التسميات

السبت، 23 يونيو 2012

9)) الإعجاز العلمي وحديث الذبابة ..
بقلم : أبو حب الله ..

في هذه المرة : لم يستطع الشيخ (محمد) أن يتحاشى النظر إلى الجالسين في الصف الأول !!.. والذين أصروا على رفع أيديهم أيضا ًهذه المرة .. ولكن مع ملاحظة انخفاض عددهم إلى (النصف) تقريبا ًعن المرة السابقة !!!...
فأدرك أنهم : إما قد اقتنعوا بكلام الشيخ وقد أثر فيهم !!!...
وإما أنهم : قد شعروا بمدى قوته ورسوخه في العلم : فخافوا من مواجهته !!!...

وعلى الفور .. أشار إلى أحد الجالسين في الطرف الأيمن المواجه للمنصة ..
حيث استلم الميكروفون (قسيس ٌشاب) : يقترب من الأربعين من عمره .. يرتدي الثياب المعروفة للكنيسة .. ويبدو على وجهه أمارات الهدوء وضبط النفس .. وهذا ما دفع الشيخ (محمد) في الحقيقة لاختياره من بين الآخرين لاجتناب (الانفعال) الذي يبدو على وجوه معظمهم !!!..

وهنا قال القسيس الشاب :
اسمي (جوزيف) .. وأنا سعيد باستقبالك أيها الشيخ في مدينتنا .. ولي استفسار بسيط ..
حيث أشرت أنت في بداية حديثك في أول هذه الندوة عن : كيف أن (شرع الله) :
لا يمكن أن ينافي (فطرة الإنسان) أو يتعارض معها ...
وأن دينكم (الإسلام) : هو (الدين الوحيد) الذي تنطبق عليه هذه القاعدة !!...
وقد كنت أقرأ في بعض كتب الإسلام .. فواجهني حديث ٌلنبيكم (محمد) يقول فيه :

إذا سقط الذباب في إناء أحد ٍما : فليغمسه !!!.. ثم ليواصل أكله من الإناء " !!!..

وهنا تعالت بعض أصوات (التقزز) من الحاضرين من هذا المعنى !!!.. وخصوصا ً: مع الطريقة التي ألقى بها هذا القسيس الشاب هذا (الحديث) على مسامع الحاضرين !!!.. حيث تعمد إظهار ملامح : (التقزز الشديد) أثناء روايته لـ (الحديث) !!!... والذي نقلت ملامحه الشاشة الكبيرة خلف المنصة لجموع الحاضرين ..

ثم واصل (جوزيف) قائلا ًبعد لحظة صمت قصيرة : وسؤالي إليك الآن أيها الشيخ المسلم :
أعتقد أن هذا الفعل (وأعني غمس الذباب في الإناء ثم الأكل منه) :
ينافي الفطرة السليمة والذوق المعروف للإنسان !!!.. ويمكنك سؤال الحاضرين هنا عن رأيهم في ذلك إذا أردت : كما فعلت في إجاباتك السابقة من الاستشهاد بآرائهم !!!..
وسؤالي هو :
كيف يمكن لك أن تشرح لنا : (كيفية التوفيق) بين هذا (الحديث) .. وبين (فطرة الإنسان) و(ذوقه) اللذين يناسبهما شرع الله في دينكم (الإسلام) !!!!...
وشكرا ًعلى الاستماع ...

وهنا .. بدا الاضطراب لأول مرة على وجه الشيخ (محمد) !!!.. حيث بدا عليه وكأنه (يندم) في قرارة نفسه على هذا الاختيار لهذا القسيس بالذات في هذه اللحظة !!!.. ولعله تساءل سرا ً:
إذا كان هذا السؤال : قد خرج من فم ذلك القسيس (الهاديء الوجه) !!.. فماذا يمكن أن يكون في جعبة الباقين ؟؟!!..

وهنا .. توجهت الأنظار كلها والتقت على وجه الشيخ (عبد الله) الذي تتصدر صورته الشاشة الثانية خلف المنصة .. وكأنهم يحاولون جميعا ً: استنباط (ردة فعله) على هذا الكلام الذي يسمعونه لأول مرة في حياتهم !!!...
والحق ... أن الكثير منهم كان ينظر للشيخ المسلم في (شفقة) !!!.. وقد اعتقدوا أن هذا الشيخ (الواثق) (القوي المنطق) في نظرهم إلى الآن : قد أسقطه سؤال هذا القسيس أخيرا ً!!!.. بل وتخيلوا للحظة : أنه سوف يعجز عن الجواب لأول مرة منذ بداية الندوة !!!!... فتأثر معظمهم لذلك ..
حيث أن الشيخ (عبد الله) قد حاز بالفعل : على إعجاب الكثير منهم منذ بداية حديثه إليهم ..
فماذا سيقول يا ترى ؟؟...

