التسميات

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

حوار مع الزميل الملحد نيوتن ... الجزء الثاني ..

الرد الثالث ...

1...
الزميل أبو حب أستحلفك بالله هل قرأت الموضوع وفهمته قبل أن ترد؟
أنت لم ترد على أي شيء من محتوى الموضوع
لقد قرأت الموضوع نعم ...
ولكن : مَن قال لك أن ما كتبته هو ردي عليه زميلي ؟؟؟..
وهل هذا هو أسلوبي الذي تعرفه في الرد  ؟؟؟..

أسلوبي في الرد : هو أن أفصص كلامك كله فقرة فقرة ونقطة نقطة بالاقتباس للتعليق عليها ...
فهل رأيتني فعلت ذلك في موضوعك ؟؟؟..

والشاهد :
أني قبل الرد : أردت فقط حثك على إجابة الثلاثة أسئلة التي وجهتها لك :
لفضح الخواء والإفلاس (المادي) و(التطوري) لدى الملاحدة لتفسير (أصل) و(نشأة) الأخلاق !!!!..
فهل تراني نجحت ؟؟؟..

تعال لنرى معا ًونترك الحكم للقاريء ...

2...
الموضوع يعطيك تفسير مادي بحت 1 ) لكيفية تمييز الأخلاق الجيدة من السيئة و 2) لماذا يلتزم الناس بها.
رائع .. ولأنه ((مادي بحت)) : فقد أحرجتك بسؤالي عن كيفية ظهور الأخلاق من المكونات الأولى للذرات والخلايا ((المادية البحتة)) ؟!!..
وسألتك عن (تمثيلها المادي البحت) في الحمض النووي ؟؟؟..
وكيف ظهر وتم تسجيله بشيفرات وراثية :
هل بتأثير من الخارج للداخل : باستحداث شيفرات وراثية لمعاني السعادة والصحة والرفاه ؟؟؟..
أم من الداخل للخارج بالتمثيل أولا ًعلى الحمض النووي مثل كل معجزات الصدفة والتطور بزعمكم ؟!..

فماذا كانت إجاباتك الواثقة زميلي ؟؟؟...
وكيف كان التضارب في كلامك بإمكانية تمثيل الأخلاق كلها على الحمض النووي : أو بعضها ؟؟؟؟...

الكائنات الحية تحمل نوعين من المعلومات معلومات على الدي ان اي ومعلومات في الدماغ. الأخلاق خليط من الأمرين
كما ذكرت في الموضوع كيف يميز الإنسان بين الأفعال التي تسبب الضرر الآخرين. وهذا يمكن تخزينه على الحمض النووي كما يخزن كيف تأكل وكيف تشرب.
عندما تفهم الأخلاق بالمفهوم الذي ورد في الموضوع فيصلح تطورها مثل تطور الكلام أو التفكير أو أي شيء آخر.
والتطور يتطلب تمثيلا ًتاما ًعلى الحمض النووي ؟؟؟.. أليس كذلك ؟؟؟..
ولهذا أنت قلت في الإجابة على سؤالي الثاني :

ويصبح كذلك تمثيلها في الحمض النووي أمر مادي مثل أي أمر مادي آخر.
أحسنت ...
ولكنك عدت بعدها بسطرين لتقول من جديد :

إضافة أخيرة أن الأخلاق لا يجب أن تحفظ في الدي ان اي
فما هذا بالله عليك ؟؟... أفتح الشباك واللا أقفله ؟؟؟...
ولكن لا بأس ...
سأعتبر جملتك الأخيرة التي عقبت بها على جملتك السابقة هي رأيك الأصلي والنهائي حيث قلت :

قد يكون بعضها في الدي ان اي لكن الكثير منها معلومات عقلية توصل إليها البشر بالخيرة وتوارثتها الأجيال بالتعليم
ورغم أن ذلك الكلام لا يناسب أبدا ًمفهوم التطور لأنه يتعلق بأشياء معظمها (غير مخزون في الحمض الوراثي النووي) من خبرات خارجية ومجتمعية ومع النفس والآخر :
إلا أني سأجاريك فيها : ولننظر معا ً:
كيف قمت بتفسير وجود الأخلاق كمعلومات (عقلية) توصل إليها البشر بالخبرة ؟؟؟..

3...
لقد قلت لك :

لكي يقوم الكائن الحي (الإنسان مثلا ً) باتخاذ رد فعل أخلاقي ما :
فهو يعتمد على محصلة معلوماتية سابقة لديه من حياته وخبراته وحياة وخبرات الآخرين ..
وذلك حتى يقوم بعد ذلك بالاختيار بين ما عرفته أنت بالصواب الأخلاقي والخطأ الأخلاقي بقولك :

الصواب الأخلاقي هو ما يسبب السعادة والصحة والرفاه ويقلل الضرر والمعاناة غير الضروية بينما الخطأ الأخلاقي هو ما يسبب الضرر والمعاناة غير الضروية و يقلل السعادة والصحة والرفاه
وعليه ...
فلنتخيل معا ًمخ الإنسان المادي : كالمكتبة الكبيرة ذات الصفوف والأعمدة المتقاطعة ..
ونتخيل أن كل معلومة تحصل عليها الإنسان : يتم تسجيلها وتخزينها في صورة كتاب أو كراس أو ورقة .. على حسب حجمها مثلا ً.. ثم يتم ترتيبها بعدا ًأو قربا ًمن النقطة الوسطى لهذه المكتبة : على حسب مدى أهمية المعلومة أو الذكرى أو آثارها إلخ
ثم سألتك بناء على هذه المقدمة (والتي أعدت أنت تكرارها بذكرك للخبرة إلخ) :

