدق) !!!...
إذ أنني (ولأول مرة في حياتي) : أقرأ قصة نبي الله (عيسى) عليه السلام :
أولا ً: كاملة ! أي بدون النقصان الحادث في الأناجيل الأخرى : والتي يُخبرونا دوما ًبأنها يُكمل بعضها البعض !..
ثانيا ً: مُرتبة ترتيبا ًمتصلا ًمنطقيا ًفي : تدرج المواقف .. والحوادث .. وتصاعد الأمور من كل الجوانب !!!...
ثالثا ً: فيها الكثير من الحكم والأمثال الرائعة : والتي لم تذكرها الأناجيل الأخرى !!!...
رابعا ً: فيها السبب الحقيقي الذي دفع اليهود بالفعل : لمحاولة قتل (عيسى) عليه السلام !!!...
ولتعرفوا هذا السبب : فاعرفوا أولا ًأنه : نفس السبب الذي من أجله : (ترفض كنيسة البابا) هذا الإنجيل !!!!....
فهذا الإنجيل أيها السادة : يذكر فيه (عيسى) عليه السلام : اسم النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
أكثر من 14 مرة صراحة ًبلا أدنى لبس !!!.. هل تتخيلون هذا ؟؟!!!...
وذلك بالرغم من أن (أول نسخة) تم العثور عليها لهذا الإنجيل وفق ما جاء في (دائرة المعارف البريطانية) : كانت عام (492 م) !!!... أي قبل ميلاد النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم بحوالي : (79) عام !!!!!!!!!!!!!.....
فكما رفض (اليهود) تلك البشارة من (عيسى) عليه السلام بأن الله تعالى : قد (عاقبهم) بأن جعل (النبي الخاتم) هو من نسل (العرب) : أبناء (إسماعيل) ابن (إبراهيم) عليهما السلام وليس منهم :
فقد رفضت (الكنيسة) الاعتراف بذلك أيضا ً: وخصوصا ًبعد كل (التحريف) الذي قامت به على مدار القرون :
بسبب تعاليم (بولس) اليهودي الخبيث !!!!...
فقام البابا (جيلاسيوس) ساعتها : بتحريم تداول هذا الإنجيل !!....
وليس الغريب في هذا الإنجيل هو ذكر اسم النبي الخاتم (محمد) فقط .... بل الغريب أيضا ًهو :
أنه يُطابق في مفاهيمه العامة : ما يعرفه المسلمون بالفعل من كلام الله عز وجل : (القرآن) !!!!....
حيث ينقل لنا الحواري (برنابا) : تأكيد (المسيح) عليه السلام في أكثر من مرة أنه : (عبد الله ورسوله) !!!...
بل ويروي لنا (برنابا) أيضا ً(وكما جاء في القرآن) : كيف أن الله تعالى : قد أنقذ نبيه (عيسى) عليه السلام من (الصلب) ومن (العذاب المهين) الذي ترويه لنا (الأناجيل) ظلما ًوزورا ً!!!!...
بل ويؤكد لنا : كيف أن الله تعالى : قد رفع (عيسى) عليه السلام إليه : كما يقول المسلمون بالضبط !!!!....
ولن أطيل عليكم .....فلقد تجاوزت الوقت المُحدد لي بالفعل على ما يبدو !!!!....
ولكن كل ما أدعوكم إليه بصدق : هو محاولة قراءة هذا الإنجيل الذي : قد يغير حياتكم إلى الأبد !!!...
والذي أيضا ً(ويا للعجب) : لا يعرف المسلمون أنفسهم عنه شيئا ً!!!... وذلك بالرغم من أنه :
يثبت صحة (كل ما هم عليه) الآن !!!!...
وكنت خلال فترة (إلحادي) السابقة : كنت أقرأ العديد من كتب الأديان الشرقية القديمة ... وقد لفت انتباهي أنها :
تتفق معظمها مع (بشارات العهد القديم) في الحديث عن (النبي المَلِك) أو (المُنتظر) أو (مُشتهى كل الأمم) !..
وتصفه بأوصاف عديدة ....
ولذلك ... فلم أتردد لحظة واحدة في الإيمان بأن هذا (النبي الخاتم) هو :
(محمد) صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام !!!... وذلك عندما قرأت اسمه : (صريحا ً) في إنجيل (برنابا) ...
وعندها فقط : بدأت ألاحظ : (انطباقا ًمدهشا ً) لنبوءات العهدين القديم والجديد :
على (محمد) النبي الخاتم : صلى الله عليه وسلم !!!...
(عشرات النبوءات) التي تتحدث عن حياة هذا النبي العظيم الخاتم وصفاته الخـُـلــُـقية والخـَـلقية : بكل دقة !!!..
والتي لن تتشككوا أبدا ًفي (صحتها) و(انطباقها) على هذا النبي الخاتم (محمد) :
إذا ما أنتم أتحتم لأنفسكم فقط : فرصة قراءة القليل عنه وعن حياته !!!...
وأما سؤالي لك الآن أيها الشيخ (عبد الله) فهو :
أنه برغم دخولي الإسلام ... وبرغم قراءتي بالفعل عن حياة النبي (محمد) بصورة عامة :
إلا أنني ما زلت في اشتياق كبير لأن : يُحدثني (أحد المسلمين) أنفسهم عن هذا النبي العظيم !!!...
عن شكله .. وصفاته .. وأخلاقه بالتحديد ...
وذلك لأن النبي (عيسى) عليه السلام عندما (بشـّر) به : قال عنه في إنجيل (برنابا) :
" والذي : لا أستحق أن أفك سيور حذائه " !!!!....
وهذه الشهادة الكبيرة من نبي ٍعظيم الأخلاق كـ (عيسى) عليه السلام : تعني الكثير والكثير بالفعل !!!...
وأقل ما تعنيه هو أن : هذا النبي الخاتم : يستحق منا جميعا ًالتعظيم : كل التعظيم !!!...
كما يستحق منا جميعا ًالمحبة : كل المحبة !!!...
كما يدل على أنه لديه من الصفات والأخلاق العظيمة : ما هو أكثر من مجرد وصفه بـ (الصادق الأمين) !!!....
وإني قد دعوت الله تعالى بعد إسلامي : أن يمُن عليّ بمعرفة (أوصاف) نبيه (محمد) : أكثر وأكثر : تماما ًكما منّ عليّ بتيسير الطريق للإيمان به ....
فلعل حضورك أيها الشيخ (عبد الله) هنا في مدينتنا الليلة ... واختيار الشيخ (محمد) لي الآن للسؤال :
هو استجابة ًلهذا الدعاء !!!...
وأرجو المعذرة على الإطالة ... وأكرر أسفي مرة أخرى لعصياني لطلب الشيخ (محمد) ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
جلس مستر (سلمان) .. وقد تركته العيون في احترام لتنتقل إلى الشيخ (عبد الله) الذي قال مبتسما ًكعادته :
الحق أقول لك أخي في الله (سلمان) : إنه لجميل أن تشعر أن الله تعالى معك ويجيب طلبك ودعاءك !!!... وهذا يدل بالفعل على : صدق إيمانك ويقينك إن شاء الله ....
ولقد قرأت أنا أيضا ًإنجيل (برنابا) من قبل : مرة واحدة في حياتي باللغة العربية في (مصر) ... وقد أعجبني جدا ً بالفعل .. وتأثرت به كثيرا ً... بل : وازداد به إيماني ويقيني ومحبتي لنبيّ (محمد) صلى الله عليه وسلم :
أكثر وأكثر !!!... وأما عن تعجبك من عدم معرفة المسلمين لهذا الإنجيل و(الاحتجاج) بما فيه على صحة دينهم :
فأعتقد أن ذلك راجع لسببين في رأيي :
أولا ً: وهو أن (القرآن الكريم) : كلام الله تعالى (الغير محرف) : يغنيهم دوما ًعن قراءة أي كتاب آخر !!!...
وذلك لأن كل الذي به : هو (الصدق) و(الحق) : لأنه كلام الله تعالى بالفعل ...
ثانيا ً: هو (التحجيم الإعلامي الشديد) على هذا (الإنجيل) .. والذي ظهرت أول ترجمة عربية له عام (1906م) على يد المؤرخ النصراني المصري : (خليل سعادة) !!!... وهو وقت يُعتبر : متأخر ٌجدا ً: مُـقارنة ًبأهمية هذا (الإنجيل) !!!..
ولعل في هذا حكمة ... وهي أن تظل شبهة (كتابة المسلمين لهذا الإنجيل) : تظل (ضعيفة) و(باطلة) !!!!... إذ لو صح هذا الإدعاء :
لكان مثل هذا الإنجيل : مشهورا ًبين المسلمين .. بل وفي بلاد العرب خصوصا ً!!!...
أو حتى : كنا وجدنا (إشارة) له في كتب علماء الإسلام قديما ً.. أو حتى (احتجاجهم) به !!!..
ولكن شيئا ًمن هذا لم يحدث !!!...
ومن هنا .. فأعود سريعا ًلتساؤلك أخي في الله (سلمان) ....
والذي كنت أتمنى : لو خصصنا (ندوة كاملة) للإجابة عنه !!!...
أو كنت أتمنى على الأقل : أن تسألني إياه في بداية هذه الندوة !!!!...
ولكن : قدر الله وما شاء فعل ....
ولعله من المهم بمكان :
أن تعلموا أن ما سأخبركم به في الدقائق القادمة عن نبينا الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
لا يعد (واحدا ًفي الألف) من باقي (صفاته الحميدة) !!!... ولا حتى (أخلاقه العالية الرفيعة) صلى الله عليه وسلم !!..
فهو (خير البشر) حقا ً: بلا أدنى (مبالغة) !!!...
بل هو النبي : الذي اختاره الله تعالى : لحمل (الرسالة الكاملة والخاتمة) للبشر جميعا ً....
بل هو النبي : الذي قال عنه الله العظيم خالق كل شيء :
" وإنك : لعلى خلق ٍعظيم " !!!... ن - 4 ...
ولما كانت رسالته : هي الرسالة الخاتمة والهادية للبشرية في كل مناحي الحياة :
فلم يُـعلم (تفاصيل حياة) أي إنسان في التاريخ البشري : مثلما عُـلمت تفاصيل حياته صلى الله عليه وسلم !!!...
وأنا أعني هنا ملايين (الآحاديث) التي نقلت إلينا : كل ما مر بهذا النبي (الخاتم العظيم) !!!!...
كل ما قاله !!!... كل ما فعله !!!... كل ما أحبه !!!.. كل ما كرهه !!!...
ألوف ألوف الآحاديث التي وصفت لنا أحواله وهو : أب !!.. وهو زوج !!.. وهو صاحب !!.. وهو مُعلم !!.. وهو قائد !!.. وهو مُحارب !!.. وهو سياسي !!.. وهو مُخطِط !!.. وهو عابد !!.. وهو زاهد !!.. وهو حاكم !!.. وهو قاضي !!.. وهو نائم !!.. وهو متيقظ !!.. وهو سعيد !!. وهو حزين !!.. وهو يضحك !!.. وهو يبكي !!.. وهو جالس !!.. وهو ماشي !!.. وهو يأكل !!.. وهو يشرب !!.. وهو يتكلم !!..وهو صامت !!........
كل شيء عنه صلى الله عليه وسلم !!!.. كل شيء !!!...
وبالرغم من أن هذه (الآحاديث) التي تناقلها الناس عنه صلى الله عليه وسلم : ليست في (قداسة) كلام الله عز وجل : (القرآن الكريم) ... بل وليست محفوظة من (تحريف) (وتزييف) الحاقدين والكفار واليهود مثل حفظ الله للقرآن :
إلا أن الله تعالى : قد وفق المسلمين الصالحين لوضع : العديد من الأسس والقواعد والشروط : لقبول مثل هذه (الحكايات) عن النبي الخاتم للبشر !!!... فخرجوا لنا بـ (أبواب جديدة من العلم) :
اختصت به (أمة الإسلام) نفسها دونا ًعن باقي الأمم !!!.. وذلك مثل :
(علم مصطلح الحديث) .. و(الجرح والتعديل) .. والعديد من كتب (التراجم) ...
فتمكنوا بذلك من التفريق بين : (ما صح) فعلا ًنسبته إلى لنبي : وما هو(ضعيف) أو (موضوع) !!!....
حيث لا يتم الثقة في أي (حكاية) أو (حديث) عن (النبي) : إلا إذا كان رواتها كلهم : (معروفون) و(موثوقون) و(متصلون) !!!..
بل وذوو أيضا ً: (سيرة وأخلاق حسنة) وقدرة على (الحفظ والضبط) !!!!....
ومن هنا .. نرى أن : (سنة النبي محمد) : وهي (المصدر الثاني) للدين الإسلامي لدينا بعد (القرآن الكريم) :
هي (أصح) و(أدق) حتى من (المصدر الأول) للدين لديكم !!!...
والذي إلى الآن : ما زال (جل كــُـتاب العهدين القديم والجديد الأصليين) : مجاهيل لديكم !!!!...
لن أطيل عليكم ...
بل سأبدأ بمجهود متواضع جدا ًمني في ذكر (بعض) أوصاف وأخلاق رسول الله (محمد) صلى الله عليه وسلم :مما يفتح به الله تعالى عليّ في هذه الدقائق ... مع اعتذاري عن ذكر مصدر كل خبر وتخريجه : لضيق وقت الندوة ...
وأعتقد أنه سوف يُوزع عليكم كتيب ٌعن النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم : في نهاية هذه الندوة إن شاء الله ....
ولهذا .. فلن أحدثكم عن (ظروف نشأته) و(المواقف) و(الأحداث) التي مرت به ...
ولكني سأكتفي فقط : بذكر (بعض) أخلاقه وصفاته كما قلت لكم ...
وأبدأ فأقول :
اسم النبي الخاتم (محمد) كاملا ًهو : (محمد : بن عبد الله : بن عبد المطلب) ...
ومعنى كلمة (محمد) : أي : المحمود كثيرا ًمن غيره ...
كما سماه الله تعالى أيضا ًفي القرآن الكريم باسم : (أحمد) .. وتعني : الكثير الحمد لله ...