وهنا .. التفت الشيخ (عبد الله) إلى الشيخ (محمد) وهو يقول عبر الميكروفون بصوت هاديء مسموع :
يبدو أن القس (جوزيف) على اطلاع لا بأس به بأحاديث النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم ...
وسوف أجيبه على تساؤله بكل سرور ...

وهنا .. انشرح قلب الشيخ (محمد) .. وانفرجت أسارير وجهه وهو ينظر لوجه الشيخ (عبد الله) .. والذي لم يبد عليه التأثر أو المفاجأة مطلقا ًمن كلام القسيس (جوزيف) !!!.. بل ولم تتأثر ولم تتغير نبرات صوته (ولو حتى قليلا ً) عما كان عليه من قبل !!!...
بل بدا وكأنه : كان ينتظر مثل هذا السؤال مسبقا ً.. وأنه على استعداد تام للإجابة عليه !!!..
مما أعطى الشيخ (محمد) : ثقة كبيرة فيما سيقوله الشيخ (عبد الله) على مسامع الحاضرين الآن ...

وبالفعل .. واصل الشيخ (عبد الله) حديثه قائلا ًفي ابتسام :
ولكن بداية ً: سوف أعيد إلقاء (الحديث) عليكم مرة أخرى !!!.. وذلك لأن النصف الهام جدا ًفيه :
لم يذكره القس (جوزيف) للأسف !!!.. ولعله : نسيانا ًأو سهوا ًمنه !!!.. فالحديث : صحيح بالفعل .. وهو في كتاب (صحيح البخاري) عندنا .. وأما النص الكامل له فيقول فيه النبي الخاتم (محمد) :

إذا وقع الذباب في إناء أحدكم : فليغمسه كله : ثم ليطرحه .. فإن في أحد جناحيه شفاء :
وفي الآخر داء
" !!!!.. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ...!

وسوف أقوم بتقسيم ردي على تساؤل القس (جوزيف) لأكثر من نقطة ... وأرجو أن تنتبهوا لكلامي جيدا ً...

أولا ً: إن الأمر بغمس الذباب في هذا الحديث : ليس على سبيل (الوجوب) الذي حدثت الأخ (برايان) عنه من قبل لو تذكرون .. ولكن معناه هو :
أن مَن وقع الذباب في إنائه : وكان (محتاجا ً) لتناول ما في هذا الإناء : فما عليه إلا أن يغمس الذباب في الإناء غمسة ثم يرميه .. ثم يواصل الأكل منه !!!.. حيث بهذه الطريقة : لن يضره ما في الذباب من أذى بإذن الله تعالى !!!.. فمَن أراد فعل ذلك : فليفعله وهو على (تمام الثقة) في كلام النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : والذي لا يخبرنا من عنده .. بل يخبرنا من عند الله عز وجل :
العالِم .. الخبير .. الحكيم !!!..

وأما من (تقزز) من هذا الموقف .. ولم يُرد أن يواصل الطعام :
فلا يوجد في كلام النبي (محمد) ما يمنعه من ذلك !!!..

هذا أولا ً... وأما ثانيا ً: فهو :
هل فعلا ً: غمس الذباب في الإناء : يُـنافي الفطرة ؟؟..
والجواب هو :
لا شك أن هذا ينافي فطرة الإنسان بالفعل .. بل وقد (يتقزز) و(يأنف) الكثيرون من مجرد التفكير في هذا الحل أو تخيله في مثل هذا الموقف !!!!..
ولكننا نسينا شيئا ًهاما ًجدا ً...
ألا وهو :
إلى مَن كان يوجه الرسول الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم مثل هذا الكلام ؟؟!!..

هل كان يوجهه لـ (أغنياء) الناس الذين يُلقون بـ (كميات الطعام المتبقية) في المزابل بعد أكلهم ؟؟!!..
أم لهؤلاء الذين (تمتليء بطونهم طعاما ً) : وما زالون يطلبون المزيد ؟؟!!..
أم لهؤلاء الذين (يُسرفون) في إعداد طعامهم بكميات ضخمة :
فتجد عندهم أكثر من طبق وصنف في الوجبة الواحدة ؟؟!!!....