والسؤال الآن ...
عندما يمر بأحد الناس موقف ٌ: يتطلب منه اتخاذ قرار ٍأخلاقي معين (سواء صواب أو خطأ) ..
ما هو ذلك الشيء ((((المادي)))) الذي يتحرك في داخل دهاليز مخه وبين صفوف وأعمدة هذه المكتبة الحياتية الضخمة : ليستخلص منها مقومات اتخاذ القرار ؟!!.. ما هو ذلك الشيء الفاعل الذي يبحث في دفاتر المخ ليتخذ القرارات ؟!!!..
فماذا كانت إجابتك عن ((الفاعل)) ؟؟؟؟..
لقد أجبتني وبكل تمكن واقتدار عن ((الوسيط)) بأن تخزين الكتب في المكتبة : يتم بواسطة رفوف خشبية متينة مرقمة ومنظمة لتسهيل البحث والالتقاط على ((الفاعل)) !!..
و((الفاعل)) هو الذي يقوم باختيار والتقاط الكتب !!.. هذا يعرفه الجميع الآن !!!..

أو بمعنى آخر أنت قلت :

هذا هو ردك الوحيد الذي له علاقة بالموضوع..طريقة عمل الدماغ هي إشارات كهربية في النيورونات. والإنسان يتخذ قرار بناء على عمل هذه النيورونات، هذا يعرفه الجميع الآن.
فبالله عليك : إذا كان هذا هو ردك على الجزء الوحيد من كلامي الذي رأيت فيه علاقة بموضوعك :
فماذا لو رددت عليك موضوعك كله ؟؟؟؟؟...

ولمَن لا يعرف :
فالزميل نيوتن خبير في لوي وتغيير وتحويل دفة الحوار أو الكلام لابتعاد عن النقاط التي تفضحه !
سواء في ردوده على الآخرين : أو في ترتيب كلام مواضيعه ومشاركاته هو نفسه :
وكما سنرى بعد قليل حين أقوم بالتعليق على موضوعه ....

ومع أمثاله : أنا لا أحاوره رغبة ًفي هدايته : فهو عليل القلب والعقل معا ً!!!.. ولا يبحث عن الحق ..
إذ لو كان يبحث عن الحق :
فقد انخزلت حجته وأباطيله وشبهاته في عشرات المواضيع هنا والمشاركات مع الأخوة الأفاضل :
وعلى رأسهم أخي وأستاذي عبد الواحد ...
ولكن مثله لا توجد ذرة حياء في وجهه أن يعاود الكرة من جديد وكأننا ننسى انخزالاته السابقة !
ولكني أنخرط في حوار معه فقط :
لأواصل فضحه وشبهاته التي يضحك بها وأمثاله على الشباب الصغير والعوام والبسطاء ..
والله المستعان ...

وأما سؤالي له عن الفرق بين الغريزة والأخلاق :
فلا أحسبه أصلا ًسيجاوب عليه .. لأنه لو فعل - وإجابته ستكون خاطئة - :
فعندي له أسئلة تهدم كل نظرته (المادية) لنشوء وظهور الاثنان معا ً(الأخلاق) و(الغرائز) !
ولذلك لم يأت على ذكرها بل تهرب منها مثلما فعل مع أغلب كلامي ..

والآن ...
نعود إلى موضوعه (الفذ) لنرى ما فيه : والذي يحسب صاحبه أنه أتى من الكلام عجبا ً!

4...
أما بالنسبة لمفهوم أصل الأخلاق في الإسلام ...
فقد قلت في مشاركتي السابقة :

ونحن كمسلمين موحدين له سبحانه : نؤمن أنه ألهم كل نفس بالفطرة : فجورها وتقواها :
" ونفس ٍوما سواها : فألهمها فجورها وتقواها " .. ثم ترك لنا الاختيار حتى يكون الجزاء :
" قد أفلح مَن زكاها : وقد خاب مَن دساها " !!..

فالإنسان بفطرته عندنا في مفهوم الدين : 
مجبول على مجموعة أخلاق أساسية تعرفه الخير من الشر .. ثم تأتي بعد ذلك أخلاق مكتسبة مما أمر به الشرع أو حذر منه (يحمل المؤمن نفسه عليها حملا ًاستجابة ًلله تعالى وثقة ًفيه وفي حكمته وعدله وبره : حتى ولو كانت ضد هوى أحدنا) :
وأما مَن خاف مقام ربه : ونهى النفس عن الهوى : فإن الجنة هي المأوى " ....

إذا ً...
فالأديان لم تأت بكل الأخلاق التي لدى البشر .. < ولكن جاء بتأكيدها والإضافة لها وتخصيصها وأحوالها واختياراتها ودرجاتها إلخ > ..
وذلك لأن البشر : لديهم أصلا ًبفطرتهم معرفة أخلاق الفجور والتقوى كما ذكرت ..
حتى عند الملاحدة واللادينيين : عندهم مفهوم الأخلاق الفطري ومعرفة الفجور والتقوى ..
إذا ًالعبارة الصحيحة هي :
الله تعالى هو مصدر كل الأخلاق الحسنة : 
إما إلهاما ً: وإما تشريعا ًللحفاظ عليها وتعليمها ونشرها وتوكيدها والحساب في الدنيا والآخرة عليها ..
5...
والآن نأتي لوضع كلام الزميل نيوتن في الميزان ...