وله عدة أسماء أخرى : سماه بها الله تعالى : عندما بشر به الأنبياء السابقين .. ولذلك .. فيقول الرسول الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق عليه :
" إن لي أسماء : أنا (محمد) .. وأنا (أحمد) .. وأنا (الماحي) الذي يَمحو الله بي الكفر .. وأنا (الحاشر) الذي يُحشر الناس على قدمي .. وأنا (العاقب) (أي الذي ليس بعده نبي ولا رسول آخر) " ...
وقد وُ لد النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم : يتيم (الأب) ...
ثم ما لبث في سن السادسة : أن ماتت (أمه) أيضا ً!!!... ثم كفله (جده) ... ثم ما لبث أن مات (جده) أيضا ً!!..
فكان وكأن الله تعالى : يأبى إلا أن يكون : هو وحده مؤدبه وراعيه !!!...
فبسبب يتمه هذا : نشأ رقيق القلب .. تفيض منه الرحمة : على كل من حوله !!!...
واشتهر بين قومه قبل الرسالة بـ الأخلاق الحسنة ... فصاروا ينادونه بـ :
(الصادق الأمين) منذ شبابه !!!...
وقد وضع الله تعالى فيه : جمالا ًفي مظهره وشكله : يناسب الجمال الذي في مخبره وقلبه !!..
وقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري : عن (عطاء بن يسار) قال : لقيت (عبد الله بن عمرو بن العاص) فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة .. قال : أجل والله : إنه لموصوف ببعض صفته في القرآن :
" يا أيها النبي : إنا أرسلناك : شاهدا ً(أي على الناس جميعا ً) ومبشرا ً(أي للمؤمنين) ونذيرا ً(أي للكافرين) .. وحرزا ًللأميين (أي سندا ًللأمة العربية التي لم يُبعث فيها رسولا ًقط) .. أنت عبدي ورسولي .. سميتك المتوكل .. ليس بفظ (أي فظ الأخلاق) .. ولا غليظ (أي القلب) .. ولا سخاب في الأسواق (وهو الذي يؤذي الناس بصوته) .. ولا يدفع بالسيئة السيئة .. ولكن : يعفو ويغفر !!!.. ولن يقبضه الله حتى : يقيم به الملة العوجاء !!!..
بأن يقولوا : لا إله إلا الله ... فيفتح بها : أعينا ًعميا ً!!!... وآذانا ًصما ً!!!... وقلوبا ًغلفا ً" !!!...
وبالرغم من ابتسامته دوما ًفي وجه أصحابه والناس من حوله : إلا أنه كان : (متواصل الأحزان) بسبب ما يعلمه من (المصير الأسود) و(العذاب الأبدي الأليم) الذي ينتظر (الكافرين) و(المشركين) بالله عز وجل !!!...
وكان أيضا ً(وبسبب الواجب العظيم الذي يحمله على عاتقه للبشرية) :
دائم الفكرة !!!.. ليست له راحة !!!.. طويل السكوت !!!.. لا يتكلم في غير حاجة !!!..
حيث كان شعاره : إن لم تتكلم في خير : فالصمت أفضل !!!..
وكان يتكلم بـ (جوامع الكلم) .. وكان كلامه : يمتليء (حكمة ً) و(نورا ً) .. وكان (فصلا ً) بلا تطويل ولا تقصير ...
ولم يكن رسول الله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم بالجافي ولا المُهين لغيره من الناس .. وكان يُعظِم نِعَم الله عليه : وإن صغرت : فكان لا يذم منها شيئا ًأبدا ً...
ولم يكن يغضب أبدا ً: لأمر من أمور الدنيا !!!.. بل ولم يغضب أبدا ًلنفسه !!!..
ولكنه إذا ا ُنتهك أمامه حد ٌمن حدود الله : لم يقم لغضبه شيء : حتى ينتصر لله !!!...
ولم يكن يلعن الناس لأسباب الدنيا : ولكن : كان يلعن منهم فقط : الكافرين بالله العاصين له !!!..
ولم يكن يعلو صوته بالصياح في الطرقات ولا في الأسواق كما أخبرتكم ..
ولم يكن يشتم أو يسب أحدا ً...
بل وحتى إذا كره طعاما ً: فلم يكن يعيبه .. بل كان يكتفي فقط بالإعراض عنه !!!..
ولم يكن يمنعه كونه (نبيٌ) يُوحى إليه من ربه : أن يُعلم أصحابه ويُعلمنا جميعا ً: أهمية (الشورى والتشاور) بين ولي الأمر والناس !!..
وبالرغم من أن الله تعالى قد جعل له نصيبا ًكبيرا ًمن (الغنائم) التي يفوز بها المسلمون في حروبهم :
إلا أنه كان : لا يحتفظ منها بشيءٍ في غالب أيامه !!!..
بل كان يعطيها دوما ًلـ : الفقراء وذوي الحاجات واليتامى وابن السبيل !!!....
فقد كان من (أزهد) الناس في (الدنيا) !!!... بل كان يمر على بيوت أهله : شهران متتابعان : ولا يوقد في أي ٍمنها (نيران الطهي) !!!.. حيث كان يقتات هو وأهله على : (التمر) و(الماء) و(اللبن) فقط !!!..
فهل تتخيلون ذلك ؟؟!!!...
وبالرغم من هذا (الزهد) في الدنيا : فقد كان يتحرى دوما ً: جمال ونظافة : (مظهره) و(ملبسه) !!... ولكنه كان ذلك النوع من الجمال (البسيط) : والذي يكون بلا تكلف ولا مبالغة .. وهو أفضل أنواع الجمال !!!..
بل وكان من (أحب الأشياء) إليه :
(العطور الجميلة) .. والتي تصنع جوا ًمن (السرور) و(الراحة) على صاحبها وعلى من حوله ....
وكان إذا أشار : لم يُشر بـ (طرف أصبعه) كما يفعل المتكبرون .. ولكن كان يشير بـ (كفه كلها) ..
وكان إذا تعجب : قلبها هكذا (وقلب الشيخ يده أمام الحاضرين) .. وكان إذا تحدث : اتصل بها هكذا .. ليضرب راحة يده اليمنى : ببطن إبهامه اليسرى هكذا ....
وكان : (لا يصافح النساء أبدا ً) : ليعطينا بذلك : (القدوة) في احترام (حُرمات الآخرين) .. وليعلمنا بذلك : كيف نسد الطرق على (الشيطان) الذي قد يحاول زرع التفكير في : (الشهوة) وفي (الحرام) في قلب كل منا عند مصافحة الرجال للنساء ....
وعلى العكس من ذلك : كان إذا صافح رجلا ً: لم يكن يترك يده : إلا أن يكون الآخر هو الذي يترك يده :
(تواضعا ًمنه) صلى الله عليه وسلم و(لين جانب) منه للناس ...
وكان أكثر ما يغضبه : هو أن يتحايل الناس على (شرع) الله تعالى !!!.. أو محاولتهم لـ :
(استثناء) بعض الناس من شرع الله عز وجل : أيا ًما كانت مكانة هؤلاء الناس ... وذلك مثلما حاول بعض أقرب الناس إليه : أن يُكلمه في عدم إقامة (حد السرقة : وهو قطع اليد اليمنى) على (امرأة مخزومية) : سرقت ...
فغضب أشد الغضب وقال :
والله : لو سرقت (فاطمة) بنت (محمد) : لقطع (محمد) يدها !!!..
وذلك لأن (مساواة) الناس جميعا ًأمام القضاء وأمام العقاب : هو الأساس الوحيد الذي يضمن إقامة واستمرار (العدل) !!!..
وكان لا (يتشاءم) أبدا ً.. لا من (رقم معين) مثلا ً.. أو (طائر معين) : كما يفعل معظم الناس للأسف ...
وذلك لأنه كان يعرف تمام المعرفة : أنه : (لا يضر) و(لا ينفع) : إلا الله عز وجل !!!!..
ولكنه على عكس ذلك : كان يحب دوما ً(التفاؤل) بالأشياء الحسنة والجميلة ...
بل كان في بعض الأوقات : يغير الأسماء (القبيحة) أو (المتشائمة) لبعض الناس والأشياء : إلى أسماء أخرى : تحمل على (التفاؤل) !!!..
وكان إذا أوى إلى منزله : جزأ دخوله إلى ثلاثة أجزاء : جزءا ًلله تعالى .. وجزءا ًلأهله .. وجزءا ًلنفسه ...
ثم جزأ الجزء الخاص به : بينه وبين الناس !!!...
وكان إذا غضب : احمر وجهه !!!.. وإذا فرح : غض طرفه !!!...
وكان معظم ضحكه : التبسم !!!.. فكانت أسنانه وكأنه يكشف عن مثل حبّ الغمام !!!..
وكان يحافظ على نظافة وطيب رائحة فمه وأسنانه دوما ً... وذلك عن طريق (السواك) الذي حدثتكم عنه من قبل ..
وكان ينصح دوما ًأمته والناس من حوله ...
وكان يُخبرهم دوما ً: بالذي ينبغي لهم فعله .. وبالذي يهديهم للخير .. فكان يقول مثلا ً:
" أحب الأعمال إلى الله عز وجل : سرور تدخله على مسلم :
كأن تكشف عنه كربة .. أو تقضي عنه دينا ً.. أو تطرد عنه جوعا ً...
ولأن أمشي مع أخ لي في حاجته أو مظلمته : أحب إليّ من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرا ً!!!..
ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه : ملأ الله قلبه يوم القيامة : رضىً " ...
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يؤلِف الناس من حوله ولا ينفرهم !!!..
وكان يُكرم : كريم كل قوم : ويوليه عليهم ..
فهل علمتم أحدا ًبمثل هذه الأخلاق والأوصاف ؟؟!!!...
وكان كثير الصلاة بالليل .. وكان يبكي بين يدي الله في صلاته ..
ولكنه إذا صلى بالناس : كان يخفف من صلاته .. لأن فيهم : المرأة .. والطفل .. والعجوز .. وذي الحاجة !!!...
وكان رحيما ً: وكان يستخدم (اللين والرفق) دوما ًمع المخطيء : إذا رأى جدوى ذلك ...
ولعلي أذكر لكم هنا : حديثا ًرائعا ً: ينم على (حكمة) و(رحمة) هذا النبي العظيم ...
حيث جاءه في يوم من الأيام : (غلاما ً) (شابا ً) وهو جالس في وسط الناس فقال له :
" يا رسول الله : ائذن لي في الزنا !!!..
فصاح به الناس (أي من الغضب والاستنكار) !!!..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مه (كلمة كف وإسكات لهم) ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقروه (أي افسحوا له) .. ا ُدن (أي اقترب مني) ..
فدنا : حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أتحبّه لأمّك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. فقال : وكذلك الناس : لا يحبونه لأمهاتهم !!!..
أتحبه لابنتك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. فقال : وكذلك الناس : لا يحبونه لبناتهم !!!..
أتحبه لأختك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. قال : وكذلك الناس : لا يحبونه لأخواتهم !!!..
أتحبّه لعمتك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. قال : وكذلك الناس : لا يحبونه لعماتهم !!!..
أتحبه لخالتك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. قال : وكذلك الناس : لا يحبونه لخالاتهم !!!..
فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدر الشاب وقال :
اللهم : كفر ذنبه .. وطهر قلبه .. وحصّن فرجه " !!!..
الطبراني في المعجم الكبير .. سلسلة الآحاديث الصحيحة (1/370) ...
وكان رسول الله الخاتم (محمد) : يسأل عن أصحابه ويتفقدهم دوما ً ..
وكان يمدح ويُثني على (الحسن) ويقويه .. وكان يذم ويُقبح (القبيح) ويوهيه ...
وكان أيضا ً: لا يقوم ولا يجلس : إلا على ذكر الله !!!.. وكان إذا انتهى إلى قوم جلوس :
جلس حيث ينتهي به المجلس !!!.. وكان يأمر بذلك ...
وكان يُعطي كل جلسائه : نصيبا ًمن اهتمامه (كما لاحظ (ستيف) ذلك مني) .. حتى أن جليسه :
كان لا يظن أن هناك أحدا ً: أكرم على الرسول منه !!!..
وكان من جالسه أو فاوضه في حاجة : صابرهُ النبي (محمد) : حتى يكون الآخر هو المنصرف عنه !!!...
وكان مَن سأله حاجة : لم يرده أبدا ًإلا بها !!!.. فإن لم تكن عنده (بسبب زهده الشديد في الدنيا) :
فكان يرده بجميل القول .. أو بما يصبره !!!..
وكان يسع الناس كلهم ببساطته وخـُـلقه الكريم : فصاروا عنده جميعا ً: في الحق سواء ..
وعند هذه اللحظة : نظر الشيخ (عبد الله) لوجوه الحاضرين : فوجدها وقد امتلأت : رضا ًوسعادةً بهذه الأوصاف النبوية العالية : عن (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!.. والتي يسمعوها بالطبع : لأول مرة في حياتهم !!!....
فابتسم ثم واصل قائلا ً:
هذا هو النبي الخاتم (محمد) : نبي الإسلام !!!...
هذا هو النبي الخاتم الذي قال عنه الله عز وجل :
" وما أرسلناك إلا : رحمة للعالمين " !!!.. الأنبياء – 107 ..
فهذا هو النبي : الذي يطعن فيه (الجاهلون) : ثم ينصره الله تعالى بعد كل مرة يطعنون فيها عليه :
بأن يجعل الآلاف والآلاف : يسألون عنه في نهم : لمعرفة حقيقته : ثم يؤمنون به عن (حب ٍواحترام ٍواقتناع) !!!..
فهذا النبي الكريم (محمد) : كانت مجالسه : مجالس : علم .. وحلم .. وحياء .. وأمانة .. وصبر ...
وكانت لا ترتفع فيها الأصوات فوق صوته : تبجيلا ًواحتراما ًله !!!..
وكان لا يُعتدى فيها على حق ٍ: بكذب أو افتراء !!!..
بل كان جلساؤه في هذه المجالس : يتفاضلون ويتمايزون أمام النبي : بـ (التقوى) و(الطاعة) فقط ..
وكانوا متواضعين : يوقر صغيرهم الكبير .. ويرحم كبيرهم الصغير .. ويؤثرون على أنفسهم ذا الحاجة .. ويحفظون للغريب حقه ....
