مقدمة ...

هذا حوار - وقد انقلب إلى مناظرة - بيني وبين أحد الشباب النصارى الذين أسلموا :

وظلوا فترة ًفي منتدى التوحيدي يدافعون عن دين الله والشبهات :

ولكنه كان عنيدا ًومغرورا ًللحد الذي أراد فيه لوي الشرع لحكمه وهواه :

وعد كل مَن خالفه في ذلك متشددا ً:

فانفصل عن منتدى التوحيد : وأنشأ لنفسه صفحة ًعلى الفيسبوك :

يطعن فيها في كل ما هو سلفي أو يمت للسلفيين بصلة في مصر :

وفي الوقت الذي عف فيه لسانة عن انتقاد بلايا ومصائب الصوفية والعلمانية واللليبرالية :

وانتقاد مفتن مصر علي جمعة الضال : والذي يسميه : فقيه : وداعية ممتاز : وعالم كبير :

أقول :

في الوقت الذي عف لسانه عن الطعن في هؤلاء بشدة الإسلام على المنافقين والمبتدعين :

قد سلط كل كتاباته للدوران في رحى النيل من السلفيين الدائرة منذ فترة في مصر ..

فصار مثل كل مَن يدورون معه في تلك الرحى :

لا يلوو على شيء إلا الطعن في كل ما هو سلفي (أو وهابي كما يسميه الجاهلون) :

وافتراءه عليهم وعلى أخطائهم أنهم يشوهون الإسلام تارة : وبُنفرون من الدين تارة !

لن أطيل عليكم ...

ولنتتبع معا ًتطورات هذا الحوار وكيف انتهى إلى كشف جهله وتدليسه وكذبه وعناده في النهابية ..

والحمد لله رب العالمين ...

-----

أخي الكريم أتماكا ...
أقسم بالله العظيم أن الواحد منا ليحزن لحالك أخي وقدرك أكبر من ذلك ...
ووالله ابتعادك عن أهل العلم - وخاصة ًهنا حيث محل رد الشبهات - : 
قد انتقص من مهارتك الكثير في فهم الشبهات ومداخلها للأسف ..
بل أنك صرت - ولتصيدك لأخطاء العلماء والدعاة من السلفيين - :
تنطلي عليك خدعات النصارى والملاحدة والعلمانيين والليبراليين للأسف ...
مثل اقتطاع المقاطع الصغيرة من الفيديوهات الطويلة : 
وحفها بالكلام والإيحاءات السيئة كتابة ًعليها أو تعليقا ً: لإثارة شبهات من لا شيء !!..
بمعنى آخر : 
تكون الواقعة أو الكلام : هو شرعيا ً: ليس فيه أي مخالفة لدين الله عز وجل :
ولكن باستغلال جهل الناس من جهة : والتضخيم والتهويل بالإيحاء بخطأ الكلام من جهة :
يقع المحذور ..
تماما ًمثل المقطع الذي انتشر من فترة عن الشيخ الحويني حفظه الله عن الغنائم وجهاد الطلب ...
وكلاهما مباح للمسلمين بنص القرآن والسنة ...
ولعلك تدرك كم كانت هذه الفترة صراع مسعور لإظهار السلفيين - والملتزمين عموما ً-
بمظهر المتوحشين المتخلفين المتزمتين قاطعي الودان  الكهنوتيين الذين حرفوا الدين إلخ 
لن أطيل عليك ...
ولكن من الواضح أنك خالفت أمر الله تعالى في القضاء بين اثنين : فاستمعت لأحدهما دون الآخر ..
وإليك تفريغ نصي للشيخ الحويني وفقه الله ردا ًعلى هذه الاتهامات :
http://akhawat.islamway.net/forum/in...&#entry3134285

وأما بالنسبة للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى :
فلم يخالف أئمة السلف الأعلام وقولهم بكروية الأرض متواتر عنهم كابن تيمية وغيره الكثير ..
وأما بالنسبة لصعود الأمريكان على القمر :
فالشيخ لم يُكذب ولم يُصدق .. ولكنه أوكل الأمر لأهل العلم والاختصاص .. بل وله كتاب :
(الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض)
وأما بالنسبة لثبات الأرض : ودوران الشمس حولها :
فالشيخ رحمه الله : قد التزم ظاهر القرآن في ذلك :
((أن ظاهر القرآن أن الشمس والقمر يتحركان ويجريان : ولم يرد مثل ذلك في نص ٍصريح ٍللأرض)) ..
وهو نفس ما أجمع عليه علماء الأمة والمفسرين في الماضي ... 
فماذا ابتدع هنا الشيخ أو أخطأ عمدا ًوحُق أن يؤاخذ عليه ؟!
وعلى الرغم من ذلك - ورأيه الذي رآه - :
فهو لم يُكفر مَن قال بدوران الشمس حول الأرض كما افترى عليه المفترون مثل مجلتي :
(السياسة) و(المصور) الفاسدتين : وهذا رابط بيان رده رحمه الله في تكذب ذلك الكلام عنه :
http://www.saaid.net/Doat/ehsan/147.htm