ما معنى أن السرقة خطأ مثلا ؟ ما الشيء الذي يميز الأمور الخاطئة؟ ما الشيء المشترك بين جميع الأفعال الخاطئة؟ في المقابل ما الشيء المشترك بين جميع الأفعال الصحيحة؟
سؤال جميل ؟؟؟..
وما هي إجابتك زميلي نيوتن : باعتبارك ممثلا ًلأحد الملحدين الماديين ؟؟؟...

التعريف الذي يمكن أن يوافق عليه غالبية البشر أن الصواب الأخلاقي هو ما يسبب السعادة والصحة والرفاه ويقلل الضرر والمعاناة غير الضروية بينما الخطأ الأخلاقي هو ما يسبب الضرر والمعاناة غير الضروية و يقلل السعادة والصحة والرفاه.
كلام خطأ !!!!...
ولا يوافقك عليه أغلبية البشر .. بل يوافقك عليه الملاحدة فقط أبناء الذرات والقرود ....
وإلا :
فالسعادة والصحة والرفاة : تتعارض مع قولك بعد قليل :

خلاصة ما سبق أن التزام الإنسان بالأخلاق هو أمر مبني على حاجة الإنسان.
إذ جعلت مدار إلتزام الإنسان بالأخلاق : هو (الحاجة) النفعية .. 
وذلك يفسره قولك بعد قليل :

ثانيا: لماذا علينا الالتزام بالأفعال الصواب وتجنب الخطأ؟
فالإنسان لديه القدرة الإحساس بمشاعر الأفراد الآخرين فهو عندما يرى إنسان معين في ظرف سيء يتخيل نفس ما يتعرض له هذا الإنسان من حزن أو خوف أو ألم أو جوع أو عطش وما إلى ذلك ويتمنى أن لا يقع في نفس موقف هذا الشخص ما يدفعه للمساعدة أولا حتى يخفف عن نفسه بالتخفيف عن الآخرين وثانيا آملا أن يساعده الآخرون إن تعرض لنفس الموقف. هذا هو المصدر الحقيقي للرحمة والإحساس بالآخرين في البشر
أقول :

6...
بالنظرة المادية البحتة بعيدا ًعن خيالك ولا واقعيتك :
لا أحد حينما يفعل خيرا ًما : يكون ((متأكدا ً)) ((يقينا ً)) بأنه سيحتاج نفس هذا الخير في حياته !
بل الموضوع عبارة عن احتمالات !!.. قد تقع .. وقد لا تقع !!..
أنا قد أتبرع بدمي لمستشفى : رغم أني لست متأكدا ًبأني سأوضع في موضع الحاجة لدم في حياتي ؟!!..
ثم : حتى لو سأوضع في هذا الموضع : فسيكون هناك مَن يتبرع لي من ((الحمقى)) الخلقيين - كما تسمونهم - !
فماذا يدفعني للتبرع بالدم وخسارة الوقت والجهد والشعور بالألم ؟!!!..
وكذا التبرع بكليتي مثلا ً؟!!!!!.. فماذا سيعود علي ؟؟.. وهل هو (يقين) أو على سبيل (التأكد) ؟!!..
وقس على ذلك آلاف المواقف الإنسانية والأخلاقية التي لو تم النظر إليها بنظر تبادل المنفعة : لفشلت !
وطالما الأمر تطرق إلى ((الشك)) في عود النفع :
فالمفترض ((ماديا ً)) أن لذة الابتعاد عن مثل هذه الأعمال الخيرية : هي أكبر من دافع عملها الاحتمالي المنفعة !!!..
أليس كذلك ؟!!!..
فإذا كان الأمر هكذا :
فما بالنا بالذي يموت من أجل صديقه : حبيبه : ولده أو حتى طفل لا يعرفه لينقذه من موت محقق إلخ ؟!!!..
فهل يقال لمثل هذا أيضا ً((ومن المنطلق النفعي المادي للأخلاق)) : 
أنه سيعود عليه نفعه بشيء ؟!!!..
هل سيعود عليه بنفع ما وهو ميت يا ملاحدة ييا مَن لا تؤمنون بالآخرة والثواب والعقاب ؟!!!..

7...
ولأن مثل هذه الحقائق الفطرية وهي ضرورة الاعتراف بالفطرة الأخلاقية والمراقبة الإلهية لوجود الأخلاق وتفعيل العمل بها : أقول : لأن مثل هذه الحقائق : هي واضحة وضوح الشمس عند كل إنسان ((سوي)) يعرف أن بدونها تصير الحياة غابة : كما يتخيلها الملاحدة :
فعندما أراد الزميل نيوتن ((التدليل)) على كلامه : فماذا ضرب لنا بمثال ؟!!!..
ماذا ضرب لنا بمثال على قياس مشاعر الإنسان ؟!!..
هل تذكرون رده على (الوصلات العصبية) ؟!!!..
فتعالوا اقرأه قرينه هنا حيث قال :

قد يقول البعض أن هذا يعتمد على وجهة نظرك. هذا غير صحيح فهذا ليس شيئا يعتمد على وجهات النظر بل أمر موضوعي يمكن حتى قياسه بالأجهزة فلو وضعت عقل انسان يتعرض لعذاب معين في جهاز ام ار اي مثلا فيمكن قياس حالة الدماغ أثناء هذا الألم. فالسعادة والرفاه الصحة والضرر هذه كله أشياء حقيقية لا تعتمد على وجة نظري فلا يتطلب أن أعتقد أن شخص يموت حتى يكون هذا الشخص يموت فعلا.
فبدلا ًمن أن يقول أن الإيثار والكرم والحياء والحلم إلخ : يقاس بالأجهزة :
عدل عن ذلك إلى قياس ((الألم)) !!!!..