فهؤلاء : هم أصحاب هذا النبي .. وهذه : هي مدرسته التي : أنارت للدنيا :
طرق : الهداية .. والصلاح .. والطهر .. والعفاف !!!..
ثم التفت الشيخ للحاضرين جميعا ًوهو يقول بأسف :
فهل مثل هذا الإنسان العظيم : هل تتوقعون منه : ظلما ًلأحد ؟؟!!.. أو هل تصدقون حتى أنه كان :
(عدوانيا ً) أو (شهوانيا ًفاسدا ً) كما يصفه الجاهلون ؟؟!!!...
لا والله ....!
وأزيدكم فأقول :
كانت حياته صلى الله عليه وسلم : بسيطة بين أهله وأصحابه والناس ...
فكان يضحك : مما يضحكون منه .. وكان يتعجب : مما يتعجبون منه ..
بل وكان : يصبر على منطق وسؤال الجاهل والغريب .. حتى إن أصحابه : كانوا يستجلبون الغريب :
ليجعلوه يسأل رسول الله : عن كل ما يريدونه ويستحيون من سؤاله !!!..
وهنا .. لاحظ الحاضرون بعض (قطرات الدمع) التي انسالت على جبين الشيخ (عبد الله) بصدق ..
فمسحها بتلقائية شديدة : وكأنه معتاد على وجودها كلما تحدث عن هذا (النبي العظيم) !!!!..
فسكت للحظة ثم قال :
وكان لا يقبل هذا النبي العظيم : أن يُثني عليه أحد : إلا مَن كان يكافئه على معروف صنعه معه !!!...
وكان لا يفضل نفسه على سائر الأنبياء : تواضعا ًمنه ...
بل كان يقول دوما ً:
" الأنبياء : إخوة لعلات .. أمهاتهم : شتى .. ودينهم : واحد ...
وأنا أولى الناس بـ (عيسى بن مريم) .. لأنه : ليس بيني وبينه نبي " ...
وكان يقول أيضا ًلأصحابه (مع أنه سيد ولد آدم) : لا تفضلوني على نبي الله (يونس بن متى) !!!..
وكان يقول للناس دوما ًعندما (يهابونه) أو (يستعظمونه) لأنه نبي الله الخاتم :
إنما أنا : عبد الله ورسوله ..
وقد أرسل الله تعالى له (مَـلــَـكا ً) : ليخيره بين أن يكون : (نبيا ً: مَـلـِكا ً) وبين أن يكون : (نبيا ًعبدا ً) :
فاختار أن يكون : (نبيا ًعبدا ً) !!!..
فكان لا يأكل أبدا ً(مُتكئا ً) كما أخبرتكم من قبل ..
ولكن كان يقول : " آكل : كما يأكل العبد .. وأجلس : كما يجلس العبد " !!!..
ولو شاء : لعاش كما قلت لكم : ملكا ًوسط (العرب) !!!...
هؤلاء (العرب) : الذين استطاع رجل واحد فقط : (محمد) صلى الله عليه وسلم :
أن يبدأ فيهم (دعوة) : جعلتهم أعظم (أمم الأرض) في أقل من خمسين عاما ًفقط من الزمان !!!!..
وهنا .. تنهد الشيخ (عبد الله) وهو يقول :
ولكل ذلك ... ولكثير غيره لم يتسن لي ذكره للأسف لضيق الوقت :
فقد أمرنا الله تعالى في قرآنه الكريم : أن (نصلي) و(نسلم) على هذا النبي العظيم الخاتم ....
ولذلك .. فأنتم تسمعون المسلمون دوما ً: يقولون عند سماعهم لاسم النبي (محمد) عبارة :
" صلى الله عليه وسلم " ....
وبالرغم من اكتفائي بهذا القدر الضئيل جدا ًجدا ًعن (أخلاق) و(صفات) هذا النبي العظيم .. إلا أني أتوقع أن أعرض عليكم (المزيد) من أخلاقه وصفاته : في إجابتي على أسئلة أخرى قادمة بإذن الله ...
كما أعتقد أن ما قلته : سيكون كافيا ًجدا ًللأخ (سلمان) : ولرغبته في السماع عن النبي (محمد) ...
كما أدعو الله تعالى أن يجمعه مع الصحابي الجليل (سلمان الفارسي) بالفعل في الجنة بإذن الله تعالى .. هذا (الصحابي الجليل) الذي ترك : الغنى .. والثروة .. والرياسة الدينية في بلاده (فارس) مع (المجوس) :
لينتقل إلى بلاد (الشام) بلاد (النصارى) : بحثا ًعن نبي (آخر الزمان) !!!.. بل وارتضى لنفسه أن ينتقل إلى (المدينة المنورة) : كـ (عبد) من (العبيد) : لما علم أن هذا النبي الخاتم : سوف يظهر بها !!!...
وكان له بالفعل ما تمنى .. بل وصار : من أكابر صحابة النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!..
وهكذا ترون جميعا ًمعي : كيف يكون السعي الدؤوب : بحثا ًعن (الحق) !!!..
بل وبحثا ًعن : (النجاة من العذاب) !!!.. وعن : (الراحة الأبدية) بعد الموت بإذن الله تعالى !!!....
وأعتقد أننا الآن : يمكننا أن نأخذ سؤالا ًآخر ....
فلتتفضل أخي الكريم شيخ (محمد) ...
ولكن .. وفي هذه اللحظة : قال الشيخ (محمد) :
قبل أن أقوم بالاختيار شيخ (عبد الله) : أود أن أشارك أنا أيضا ًفي هذه النقطة الهامة جدا ً!!!...
أود أن أشارك : في الإشارة إلى : (عظيم قدر) هذا النبي الخاتم : (محمد) صلى الله عليه وسلم ...
هذا النبي الذي : أحببته حبا ًشديدا ًأيضا ًمنذ أن عرفته وقرأت عنه !!!...
(ولاحظ الحاضرون مرة أخرى : دموعا ًتسيل على خديّ الشيخ (محمد) هذه المرة) !!!..
حيث أضاف قائلا ً:
ولكني للأسف : لن أستطيع وصفه أو الحديث عنه كالشيخ (عبد الله) ..
ولهذا فقد قررت أن أقرأ عليكم : بعض آراء (فلاسفة) و(مؤرخين) و(مفكرين) في هذا النبي العظيم !!!...
مع العلم بأنهم : قالوا ما قالوا من مدح النبي الخاتم (محمد) : ولم يدخل أحدٌ منهم في (الإسلام) على حد علمي !!!...
ولكنهم فقط :
قد قرأوا بـ (حيادية تامة) : حياة هذا النبي العظيم : من مصادرها (الحقة) لا (الحاقدة) !!!..
فوجدوا أنه بحق :
يستحق لقب : (أعظم بشر) خلقه الله تعالى !!!.. كما سيتضح لكم الآن من كلامهم !!!!...
فقالوا ذلك بصراحة وصمود :
حتى ولو اضطهدتهم (الكنيسة) !!!.. وحتى ولو اضطهدهم (النصارى) الذين حولهم في بلادهم !!!...
ثم رفع الشيخ (محمد) يده بـ (كتيب صغير) وهو يقول :
وسوف تجدون ما سأخبركم عنه الآن وأكثر منه :
بداخل هذا (الكتيب الصغير) .. والذي سيتم توزيعه عليكم أيضا ًفي نهاية الندوة إن شاء الله ...
والآن .. أترككم مع هذه (الأوسمة البشرية) من أناس غير مسلمين : رأوا (الحق) : فأخبروا به !!!!..
فأرجو الانتباه جيدا ً: لكل (كلمة) من (كلامهم) !!!..
1)) عالم : الفلك .. والرياضيات .. والمؤرخ الأمريكي : (مايكل هارت) يقول :
" إن اختياري (محمدا ً) ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ : قد يدهش القراء .. ولكنه بالفعل :
الرجل الوحيد في التاريخ كله : الذي نجح أعلى نجاح على المستويين : الديني .. والدنيوي !!!...
فهناك رُسل وأنبياء وحكماء : بدءوا رسالات عظيمة .. ولكنهم : ماتوا دون إتمامها .. كـ (المسيح) مثلا ًفي المسيحية !!!.. أو شاركهم فيها غيرهم .. أو سبقهم إليها سواهم .. كـ (موسى) مثلا ًفي اليهودية !!!..
ولكن (محمدا ً) :
هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية !!!..
بل وتحددت أحكامها .. وآمنت شعوب بأسرها بها : في حياته " !!!...
2)) الفيلسوف الروسي الشهير : (تولستوي) يقول :
" يكفي (محمدا ً) فخرا ًأنه : خلص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة !!!..
بل وفتح على وجوههم : طريقَ الرقي والتقدم !!!.. وإن شريعةَ (محمدٍ) :
ستسودُ العالم : لانسجامها مع العقل والحكمة " !!!...
3)) الفيلسوف الإنجليزي الشهير : (برناردشو) يقول :
" إن العالم : أحوج ما يكون إلى رجل ٍفي تفكير (محمد) !!!.. هذا النبي الذي وضع دينه دائما ً:
موضع الاحترام والإجلال !!!...
فإنه بحق : أقوى دين على هضم جميع المدنيات !!!.. بل هو خالد : خلود الأبد !!!..
وإني لأرى كثيرا ًمن بني قومي : قد دخلوا هذا الدين على بينة !!!.. ولسوف يجد هذا الدين :
مجاله الفسيح هنا في هذه القارة (يعني أوروبا) !!!...
ولقد رسم رجال الدين في القرون الوسطى (نتيجة الجهل والتعصب) :
(صورة ًقاتمة ً) لدين (محمدٍ) !!!... فقد كانوا يعتبرونه : عدوا ًللمسيحية !!!..
لكنني اطلعت على أمر هذا الرجل .. فوجدته :
(أعجوبةً خارقةً) !!!... وتوصلت إلى أنه :
لم يكن عدوا ًللمسيحية ... بل يجب أن يُسمى :
(منقذ البشرية) !!!.. وفي رأيي .. أنه لو تولى أمر العالم اليوم :
لوفق في حل مشكلاتنا : بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها " !!!...
4)) الزعيم الهندي : (مهاتما غاندي) يقول :
" أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع : قلوب ملايين البشر !!!..
لقد أصبحت مقتنعا ًكل الاقتناع أن (السيف) : لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته !!!..
بل كان ذلك من خلال : بساطة الرسول !!!.. مع دقته وصدقه في الوعود !!!.. وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه !!!.. وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته !!!... فهذه الصفات : هي التي مهدت الطريق .. وتخطت المصاعب .. وليس (السيف) !!!.. حتى أني بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول (محمد) : وجدت نفسي آسفا ً: لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة " !!!...
5)) الشاعر الفرنسي الشهير : (لامارتين) يتساءل مُستعجبا ً:
" أترون أن (محمدا ً) : كان صاحب خداع وتدليس .. وصاحب باطل وكذب ؟؟؟!!!!..
كلا .... بعدما (وعينا تاريخه) .. (ودرسنا حياته) " !!!...
ويقول أيضا ً:
" إن (محمدا ً) : فوق البشر !!!.. ودون الإله !!!...
فهو رسول : بحكم العقل !!!.. وإن اللغز الذي حله (محمد) في دعوته : فكشف فيها عن القيم الروحية .. ثم قدمها لأمته : دينا ًسماويا ً: سرعان ما اعتنقوه :
هو أعلى ما رسمه (الخالق) : لبني البشر " !!!!!!...
6)) المستشرق : (آرثر جيلمان) يقول :
" لقد اتفق المؤرخون على أن (محمدا ً) : كان معروفا ًبين قومه بـ : أخلاق جميلة !!!.. مثل صدق الحديث !!!.. والأمانة والكرم !!!.. وحسن الشمائل !!!.. والتواضع !!!.. وكان لا يشرب الأشربة المسكرة !!!.. ولا يحضر للأوثان : عيدا ًولا احتفالاً ً" !!!...
7)) الفيلسوف الألماني : (غوته) يقول :
" لقد بحثت في التاريخ عن (مَـثل أعلى للإنسان) : فوجدته في النبي (محمد) " !!!..
8)) الفيلسوف الإنكليزي : (هربرت سبنسر) يقول :
" لم يكن (محمد) إلا : مثالا ًلـ : الأمانة المجسمة !!!.. والصدق البريء " !!!..
9)) المستشرق البلجيكي القسيس : (هنري لامنس) يقول :
" جاء (محمد) بقلب :
خال ٍمن كل : كذب !!!.. ومن كل : ثقافة باطلة !!!.. ومن كل : فخفخة فارغة " !!!..
10)) المستشرق الفرنسي : (د. وايل) يقول :
" إن (محمدا ً) : يستحق كل إعجابنا وتقديرنا كمُصلح عظيم !!!.. بل ويستحق أن يطلق عليه : لقب (النبي) !!!... ولا يُصغى إلى : أقوال المغرضين !!!.. ولا : آراء المتعصبين !!!..
فإن (محمدا ً) : عظيم في دينه !!!.. وفي شخصيته !!!... وكل من تحامل على (محمد) :
فقد جهله !!!.. وغمطه حقه " !!!!...
وعند هذه اللحظة : رفع الشيخ (محمد) رأسه للحاضرين وهو يقول محاولا ًكتم نبرة البكاء في صوته :
كل ما أدعو عالمنا اليوم في (أوروبا) و(أمريكا) .. بل وفي كل بقاع العالم : هو أن يقرأوا فقط بحيادية تامة : سيرة هذا النبي العظيم !!!.. وأن يتركوا ويتخلوا عن : التعصب الديني الأعمى !!!.. والذي يحول بينهم وبين الشعور بهذا (النور الإنساني) الذي أرسله الله تعالى للبشر جميعا ً!!!...
ثم تنهد الشيخ (محمد) بقوة قائلا ً: وأما خير ما أختم به معكم : فهو الكاتب الإنجليزي الشجاع : (توماس كارليل) ..
وذلك من كتابه الشهير : (الأبطال) حيث قال فيه :
" لقد أصبح من (أكبر العار) على أي فرد متمدين من أبناء هذا العصر : أن يُصغي إلى من يظن أن دين الإسلام : كذب !!!.. وإلى من يظن أن (محمدا ً) : مخادع ومزوِّر !!!..
بل .. وقد آن لنا أن نحارب : ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة !!!.. فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول : ما زالت السراج المنير !!!..