والحق أقول لكم :
إن النبي الخاتم (محمد) : كان يُخاطب بمثل هذا الكلام : قوما ًمؤمنين !!!!...
قوما ًمؤمنين : قد زهد أكثرهم في هذه الدنيا التي نعيشها ومتاعها الزائل !!!..
فتجدون أن (الغني) منهم : قد أنفق معظم ماله لله !!!.. ورضي بالذي يكفيه من الطعام فقط !!!..
وأما (الفقير) فيهم : فقد صبر على قلة الطعام الذي يجده .. أو الذي يتصدق به الناس عليه !!!...

أو بمعنى آخر : أن معظم المؤمنين حول النبي : كانوا لا يملكون قوتا ًزائدا ًعن يومهم الذي يعيشونه الآن !!!!...
سواء كانوا أغنياءا ًأم فقراءا ً!!!..

فيكون السؤال الحقيقي : هو كالتالي :
ما هو الحل : إذا ما وقعت ذبابة في إناء الطعام (الوحيد) الذي يملكه أحدهم ؟؟.. هل يرمي به جانبا ً:
ليواجه الجوع القارص هو وأهله باقي اليوم .. أو باقي الليلة ؟؟!!!...
أم أن (الحاجة) في هذا الوقت : ستفوق حتما ًبعض مشاعر (الأنفة) أو (التقزز) التي قد يشعر به البعض ؟؟!!!..

فأرجو أن تكونوا قد فهمتم حديث النبي الخاتم (محمد) عن الذباب : فهما ًصحيحا ًالآن !!!..
فهو لم يأمر .. ولم يُلزم به : كل من يحدث معه مثل هذا الموقف !!!...
لا .. بل هو فقط قد بين لنا :
الطريقة الصحيحة التي يمكن بها مواصلة الطعام (من غير ضرر) لمن احتاج ذلك !!!!...

ومن هنا .. نأتي للنقطة الثالثة والمفاجئة لكم !!!..

وهي أننا (وكمسلمين) : معتادون على أن يأتي (العلم الحديث) دوما ً: بما يثبت لنا صحة كل حرف وكل خبر لدينا في القرآن أو السنة !!!.. أي من كلام (الله) عز وجل .. وكلام رسوله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!...
ولمن يريد التأكد : فكما أخبرتكم من قبل : ما عليكم إلا تتبع بعض العنواين على الإنترنت لـ (مواقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة) !!!.. والتي ستوزع عليكم كما قلت لكم بإذن الله تعالى في نهاية هذه الندوة ..
وأما (الشيء المُدهش) الذي سأخبركم به الآن .. فهو :
إثبات (العلم الحديث) لصحة ما أخبرنا به النبي الخاتم (محمد) في حديث الذبابة !!!.. والذي لم تظهر معالم الإعجاز فيه : إلا بعد الكشف عن مجموعة من الحقائق العلمية : لم يتم التوصل إليها إلا في القرن الماضي فقط !!!..
والمدهش أيضا ً: أن الذي أثبتها : هم أناس كما قلت لكم من قبل : ليسوا مسلمين !!!.. بل ومن المؤكد أنهم مثلكم :
لم يسمعوا بحديث النبي الخاتم (محمد) عن (الذبابة) هذا من قبل في حياتهم !!!..

وهنا .. نظر الشيخ (عبد الله) إلى مجموعة الوريقات الصغيرة التي أمامه .. ثم قال مبتسما ً:
بهذه المكتبة الصغيرة : أقوم بتوثيق ردودي على ثلاث فئات من الناس :
1)) اليهود والنصارى وباقي الديانات في فئة !!!..
2)) وسائر المذاهب الأخرى مثل العلمانية والإلحاد وجمعيات الشذوذ والمرأة في فئة أخرى !!!..
3)) والثالثة : للرد على العديد من الشبهات التي يوجهها بعض الناس للإسلام : مثل حديث (الذبابة) هذا الذي أخبرنا به القس (جوزيف) !!!.. حيث معي في هذه الأوراق : توثيقا ًللعديد من الأبحاث العلمية التي تثبت لغير المسلمين : صدق ما جاء به النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم في (القرآن) و(السنة) : من حقائق وإعجاز !!!...