فهل بالله عليكم : وهل الألم : هو خلق من الأخلاق ؟!!!..
أترك لكم الإجابة ...

8...
الآن سيقول قائل أن هذا تعريفك وعريفك هو أمر شخصي ذاتي وليس موضوعيا، صحيح ولكن أيضا تعريف المسلمين للأخلاق على أنها ما أمر به الله أمر شخصي. فالكل سيبدأ بتعريف لكن ما يهم هو ما يدل عليه هذا التعريف وما هو التعريف الأكثر منطقية وتماسكا. حتى لو كان هناك إله وأمر بأمور معينة فلا يوجد ما يستوجب تعريف الخطأ والصواب الأخلاقي بناء على أوامره هذه إلا إذا قمت أنت بوضع هذا التعريف بنفسك.
كلام في الهواء : لا طعم له ولا لون ولا رائحة : فضلا ًعن خلوه من المعنى !
وتعال لنقارن معا ًعلى عجالة بين بعض مظاهر الأخلاق (الدينية) وخلو اليد منها في أخلاقك المادية (المزعومة) !

>>>
ففي الإسلام مثلا ً: يحرم نظر الأب إلى الابنة أو الأخ إلى أخته : بشهوة في حال يمكن أن يختلس النظر إلى عورتها فيه : وهو على يقين من أنها لن تراه ولن يكشفه أحد !!!..
ولكن في النظرة الأخلاقية في الإلحاد : لا شيء في هذا طالما انتفعت نفس الأب أو الأخ ببعض اللذة وعرف أن لا رقيب عليه ولا حساب !!!!.. 

>>>
وفي الإسلام أيضا ً: مدح رسول الله رجلا ًسقى كلبا ًعطشانا ًفي الصحراء !!.. وقال أن لنا في كل كبد رطبة أجر !!!.. وذم امرأة ًحبست قطة (أو هرة) حتى ماتت !!!.. وذم مَن فجع طيرا ًصغيرا ًبأخذ بيضه من الشجرة !!!..
وما كان الكلب لينفع الرجل !!!.. ولا ذلك الطير الصغير !!.. وما كانت القطة لتضر المرأة !!!!.. فأين المنطق النفعي للأخلاق المادية هنا ؟!!.. أين هو إن لم يكن الإسلام يحث حثا ًعلى الرحمة التامة بغير مقابل في داخل كل إنسان ؟!!..

>>>
والخلاصة - ولأن الأمثلة كثر ويجهل بها كل مليحيد لا يعرف من الإسلام إلا اسمه والشبهات المتعلقة به - أقول : يحث الإسلام على جعل الإنسان من نفسه وضميره أولا ًرقيبا ًعليه : باستحضار الفطرة التي فطره الله عليها وتفعيلها .. والثمن : رضا الله تعالى عنه وحسن الجزاء مع الإيمان ...!
فالإسلام (أو الدين عموما ً) : 
يحترم (ذاتية) الإنسان : ويُفعل فيه (الأنا) الإنسانية التي تميزه عن الجمادات والملاحدة !!..
فأين مثل تلك المعاني السامية عند أحفاد القرود وأبناء عمومتهم ؟!!!..
فعن النواس بن سمعان الأنصاري قال : 
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم .. فقال : البر : حُسن الخلق .. والإثم : ما حاك في صدرك : وكرهت أن يطلع عليه الناس " !!.. رواه مسلم ..
فسبحان الله العظيم !!!..
بشر .............. وجمادات !
مؤمنين ................. وملاحدة !
سمو أخلاقي في الأداء ابتغاء وجه الله وتفعيلا ًلفطرة الخير .............. ومنفعة !
وحديث مماثل أيضا ًعن وابصة بن معبد قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : 
جئت تسأل عن البر والإثم ؟ قلت : نعم .. قال : استفت قلبك !!!.. البر : ما اطمأنت إليه النفس : واطمأن إليه القلب !!.. والإثم : ما حاك في النفس : وتردد في الصدر : وإن أفتاك الناس وأفتوك " !!!.. 
الله أكبر ...
هل هذا إلا إرتداد بالسائل إلى فطرته الأخلاقية التي فطر الله تعالى الناس عليها من تمييز الفجور والتقوى والبر والإثم ؟!!..
ونفس ٍوما سواها : فألهمها فجورها : وتقواها .. قد أفلح مَن زكاها .. وقد خاب مَن دساها " !!!..

والزميل نيوتن يقول لنا أن الأخلاق تتوارث كالتطور ؟!!!.. فكيف نشأ وتوارث خلق الحياء ؟!!!!..
عجيب ؟!!!..

9...
لو سألنا مثلا هل ترك الإسلام أمر خطأ أم صواب أخلاقيا؟ بناء على تعريفي هو ليس بخطأ لكن في النظرة الدينة هو خطأ لأنه فقط يخالف ما أمر به إله الإسلام.
ونحن لكي نفضح مثالك لمَن تلتف عليهم مثل هذه الأساليب أقول :
هل ترك شرب الماء وتركه نهائيا ًواستبداله بشرب البول : هل هو خطأ أم صواب عموما ً؟!!!.. ودعك من أنك عارضت أمر والدك إليك بعدم ترك الماء واستبداله بشرب البول ..
>>
فيكون الجواب عند العقلاء ومَن يعرفون أهمية الماء للإنسان :
أن ترك الماء واستبداله بالبول هو عين الخطأ !!!..
>>
وأما الجواب عند الملاحدة :
هو عين الصواب لأنه فعل شيئا ًمن نفسه ارتضاه : ولم يضر أحد !!!..