فوا أسفاه !!!.. ما أسوأ مثل هذا الزعم !!!.. وما أضعف أهله : وأحقهم بالرثاء والمرحمة !!!..
ولعل العالم لم ير قط : رأيا ً: أكفر من هذا ولا ألأم !!!..
وهل رأيتم معشر الإخوان : أن رجلا ًكاذبا ً: يستطيع أن يوجد دينا ًوينشره ؟؟!!..
كذبٌ والله هو ما يذيعه أولئك الكفار !!!... حتى وإن زخرفوه : حتى خيلوه للناس حقا ً!!!..
بل وزور وباطل ما قالوا : حتى وإن زينوه للناس وأوهموهم صدقه !!!.. ومحنة والله ومصاب :
أن ينخدع الناس : شعوبا ًوأمما ً: بهذه الأباطيل " !!!..
وهنا ... لاحظ الحاضرون ارتباك الصف الأول جميعه بلا استثناء !!!... وهو الذي ضم : علية القوم من :
رجال الدين .. والمثقفين .. والمفكرين .. ورؤساء المذاهب والحركات التحررية !!!..
فبدا وكأن كلام (توماس كارليل) : كان موجها ًإلى مثل هؤلاء بعينهم !!!...
ولكن الشيخ (محمد) لم يتوقف !!!.. بل واصل بصوته المشحون بالعاطفة : سرد كلام (توماس كارليل) الذي قال :
" ولسنا نعد (محمدا ً) قط : رجلا ًكاذبا ًمتصنعا ً: يتذرع بالحيل والوسائل إلى هدف !!!.. أو حتى يطمع إلى :
درجة : ملك .. أو سلطان .. أو غير ذلك من الحقائر والصغائر !!!...
وما الرسالة التي أداها إلا : (حق ٌصراح) !!!... وما كلمته إلا : (صوت ٌصادق) صادر ٌمن العالم المجهول !!!...
كلا ... ما (محمدٌ) بالكاذب قط !!!.. ولا المُـلفِق !!!.. وإنما هو : قطعة من الحياة : قد تفطر عنها قلب الطبيعة : فإذا هي شهاب : قد أضاء العالم أجمع " !!!!....
وهنا .. تنفس الشيخ (محمد) بعمق .. وذلك بعد أن انتهى من سرد هذه الكلمات الرائعة على الحاضرين ..
والذين قد أثر فيهم الإنفعال البادي على ملامح وجهه ... وقطرات الدموع التي انحدرت على خديه وهو يقول :
والآن فقط : يمكننا أن نختار سائلا ًآخرا ً: حتى لا نضيع وقت هذه الندوة الثمين ...
كان الاختيار في هذه المرة صعبا ًبحق أمام الشيخ (محمد) ... إذ أن عدد الذين رفعوا أيديهم هذه المرة في القاعة : قد فاق كثيرا ًعددهم من قبل !!!...
فبدا الأمر وكأن كل منهم :
قد خاف أن ينتهي وقت الندوة : من قبل أن تتاح له الفرصة لإلقاء سؤاله على الشيخ المسلم !!!...
وهنا .. تدخل حاكم المدينة المستر (فيليب جونز) قائلا ً:
أود أن أ ُذكركم جميعا ًبأننا لن نعلن انتهاء هذه الندوة : إلا وقد سمع كل مَن في القاعة : إجابة ًعن تساؤلاته ...
وأعتقد أن الشيخ (عبد الله) : يتوسع في ردوده على أسئلتكم : لتحقيق هذا الغرض بالفعل ...
لذا ... فأرجو من الجميع الاطمئنان ....
وهنا ... تجاهل الشيخ (محمد) :
المرأة الوحيدة التي ترفع يدها في الصف الأول (مرة أخرى) وهو يتطلع إلى القاعة !!!...
حيث قام باختيار أحد الرجال من الجانب الأيمن للقاعة من أمامهم ...
وبالفعل : انتقلت الكاميرات إليه ... وانتقلت معها أعين الحاضرين لتنظر لصورة هذا السائل الجديد :
والتي تصدرت الشاشة الكبيرة خلف المنصة كالعادة ...
وكان السائل الجديد : رجلا ًفي أواخر الخمسينات من عمره ... وكانت تبدو عليه ملامح الهيبة والوقار ...
والذي بدأ كلامه قائلا ً:
في البداية : أعتذر بشدة للشيخ (محمد) والقائمين معه على تنظيم هذه الندوة !!!...
وسبب اعتذاري هو : أنني قد خالفت طلب الشيخ (محمد) بعدم حضور (المسلمين) أو (حديثي الدخول في الإسلام) لهذه الندوة !!.. وذلك لأنه : كان يرغب في تخصيص أكبر عدد ممكن من المقاعد : لحضور (غير المسلمين) :
لعل الله تعالى أن يفتح عليهم بالهداية كما فتح علينا !!!...
نعم إخواني ... لا تتعجبوا ...
فأنا (مسلم) منذ أقل من شهر واحد فقط !!!....
ولو علم الشيخ (محمد) ذلك : أعتقد أنه لم يكن ليختارني لهذا الموقف !!!...
وهنا .. رأى الجميع ملامح القلق التي بدت على وجه الشيخ (محمد) ... في حين ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
أهلا ًبك أخي في الإسلام في أي وقت وفي أي مكان ...
وأود لو أعرف اسمك حتى أناديك به ...
وهنا .. ابتسم الرجل لردة الفعل المريحة هذه من الشيخ (عبد الله) .. فواصل كلامه قائلا ً:
اسمي السابق الذي يعرفني به الكثيرون هنا كرجل أعمال هو : (مارك هاف لو) ...
وأما بعد إسلامي والحمد لله : فقد اخترت اسما ًإسلاميا ًيتطابق مع اسم أكثر الشخصيات الإسلامية التي أ ُشبهها !!.. فتسميت باسم : (سلمان) : نسبة ًللصحابي الجليل : (سلمان الفارسي) رضي الله عنه ...
وهنا قال له الشيخ (عبد الله) :
أهلا ًبك أخ (سلمان) ... والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ...
وهنا ابتسم (سلمان) قائلا ً:
لكم كنت أود أن أطرح سؤالي مياشرة عليك أيها الشيخ ... ولكني أرجو منك ... بل أرجو من كل الحاضرين أن يسمحوا لي بالحديث عن نفسي : لمدة 7 دقائق فقط !!!..
أرجوكم !!!...
7 دقائق فقط : ثم سأسأل سؤالي !!!...
وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) وهو يقول له :
حسنا ًأخ (سلمان) ... ولكن : أدعو الله تعالى ألا تكون كثير الكلام مثلي !!!... لأنه في ذلك الوقت :
لن تتسع الندوة أبدا ًلاثنين مثلنا معا ً!!!...
وهنا .. ابتسم الحاضرون وهم يترقبون بلهفة : ماذا سيقول رجل الأعمال الشهير هذا !!!!...
فبدأ مستر (سلمان) حديثه قائلا ً:
حسنا ً... أرجو أن تسامحوني إذا زادت الـ 7 دقائق إلى 10 أو 11 دقيقة !!!...
وهنا : انفجر الجميع بالضحك (حتى رجال الصف الأول) من الطريقة المرحة التي قال بها مستر (سلمان) هذه العبارة ...
ولكنه سرعان ما عاد مرة أخرى لطبيعته المتزنة الوقورة وهو يقول :
أولا ً: يجب أن تعرفوا أني كرجل أعمال ناجح : فأنا ممن يعرفون أهمية وقيمة (الوقت) جدا ً...
ولولا أني أعرف أهمية ما سأحكيه لكم الآن عن نفسي : ما كنت أضعت وقت الشيخ ووقتكم به !!!...
ثانيا ً: اعذروني على سرعة الكلام واختصاره في نقاط قصيرة : وذلك لحرصي على وقت الندوة الثمين ....
وأما بداية قصتي :
فهي أنه قد رزقني الله تعالى : (عقلا ًواعيا ً) ... و(ذكاءا ًوقادا ً) منذ الصغر ... هكذا باعتراف كل مَن حولي ..
حيث كنت لا أكتفي بأن أتلقي المعلومات وأسمع وأشاهد وأقرأ فقط ككل طفل :
بل كنت دوما ً: (أحكم) على كل ما أسمعه وأشاهده وأقرأه بأن أ ُمرره على عقلي الصغير آنذاك !!!!....
ومن أوائل الأشياء التي جذبت انتباهي للحكم عليها كان هو : (الدين) ....
وبرغم أن كلامي القادم : سوف يُغضب الكثير من رجال الدين هنا في القاعة :
إلا أني مضطر لإخبار الحاضرين به !!!.. لأن فيه تأكيدا ًلما قاله الشيخ (عبد الله) لكم من قبل ...
وهنا .. انتقل مخرج الندوة بكاميراته إلى وجوه رجال الدين في الصف الأول ... والذين سرعان ما تبدلت ابتساماتهم إلى : ملامح استياء وقلق من هذا الكلام !!!... فبدا وكأنهم يقولون بداخلهم :
أوووه ... ليس ثانية !!!.. كفانا مصائب وفضائح في هذه الليلة !!!...
في حين بدأ الحاضرون في الإنصات أكثر لكلام مستر (سلمان) الذي واصل قائلا ً:
في البداية : أحسست بغموض كبير يكتنف هذا (الدين المسيحي) الذي أدين به !!!... فمنذ الصغر :
وعشرات الملاحظات والتساؤلات التي تقفز في ذهني دوما ًبدون إجابة !!...
والتي كنت أعرضها دوما ًعلى رجال الدين في مدينتي :
ولكني لم أتلق منهم في مرة من المرات : إجابة مقنعة أو شافية : أو حتى يتقبلها عقلٌ واع ٍ!!!...
ناهيك عن (تجاهلهم لي) و(سخريتهم مني) لصغر سني وقتها !!!...
مما دفعني للأبد : لفقدان الثقة فيهم كرجال دين : يتحدثون عن (الرب) !!!.. بل وتيقنت وقتها بأن أحدهم بالفعل :
قد لا يكون يعرف من دينه : بأكثر مما أعرفه أنا !!!...
ومن هنا : سقطت أي (قداسة) للدين من نظري !!!...
وذلك بدءا ًمن (رجال الدين) و(البابا) نفسه : وانتهاءا ًبـ (الإنجيل) أو (الكتاب المقدس) !!!...
وبمجرد سقوط تلك (الهالة الخادعة) من (القداسة) التي يرسمونها حولهم وحول (الكتاب المقدس) الذي في أيدينا :
لسرعان ما توالت (عشرات) .. لا .. بل (مئات) الملاحظات والأخطاء والتناقضات التي اكتشفتها في ديننا !!!...
فقد صرت (أكثر جرأة) في النقد والتمحيص وفي استخراج الأخطاء والتناقضات :
من الكتاب الذي طالما وصفوه لنا بـ (المقدس) !!!...
فقمت بتجميع (مئات) التناقضات منه : وكأني أنتقم من رجال الدين الذين تجاهلوني وسخروا مني في الصغر !!!...
ولولا ضيق وقت الندوة كما تعلمون : لكنت عرضتها جميعها عليكم !!!...
ولكني : سأكتفي ببعض الأمثلة القليلة : والتي يمكن لأي منكم أن يستخرجها من هذا الكتاب (اللا مقدس) !!..
فقط : إذا حرر نفسه من فكرة (قداسته المزعومة) !!!...
فخذوا مثلا ً: (التناقضات) في النصوص والأسفار والأناجيل والرسائل التالية :
ولاحظوا أنها تناقضات : لا يمكن تأويلها بحال ٍمن الأحوال أو الجمع بينها أبدا ً: مهما حاولوا الدفاع عنها :
بعكس تناقضات الإسلام مثلا ًوالتي يزعمها البعض : ويُـفندها لنا علماء الإسلام !!.. واقرأوا معي :
1)) التكوين 1 : 3- 5 : " فى اليوم الأول : الله خلق النور ثم فصل النور عن الظلمة " ...
وفي نفس السفر 1 : 14- 19 : " تم ذلك فى اليوم الرابع " !!!!...
2)) التكوين 1 : 24- 27 : " خلق الله الحيوانات قبل الإنسان " ...
وفي نفس السفر 2 : 7 و19 : " خلق الله الإنسان قبل الحيوانات " !!!...
3)) التكوين 1 : 31 : " أ ُعجبَ الله بما خلق " ...
وفي نفس السفر 6 : 5- 6 : " لم يعجب الله بما خلق وحزن وتأسف " !!!..
4)) التكوين 2 : 17 : " كتب على آدم أن يموت يوم يأكل من شجرة المعرفة " ..
وفي نفس السفر 5 : 5 : " آدم عاش بعدما أكل من الشجرة : 930 سنة " !!!...
5)) التكوين 10 : 5 و20 و31 : " كل قبيلة لها لغتها ولسانها " ...
وفي نفس السفر 11 : 1 : " كانت الأرض كلها لسانا ًواحدا ًولغة واحدة " !!!..
6)) التكوين 16 : 15 و21 : 1- 3 : " إبراهيم له ولدان : إسماعيل وإسحاق " ...
العبرانيين 11 : 17 : " إبراهيم له ولد واحد وحيده إسحاق (وتم إستبعاد إسماعيل) " !!!...
7)) التكوين 17 : 1- 11 : " الرب يقول : عهد الختان : عهدا ًأبديا ً" ...
غلاطية 6 : 15 : " بولس يقول : ليس الختان ينفع شيئا ً(وبذلك ينفي كلمة الرب كما قال الشيخ) " !!!..
8)) الخروج 20 : 1- 17 : " الرب أعطى الوصايا العشر لموسى مباشرة : بلا وسيط " ...
غلاطية 3 : 19 : " أعطاها الرب : مُرتبة بملائكة : وفى يد وسيط " !!!...
9)) الملوك الثانى 2 : 11 : " صعد إيليا فى العاصفة إلى السماء " ...
يوحنا 3 : 13 : " لم يصعد أحد إلى السماء إلا ابن الإنسان (أي يسوع) " !!!...
10)) متى 1 : 6 – 7 : " نسب يسوع عن طريق : سليمان بن داوود " ...
لوقا 3 : 23 - 31 : " نسب يسوع عن طريق : ناثان بن داوود " !!!...
