14)) اعلم أن لحبيبك وصديقك عيبٌ أو عيوب !!!..
الإنسان الطيب بطبعه : يسبق حُسن ظنه تفكيره .. وتجده يبني في عقله أكثر الأفكار تفاؤلا ًتجاه الغير ..
وهذا جيد ومطلوب .. وحتى في مجال الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والإسلام : مطلوب هذا التفاؤل لكي
يحث أحدنا على زيادة البذل والعطاء طمعا ًفي هداية إنسان ضال أو عاصي ...
ولكنه ليس من الجيد أن يتحول حسن الظن هذا والأفكار المتفائلة : لتصير غلافا ًيُغلف كل مَن يختلط
الإنسان به في حياته من أشخاص ...!
فإذا أحب زوجته : ظن أنها بلا عيوب يستنكرها !!.. أو ظن أنها ستنطبق صفاتها على موافقة صفاته بلا
خلاف قط !!!..
وإذا أحب أخا ًفي الله أو صديقا ًأو شيخا ًأو عالما ًأو داعية ًإلخ .. ظن أنه حتما ًسيكون كامل الصفات التي
يرغب فيها ويحبها هو الآخر ولن يجد فيه ما يستنكره قط ...!
فهل الواقع كذلك ؟؟؟..
أم أن إطلاق مثل هذا التفكير في حياة الواحد منا ( الطيب ) هو من أسباب الخطأ ؟.. والتي للأسف قد
تصنع عند مواجهة حقيقتها لأول مرة :
صدمة وربما أعقبها فـُرقة شديدة بين متحابيْن أو صديقين أو أخين في الله أو مُحب وشيخ !!!..
أقول :
والصواب : وكما أنه لا يخل أيٌ منا من عيوب : فهكذا الآخرين أيضا ً!!!!..
بل والأعجب من ذلك هو أن يكون ما عند غيرك من المحاسن : هو عيوب بالنسبة إليك !!!..
>>>
مثال : الرجل الداعية الكثير السفر والتجوال والانشغال بالدعوة : قد تتمنى الكثير من الأخوات
المتدينات الزواج بمثله : إلا زوجته !!!.. فلربما هذه الحسنة عندها صارت عيبا ً: لم تصبر عليه كما كانت
تتخيل من قبل الزواج !!!.. وليس لها من قوة الدين وحب الدعوة ما يجعلها تحتسب أجر ذلك : وترضى
بقليل الوقت الذي يقضيه زوجها معها وأولادهما !!!.. وتعرف أن لتلك الدعوة بركة يعيشون فيها في الدنيا
وفي الآخرة الثواب العظيم ... (وأنا لا أعني هنا التقصير المُخل لبعض الدعاة في بيوتهم)
فما هو المفهوم الصحيح المفترض أن ينتهجه أحدنا على ضوء ذلك ؟؟؟؟..
المفهوم الصحيح هو أن يوطن الإنسان نفسه على أن مَن يُحب : هو فيه عيبٌ أو أكثر - وإن لم يظهروا بعد - !
وأن يعرف أن هذا شيءٌ طبيعي : لا يهدم أصل المحبة الموجودة بينهما أو الاحترام .. لأنه - وبكل بساطة - هو
نفسه في ذات الموقف ولكن بالوضع المقلوب - أي هو نفسه فيه عيوب أيضا ًبالنسبة لمَن يحبونه - فإن تقبل :
تقبلوا .. وإن رفض : رفضوا !!.. وقديما ًقالوا على ما أذكر :
<< إذا أردت صديقا ًبلا عيب : فلن تجد مَن تصاحبه >> !!!..
ومن أجمل الأحاديث النبوية التي ترجمت هذا المفهوم إلى واقع في شكل نصيحة للزوجين .. هو قول النبي صلى
الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" لا يفرك (أي لا يكره) مؤمن ٌمؤمنة ً(أي الزوج المؤمن زوجته المؤمنة) إن كره منها خلقا ًرضي منها آخر " !..