ولولا أني قد كتبت هذه الوريقات باختصار شديد جدا ً: يجعل من الصعب على غيري فهمها : لكنت قمت بتوزيع نسخا ًعديدة منها عليكم الآن !!!.. ولكنها : حصاد سنين طوال من البحث والمناقشة والحوار وتجميع الحقائق !!!...

ثم قام الشيخ بتقليب بعض الوريقات أمامه ... ثم قال :

همممم ... لقد بدأ الأمر منذ أكثر من خمسين عاما ًمضت !!.. وبالتحديد في عام 1949م .. حيث قام كلا ًمن : (كوماس) و(فارمر) من إنجلترا .. و(جريان) و(روث) و(اتلنجر) و(بلانتر) من سويسرا :
بعزل مادة (مضادة حيوية) تسمى : (انياتين) .. وذلك من (فطريات) تعيش في الذبابة !!!.. وأثبتوا بالتجارب أنها : تشفي من العديد من الجراثيم !!!..

وهنا .. صدر صوت جماعي من الحاضرين في القاعة : يُنبيء عن دهشتهم الكبيرة من هذه (الحقيقة الغريبة) التي يسمعونها لأول مرة في حياتهم !!!...

فأكمل الشيخ قائلا ً: وكان من الملاحظ أيضا ًلدى الأطباء في الحرب العالمية الأولى : أن الجنود ذوي الجروح العميقة : والذين تركهم زملاؤهم بالميدان لمدة ٍما إلى أن يتم نقلهم إلى المستشفى : قد شفيت جروحهم والتأمت بسرعة عجيبة !!!.. بل وفي مدة : أقل من تلك التي استلزمتها جروح من نقلوا إلى المستشفى مباشرة !!!!..
ومن هنا .. بدأ العلماء يلتفتون لهذه الظاهرة الغريبة .. حيث تساءلوا :
كيف لا تضر الذبابة نفسها : بما تحمله من كمّ الجراثيم الهائل على جناحيها وأرجلها ؟؟؟!!!..

ومن الذين أثاروا هذا الموضوع حديثا ً: هي مجموعة بحث طبي استرالية بقيادة مسز (جوان كلارك) !!!.. حيث صرحت بأنهم : قد تفردوا بـ (مكان جديد) : لاستخراج (المضادات الحيوية) منه !!!.. وأضافت أنه مكان جديد :
لا يخطر على بال أحد أن يكون مُفيدا ًفي يوم من الأيام !!!...

وبالطبع .. أنتم تعرفون الآن عن ماذا تتحدث مسز (جوان كلارك) !!!...

وهنا .. انكمش القس الشاب (جوزيف) في مقعده !!!.. وهو الذي لم يكن يخطر بباله قط (ولو احتمال صغير جدا ً) : أن يأتي هذا الشيخ المسلم القادم من وراء البحار بمثل هذا (الرد المفحم) !!!!...

وهنا .. أضاف الشيخ وهو ينظر للقس (جوزيف) نظرة (شفقة) و(تعاطف معه) على جهله :

وقد تم نشر نتائج هذه الدراسة بالفعل في مؤتمر طبي في : (الجمعية الاسترالية لعلوم البكتريا) في مدينة (مالبورن) منذ فترة !!!.. كما قدمته مسز (جوان كلارك) أيضا ًفي جزءٍ من رسالة الدكتوراة (الرسمية) الخاصة بها !!!!...

وأما باقي التفاصيل : فيمكنكم الحصول عليها من (الإنترنت) .. أو من المراجع التي ستوزع عليكم إن شاء الله ...

وهنا .. أخذ الشيخ (عبد الله) نفسا ًعميقا ًوهو ينظر للشيخ (محمد) نظرة رضا وهو يقول :

وعندما تبحثون في هذا الأمر : سوف تذهلون من (كمّ الإعجاز الهائل) الذي يتم إثباته في كل يوم :
في كلام الله عز وجل المُعجز (القرآن الكريم) .. وفي كلام نبيه الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!..

حيث ستفاجؤن بـ : (مئات الحقائق الإعجازية) التي تحدث عنها الله عز وجل في كتابه .. والتي أوحى بها أيضا ً لرسوله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : ليخبرنا بها منذ أكثر من (14 قرن ٍ) من الزمان !!!.. والتي :
لا يمكن أن تصدر إلا عن : (خالق هذا الكون) .. و(مدبره الوحيد) !!!..