وأما الغريب : فهو : كيف يكون لـ (يسوع) نسب أصلا ً: وهو ليس له (أب) !!!!...
11)) متى 1 : 16 : " يعقوب النبي : والد يوسف " ...
لوقا 3 : 23 : " هالى : والد يوسف " !!!...
12)) متى 1 : 17 : " جميع الأجيال من داوود إلى المسيح : ثمانية وعشرون جيلا ً" ...
لوقا 3 : 23 - 28 : " عدد الأجيال من داوود إلى المسيح : أربع وثلاثون جيلا ً" !!!...
13)) متى 2 : 13 – 16 : " يوسف النجار : أخذ يسوع وأمه وهربوا إلى مصر " ...
لوقا 2 : 22 – 40 : " عقب ميلاد يسوع : يوسف ومريم ظلا فى أورشليم ... ثم عادوا إلى الناصرة !!!..
(أى أنهم لم يذهبوا إلى مصر بالمرة !!!.. بل ولم يرد حتى ذكر ذبح الأطفال بأمر هيرود) " !!!...
14)) متى 5 : 17 – 19 : " يسوع : لم يأت لينقض الناموس " ...
أفسوس 2 : 13 – 15 : " يسوع : قد أبطل الناموس بجسده " !!!...
15)) متى 10 : 2 ... ومرقس 3 : 16 – 19 ... ولوقا 6 : 13 – 16... وأعمال الرسل 1 : 13 :
" تختلف جميعها في أسماء وأعداد الحواريين " !!!!..
16)) متى 10 : 34 : " جاء يسوع ليُلقى : سيفا ًوليس سلاما ً" !!!...
لوقا 12 : 49 – 53 : " جاء يسوع ليُلقى : نارا ًوانقساما ً" !!!...
يوحنا 16 : 33 : " جاء يسوع ليُلقى : سلاما ً" !!!..
17)) متى 16 : 18ـ 19 : " يسوع يقول : أنت بطرس .. وعلى هذه الصخرة : ابنِ كنيستي .. وأبواب الجحيم : لن تقوى عليها .. وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات " ..
متى 16 : 23 : " فالتفت يسوع وقال لبطرس : إذهب عنى يا شيطان !!!.. أنت معثرة لى !!!.. لأنك :
لا تهتم بما لله .. لكن بما للناس " !!!..
مرقس 8 : 33 : " فانتهر بطرس قائلا ً: إذهب عنى يا شيطان !!!.. لأنك لا تهتم بما لله .. لكن بما للناس " !!...
فكيف يمكن لكنيسة في دينكم أن تقوم على شخص : يعتبره (المسيح) : (شيطانا ً) و(معثرة) و(لا يهتم بما لله) ؟!!...
18)) مرقس 14 : 44- 46 : " علامة خيانة يهوذا ليسوع : أن يـُقبله " !!!...
لوقا 22 : 47- 48 : " يهوذا : دنا من يسوع ليقبله " ...
يوحنا 18 : 2- 9 : " يسوع : خرج وسلم نفسه (ولا ذكر لقبلة يهوذا الشهيرة) " !!!...
20)) متى 27 : 5 : " يهوذا : طرح الفضة (أي النقود) أرضا ً.. ثم انصرف " ...
أعمال الرسل 1 : 18 : " يهوذا يقتنى حقلا ً: بأجرة خيانته " !!!...
21)) متى 27 : 5 : " يهوذا : خنق نفسه " ...
أعمال الرسل 1 : 18 : " يهوذا : يسقط على وجهه .. وانشق من الوسط : فانسكبت أحشاؤه كلها " !!!...
22)) متى 27 : 28 : " ألبسوا يسوع : رداءا ًقرمزيا (علامة على الإهانة) " ..
مرقس 15 : 17 : " ألبسوه : رداءا ًأرجوانيا ً(علامة على المَلَكية) " !!!..
23)) متى 27 : 32 : " سمعان القيروانى : قد سُخِـر لحمل صليب يسوع " ...
يوحنا 19 : 17 : " خرج يسوع : حاملا ًصليبه بنفسه " !!!...
24)) متى 27 : 46 – 50 : " كانت آخر كلمات يسوع : إيلى إيلى لما شبقتنى .. أي إلهى إلهى لماذا تركتنى " ..
لوقا 23 : 46 : " كانت آخر كلمات يسوع : يا أبتاه : فى يدك أستودع روحى" !!!..
يوحنا 19 : 30 : " كانت آخر كلماته : قد أ ُكمل !!.. ونكس رأسه وأسلم الروح " !!!..
وهنا .. سكت مستر (سلمان) لينظر لوجوه الحاضرين وردود أفعالهم ...
ولكنهم على ما يبدو : لم يعد (يُـفاجئهم) كثيرا ً: (الطعن في دينهم) أو (في كتبهم) بعد الآن !!!...
وخصوصا ً: بعد كل ما ألقاه الشيخ المسلم على أسماعهم منذ قليل الليلة !!!...
ولكن ما ألقاه مستر (سلمان) عليهم فقط : قد زادهم تأكيدا ًويقينا ًمن صدق الشيخ المسلم !!!..
وتذكر (سلمان) ضيق الوقت فاستطرد قائلا ًللحاضرين :
والآن ....
هل رأيتم مدى (التناقض) الذي بين أيدينا ولا نلتفت إليه أبدا ً ؟؟!!...
والذي يمكنكم (وبكل سهولة) : أن تجدوا مثل الذي قلته لكم : عشرات وعشرات !!...
ولذلك : فمنذ ذلك الوقت : وقد انحرفت عن الدين بالكلية كما حدث مع مستر (ديفيد بندكس) !!!... ولكني لم أعتنق (الشيوعية الدموية) مثله ... ولكني فقط : اكتفيت بأن هذا الكون (بما فيه نحن) :
قد أوجدتنا (الصدفة) فيه جميعا ً!!!...
وظللت على تلك (العقيدة) إلى وقت قريب ....
إلى أن تحدثت في يوم من الأيام مع طبيب جراح (مسلم) في إحدى المستشفيات ...
والذي بطريقته الغاية في الروعة : أعاد إليّ إيماني من جديد بالله تعالى : خالقي وخالق كل هذا الكون !!!..
حيث بدأ أولا ًيُحدثني عن : (تفاصيل تكوين العين) !!!... ووظيفة كل جزء فيها !!!... بل : واستعان على شرح ذلك لي برسم رسومات واسكتشات بسيطة توضيحية بيده : ما زلت أحتفظ بها تذكارا ًمنه إلى الآن !!!...
فعلمت منه ولأول مرة : مدى (التعقيد) بالفعل الذي تتكون منه (أعيننا الصغيرة) هذه !!!...
ثم سألني بعد أن انتهى من الشرح :
هل لاحظت وسط كل هذه الأجزاء التي أخبرتك بها : جزءا ًزائدا ً: (لا تحتاجه العين) ؟؟!!... فقلت : لا !!!..
فسألني مرة أخرى : هل لو أبدلنا جزءا ًمكان آخر ... أو حتى حدثت إحدى عمليات الإبصار : قبل الأخرى :
هل ستستطيع أعيننا الرؤية ؟؟؟!!!.. فقلت متعجبا ً: لا بالطبع !!!...
فقال لي :
إذا ً: فكما شرحت لك الآن : كيف خلق (الله) تعالى لنا : (أعيننا) بكل هذا (العلم) وكل هذه (الحكمة) :
فهل تستطيع أن تشرح لي أنت أيضا ً: كيف خلقت لنا هذه (الصدفة) : (أعيننا الصغيرة) هذه ؟؟!!!...
وهنا ... لم أعرف حقا ًبماذا أ ُجيبه !!!.. بماذا سأ ُدافع عن هذه (الصدفة) !!!.. والتي من أهم (سماتها) الأساسية :
هي (العشوائية) كما نعرف جميعا ً!!!... فكيف ينتج عنها مثل هذا التركيب : (الفائق الدقة) لـ (أعيننا) !!!....
وهنا .. ضحك الطبيب (المسلم) وقال لي :
(مارك) ... كنت أتخيل أنك أكثر ذكاءا ًمن هذا !!!.. هل تتخيل أن (الصدفة) التي بلا عقل ولا تمييز : ستنتظر (ملايين السنين والمحاولات) حتى تكوين (أول جزء) من العين يقوم بالإبصار : ثم تنتظر (ملايين السنين والمحاولات الأخرى) لتحصل على (الجزء الثاني) الذي يليه (هذا إن كانت تعرف أصلا ًأن هذا هو الجرء المفترض أن يليه !!) : ثم تنتظر (ملايين السنين والمحاولات الأخرى) لتحصل على :
(الجزء الرابع) .. ثم (الخامس) .. ثم (السادس) ... إلخ : وكأنها تعرف ما تريده بالضبط وتسعى إليه ؟؟!!!..
ثم : ما الذي جعلها تتوقف بعدما اكتمل تكوين العين : عن إضافة المزيد من (الصدف) إليها ؟!!!..
ثم (والأغرب والأغرب) : ماذا عن باقي أجزاء الجسد ؟!.. وكل ما حولنا ؟!.. وماذا عن علاقة العين بالمخ ؟!..
(مارك) مرة ًأخرى : كنت أحسبك أعقل من هذا !!!.. وانتهت مقابلتنا عند ذلك الحد ...
والحق أقول لكم : أن هذا اليوم : كان هو يوم عودتي إلى الله تعالى : ورجوع إيماني به مرة أخرى !!!..
وفي هذا اليوم أيضا ً: دعوت الله تعالى أن يهديني لـ (الدين الحق) ... وليس هذا (الدين) الذي أنتم عليه الآن !!!...
فاستجاب الله تعالى الرحيم لدعائي : وفي نفس اليوم !!!...
فكانت علامة بُشرى لي ساعتها ....
حيث دلني أحد الأصدقاء عن وجود إنجيل (خامس) : لا تعترف به (الكنيسة) مطلقا ً!!!...
وذلك : بالرغم من أنه يُعتبر من الناحية التاريخية :
أصح في الثبوت لنبي الله (عيسى) عليه السلام من (الأناجيل الأربعة) الأخرى التي بين أيديكم : وأقدم منها !!!...
بل وحتى كاتبه : ليس غامضا ًمجهولا ًمثل (كــُتاب الأناجيل الأربعة) !!!..
بل هو يُصرح لنا يقينا ًفي أول صفحات هذا الإنجيل بأنه : حواري ٌمن حواري (عيسى) عليه السلام !!!...
ليس هذا فقط .. بل وكان من أقرب الحواريين أيضا ًإليه !!!...
أتعرفون مَن هو ؟؟؟!!!...
إنه : (يوسف اللاوي) : أو (برنابا) : التلميذ المقرب لـ (عيسى) عليه السلام في الأناجيل !!!...
وعلى الفور : قمت في اليوم التالي بالبحث عن نسخة لهذا الإنجيل : (إنجيل برنابا) واقتنائها ...
وقد لفت نظري مُـقدمته (الجريئة جدا ً) ... والتي يُحذر فيها الحواري (برنابا) : من (بولس) اليهودي وما أحدثه في دين الله تعالى من (تحريفٍ) و(تزييفٍ) !!!...
فعرفت على الفور أنه : سيتكلم بالحق !!!... ذلك لأن صفة (التحريف والتزييف) بالفعل : هي أحق وصف يوصف به (ديننا) كما تأكدت بنفسي من قبل .. وأحق ما توصف به (كتبنا) و(أناجيلنا) الآن !!!!...
فأقبلت على هذا (الإنجيل) أقرأه في نهم ... لدرجة أني انتهيت منه في ثلاثة أيام فقط !!!....
وشعرت معه بمعنى (الصدق) !!!...
إذ أنني (ولأول مرة في حياتي) : أقرأ قصة نبي الله (عيسى) عليه السلام :
أولا ً: كاملة ! أي بدون النقصان الحادث في الأناجيل الأخرى : والتي يُخبرونا دوما ًبأنها يُكمل بعضها البعض !..
ثانيا ً: مُرتبة ترتيبا ًمتصلا ًمنطقيا ًفي : تدرج المواقف .. والحوادث .. وتصاعد الأمور من كل الجوانب !!!...
ثالثا ً: فيها الكثير من الحكم والأمثال الرائعة : والتي لم تذكرها الأناجيل الأخرى !!!...
رابعا ً: فيها السبب الحقيقي الذي دفع اليهود بالفعل : لمحاولة قتل (عيسى) عليه السلام !!!...
ولتعرفوا هذا السبب : فاعرفوا أولا ًأنه : نفس السبب الذي من أجله : (ترفض كنيسة البابا) هذا الإنجيل !!!!....
فهذا الإنجيل أيها السادة : يذكر فيه (عيسى) عليه السلام : اسم النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
أكثر من 14 مرة صراحة ًبلا أدنى لبس !!!.. هل تتخيلون هذا ؟؟!!!...
وذلك بالرغم من أن (أول نسخة) تم العثور عليها لهذا الإنجيل وفق ما جاء في (دائرة المعارف البريطانية) : كانت عام (492 م) !!!... أي قبل ميلاد النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم بحوالي : (79) عام !!!!!!!!!!!!!.....
فكما رفض (اليهود) تلك البشارة من (عيسى) عليه السلام بأن الله تعالى : قد (عاقبهم) بأن جعل (النبي الخاتم) هو من نسل (العرب) : أبناء (إسماعيل) ابن (إبراهيم) عليهما السلام وليس منهم :
فقد رفضت (الكنيسة) الاعتراف بذلك أيضا ً: وخصوصا ًبعد كل (التحريف) الذي قامت به على مدار القرون :
بسبب تعاليم (بولس) اليهودي الخبيث !!!!...
فقام البابا (جيلاسيوس) ساعتها : بتحريم تداول هذا الإنجيل !!....
وليس الغريب في هذا الإنجيل هو ذكر اسم النبي الخاتم (محمد) فقط .... بل الغريب أيضا ًهو :
أنه يُطابق في مفاهيمه العامة : ما يعرفه المسلمون بالفعل من كلام الله عز وجل : (القرآن) !!!!....
حيث ينقل لنا الحواري (برنابا) : تأكيد (المسيح) عليه السلام في أكثر من مرة أنه : (عبد الله ورسوله) !!!...