فهل علمتم الفرق ؟!!!..
الإسلام يأمر كل مَن ينتسب إليه بما يُصلح دينه ودنياه : وعلى ذلك لا يتركه إلا منكوس جاهل أو جاحد مُخرب ..
وأما الإلحاد والردة :
فلا يُبقي عليهما إلى مَن طمس فطرته بيده وترك طيب الطعام وفضل عليها النجاسات كالخنزير !!!..
فطالما (لم يؤذي أحدا ً) بحسب تفكيره : فهو في نظر الإلحاد صواب !!!..

فالزنا في الإسلام مثلا ً: ذنب ٌعظيم ..
وأما في الإلحاد فإن كان برضا الطرفين : فلا شيء عليه !!!.. حتى ولو ماتت الزانية بعد ذلك في حمل ٍببطنها : أو أسقطته فقتلته بريئا ً: أو ولدته ولفظته في الشارع ليحيا حياة ًكاملة ًبغير أب ولا أم : يلعن الخنزيرين الذين أتيا به بهذه الصورة إلى الدنيا !!!..

فهذا هو الإسلام دين الطهر والسلامة والنظر لكل النواحي بعين الاعتبار ..
وهذا هو الإلحاد دين القذارة المتستر تحت دعوى الحرية الشخصية : والذي لا ينظر أبعد من أرنبة أنفه !!!..
ذلك الإلحاد الذي يضع ((منفعة)) الإنسان هي القيمة الأولى والدافع : ثم ((المنفعة المتبادلة)) كأساس للتعامل مع الآخرين :
ثم يخلع على تلك المهزلة أسماء (السعادة) و(الرحمة) و(الرفاه) !!!!..
ولا عجب أن أكبر نسبة انتحار في العالم :
هي في دول السعادة (المادية) والصحة (المادية) والرفاه (المادية) !!!!.. مثل السويد والدنمارك واليابان الملاحدة !

10...
الآن ندخل في معضلة فهل هذا الأمر سيء لأن الله نهى عنه أم أن الله نهى عنه لأنه سيء. إن كان الأول فالأخلاق ستصبح عشوائية وأياً كان ما أمر الله به فيصبح هذا الأمر أخلاقي حتى لو سبب معاناة لامنتهية. ما يعني أيضا أن وصفنا لله أو أوامره أنها جيدة لا معنى له. وإن كان الثاني فهذا يعني أن الله يلجأ لمعايير خارجة عن نفسه ليحدد ما هو الصواب من الخطأ ،الأمر الذي يجعله مجرد رسول للأخلاق وليس مصدر الأخلاق ويجعل الألوهية غير ضرورية كمصدر للأخلاق.
لا أعرف صراحة ً: هل تختلق لنفسك عدوا ًذميما ًلكي تذمه يا زميلي ؟!!!..
القول الأول : هو للأشاعرة .. فهم مَن قالوا في التقبيح والتحسين للأشياء أنها مرتبطة بالوحي والشرع فقط .. ولا دور للعقل في الحكم عليها !!..
وكان على طرف النقيض منهم المعتزلة : فقالوا أن العقل يدرك كل حسن وقبيح حتى بدون وحي ولا شرع : وأن الله سيحاسب كل إنسان عليه حتى و لم تبلغه رسالة !
وأما أهل السنة فهم الوسط وهم الحق (وهم أهل هذا المنتدى الذين تحاورهم : فلا تهاجمنا في صورة غيرنا !)

حيث نقول أن الصدق هو حسن بالعقل والشرع معا ً.. وهكذا كل قيمة للخير : هي خير في ذاتها .. والشرع موافق لها .. ولكن : لا حساب إلا لمَن بلغته رسالات الله ..
ومن هنا يتبين لنا أن مطلق الحق ومعاني الخير والشر لا تعارض بينها وبين الله تعالى أصلا ًحتى يكون خاضعا ًلها !!!..
فلا تصدر أحكاما ًعلى افتراضات من عند نفسك زميلي ...

11...
البعض قد يلجأ لخيار ثالث ليقول أن الأخلاق هي أمور تعكس صفات الله الأزلية. هذا الجواب لا يخلو من مشاكل أولها أن صفات الله تحتوي بعض الصفات التي تعتبر لا أخلاقية عند البشر
مثل إيه يا علّامة الأخلاق في أوساط الملاحدة والبشر ؟؟؟..

كالجبار والمتكبر والمحيي المميت والنافع الضار.
بالله عليكم : هل هذا كلام عاقل ؟!!!..
حتى المحيي والنافع صارت صفات (لا أخلاقية) ؟!!!!...
اللهم لك الحمد على نعمتي العقل والدين ...!!

وأقول عموما ً: 
الصفة تكون لا أخلاقية : عندما لا توضع في محلها ...
فهل عندما تقوم الأم مثلا ًبتنييم طفلها : تكون لا أخلاقية !!.. ثم عندما توقظه تكون أخلاقية ؟!!!..
فهذا مثال تقريبي فقط لذم صفات المحيي المميت (ولا أدري ما علاقة ذلك بالأخلاق) !!!!..
ولله المثل الأعلى ...

وأما صفة المتكبر : فهي لا يستحقها إلى الله عز وجل وحده !!.. فليس متكبرا ًعلى وجه الحقيقة إلا هو .. ولا تنبغي إلا له ..

وأما صفة الضار : فمقرونة بصفة النافع : والاثنتان لبيان طلاقة قدرة الله تعالى في خلقه بحكمته وعدله ..
فمَن أراد ضره فعل .. ومَن أراد نفعه فعل .. ولا دافع لضره .. ولا جالب لنفعه : إلا بإذنه سبحانه ..