حيث ستقرأون عن (مئات الحقائق) في علوم مثل :
النبات .. والأرض .. والسحاب .. والجبال .. والنجوم .. والشمس .. والقمر .. والإنسان .. والحيوان .. والنبات .. والذرات .. والفضاء .. والحشرات .. والماء .. والهواء .. والأرقام .. والتشريع .. والأعصاب .. والنفس !!!...

كما ستقرأون أيضا ًعن : (عشرات الأخبار) عن : الماضي .. والحاضر .. والمستقبل .. والتي يتم إثبات صحتها في كل يوم : بالضبط كما حكى عنها الله عز وجل ورسوله الخاتم (محمد) !!!...
بل وغير هذا الكثير والكثير الذي ستفاجؤن به !!!..

والسؤال الآن هو :

هل بعد أن تطلعوا على مثل هذه الحقائق (وهو الشيء الذي أتمنى جدا ًأن تفعلوه) :
هل سيتبقى لكم بعد ذلك من شك في أن المسلمين :
هم الوحيدون الذين يحملون شرع الله تعالى (الحق) الآن : من بين كل البشر ؟؟!!..
ثم صمت الشيخ : ليترك لهم لحظة من الوقت للتفكير في هذا الكلام !!!..

ولكن .. في هذه اللحظة بالذات ... وعند هذه النقطة :
لم يتمالك أحد القساوسة الشباب في الصف الأول نفسه !!!...
فوقف وصاح بصوت مسموع في الشيخ (عبد الله) قائلا ً(وهو يرفع بيده نسخة من (الإنجيل)) :

وماذا تقول في كل (الأحكام) و(الأخبار) و(الشرع) الذي في هذا (الكتاب المقدس) أيها المسلم ؟؟!!..

فساد في هذه اللحظة : (صمت ثقيل) في القاعة !!!.. بل وبدا على الجميع : الاندهاش الشديد من هذا القس !!!.. وظهرت على وجوه معظمهم : ملامح الاستنكار على مقاطعته للشيخ بهذه الطريقة وهذا الأسلوب !!!..

ولكن الشيخ (عبد الله) : فاجأ الجميع بهدوء وضبط نفس فريد من نوعه !!!.. بل بدا أيضا ًوكأنه :
(مُعتاد) على مثل هذه المواقف من قبل !!!!...
حيث قال وهو يبتسم :

أ ُحب أن أعرف اسمك أولا ًأيها القسيس الشاب !!!...
هذا إذا كنت ترغب في (الحوار) معي بهدوء كما اتفقنا في أول الندوة !!!..
وهنا .. هدأ القس الشاب قليلا ً.. ثم بدأت ملامح الخجل تنسحب على وجهه ونبرات صوته وهو يقول :
آسف بالطبع أيها الشيخ المسلم .. ولكن كلامك حقا ً: كان جريء ٌجدا ًبصورة غير محتملة !!!..
فاعذرني لمثل هذا التصرف !!!...
اسمي هو (لويس) ...
وسؤالي هو : لو كنتم أنتم المسلمين حقا ً: الوحيدون السائرون على شرع الله (الحق) :
فماذا عن (ملايين المسيحيين) في العالم : منذ أكثر من ألفي سنة تقريبا ً؟؟؟...
ماذا نقول عنهم ؟؟!!!!...
ثم ماذا نقول في كل أحكام الرب : الموجودة لدينا هنا (وأشار إلى الإنجيل في يده) ؟؟...

وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) وقال :
حسنا ًأيها القس الشاب ...
سوف أخبرك عن حقيقة المعنى الذي قصدته من كلامي .....

وهنا .. انكمش باقي القساوسة في مقاعدهم !!!.. حيث توقعوا سماع (وللمرة الثانية) :
مالا يتمنى أي رجل دين نصراني سماعه !!!!... وخصوصا ًعلى الملأ ووسط الناس !!!..
بل وخصوصا ً: من مثل هذا الشيخ الذي يوثق كل كلامه توثيقا ً: لا يترك لأحد الفرصة في التشكيك فيه !!!..
فنظروا جميعا ًلهذا القس الشاب : (نظرة نارية) :
توبيخا ًله على اندفاعه .. وعلى جرّه للشيخ للحديث في هذه النقطة الشائكة مرة أخرى !!!..
ثم التفتوا بأعينهم جميعا ًإلى الشيخ (عبد الله) : في انتظار سماع ما سيقوله !!!..