بل ويروي لنا (برنابا) أيضا ً(وكما جاء في القرآن) : كيف أن الله تعالى : قد أنقذ نبيه (عيسى) عليه السلام من (الصلب) ومن (العذاب المهين) الذي ترويه لنا (الأناجيل) ظلما ًوزورا ً!!!!...
بل ويؤكد لنا : كيف أن الله تعالى : قد رفع (عيسى) عليه السلام إليه : كما يقول المسلمون بالضبط !!!!....
ولن أطيل عليكم .....فلقد تجاوزت الوقت المُحدد لي بالفعل على ما يبدو !!!!....
ولكن كل ما أدعوكم إليه بصدق : هو محاولة قراءة هذا الإنجيل الذي : قد يغير حياتكم إلى الأبد !!!...
والذي أيضا ً(ويا للعجب) : لا يعرف المسلمون أنفسهم عنه شيئا ً!!!... وذلك بالرغم من أنه :
يثبت صحة (كل ما هم عليه) الآن !!!!...
وكنت خلال فترة (إلحادي) السابقة : كنت أقرأ العديد من كتب الأديان الشرقية القديمة ... وقد لفت انتباهي أنها :
تتفق معظمها مع (بشارات العهد القديم) في الحديث عن (النبي المَلِك) أو (المُنتظر) أو (مُشتهى كل الأمم) !..
وتصفه بأوصاف عديدة ....
ولذلك ... فلم أتردد لحظة واحدة في الإيمان بأن هذا (النبي الخاتم) هو :
(محمد) صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام !!!... وذلك عندما قرأت اسمه : (صريحا ً) في إنجيل (برنابا) ...
وعندها فقط : بدأت ألاحظ : (انطباقا ًمدهشا ً) لنبوءات العهدين القديم والجديد :
على (محمد) النبي الخاتم : صلى الله عليه وسلم !!!...
(عشرات النبوءات) التي تتحدث عن حياة هذا النبي العظيم الخاتم وصفاته الخـُـلــُـقية والخـَـلقية : بكل دقة !!!..
والتي لن تتشككوا أبدا ًفي (صحتها) و(انطباقها) على هذا النبي الخاتم (محمد) :
إذا ما أنتم أتحتم لأنفسكم فقط : فرصة قراءة القليل عنه وعن حياته !!!...
وأما سؤالي لك الآن أيها الشيخ (عبد الله) فهو :
أنه برغم دخولي الإسلام ... وبرغم قراءتي بالفعل عن حياة النبي (محمد) بصورة عامة :
إلا أنني ما زلت في اشتياق كبير لأن : يُحدثني (أحد المسلمين) أنفسهم عن هذا النبي العظيم !!!...
عن شكله .. وصفاته .. وأخلاقه بالتحديد ...
وذلك لأن النبي (عيسى) عليه السلام عندما (بشـّر) به : قال عنه في إنجيل (برنابا) :
" والذي : لا أستحق أن أفك سيور حذائه " !!!!....
وهذه الشهادة الكبيرة من نبي ٍعظيم الأخلاق كـ (عيسى) عليه السلام : تعني الكثير والكثير بالفعل !!!...
وأقل ما تعنيه هو أن : هذا النبي الخاتم : يستحق منا جميعا ًالتعظيم : كل التعظيم !!!...
كما يستحق منا جميعا ًالمحبة : كل المحبة !!!...
كما يدل على أنه لديه من الصفات والأخلاق العظيمة : ما هو أكثر من مجرد وصفه بـ (الصادق الأمين) !!!....
وإني قد دعوت الله تعالى بعد إسلامي : أن يمُن عليّ بمعرفة (أوصاف) نبيه (محمد) : أكثر وأكثر : تماما ًكما منّ عليّ بتيسير الطريق للإيمان به ....
فلعل حضورك أيها الشيخ (عبد الله) هنا في مدينتنا الليلة ... واختيار الشيخ (محمد) لي الآن للسؤال :
هو استجابة ًلهذا الدعاء !!!...
وأرجو المعذرة على الإطالة ... وأكرر أسفي مرة أخرى لعصياني لطلب الشيخ (محمد) ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
جلس مستر (سلمان) .. وقد تركته العيون في احترام لتنتقل إلى الشيخ (عبد الله) الذي قال مبتسما ًكعادته :
الحق أقول لك أخي في الله (سلمان) : إنه لجميل أن تشعر أن الله تعالى معك ويجيب طلبك ودعاءك !!!... وهذا يدل بالفعل على : صدق إيمانك ويقينك إن شاء الله ....
ولقد قرأت أنا أيضا ًإنجيل (برنابا) من قبل : مرة واحدة في حياتي باللغة العربية في (مصر) ... وقد أعجبني جدا ً بالفعل .. وتأثرت به كثيرا ً... بل : وازداد به إيماني ويقيني ومحبتي لنبيّ (محمد) صلى الله عليه وسلم :
أكثر وأكثر !!!... وأما عن تعجبك من عدم معرفة المسلمين لهذا الإنجيل و(الاحتجاج) بما فيه على صحة دينهم :
فأعتقد أن ذلك راجع لسببين في رأيي :
أولا ً: وهو أن (القرآن الكريم) : كلام الله تعالى (الغير محرف) : يغنيهم دوما ًعن قراءة أي كتاب آخر !!!...
وذلك لأن كل الذي به : هو (الصدق) و(الحق) : لأنه كلام الله تعالى بالفعل ...
ثانيا ً: هو (التحجيم الإعلامي الشديد) على هذا (الإنجيل) .. والذي ظهرت أول ترجمة عربية له عام (1906م) على يد المؤرخ النصراني المصري : (خليل سعادة) !!!... وهو وقت يُعتبر : متأخر ٌجدا ً: مُـقارنة ًبأهمية هذا (الإنجيل) !!!..
ولعل في هذا حكمة ... وهي أن تظل شبهة (كتابة المسلمين لهذا الإنجيل) : تظل (ضعيفة) و(باطلة) !!!!... إذ لو صح هذا الإدعاء :
لكان مثل هذا الإنجيل : مشهورا ًبين المسلمين .. بل وفي بلاد العرب خصوصا ً!!!...
أو حتى : كنا وجدنا (إشارة) له في كتب علماء الإسلام قديما ً.. أو حتى (احتجاجهم) به !!!..
ولكن شيئا ًمن هذا لم يحدث !!!...
ومن هنا .. فأعود سريعا ًلتساؤلك أخي في الله (سلمان) ....
والذي كنت أتمنى : لو خصصنا (ندوة كاملة) للإجابة عنه !!!...
أو كنت أتمنى على الأقل : أن تسألني إياه في بداية هذه الندوة !!!!...
ولكن : قدر الله وما شاء فعل ....
ولعله من المهم بمكان :
أن تعلموا أن ما سأخبركم به في الدقائق القادمة عن نبينا الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
لا يعد (واحدا ًفي الألف) من باقي (صفاته الحميدة) !!!... ولا حتى (أخلاقه العالية الرفيعة) صلى الله عليه وسلم !!..
فهو (خير البشر) حقا ً: بلا أدنى (مبالغة) !!!...
بل هو النبي : الذي اختاره الله تعالى : لحمل (الرسالة الكاملة والخاتمة) للبشر جميعا ً....
بل هو النبي : الذي قال عنه الله العظيم خالق كل شيء :
" وإنك : لعلى خلق ٍعظيم " !!!... ن - 4 ...
ولما كانت رسالته : هي الرسالة الخاتمة والهادية للبشرية في كل مناحي الحياة :
فلم يُـعلم (تفاصيل حياة) أي إنسان في التاريخ البشري : مثلما عُـلمت تفاصيل حياته صلى الله عليه وسلم !!!...
وأنا أعني هنا ملايين (الآحاديث) التي نقلت إلينا : كل ما مر بهذا النبي (الخاتم العظيم) !!!!...
كل ما قاله !!!... كل ما فعله !!!... كل ما أحبه !!!.. كل ما كرهه !!!...
ألوف ألوف الآحاديث التي وصفت لنا أحواله وهو : أب !!.. وهو زوج !!.. وهو صاحب !!.. وهو مُعلم !!.. وهو قائد !!.. وهو مُحارب !!.. وهو سياسي !!.. وهو مُخطِط !!.. وهو عابد !!.. وهو زاهد !!.. وهو حاكم !!.. وهو قاضي !!.. وهو نائم !!.. وهو متيقظ !!.. وهو سعيد !!. وهو حزين !!.. وهو يضحك !!.. وهو يبكي !!.. وهو جالس !!.. وهو ماشي !!.. وهو يأكل !!.. وهو يشرب !!.. وهو يتكلم !!..وهو صامت !!........
كل شيء عنه صلى الله عليه وسلم !!!.. كل شيء !!!...
وبالرغم من أن هذه (الآحاديث) التي تناقلها الناس عنه صلى الله عليه وسلم : ليست في (قداسة) كلام الله عز وجل : (القرآن الكريم) ... بل وليست محفوظة من (تحريف) (وتزييف) الحاقدين والكفار واليهود مثل حفظ الله للقرآن :
إلا أن الله تعالى : قد وفق المسلمين الصالحين لوضع : العديد من الأسس والقواعد والشروط : لقبول مثل هذه (الحكايات) عن النبي الخاتم للبشر !!!... فخرجوا لنا بـ (أبواب جديدة من العلم) :
اختصت به (أمة الإسلام) نفسها دونا ًعن باقي الأمم !!!.. وذلك مثل :
(علم مصطلح الحديث) .. و(الجرح والتعديل) .. والعديد من كتب (التراجم) ...
فتمكنوا بذلك من التفريق بين : (ما صح) فعلا ًنسبته إلى لنبي : وما هو(ضعيف) أو (موضوع) !!!....
حيث لا يتم الثقة في أي (حكاية) أو (حديث) عن (النبي) : إلا إذا كان رواتها كلهم : (معروفون) و(موثوقون) و(متصلون) !!!..
بل وذوو أيضا ً: (سيرة وأخلاق حسنة) وقدرة على (الحفظ والضبط) !!!!....
ومن هنا .. نرى أن : (سنة النبي محمد) : وهي (المصدر الثاني) للدين الإسلامي لدينا بعد (القرآن الكريم) :
هي (أصح) و(أدق) حتى من (المصدر الأول) للدين لديكم !!!...
والذي إلى الآن : ما زال (جل كــُـتاب العهدين القديم والجديد الأصليين) : مجاهيل لديكم !!!!...
لن أطيل عليكم ...
بل سأبدأ بمجهود متواضع جدا ًمني في ذكر (بعض) أوصاف وأخلاق رسول الله (محمد) صلى الله عليه وسلم :مما يفتح به الله تعالى عليّ في هذه الدقائق ... مع اعتذاري عن ذكر مصدر كل خبر وتخريجه : لضيق وقت الندوة ...
وأعتقد أنه سوف يُوزع عليكم كتيب ٌعن النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم : في نهاية هذه الندوة إن شاء الله ....
ولهذا .. فلن أحدثكم عن (ظروف نشأته) و(المواقف) و(الأحداث) التي مرت به ...
ولكني سأكتفي فقط : بذكر (بعض) أخلاقه وصفاته كما قلت لكم ...
وأبدأ فأقول :
اسم النبي الخاتم (محمد) كاملا ًهو : (محمد : بن عبد الله : بن عبد المطلب) ...
ومعنى كلمة (محمد) : أي : المحمود كثيرا ًمن غيره ...
كما سماه الله تعالى أيضا ًفي القرآن الكريم باسم : (أحمد) .. وتعني : الكثير الحمد لله ...
وله عدة أسماء أخرى : سماه بها الله تعالى : عندما بشر به الأنبياء السابقين .. ولذلك .. فيقول الرسول الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق عليه :
" إن لي أسماء : أنا (محمد) .. وأنا (أحمد) .. وأنا (الماحي) الذي يَمحو الله بي الكفر .. وأنا (الحاشر) الذي يُحشر الناس على قدمي .. وأنا (العاقب) (أي الذي ليس بعده نبي ولا رسول آخر) " ...
وقد وُ لد النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم : يتيم (الأب) ...
ثم ما لبث في سن السادسة : أن ماتت (أمه) أيضا ً!!!... ثم كفله (جده) ... ثم ما لبث أن مات (جده) أيضا ً!!..
فكان وكأن الله تعالى : يأبى إلا أن يكون : هو وحده مؤدبه وراعيه !!!...
فبسبب يتمه هذا : نشأ رقيق القلب .. تفيض منه الرحمة : على كل من حوله !!!...
واشتهر بين قومه قبل الرسالة بـ الأخلاق الحسنة ... فصاروا ينادونه بـ :
(الصادق الأمين) منذ شبابه !!!...
وقد وضع الله تعالى فيه : جمالا ًفي مظهره وشكله : يناسب الجمال الذي في مخبره وقلبه !!..
وقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري : عن (عطاء بن يسار) قال : لقيت (عبد الله بن عمرو بن العاص) فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة .. قال : أجل والله : إنه لموصوف ببعض صفته في القرآن :
" يا أيها النبي : إنا أرسلناك : شاهدا ً(أي على الناس جميعا ً) ومبشرا ً(أي للمؤمنين) ونذيرا ً(أي للكافرين) .. وحرزا ًللأميين (أي سندا ًللأمة العربية التي لم يُبعث فيها رسولا ًقط) .. أنت عبدي ورسولي .. سميتك المتوكل .. ليس بفظ (أي فظ الأخلاق) .. ولا غليظ (أي القلب) .. ولا سخاب في الأسواق (وهو الذي يؤذي الناس بصوته) .. ولا يدفع بالسيئة السيئة .. ولكن : يعفو ويغفر !!!.. ولن يقبضه الله حتى : يقيم به الملة العوجاء !!!..
بأن يقولوا : لا إله إلا الله ... فيفتح بها : أعينا ًعميا ً!!!... وآذانا ًصما ً!!!... وقلوبا ًغلفا ً" !!!...
وبالرغم من ابتسامته دوما ًفي وجه أصحابه والناس من حوله : إلا أنه كان : (متواصل الأحزان) بسبب ما يعلمه من (المصير الأسود) و(العذاب الأبدي الأليم) الذي ينتظر (الكافرين) و(المشركين) بالله عز وجل !!!...