وأما بالنسبة لجهر أحد الشيوخ أو الدعاة بكلمة سوء أو فحش - ولا أعرف المقطع الذي تقصده للشيخ وجدي غنيم - .. 
فبالفعل من أخلاق الإسلام : عدم التفحش في الكلام وأنها ليست من أخلاق المسلم ولا كثرة اللعن ..
ولكنها كغيرها من الكثير من أمور الدين : ليست بإطلاق وإنما لها استثناءات ..
ويُجمع بين النصوص في ذلك : مثلها مثل غيرها كما هو معلوم في الفقه !!..

فقد انتقص واتهم عروة بن مسعود الثقفي صحابة النبي بالهرب عنه وتركه - عندما أرسلته قريش للتفاوض معه في الحديبية - فقال :
" يا محمد ، جمعت أوباش الناس ، ثم جئت بهم لبيضتك لتفضها ، إنها قريش قد خرجت معها العوذ المطافيل ، قد لبسوا جلود النمور، يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبدا، وأيم الله ، لكأني بهؤلاء قد انكشفوا عنك غدا " !!!..
فماذا قال له أبو بكر رضي الله عنه وهو في أدبه وحلمه مَن هو ؟؟؟ - والحديث رواه البخاري - :
" امصص بظر اللات " !!!..

والعبارة كانت مسبة مشتهرة بين العرب ولكن بالأم .. فاستبدلها أبو بكر بصنمه الذي يعبده اللات !
يقول ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري : 
" وكانت عادة العرب الشتم بذلك ، لكن بلفظ الأم ، فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه ، وحمَله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار ، وفيه : جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة زجر من بدا منه ما يستحق به ذلك "
وقال ابن الوزير رحمه الله في العواصم والقواصم : 
" ولم يكن بذلك الصِّدِّيق فاحشاً ، وإن كانت كلمة فُحشٍ لما قالها غضباً لله تعالى "
وقال ابن المنيِّر رحمه الله - فتح الباري - : 
" في قول أبي بكر تخسيس للعدو ، وتكذيبهم ، وتعريض بإلزامهم من قولهم " إن اللات بنت الله ! " تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً ، بأنها لو كانت بنتاً : لكان لها ما يكون للإناث "
وقال ابن بطال رحمه الله في شرحه : 
" وخوف عروة إن دارت الدائرة فى الحرب عليه أن يفر عنه من تبعه من أخلاط الناس ؛ لأن القبائل إذا كانت متميزة لم يفر بعضها عن بعض حتى إذا كانت أخلاطًا فر كل واحد ولم ير على نفسه عارًا ، والقبيلة بأصلها ترى العار وتخافه ، ولم يعلم عروة أن الذى عقده الله بين قلوب المؤمنين من محض الإيمان فوق ما تعتقده القرابات لقراباتهم ؛ فلذلك قال له أبو بكر : ( امصص بظر اللات ) وهكذا يجب أن يجاوب من جفا على سروات الناس وأفاضلهم ورماهم بالفرار " 

والشاهد :
أن لو كان في النطق بالسوء - في مثل هذا الموقف - هنا قلة إيمان : لكان رده النبي !
ومثل ذلك قول النبي أيضا ًصلى الله عليه وسلم :
" مَن تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا " .. رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني وحسنه الأرناؤوط ..
وما هذا إلا لشدة تحريم التعصب للقوميات الجاهلية، يقول الشنقيطي في أضواء البيان : 
" فانظر كيف سمى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك النداء « عزاء الجاهلية » وأمر أن يقال للداعي به «اعضض على هن أبيك» أي فرجه، وأن يصرح له بذلك ولا يعبر عنه بالكناية. فهذا يدل على شدة قبح هذا النداء، وشدة بغض النبي صلى الله عليه وسلم له.... واعلم أن رؤساء الدعاة إلى نحو هذه القومية العربية: أبو جهل، وأبو لهب، والوليد بن المغيرة، ونظراؤهم من رؤساء الكفرة. وقد بين تعالى تعصبهم لقوميتهم في آيات كثيرة. كقوله: قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا {المائدة: 104}، وقوله: قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا {البقرة: 170}، وأمثال ذلك من الآيات " ..