وأما صفة الجبار : فهي التي يقصم الله تعالى بها مَن يريد من خلقه .. ملحدا ًكان أو كافرا ًأو غير ذلك ..

وملحوظة أخيرة :
عند التحدث عن صفات الله تعالى : يُنظر إليهم معا ً.. فلا يُنظر للرحمة مثلا ًبغير الحكمة .. ولا للغفار مثلا ًبغير المنتقم .. وهكذا ..
وكلها صفات كمال فيه عز وجل ...

12...
بالإضافة إلى أن هذا الجواب لا يحل المعضلة بقدر ما يؤخرها خطوة. فالسؤال يبقى لماذا مثلا صفة الرحمة هي أخلاقية؟ إجابة المؤمن: لأن الرحمة تعكس صفات الله الأزلية. السؤال: ولماذا الرحمة هي صفة من صفات الله الأزلية؟ إجابة المؤمن: لأن الرحمة أخلاقية. وهكذا ندخل في الدور إلى مالا نهاية.
هذه المعضلة هي في رأس مَن اخترعها لينقضها .. والإجابة تمت في الاقتباس الذي قبله ..
ولو فطن الزميل : لوجد أن ما يذمه ويتندر عليه : هو أصلا ًوصف ما أتى به من تحليل لأصل الأخلاق عنده !!!..
مثال :
لماذا الرحمة هي خلق حسن > لأنها تجلب السعادة للنفس والآخرين > ولماذا ترتبط السعادة بالرحمة منذ الأزل أو بداية ظهورها المزعوم في سلم التطور > لأنها من الأخلاق الحسنة > ولماذا هي خلق حسن > لأنها تجلب السعادة للنفس والآخرين ..... > وهكذا ندخل أيضا ًفي الدور إلى ما لا نهاية على رأي زميلنا ........

حقا ً.........
سفسطة ملاحدة ..!

13...
قولنا أن الكذب فعل لا أخلاقي أو أن الله رحيم هي عبارات لا معنى لها في النظرة الدينية لأن معيار المسلمين لتقييم الله هو الله نفسه فالقول أن الله رحيم لا يضيف شيئا في هذا السياق أكثر من قولنا أن الله هو نفسه. وقولنا أن الله يأمر بالأخلاق لا يضيف شيئا عن قولنا أن الله يأمر بما يأمر به. هذا يمكن تطبيقه على أي أحد مثلا لو قلت أن لطفي أخلاقه كاملة، وسأل أحدهم ما معنى أن تكون كامل الأخلاق؟ الجواب هو أن تكون على نفس أخلاق لطفي. ولماذا أن تكون على أخلاق لطفي يعني أن تكون كامل الأخلاق؟ الجواب لأن لطفي أخلاقه كاملة وندخل في الدور.
بعبارة أخرى فإن القول أن الله له صفات الكمال الأخلاقي لا يختلف عن قولنا أن الله هو نفسه! هل هذا يعني أن الله مهتم بصحة الإنسان أو رفاهه أو بتقليل الضرر والمعاناة أو نشر العدل والمساواة ؟ لا! هذا يعني فقط أن الله هو نفسه! هل يمكن أن يأمر الله بأوامر تؤدي للمعاناة ويبقى هو نفسه كامل الأخلاق في نفس الوقت؟ نعم!
كذب .. وكلامك يمكن توجيهه لفرقة منحرفة كالأشاعرة أو غيرهم ...
أما أهل السنة والجماعة فقد وضحت لك الرد أعلاه ...

14...
هل الإحسان للجار أخلاقي لأنه يؤدي إلى مجتمع متماسك أم أنه أخلاقي فقط لأن الله أمر به؟
الإحسان أخلاقي - سواء للجار أو غيره : ويتضاعف ثوابه مع الجار - : لأن الإحسان خلق مفطور عليه الإنسان أنه من الخير .. 
فأما المسلم : فيجد الإسلام يحث عليه وينميه ويظهره ويُعلمه ويشجع عليه ويذكر له ثوابه في الدنيا والآخرة ..
وأما غير المسلم :
فرغم أن الإحسان في فطرته : إلا أنه يطمسه بيده إذا اتبع سبيلا ًغير سبيل الله : فيدفعه ذلك السبيل الضال إلى إيذاء الآخرين وجاره إلخ (كاليهود والتلمود مثلا ًمع غيرهم من البشر والأمم) ..
فماذا قال الزميل نيوتن ليفتري على الإسلام والمسلمين هنا ؟؟؟..
ولاحظوا أنه يقوم بتفصيل سؤال : على قد إجابة هي في رأسه مسبقا ً!!

15...
عند المسلمين هو فقط أخلاقي لأن الله أمر به حتى لو أدى لتدمير المجتمع فهو أخلاقي .
أنظروا من جديد لتناقض جملته منطقيا ً((الجزء الأخير منها بخصوص تدمير المجتمع)) !
وهذا من انتكاسة عقل الإلحاد والكفر والله !!!..
إذ كان المنطق يقضي أن يكون المثل كالتالي : وطالما سيختمه بتدمير المجتمع :

"" هل تدخين السجائر أخلاقي ؟؟.. هو أخلاقي لو أمر الله به : حتى لو أدى إلى تدمير المجتمع ""

فنجد الزميل من شدة تخبطه ورغبته فقط في تشويه الإسلام وخلط الأوراق :
لا يضبط حتى منطق جمله ولا عباراته !!.. فيتحدث ابتداء ًعن الإحسان للجار : ثم يُنهي الفقرة بتدمير المجتمع !
وكل ذي عقل يعرف أن الزج هنا بـ (تدمير) المجتمع على غير سياق ومقتضى الكلام : 
قد حمله عليه رغبته في دس التشويه لموقف المسلمين في العبارة !!!!..
فسبحان مَن يمكر بأمثاله !!!..