وكان أيضا ً(وبسبب الواجب العظيم الذي يحمله على عاتقه للبشرية) :
دائم الفكرة !!!.. ليست له راحة !!!.. طويل السكوت !!!.. لا يتكلم في غير حاجة !!!..
حيث كان شعاره : إن لم تتكلم في خير : فالصمت أفضل !!!..
وكان يتكلم بـ (جوامع الكلم) .. وكان كلامه : يمتليء (حكمة ً) و(نورا ً) .. وكان (فصلا ً) بلا تطويل ولا تقصير ...
ولم يكن رسول الله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم بالجافي ولا المُهين لغيره من الناس .. وكان يُعظِم نِعَم الله عليه : وإن صغرت : فكان لا يذم منها شيئا ًأبدا ً...
ولم يكن يغضب أبدا ً: لأمر من أمور الدنيا !!!.. بل ولم يغضب أبدا ًلنفسه !!!..
ولكنه إذا ا ُنتهك أمامه حد ٌمن حدود الله : لم يقم لغضبه شيء : حتى ينتصر لله !!!...
ولم يكن يلعن الناس لأسباب الدنيا : ولكن : كان يلعن منهم فقط : الكافرين بالله العاصين له !!!..
ولم يكن يعلو صوته بالصياح في الطرقات ولا في الأسواق كما أخبرتكم ..
ولم يكن يشتم أو يسب أحدا ً...
بل وحتى إذا كره طعاما ً: فلم يكن يعيبه .. بل كان يكتفي فقط بالإعراض عنه !!!..
ولم يكن يمنعه كونه (نبيٌ) يُوحى إليه من ربه : أن يُعلم أصحابه ويُعلمنا جميعا ً: أهمية (الشورى والتشاور) بين ولي الأمر والناس !!..
وبالرغم من أن الله تعالى قد جعل له نصيبا ًكبيرا ًمن (الغنائم) التي يفوز بها المسلمون في حروبهم :
إلا أنه كان : لا يحتفظ منها بشيءٍ في غالب أيامه !!!..
بل كان يعطيها دوما ًلـ : الفقراء وذوي الحاجات واليتامى وابن السبيل !!!....
فقد كان من (أزهد) الناس في (الدنيا) !!!... بل كان يمر على بيوت أهله : شهران متتابعان : ولا يوقد في أي ٍمنها (نيران الطهي) !!!.. حيث كان يقتات هو وأهله على : (التمر) و(الماء) و(اللبن) فقط !!!..
فهل تتخيلون ذلك ؟؟!!!...
وبالرغم من هذا (الزهد) في الدنيا : فقد كان يتحرى دوما ً: جمال ونظافة : (مظهره) و(ملبسه) !!... ولكنه كان ذلك النوع من الجمال (البسيط) : والذي يكون بلا تكلف ولا مبالغة .. وهو أفضل أنواع الجمال !!!..
بل وكان من (أحب الأشياء) إليه :
(العطور الجميلة) .. والتي تصنع جوا ًمن (السرور) و(الراحة) على صاحبها وعلى من حوله ....
وكان إذا أشار : لم يُشر بـ (طرف أصبعه) كما يفعل المتكبرون .. ولكن كان يشير بـ (كفه كلها) ..
وكان إذا تعجب : قلبها هكذا (وقلب الشيخ يده أمام الحاضرين) .. وكان إذا تحدث : اتصل بها هكذا .. ليضرب راحة يده اليمنى : ببطن إبهامه اليسرى هكذا ....
وكان : (لا يصافح النساء أبدا ً) : ليعطينا بذلك : (القدوة) في احترام (حُرمات الآخرين) .. وليعلمنا بذلك : كيف نسد الطرق على (الشيطان) الذي قد يحاول زرع التفكير في : (الشهوة) وفي (الحرام) في قلب كل منا عند مصافحة الرجال للنساء ....
وعلى العكس من ذلك : كان إذا صافح رجلا ً: لم يكن يترك يده : إلا أن يكون الآخر هو الذي يترك يده :
(تواضعا ًمنه) صلى الله عليه وسلم و(لين جانب) منه للناس ...
وكان أكثر ما يغضبه : هو أن يتحايل الناس على (شرع) الله تعالى !!!.. أو محاولتهم لـ :
(استثناء) بعض الناس من شرع الله عز وجل : أيا ًما كانت مكانة هؤلاء الناس ... وذلك مثلما حاول بعض أقرب الناس إليه : أن يُكلمه في عدم إقامة (حد السرقة : وهو قطع اليد اليمنى) على (امرأة مخزومية) : سرقت ...
فغضب أشد الغضب وقال :
والله : لو سرقت (فاطمة) بنت (محمد) : لقطع (محمد) يدها !!!..
وذلك لأن (مساواة) الناس جميعا ًأمام القضاء وأمام العقاب : هو الأساس الوحيد الذي يضمن إقامة واستمرار (العدل) !!!..
وكان لا (يتشاءم) أبدا ً.. لا من (رقم معين) مثلا ً.. أو (طائر معين) : كما يفعل معظم الناس للأسف ...
وذلك لأنه كان يعرف تمام المعرفة : أنه : (لا يضر) و(لا ينفع) : إلا الله عز وجل !!!!..
ولكنه على عكس ذلك : كان يحب دوما ً(التفاؤل) بالأشياء الحسنة والجميلة ...
بل كان في بعض الأوقات : يغير الأسماء (القبيحة) أو (المتشائمة) لبعض الناس والأشياء : إلى أسماء أخرى : تحمل على (التفاؤل) !!!..
وكان إذا أوى إلى منزله : جزأ دخوله إلى ثلاثة أجزاء : جزءا ًلله تعالى .. وجزءا ًلأهله .. وجزءا ًلنفسه ...
ثم جزأ الجزء الخاص به : بينه وبين الناس !!!...
وكان إذا غضب : احمر وجهه !!!.. وإذا فرح : غض طرفه !!!...
وكان معظم ضحكه : التبسم !!!.. فكانت أسنانه وكأنه يكشف عن مثل حبّ الغمام !!!..
وكان يحافظ على نظافة وطيب رائحة فمه وأسنانه دوما ً... وذلك عن طريق (السواك) الذي حدثتكم عنه من قبل ..
وكان ينصح دوما ًأمته والناس من حوله ...
وكان يُخبرهم دوما ً: بالذي ينبغي لهم فعله .. وبالذي يهديهم للخير .. فكان يقول مثلا ً:
" أحب الأعمال إلى الله عز وجل : سرور تدخله على مسلم :
كأن تكشف عنه كربة .. أو تقضي عنه دينا ً.. أو تطرد عنه جوعا ً...
ولأن أمشي مع أخ لي في حاجته أو مظلمته : أحب إليّ من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرا ً!!!..
ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه : ملأ الله قلبه يوم القيامة : رضىً " ...
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يؤلِف الناس من حوله ولا ينفرهم !!!..
وكان يُكرم : كريم كل قوم : ويوليه عليهم ..
فهل علمتم أحدا ًبمثل هذه الأخلاق والأوصاف ؟؟!!!...
وكان كثير الصلاة بالليل .. وكان يبكي بين يدي الله في صلاته ..
ولكنه إذا صلى بالناس : كان يخفف من صلاته .. لأن فيهم : المرأة .. والطفل .. والعجوز .. وذي الحاجة !!!...
وكان رحيما ً: وكان يستخدم (اللين والرفق) دوما ًمع المخطيء : إذا رأى جدوى ذلك ...
ولعلي أذكر لكم هنا : حديثا ًرائعا ً: ينم على (حكمة) و(رحمة) هذا النبي العظيم ...
حيث جاءه في يوم من الأيام : (غلاما ً) (شابا ً) وهو جالس في وسط الناس فقال له :
" يا رسول الله : ائذن لي في الزنا !!!..
فصاح به الناس (أي من الغضب والاستنكار) !!!..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مه (كلمة كف وإسكات لهم) ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقروه (أي افسحوا له) .. ا ُدن (أي اقترب مني) ..
فدنا : حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أتحبّه لأمّك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. فقال : وكذلك الناس : لا يحبونه لأمهاتهم !!!..
أتحبه لابنتك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. فقال : وكذلك الناس : لا يحبونه لبناتهم !!!..
أتحبه لأختك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. قال : وكذلك الناس : لا يحبونه لأخواتهم !!!..
أتحبّه لعمتك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. قال : وكذلك الناس : لا يحبونه لعماتهم !!!..
أتحبه لخالتك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. قال : وكذلك الناس : لا يحبونه لخالاتهم !!!..
فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدر الشاب وقال :
اللهم : كفر ذنبه .. وطهر قلبه .. وحصّن فرجه " !!!..
الطبراني في المعجم الكبير .. سلسلة الآحاديث الصحيحة (1/370) ...
وكان رسول الله الخاتم (محمد) : يسأل عن أصحابه ويتفقدهم دوما ً ..
وكان يمدح ويُثني على (الحسن) ويقويه .. وكان يذم ويُقبح (القبيح) ويوهيه ...
وكان أيضا ً: لا يقوم ولا يجلس : إلا على ذكر الله !!!.. وكان إذا انتهى إلى قوم جلوس :
جلس حيث ينتهي به المجلس !!!.. وكان يأمر بذلك ...
وكان يُعطي كل جلسائه : نصيبا ًمن اهتمامه (كما لاحظ (ستيف) ذلك مني) .. حتى أن جليسه :
كان لا يظن أن هناك أحدا ً: أكرم على الرسول منه !!!..
وكان من جالسه أو فاوضه في حاجة : صابرهُ النبي (محمد) : حتى يكون الآخر هو المنصرف عنه !!!...
وكان مَن سأله حاجة : لم يرده أبدا ًإلا بها !!!.. فإن لم تكن عنده (بسبب زهده الشديد في الدنيا) :
فكان يرده بجميل القول .. أو بما يصبره !!!..
وكان يسع الناس كلهم ببساطته وخـُـلقه الكريم : فصاروا عنده جميعا ً: في الحق سواء ..
وعند هذه اللحظة : نظر الشيخ (عبد الله) لوجوه الحاضرين : فوجدها وقد امتلأت : رضا ًوسعادةً بهذه الأوصاف النبوية العالية : عن (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!.. والتي يسمعوها بالطبع : لأول مرة في حياتهم !!!....
فابتسم ثم واصل قائلا ً:
هذا هو النبي الخاتم (محمد) : نبي الإسلام !!!...
هذا هو النبي الخاتم الذي قال عنه الله عز وجل :
" وما أرسلناك إلا : رحمة للعالمين " !!!.. الأنبياء – 107 ..
فهذا هو النبي : الذي يطعن فيه (الجاهلون) : ثم ينصره الله تعالى بعد كل مرة يطعنون فيها عليه :
بأن يجعل الآلاف والآلاف : يسألون عنه في نهم : لمعرفة حقيقته : ثم يؤمنون به عن (حب ٍواحترام ٍواقتناع) !!!..
فهذا النبي الكريم (محمد) : كانت مجالسه : مجالس : علم .. وحلم .. وحياء .. وأمانة .. وصبر ...
وكانت لا ترتفع فيها الأصوات فوق صوته : تبجيلا ًواحتراما ًله !!!..
وكان لا يُعتدى فيها على حق ٍ: بكذب أو افتراء !!!..
بل كان جلساؤه في هذه المجالس : يتفاضلون ويتمايزون أمام النبي : بـ (التقوى) و(الطاعة) فقط ..
وكانوا متواضعين : يوقر صغيرهم الكبير .. ويرحم كبيرهم الصغير .. ويؤثرون على أنفسهم ذا الحاجة .. ويحفظون للغريب حقه ....
فهؤلاء : هم أصحاب هذا النبي .. وهذه : هي مدرسته التي : أنارت للدنيا :
طرق : الهداية .. والصلاح .. والطهر .. والعفاف !!!..
ثم التفت الشيخ للحاضرين جميعا ًوهو يقول بأسف :
فهل مثل هذا الإنسان العظيم : هل تتوقعون منه : ظلما ًلأحد ؟؟!!.. أو هل تصدقون حتى أنه كان :
(عدوانيا ً) أو (شهوانيا ًفاسدا ً) كما يصفه الجاهلون ؟؟!!!...
لا والله ....!
وأزيدكم فأقول :
كانت حياته صلى الله عليه وسلم : بسيطة بين أهله وأصحابه والناس ...
فكان يضحك : مما يضحكون منه .. وكان يتعجب : مما يتعجبون منه ..
بل وكان : يصبر على منطق وسؤال الجاهل والغريب .. حتى إن أصحابه : كانوا يستجلبون الغريب :
ليجعلوه يسأل رسول الله : عن كل ما يريدونه ويستحيون من سؤاله !!!..
وهنا .. لاحظ الحاضرون بعض (قطرات الدمع) التي انسالت على جبين الشيخ (عبد الله) بصدق ..
فمسحها بتلقائية شديدة : وكأنه معتاد على وجودها كلما تحدث عن هذا (النبي العظيم) !!!!..
فسكت للحظة ثم قال :
وكان لا يقبل هذا النبي العظيم : أن يُثني عليه أحد : إلا مَن كان يكافئه على معروف صنعه معه !!!...
وكان لا يفضل نفسه على سائر الأنبياء : تواضعا ًمنه ...
بل كان يقول دوما ً:
" الأنبياء : إخوة لعلات .. أمهاتهم : شتى .. ودينهم : واحد ...
وأنا أولى الناس بـ (عيسى بن مريم) .. لأنه : ليس بيني وبينه نبي " ...
وكان يقول أيضا ًلأصحابه (مع أنه سيد ولد آدم) : لا تفضلوني على نبي الله (يونس بن متى) !!!..
وكان يقول للناس دوما ًعندما (يهابونه) أو (يستعظمونه) لأنه نبي الله الخاتم :
إنما أنا : عبد الله ورسوله ..
وقد أرسل الله تعالى له (مَـلــَـكا ً) : ليخيره بين أن يكون : (نبيا ً: مَـلـِكا ً) وبين أن يكون : (نبيا ًعبدا ً) :
فاختار أن يكون : (نبيا ًعبدا ً) !!!..
فكان لا يأكل أبدا ً(مُتكئا ً) كما أخبرتكم من قبل ..
ولكن كان يقول : " آكل : كما يأكل العبد .. وأجلس : كما يجلس العبد " !!!..