-----------------------------

وأقسم بالله العظيم مرة أخرى - لاحظ أني لن أقسم على شيء فيه شك - :
أنك تؤتى من جهة قلة علمك بالدين والله ..
لا أقول حتى الفقه وكذا وكذا .. بل من أساسيات في الدين لم تتعرض لها يوما ًولو بالدراسة ..
وأرجوووووك أن تتخيل ذلك - أي حالنا بالنسبة لجهلك ببعض الأمور وهي سبب خطأك - :
بحالك أنت وأنت تصحح لمخالف هنا في المنتدى خطأه لجهله بما يتحدث فيه أو يتعرض له من أمور ..
ولا أعني بالطبع قياسك به : ولكن قياس حالك بحاله .. فتدبر ..
وارجع لنفسك بسؤالها :
هل هؤلاء القوم هنا في منتدى التوحيد يكرهون الهداية لأحد ؟؟ هل هم يكرهونني ؟؟
بل حتى هناك من الأخوة المحاورين وهو يوصينا بالعناية بك بالأمس فقط :
مَن اعتذر عن عدم التدخل في حوار معك : لأنه يعرف أنه ربما استفزك حضوره !!! وهو يرجو لك الخير ..
فهل بالله عليك رأيت صدقا ًفي طلب العناية بك مثل هذا ؟؟؟..

واعلم يا رعاك الله أن الشدة والضعف في هذا المنتدى : لهما ضوابط كثيرة ...
وأنت بنفسك إذا جلست للتفكر فيها : ستعرف أن أغلبها في محله وليس كما تعتقد ..

فمثلا ًنحن يمكن أن نتحمل منك أخطاءك الكثيرة في حق العلماء والدين والشرع في الخاص ..
حيث حديثنا حديث المناصحة والإرشاد والمفاهمة إلخ ...
وأما في العام : فوجب الرد بقوة توازي قوة الباطل الذي يُكتب ..
فإن كان السائل مستفهما ً: كان معه ود ولين في الجواب .. 
وإن كان السائل مستهزئا ًأو متبجحا ًأو يظن أنه بسؤاله يُحرج الحق إلخ :
فكانت الشدة معه بحسبه ... - لا أقصد أنك كذلك ولكن تشبيه الموقفين - ..

وأما بالنسبة لتأثرك بالصوفيين وغيرهم في حربهم على (الإسلاميين) !
فهذا قد لمسنا عنادك فيه من قبل للأسف .. 
وهذه أقولها لك كأخ لك في الله ينصحك ولا يغشك .. " المؤمن مرآة أخيه " ..
وليس أدل على ذلك من حوارنا السابق عن علي جمعة واستمساكك برأيك فيه :
رغم كل ما سمعته عنه من مخالفات تمس أصل الدين نفسه ..!!

ووالله : قد سبقتك بالكتابة عنه منذ أكثر من خمس سنوات من الآن ...
وأظن أنه لا داعي للتكرار ... - وقد كنت بسطت الرد من قبل عن شبهة قبر النبي في مسجده .. لو أحببت قراءته وضعتها لك - 

والشاهد : 
أننا من أفعالك في تقبل الحق أو رفضه - سواء وافقته أم لا - : 
نعلم مدى تمكن العناد منك لم تزل .. وأقسم بالله من جديد : أني لا أتعمد انتقاصك بألفاظي أخي ..
ولكن الأمر تعدى مرحلة التورية والتكنية والاستخفاف بالأخطاء ...
ووجب الوقوف له بالصراحة للإصلاح ...

وإن تعجب .. 
فلك أن تعجب من احتفاظك بلقب طالب علم كل هذه الفترة مع سماحية الدخول للقسم الخاص رغم كل ما بدر منك في الفترات الأخيرة .. وقد قام الإشراف والإدارة بمناقشة بعض المحاورين في ذلك - وكنت منهم - ..
وكان إحسان الظن بك دوما ًهو الغالب برجاء عودة أو أوبة تعود فيها لإخوانك نستفيد وتستفيد ..
ولكن في الفترة الأخيرة وخصوصا ًعن توقيعك الذي لم أشاهده : ورابط الفيسبوك الذي رآه بعض الأخوة :
فقد اتخذ الأمر منحىً جديدا ًللأسف ...

والله المستعان ...