16...
في الإسلام الله أخلاقي فقط من التعريف ولا يوجد في الاسلام أي معنى للأخلاق خارج عما يأمر به الله لذلك مهما كانت هذا الأوامر فستوصف دائما بأنها أخلاقية. هل من المسلمين أحد يمتلك من الشجاعة الأدبية ما يكفي للاعتراف بأن القول أن الله أخلاقي لا معنى له أكثر من قولنا أن الله هو الله؟!
لدينا الشجاعة الكافية للقول لك : خذ هذه السخافات وتوجه بها لأقرب منتدى أشاعرة ..
أما المنتدى هنا فهو على منهج أهل السنة والجماعة - إن كنت لا تعرف بعد كل هذه السنين - ...!

17...
النوع الإنساني بشكل عام يسعى لتحقيق الرفاه والصحة والسعادة ليس لنفسه فقط لكن للمجتمع ككل. . أضف إلى ذلك أن الإنسان كائن اجتماعي يحتاج للتعامل مع الآخرين ولكي يستطيع الإنسان أن يكون دائرة من الأصدقاء فلا بد أن يلتزم بالأخلاق الذي تجعل الآخرين يحبون التواجد معه. جرب مثلا إن دعاك أحد لمنزله للغداء أن تخرب كل شيء ثم انتظر هل سيدعوك مرة أخرى أم لا؟ إذاً إن أردت أن يتعامل معك الآخرون بشكل جيد فلا بد من الالتزام بالقاعدة الذهبية وأن تتعامل مع الآخرين كما تحب أن يتعاملوا معك.
هذا الكلام الإنشائي = الأخلاق نسبية حسب الوسط الذي سيكون فيه الإنسان !
وأنت هنا الذي جعلت من الأخلاق (الحسنة) مرجع للتقييم بغير دليل !!!..
وإلا : 
فلو تأملنا في جملتك السابقة مثلا ً:

ولكي يستطيع الإنسان أن يكون دائرة من الأصدقاء فلا بد أن يلتزم بالأخلاق الذي تجعل الآخرين يحبون التواجد معه
فنجد - وكما قال لك الأخوة بكل بداهة - أن التي تتواجد في مجتمع محافظ مهذب متحجب : عليها أن تلتزم بخلق الستر والعفة والاحتشام ..
ولكنها عندما تنتقل إلى مجتمع متفسخ وأصحاب سوء الفتاة فيه صاحبة وعاهرة يغشاها الكل بغير حرج : فعليها أن تكون مثلهم حتى يألفوها ولا ينبذوها أو ينفروا منها !!!..
والسؤال الآن :
ما هو الخلق الصواب هنا ؟!!!..
هل لك أن تميزه بعلامة ((((ثابتة)))) لا تتغير بتغير الأماكن والأشخاص ؟!!!!..
ولو اخترت واحدا ً: فما الذي ميزه لديك عن الآخر : ما دام في الاثنين نفع لتلك الفتاة وسط مجتمعها ذلك أو ذاك : وخصوصا ًمع قبول كل ٍمن المجتمعين لكلا السلوكين وكلا الخلقين ؟!!!..
وعليه :
ينفضح عدم صحة اختيارك التالي الذي رجحت فيه أحد السلوكين على الآخر فقلت :

18...
الإنسان ينجذب للأشخاص اللطفاء الرحماء الكرماء الأوفياء الصادقين ويشعر بالاطمئنان والسلام حولهم وينفر من القساة البخلاء الكذابين..الخ ويشعر بالخوف حولهم،
أقول : كلام عير صحيح .. فمجتمعات العصابات والسفاحين والمخمورين والشواذ والمغتصبين ومجرمي الحرب إلخ : يحبون ما ذممته أنت هنا !!!.. وعلى مَن يريد الالتحاق بهم صديقا ًومرغوبا ًفيه : أن يتحلى بالفسق والفجور مثلهم !!..

19...
لذلك إن أراد أن يكون مع الصنف الأول فلا بد أن يتحلى هو نفسه بنفس الصفات. أخيرا فأكثر إنسان يتواجد معه الإنسان هو نفسه لذلك فهو يحتاج أن يكون هذا الشخص الذي يتواجد معه دائما من الناس الذين ينجذب إليهم ويطمئن بهم وليس ممن ينفر منهم. خلاصة ما سبق أن التزام الإنسان بالأخلاق هو أمر مبني على حاجة الإنسان.
لا زميلي .. بل الخلاصة أن التزام الإنسان بالأخلاق (وبنظرتك المادية الإلحادية) :
هو أمر نسبي يختلف باختلاف الأفراد والمجتمعات : ولا خير مطلق فيه ولا شر : بعكس الإسلام !!!..
فلا تتهرب بتزييف الحقيقة بإطلاق نتائج وخلاصات لا تمت لطرحك بصلة !!!..
فمثل هذه الألاعيب : قد تخدع بها مَن يقرأون للملاحدة بغير تفكير ..
وأما المتدينين وطلاب العلم الشرعي : فلا ..
ومَن لم يجعل الله له نورا ً: فما له من نور " ...