ولو شاء : لعاش كما قلت لكم : ملكا ًوسط (العرب) !!!...
هؤلاء (العرب) : الذين استطاع رجل واحد فقط : (محمد) صلى الله عليه وسلم :
أن يبدأ فيهم (دعوة) : جعلتهم أعظم (أمم الأرض) في أقل من خمسين عاما ًفقط من الزمان !!!!..
وهنا .. تنهد الشيخ (عبد الله) وهو يقول :
ولكل ذلك ... ولكثير غيره لم يتسن لي ذكره للأسف لضيق الوقت :
فقد أمرنا الله تعالى في قرآنه الكريم : أن (نصلي) و(نسلم) على هذا النبي العظيم الخاتم ....
ولذلك .. فأنتم تسمعون المسلمون دوما ً: يقولون عند سماعهم لاسم النبي (محمد) عبارة :
" صلى الله عليه وسلم " ....
وبالرغم من اكتفائي بهذا القدر الضئيل جدا ًجدا ًعن (أخلاق) و(صفات) هذا النبي العظيم .. إلا أني أتوقع أن أعرض عليكم (المزيد) من أخلاقه وصفاته : في إجابتي على أسئلة أخرى قادمة بإذن الله ...
كما أعتقد أن ما قلته : سيكون كافيا ًجدا ًللأخ (سلمان) : ولرغبته في السماع عن النبي (محمد) ...
كما أدعو الله تعالى أن يجمعه مع الصحابي الجليل (سلمان الفارسي) بالفعل في الجنة بإذن الله تعالى .. هذا (الصحابي الجليل) الذي ترك : الغنى .. والثروة .. والرياسة الدينية في بلاده (فارس) مع (المجوس) :
لينتقل إلى بلاد (الشام) بلاد (النصارى) : بحثا ًعن نبي (آخر الزمان) !!!.. بل وارتضى لنفسه أن ينتقل إلى (المدينة المنورة) : كـ (عبد) من (العبيد) : لما علم أن هذا النبي الخاتم : سوف يظهر بها !!!...
وكان له بالفعل ما تمنى .. بل وصار : من أكابر صحابة النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!..
وهكذا ترون جميعا ًمعي : كيف يكون السعي الدؤوب : بحثا ًعن (الحق) !!!..
بل وبحثا ًعن : (النجاة من العذاب) !!!.. وعن : (الراحة الأبدية) بعد الموت بإذن الله تعالى !!!....
وأعتقد أننا الآن : يمكننا أن نأخذ سؤالا ًآخر ....
فلتتفضل أخي الكريم شيخ (محمد) ...
ولكن .. وفي هذه اللحظة : قال الشيخ (محمد) :
قبل أن أقوم بالاختيار شيخ (عبد الله) : أود أن أشارك أنا أيضا ًفي هذه النقطة الهامة جدا ً!!!...
أود أن أشارك : في الإشارة إلى : (عظيم قدر) هذا النبي الخاتم : (محمد) صلى الله عليه وسلم ...
هذا النبي الذي : أحببته حبا ًشديدا ًأيضا ًمنذ أن عرفته وقرأت عنه !!!...
(ولاحظ الحاضرون مرة أخرى : دموعا ًتسيل على خديّ الشيخ (محمد) هذه المرة) !!!..
حيث أضاف قائلا ً:
ولكني للأسف : لن أستطيع وصفه أو الحديث عنه كالشيخ (عبد الله) ..
ولهذا فقد قررت أن أقرأ عليكم : بعض آراء (فلاسفة) و(مؤرخين) و(مفكرين) في هذا النبي العظيم !!!...
مع العلم بأنهم : قالوا ما قالوا من مدح النبي الخاتم (محمد) : ولم يدخل أحدٌ منهم في (الإسلام) على حد علمي !!!...
ولكنهم فقط :
قد قرأوا بـ (حيادية تامة) : حياة هذا النبي العظيم : من مصادرها (الحقة) لا (الحاقدة) !!!..
فوجدوا أنه بحق :
يستحق لقب : (أعظم بشر) خلقه الله تعالى !!!.. كما سيتضح لكم الآن من كلامهم !!!!...
فقالوا ذلك بصراحة وصمود :
حتى ولو اضطهدتهم (الكنيسة) !!!.. وحتى ولو اضطهدهم (النصارى) الذين حولهم في بلادهم !!!...
ثم رفع الشيخ (محمد) يده بـ (كتيب صغير) وهو يقول :
وسوف تجدون ما سأخبركم عنه الآن وأكثر منه :
بداخل هذا (الكتيب الصغير) .. والذي سيتم توزيعه عليكم أيضا ًفي نهاية الندوة إن شاء الله ...
والآن .. أترككم مع هذه (الأوسمة البشرية) من أناس غير مسلمين : رأوا (الحق) : فأخبروا به !!!!..
فأرجو الانتباه جيدا ً: لكل (كلمة) من (كلامهم) !!!..
1)) عالم : الفلك .. والرياضيات .. والمؤرخ الأمريكي : (مايكل هارت) يقول :
" إن اختياري (محمدا ً) ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ : قد يدهش القراء .. ولكنه بالفعل :
الرجل الوحيد في التاريخ كله : الذي نجح أعلى نجاح على المستويين : الديني .. والدنيوي !!!...
فهناك رُسل وأنبياء وحكماء : بدءوا رسالات عظيمة .. ولكنهم : ماتوا دون إتمامها .. كـ (المسيح) مثلا ًفي المسيحية !!!.. أو شاركهم فيها غيرهم .. أو سبقهم إليها سواهم .. كـ (موسى) مثلا ًفي اليهودية !!!..
ولكن (محمدا ً) :
هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية !!!..
بل وتحددت أحكامها .. وآمنت شعوب بأسرها بها : في حياته " !!!...
2)) الفيلسوف الروسي الشهير : (تولستوي) يقول :
" يكفي (محمدا ً) فخرا ًأنه : خلص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة !!!..
بل وفتح على وجوههم : طريقَ الرقي والتقدم !!!.. وإن شريعةَ (محمدٍ) :
ستسودُ العالم : لانسجامها مع العقل والحكمة " !!!...
3)) الفيلسوف الإنجليزي الشهير : (برناردشو) يقول :
" إن العالم : أحوج ما يكون إلى رجل ٍفي تفكير (محمد) !!!.. هذا النبي الذي وضع دينه دائما ً:
موضع الاحترام والإجلال !!!...
فإنه بحق : أقوى دين على هضم جميع المدنيات !!!.. بل هو خالد : خلود الأبد !!!..
وإني لأرى كثيرا ًمن بني قومي : قد دخلوا هذا الدين على بينة !!!.. ولسوف يجد هذا الدين :
مجاله الفسيح هنا في هذه القارة (يعني أوروبا) !!!...
ولقد رسم رجال الدين في القرون الوسطى (نتيجة الجهل والتعصب) :
(صورة ًقاتمة ً) لدين (محمدٍ) !!!... فقد كانوا يعتبرونه : عدوا ًللمسيحية !!!..
لكنني اطلعت على أمر هذا الرجل .. فوجدته :
(أعجوبةً خارقةً) !!!... وتوصلت إلى أنه :
لم يكن عدوا ًللمسيحية ... بل يجب أن يُسمى :
(منقذ البشرية) !!!.. وفي رأيي .. أنه لو تولى أمر العالم اليوم :
لوفق في حل مشكلاتنا : بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها " !!!...
4)) الزعيم الهندي : (مهاتما غاندي) يقول :
" أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع : قلوب ملايين البشر !!!..
لقد أصبحت مقتنعا ًكل الاقتناع أن (السيف) : لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته !!!..
بل كان ذلك من خلال : بساطة الرسول !!!.. مع دقته وصدقه في الوعود !!!.. وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه !!!.. وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته !!!... فهذه الصفات : هي التي مهدت الطريق .. وتخطت المصاعب .. وليس (السيف) !!!.. حتى أني بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول (محمد) : وجدت نفسي آسفا ً: لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة " !!!...
5)) الشاعر الفرنسي الشهير : (لامارتين) يتساءل مُستعجبا ً:
" أترون أن (محمدا ً) : كان صاحب خداع وتدليس .. وصاحب باطل وكذب ؟؟؟!!!!..
كلا .... بعدما (وعينا تاريخه) .. (ودرسنا حياته) " !!!...
ويقول أيضا ً:
" إن (محمدا ً) : فوق البشر !!!.. ودون الإله !!!...
فهو رسول : بحكم العقل !!!.. وإن اللغز الذي حله (محمد) في دعوته : فكشف فيها عن القيم الروحية .. ثم قدمها لأمته : دينا ًسماويا ً: سرعان ما اعتنقوه :
هو أعلى ما رسمه (الخالق) : لبني البشر " !!!!!!...
6)) المستشرق : (آرثر جيلمان) يقول :
" لقد اتفق المؤرخون على أن (محمدا ً) : كان معروفا ًبين قومه بـ : أخلاق جميلة !!!.. مثل صدق الحديث !!!.. والأمانة والكرم !!!.. وحسن الشمائل !!!.. والتواضع !!!.. وكان لا يشرب الأشربة المسكرة !!!.. ولا يحضر للأوثان : عيدا ًولا احتفالاً ً" !!!...
7)) الفيلسوف الألماني : (غوته) يقول :
" لقد بحثت في التاريخ عن (مَـثل أعلى للإنسان) : فوجدته في النبي (محمد) " !!!..
8)) الفيلسوف الإنكليزي : (هربرت سبنسر) يقول :
" لم يكن (محمد) إلا : مثالا ًلـ : الأمانة المجسمة !!!.. والصدق البريء " !!!..
9)) المستشرق البلجيكي القسيس : (هنري لامنس) يقول :
" جاء (محمد) بقلب :
خال ٍمن كل : كذب !!!.. ومن كل : ثقافة باطلة !!!.. ومن كل : فخفخة فارغة " !!!..
10)) المستشرق الفرنسي : (د. وايل) يقول :
" إن (محمدا ً) : يستحق كل إعجابنا وتقديرنا كمُصلح عظيم !!!.. بل ويستحق أن يطلق عليه : لقب (النبي) !!!... ولا يُصغى إلى : أقوال المغرضين !!!.. ولا : آراء المتعصبين !!!..
فإن (محمدا ً) : عظيم في دينه !!!.. وفي شخصيته !!!... وكل من تحامل على (محمد) :
فقد جهله !!!.. وغمطه حقه " !!!!...
وعند هذه اللحظة : رفع الشيخ (محمد) رأسه للحاضرين وهو يقول محاولا ًكتم نبرة البكاء في صوته :
كل ما أدعو عالمنا اليوم في (أوروبا) و(أمريكا) .. بل وفي كل بقاع العالم : هو أن يقرأوا فقط بحيادية تامة : سيرة هذا النبي العظيم !!!.. وأن يتركوا ويتخلوا عن : التعصب الديني الأعمى !!!.. والذي يحول بينهم وبين الشعور بهذا (النور الإنساني) الذي أرسله الله تعالى للبشر جميعا ً!!!...
ثم تنهد الشيخ (محمد) بقوة قائلا ً: وأما خير ما أختم به معكم : فهو الكاتب الإنجليزي الشجاع : (توماس كارليل) ..
وذلك من كتابه الشهير : (الأبطال) حيث قال فيه :
" لقد أصبح من (أكبر العار) على أي فرد متمدين من أبناء هذا العصر : أن يُصغي إلى من يظن أن دين الإسلام : كذب !!!.. وإلى من يظن أن (محمدا ً) : مخادع ومزوِّر !!!..
بل .. وقد آن لنا أن نحارب : ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة !!!.. فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول : ما زالت السراج المنير !!!..
فوا أسفاه !!!.. ما أسوأ مثل هذا الزعم !!!.. وما أضعف أهله : وأحقهم بالرثاء والمرحمة !!!..
ولعل العالم لم ير قط : رأيا ً: أكفر من هذا ولا ألأم !!!..
وهل رأيتم معشر الإخوان : أن رجلا ًكاذبا ً: يستطيع أن يوجد دينا ًوينشره ؟؟!!..
كذبٌ والله هو ما يذيعه أولئك الكفار !!!... حتى وإن زخرفوه : حتى خيلوه للناس حقا ً!!!..
بل وزور وباطل ما قالوا : حتى وإن زينوه للناس وأوهموهم صدقه !!!.. ومحنة والله ومصاب :
أن ينخدع الناس : شعوبا ًوأمما ً: بهذه الأباطيل " !!!..
وهنا ... لاحظ الحاضرون ارتباك الصف الأول جميعه بلا استثناء !!!... وهو الذي ضم : علية القوم من :
رجال الدين .. والمثقفين .. والمفكرين .. ورؤساء المذاهب والحركات التحررية !!!..
فبدا وكأن كلام (توماس كارليل) : كان موجها ًإلى مثل هؤلاء بعينهم !!!...
ولكن الشيخ (محمد) لم يتوقف !!!.. بل واصل بصوته المشحون بالعاطفة : سرد كلام (توماس كارليل) الذي قال :
" ولسنا نعد (محمدا ً) قط : رجلا ًكاذبا ًمتصنعا ً: يتذرع بالحيل والوسائل إلى هدف !!!.. أو حتى يطمع إلى :
درجة : ملك .. أو سلطان .. أو غير ذلك من الحقائر والصغائر !!!...
وما الرسالة التي أداها إلا : (حق ٌصراح) !!!... وما كلمته إلا : (صوت ٌصادق) صادر ٌمن العالم المجهول !!!...
كلا ... ما (محمدٌ) بالكاذب قط !!!.. ولا المُـلفِق !!!.. وإنما هو : قطعة من الحياة : قد تفطر عنها قلب الطبيعة : فإذا هي شهاب : قد أضاء العالم أجمع " !!!!....
وهنا .. تنفس الشيخ (محمد) بعمق .. وذلك بعد أن انتهى من سرد هذه الكلمات الرائعة على الحاضرين ..
والذين قد أثر فيهم الإنفعال البادي على ملامح وجهه ... وقطرات الدموع التي انحدرت على خديه وهو يقول :
والآن فقط : يمكننا أن نختار سائلا ًآخرا ً: حتى لا نضيع وقت هذه الندوة الثمين ...