رواه أحمد ومسلم ... وإن كان الكلام للزوج بالمقام الأول لكونه الراعي المالك للطلاق .. فهو للزوجة أدعى ...
نعم ..
فمن أكبر القصور أن يتغاضى أحد الزوجين عن الحسنات الكـُثر في الآخر : ولا يرفع إلى عينيه وذاكرته إلا بعض
ما كرهه منه في مواقف معينة .. فكيف بالقليل أن يمحو الكثير ؟!!!..
فقط : كلٌ منا مُطالب قبل التسرع في الحكم على الشخص : أن يعرض حسناته الكثيرة أولا ً- والتي ربما لن
يجد مثيلها في غيره - بجوار السيئات القليلة التي يريد أن يُؤاخذه عليها ...
مع الوضع في الاعتبار - وكما قلنا - : أنه ليس هناك إنسانا ًكاملا ًبلا عيوب .. بل وحتى لو لم يكن بلا عيوب :
فقد تكون حسناته في عينه وعين من حوله : عيوبا ًعند بعض المقربين منه كما رأينا في مثال الداعية السابق !!!..
وأما ما أختم به ...
فهي طرفة شهيرة ذكرها العرب المسلمون قديما ًلاستنكار المبالغة في كمال صفات المطلوب ...!
حيث يُحكى أنه : دخل أحد النحويين السوق : ليشتري حمارا ً.. فقال للبائع :
أريد حماراً : لا هو بالصغير المـُحتقر ..! ولا هو بالكبير المـُشتهر ..!
إن أقللت علفه : صبر ..! وإن أكثرته : شكر ..! لا يدخل تحت البواري ..! ولا يزاحم بين السواري ..!
إذا خلا له الطريق : تدفق ..! وإذا كثر الزحام : ترفق ..!
فقال له البائع :
دعني حتى يمسخ الله القاضي حماراً : فأبيعه لك ...!!
يُـتبع إن شاء الله ...
الإنسان الطيب بطبعه : يسبق حُسن ظنه تفكيره .. وتجده يبني في عقله أكثر الأفكار تفاؤلا ًتجاه الغير ..
وهذا جيد ومطلوب .. وحتى في مجال الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والإسلام : مطلوب هذا التفاؤل لكي
يحث أحدنا على زيادة البذل والعطاء طمعا ًفي هداية إنسان ضال أو عاصي ...
ولكنه ليس من الجيد أن يتحول حسن الظن هذا والأفكار المتفائلة : لتصير غلافا ًيُغلف كل مَن يختلط
الإنسان به في حياته من أشخاص ...!
فإذا أحب زوجته : ظن أنها بلا عيوب يستنكرها !!.. أو ظن أنها ستنطبق صفاتها على موافقة صفاته بلا
خلاف قط !!!..
وإذا أحب أخا ًفي الله أو صديقا ًأو شيخا ًأو عالما ًأو داعية ًإلخ .. ظن أنه حتما ًسيكون كامل الصفات التي
يرغب فيها ويحبها هو الآخر ولن يجد فيه ما يستنكره قط ...!
فهل الواقع كذلك ؟؟؟..
أم أن إطلاق مثل هذا التفكير في حياة الواحد منا ( الطيب ) هو من أسباب الخطأ ؟.. والتي للأسف قد
تصنع عند مواجهة حقيقتها لأول مرة :
صدمة وربما أعقبها فـُرقة شديدة بين متحابيْن أو صديقين أو أخين في الله أو مُحب وشيخ !!!..
أقول :
والصواب : وكما أنه لا يخل أيٌ منا من عيوب : فهكذا الآخرين أيضا ً!!!!..
بل والأعجب من ذلك هو أن يكون ما عند غيرك من المحاسن : هو عيوب بالنسبة إليك !!!..