20...
قالآن سيعترض البعض أن هذا الإلزام مبني على حسابات عقلية وليس على إلزام أخلاقي غير مبني على أمور مادية. وأن الإلحاد وإن أعطانا إلزام عقلاني مبني على سؤال (ما هو الحال؟) فإنه لا يوفر إلزام أخلاقي مبني على سؤال (ماذا ينبغي أن يكون عليه الحال؟). هنا لا بد من التوضيح أن ما يسمى بالإلزام الأخلاقي غير المبني على أي شروط مادية ما هو إلا شيء تخيلي لا وجود له في أرض الواقع حتى لو كان هناك إله فلا يمكن الحصول على إلزام أخلاقي غير مشروط منه.
ماشاء الله !!.. يعني وصل التضليل وبعد أن ملأت موضوعك بافتراضات من عندك وردودك عليها :
أن تفترض أن حتى وجود إله : يعني كذا وكذا !!!..
فلنتابع ...

21...
الإسلام يقول أن هناك خالق خلقنا و أعطانا أوامر بناء على ما يتمتع به من صفات. لكن كل ما سبق لا يتحدث إلا عن (ما هو الحال؟) وليس (ما ينبغي أن يكون عليه الحال). كل قصة الإسلام لا يمكن أن تفسر لماذا أوامر الله ملزمة بدون شروط؟
وهل قال لك أحد المخابيل أن (الإله) في الإسلام هو إله قاصر ؟!!.. طفل صغير ؟!!.. سفيه غير حكيم ؟!!!..
سبحان الله عما يصف الجاهلون والمتبجحون !!!..
لا يا زميلي ...
أوامر الله تعالى ونواهيه ملزمة للمسلمين في الإسلام : لأنهم آمنوا به :
ربا ًوإلها ًخالقا ًحكيما ًخبيرا ًعليما ًعادلا ًقديرا ً!!!!!..
فهل لديك اعتراض ؟!!!..
فعن هذا يجب أن تتحدث .. وليس أن تملأ موضوعك بافتراضات من رأسك ومن عندك على لساننا وعلى ديننا ومنهجنا :
لتجيب عليها إجابات من عندك أيضا ًسابقة التجهيز !!!..

22...
بالتأكيد أوامر الله ملزمة (إذا) أردت أن تنجو من النار أو (إذا) أردت أن تدخل الجنة أو (إذا) أردت أن تطيع الله
ما تذكره هنا زميلي هو جزء فقط من الإجابة : وأما الأصل :
فهو ما ذكرته لك بالأعلى وأغفلت أنت ذكره عمدا ًفي تدليسك بحديثك عن الله في الإسلام - قمة الأخلاق النفعية الصراحة ! - 

23...
لكن هذا سيعيدنا إلى مربع الإلزام المشروط بحسابات عقلانية. قولنا أن الله أمر بعدم الارتداد عن دينه لا يعطي أي إلزام أخلاقي هو فقط يتحدث عن ما هي الحالة ولا يمكن أن يستمد منه أي إلزام أخلاقي كما لا يمكننا أن نستمد إلزام أخلاقي من أن قانون المرور يمنع عبور الإشارة الحمراء فالقضية ليست القانون لكن لماذا وُضع القانون؟ والمشاكل المترتبة على قطع الإشارة الحمراء وهذه أمور عقلانية. الإلزام الأخلاقي كما يريد الألوهيين تعريفه ببساطة غير موجود لا في الأديان ولا في الإلحاد. إنه مجرد خيال،
يا خياااال !!.. أقصد : يا سلاااام !!!..
ولا أعرف صراحة ًنوعية (الألوهيين) الذين تجالسهم أو تعرف دينهم !!!!..
بل بدأت أشك في تسرب البوذية والهندوسية والنصرانية إلى مواقع الإلحاد فينتقدونها على أنها الإسلام !!!..
والله الشافي ...

24...
هناك فقط إلزام عقلاني والإصرار على ضرورة وجود معايير متسامية غير مادية وغير مشروطة هو أمر يدين صاحبه ومرجعيته أولا قبل الآخرين لأنه يطالب بشيء لا يستطيع هو نفسه بمرجعيته أن يوفرها.
الادعاء أننا نحتاج معايير أخلاقية متسامية غير مادية غير مشروطة لنضع حقائق أخلاقية موضوعية لا يقل سذاجة عن القول أننا نحتاج معايير طبية متسامية غير مادية غير مشروطة لنضع حقائق عن صحة الإنسان. الأخلاق هي علم تحقيق الرفاه الاجتماعي والمجتمعي كما أن الطب هو علم تحقيق الرفاه الفسيولوجي. الحقائق الأخلاقية هي مثل الحقائق الطبية موجودة وموضوعية. هناك أمور أخلاقية موضوعيا علينا فعلها وأمور لا أخلاقية موضوعيا علينا تجنبها بناء على كون هذه الأمور مفيدة أو مخربة.
وماذا سيقول ملحد (مادي) غير هذا الكلام ليضحك به على العوام !!!..
وحقيقة ً...
من ضمن عشرات النقاط التي تهربت من الإجابة عليها في أسئلتي لك من المشاركة السابقة :
كان بودي فقط أن تعطيني مثالا ًواحدا ًعن بلد ما أو جماعة أو حتى أفراد مشهورين :
يطبقون خرافاتك هذه عن (مادية) الأخلاق !!!!..
وذلك حتى يتسنى لنا وضعهم تحت المجهر هنا كنماذج عملية :
لنفضح بهم حقيقة الإلحاد الأجوف والمنفعة الأخلاقية فيهم ...
والله المستعان ..

والحمد لله على نعمة الإسلام ..