>>>
مثال : الرجل الداعية الكثير السفر والتجوال والانشغال بالدعوة : قد تتمنى الكثير من الأخوات
المتدينات الزواج بمثله : إلا زوجته !!!.. فلربما هذه الحسنة عندها صارت عيبا ً: لم تصبر عليه كما كانت
تتخيل من قبل الزواج !!!.. وليس لها من قوة الدين وحب الدعوة ما يجعلها تحتسب أجر ذلك : وترضى
بقليل الوقت الذي يقضيه زوجها معها وأولادهما !!!.. وتعرف أن لتلك الدعوة بركة يعيشون فيها في الدنيا
وفي الآخرة الثواب العظيم ... (وأنا لا أعني هنا التقصير المُخل لبعض الدعاة في بيوتهم)
فما هو المفهوم الصحيح المفترض أن ينتهجه أحدنا على ضوء ذلك ؟؟؟؟..
المفهوم الصحيح هو أن يوطن الإنسان نفسه على أن مَن يُحب : هو فيه عيبٌ أو أكثر - وإن لم يظهروا بعد - !
وأن يعرف أن هذا شيءٌ طبيعي : لا يهدم أصل المحبة الموجودة بينهما أو الاحترام .. لأنه - وبكل بساطة - هو
نفسه في ذات الموقف ولكن بالوضع المقلوب - أي هو نفسه فيه عيوب أيضا ًبالنسبة لمَن يحبونه - فإن تقبل :
تقبلوا .. وإن رفض : رفضوا !!.. وقديما ًقالوا على ما أذكر :
<< إذا أردت صديقا ًبلا عيب : فلن تجد مَن تصاحبه >> !!!..
ومن أجمل الأحاديث النبوية التي ترجمت هذا المفهوم إلى واقع في شكل نصيحة للزوجين .. هو قول النبي صلى
الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" لا يفرك (أي لا يكره) مؤمن ٌمؤمنة ً(أي الزوج المؤمن زوجته المؤمنة) إن كره منها خلقا ًرضي منها آخر " !..
رواه أحمد ومسلم ... وإن كان الكلام للزوج بالمقام الأول لكونه الراعي المالك للطلاق .. فهو للزوجة أدعى ...
نعم ..
فمن أكبر القصور أن يتغاضى أحد الزوجين عن الحسنات الكـُثر في الآخر : ولا يرفع إلى عينيه وذاكرته إلا بعض
ما كرهه منه في مواقف معينة .. فكيف بالقليل أن يمحو الكثير ؟!!!..
فقط : كلٌ منا مُطالب قبل التسرع في الحكم على الشخص : أن يعرض حسناته الكثيرة أولا ً- والتي ربما لن
يجد مثيلها في غيره - بجوار السيئات القليلة التي يريد أن يُؤاخذه عليها ...
مع الوضع في الاعتبار - وكما قلنا - : أنه ليس هناك إنسانا ًكاملا ًبلا عيوب .. بل وحتى لو لم يكن بلا عيوب :
فقد تكون حسناته في عينه وعين من حوله : عيوبا ًعند بعض المقربين منه كما رأينا في مثال الداعية السابق !!!..
وأما ما أختم به ...
فهي طرفة شهيرة ذكرها العرب المسلمون قديما ًلاستنكار المبالغة في كمال صفات المطلوب ...!
حيث يُحكى أنه : دخل أحد النحويين السوق : ليشتري حمارا ً.. فقال للبائع :
أريد حماراً : لا هو بالصغير المـُحتقر ..! ولا هو بالكبير المـُشتهر ..!
إن أقللت علفه : صبر ..! وإن أكثرته : شكر ..! لا يدخل تحت البواري ..! ولا يزاحم بين السواري ..!
إذا خلا له الطريق : تدفق ..! وإذا كثر الزحام : ترفق ..!
فقال له البائع :
دعني حتى يمسخ الله القاضي حماراً : فأبيعه لك ...!!
يُـتبع إن شاء الله ...